النتائج الحتمية للنضال التراكمي
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
كان المناضل العربي الفلسطيني الدكتور جورج حبش يُردد عقيدته النضالية وقناعته في مقولة: "إنَّ نضالنا مع العدو سيمتد إلى مائة عام، وعلى قصيري النفس أن يتنحوا جانبًا من الآن".
الثورات والنضال والمقاومة علوم وتخصصات وليست نزوات عابرة، ولا مطلب جاه شخصي أو جماعي، لهذا أفرد الغرب الاستعماري في مراكز بحوثه وجامعاته تخصصاً دقيقاً يسمى بـ"علم إفشال الثورات"؛ لأنَّ الرأسمالية المتوحشة هي الوصفة الجاهزة على الدوام لتفجير الثورات، لما تحمله هذه المنظومة من أدوات ظلم وطبقية وإكراه، رغم ملمسها الظاهر الناعم ولحنها الجميل في دغدغة مشاعر الضعفاء من دعاة الدعة والعلف باسم الاستقرار.
الاستعمار اليوم لم يعد جحافل جيوش وضباط ومندوبين ساميين يقررون أمر الدول والشعوب، وينهبون ثرواتهم بوضع اليد والقهر المُنظم؛ بل أدوات تُكرِّس التبعية والانبهار إلى حد التقليد فالتطابق فالانصهار. وقضية فلسطين ليست قضية احتلال فحسب؛ بل منظومة احتلال متكاملة، ظاهرها احتلال عسكري استيطاني، وباطنها إلغاء أمة من الوجود.
والمتأمل بعمق في السلوك الصهيوني ورعاته منذ احتلال فلسطين عام 1948م، يرى حجم ما صاحب هذا الاحتلال من سرديات مضللة، بأحقية الكيان بفلسطين، وفرض ثقافة القوة الغاشمة على أمة ممزقة تفتقر إلى أدنى أسباب القوة المادية، في التصنيع والزراعة والأمن الغذائي، والأهم من ذلك مفهوم الأمن القومي العربي والمصير المشترك للأمة.
الواعون- على قلتهم- بخطورة الكيان الصهيوني كمشروع غربي في قلب الأمة، فهموا مبكرًا أن فلسطين هي البداية وليست النهاية لإخضاع الأمة وتطويعها خوفًا وطمعًا، بينما فسر الحالمون حالة فلسطين بأنها حالة احتلال أربكت المشهد العربي وأعاقت تنميته وتضامنه وأرقت استقراره، ولا بُد من التسليم بقوة العدو ورعاته والإقرار بحقه في فلسطين، بحجة "الواقعية السياسية" واختلال توازن القوى بين عرب زماننا والغرب.
لهذا كانت جهود النضال عادة تجابه بالتخاذل أحيانًا والدعم الخجول أحيانًا أخرى، حتى حلت علينا كامب ديفيد وثقافتها البائسة، فقمست العرب بين مُطبع وشبه مُطبع وقليل مناضل، وهذا ديدن الحق ونصرته دائمًا.
تدويل النضال الفلسطيني كان وبلا شك وبالًا على القضية رغم صدق نوايا بعض المُدَوِّلِين، ولكن التدويل نزع السيطرة من أصحاب القضية وأضعف موقفهم إلى حد كبير، وما أضعف المقاومة الفلسطينية أكثر كان تواجدها وانطلاقها النضالي من جغرافيات ليست لها، الأمر الذي سبب لها ولتلك الجغرافيات خسائر وضغوط وحرج كبير، وجميعنا يعلم مصير فصائل المقاومة في عدد من الأقطار العربية عبر مسيرة تاريخها النضالي.
اليوم ينطلق النضال الفلسطيني من قلب فلسطين، ومن جوار فلسطين الحيوي كذلك والمتمثل في جنوب لبنان، وبالنتيجة فإنَّ المعطيات انقلبت، والمفاهيم اختلفت؛ بل وحتى العقائد القتالية مُشبعة أكثر من ذي قبل بالتفاني النضالي في سبيل الأرض والعرض. ولا شك أن فصائل المقاومة بفلسطين اليوم هي امتداد لنضال جيل الـ48 وما قبله من مناضلين، ومن تلاهم كذلك، لهذا كانت ثأراتها اليوم عظيمة وقوية بقدر تلك السجلات والتضحيات الخالدة في سبيل فلسطين؛ بل وفي سبيل الأمة العربية بكرامتها وشرفها وكبريائها الذي تمثل رمزيته التاريخية اليوم فلسطين وليس سواها.
فلسطين الأمس واليوم ليست جغرافيا عربية لقوم عرب؛ بل رمزية تاريخية تحمل كل الشرف والكبرياء العربي، والانتصار لها لا يعني عودتها الطبيعية للحضن العربي فحسب؛ بل عودة الوعي العربي بكله، وشفاءه التام من جميع أعراض وسموم احتلال وتغرير وتزييف وعي لأكثر من عشرة عقود عجاف.
قبل اللقاء.. أعجبني أحدهم حين قال: "إن زوال فرعون لم يكن بالغرق؛ بل حين ولادة سيدنا موسى عليه السلام".
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
برعاية محمد بن راشد وبمشاركة 8000 إعلامي.. «قمة الإعلام العربي 2025» فـي دبي اليوم
دبي (وام)
أخبار ذات صلةبرعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تنطلق اليوم «الاثنين» في دبي أعمال «قمة الإعلام العربي 2025»، وتستمر أعمالها حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري، بمشاركة لفيف من كبار الشخصيات والرموز والقامات السياسية والإعلامية ورؤساء التحرير وقيادات المؤسسات الإعلامية، وصُنّاع المحتوى والمؤثرين وخبراء التكنولوجيا الإعلامية، والأكاديميين، ونحو 8000 من الإعلاميين والمعنيين بقطاع الإعلام من داخل الدولة ومختلف أنحاء العالم العربي.
ورحبت منى غانم المرّي، نائب الرئيس، العضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، رئيسة اللجنة التنظيمية لقمة الإعلام العربي، بجميع ضيوف القمة من مختلف الدول العربية ومن حول العالم، في الحدث الأبرز على خريطة الإعلام العربي، لتجديد الحوار حول مقومات النهوض بقطاع الإعلام، في ضوء المستجدات المحيطة، سواء على صعيد الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، أو على خلفية التطور التقني الهائل، لاسيما تطبيقات الذكاء الاصطناعي على مستقبل القطاع.
وقالت: «على مدار أكثر من عقدين من الزمان، ناقش منتدى الإعلام العربي، النواة التي انطلقت منها قمة الإعلام العربي، أهم القضايا والمستجدات المتعلقة بقطاع الإعلام، سواء تأثيراً أو تأثراً، إلا أن سرعة التحولات المحيطة، لاسيما على الصعيد التقني، باتت تتطلب تجديد الحوار برؤية مختلفة ومقاربات تأخذ في الحسبان المعايير الجديدة التي فرضها هذا التطور، وما يستدعيه من سرعة موازية في تحديث القدرات وفق آليات واستراتيجيات تضع الشباب في قلب عملية التطوير».
كما أعربت منى المرّي عن ترحيبها بالفائزين ضمن «جوائز الإعلام العربي» و«جائزة الإعلام للشباب العربي»، و«جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب» من داخل الدولة ومختلف البلدان العربية، معربة عن خالص التهنئة لجميع الفائزين الذين سيتم تكريمهم تباعاً على مدار أيام القمة الثلاثة، مؤكدة أن منصات التكريم المدرجة تحت مظلة قمة الإعلام العربي، باتت اليوم الهدف الذي يصبو إليه كل صاحب عمل مبدع في المجال الإعلامي، أملاً في الوصول إلى منصة التكريم ضمن أهم محفل عربي يحتفي بالتميز الإعلامي في العالم العربي. وتتشرف القمة بمشاركة نخبة من كبار الشخصيات العربية في مقدمتهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ودولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني، الدكتور نواف سلام، ولفيف من الوزراء وكبار المسؤولين وقيادات أبرز المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية.
إطلاق منتدى الأفلام
ستشهد قمة الإعلام العربي 2025 إطلاق منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية، والذي ستعقد أولى دوراته تزامناً مع قمة الإعلام العربي 2025، بتنظيم مكتب دبي للأفلام والألعاب الإلكترونية، كما سيتم خلال القمة إطلاق النسخة المطورة من «تقرير نظرة على الإعلام العربي.. رؤية مستقبلية» كمرجع موثوق يمكن للقائمين على قطاع الإعلام وصناع القرار فيه الاستعانة به في وضع خطط التطوير خلال المرحلة المقبلة. وتتضمن الأجندة المكثفة للقمة على مدار أيام انعقادها الثلاثة أكثر من 175 جلسة رئيسية وما يزيد على 35 ورشة عمل تقدمها كبريات المؤسسات الإعلامية والمنصات الرقمية العالمية، فيما يشارك في القمة ومن خلال جلساتها المختلفة أكثر من 300 متحدث من المنطقة والعالم، فيما تستضيف قمة الإعلام العربي ضيوفاً ومشاركات من 26 دولة في المنطقة والعالم. كذلك ستشهد توقيع مجموعة من اتفاقيات التعاون والشراكة بين مؤسسات عربية وعالمية، وجلسات إعلامية مغلقة مع كبار الشخصيات، فضلاً عن عقد 4 خلوات إعلامية تهدف للوصول إلى تصورات لمستقبل تطوير قطاعات إعلامية مهمة، تشمل قطاع التلفزيون والصحافة المطبوعة والمنصات الرقمية والبودكاست.