مع عودة الحجيج إلى أرض الوطن، أعلنت المملكة العربية السعودية، عن نجاح موسم الحج، رغم الأعداد الكبيرة هذا العام، والتحديات المتعلقة بارتفاع درجات الحرارة، مؤكدة أن العمل سيبدأ فورًا للترتيب لحج العام المقبل، ليكون أكثر تنظيمًا، وتلافيًا أى سلبيات قد تحدث.
ورغم الجهود الكبيرة التى بذلتها المملكة، إلا أن الحجاج واجهوا خلال أداء مناسك الحج خلال الموسم المنقضى، درجات حرارة شديدة الارتفاع، وصلت فى الظل إلى 51.
ومع اختتام الحجاج للمناسك، أفاد كثير من التقارير بأن الحصيلة الإجمالية للوفيات خلال موسم الحج المنقضى، تجاوزت الـ900 شخص، غالبيتهم مصريون، ومعظمهم لأسباب مرتبطة بالحر، وأضافت أن كثيرين ظلوا لفترة يبحثون عن أقربائهم المفقودين.
أما وزارة الداخلية، فقد ذكرت فى بيان رسمى لها، قبل أيام، أن مصدر أمنى ببعثة الحج المصرية أكد عدم وجود مفقودين من الحجاج المصريين «القرعة، السياحة، التضامن»، المسجلين ضمن المنظومة الخاصة بالبوابة المصرية الموحدة للحج، مشيرًا إلى أن الحجاج المفقودين غادروا البلاد لأداء فريضة الحج بمعرفتهم الشخصية.
لعل ما نود الحديث عنه، وشغل الكثيرين، هو أن العديد من المصريين حصلوا على تأشيرات زيارة وذهبوا بطريقة غير شرعية لأداء الحج لهذا العام، حيث تعرضوا للكثير من المصاعب منذ وصولهم إلى السعودية، وبالتالى قامت السلطات السعودية بدورها وتنفيذ قوانينها، على هؤلاء، بمجرد وصولهم إلى المطارات، وقيامها بترحيل المخالفين إلى جدة، فضلًا عن معاناة المخالفين فى صعوبة التنقل والتحرك، وتعذر علاج الكثير منهم، ما أدى إلى حالات كثيرة من الوفيات والفقدان.
كما نود التأكيد أن هؤلاء من أهالينا البسطاء وقعوا ضحية نصب وإغراءات من جانب بعض الشركات السياحية والسماسرة الذين أوهموا لهم إمكانية الحج بأقل التكاليف من خلال تأشيرات الزيارة، ما أدى إلى وقوعهم فى مخاطرة عدة.
الآن، يجب تحديد مسئولية معاناة المواطنين المصريين من حاملى تأشيرات الزيارة، ومحاسبة جميع المسئولين عن ذلك، فى ظل غياب الرقابة الصارمة جانب وزارة السياحة على الكيانات والشركات السياحية التى سعت إلى تحقيق أرباح على حساب معاناة المصريين والتى أوهمت لهم بالسماح لحاملى تأشيرات الزيارة بأداء مناسك الحج.
نعتقد أنه يجب محاسبة المقصرين، والعمل على تلافى ما حدث، لأن الأمر يحتاج إلى مصارحة ومكاشفة، وعدم إغفال أسباب الكارثة التى حلت بالكثيرين، وأن نمتلك من الشجاعة، ما يجعلنا نصوب الوضع الكارثى، الذى يواجهه المصريون، فى ظل القوانين السعودية المنظمة للحج والعمرة.
لقد آن الأوان، أن نتخذ من الإجراءات الحاسمة والصارمة، لعدم تكرار ما حدث، وعدم ترك أداء الفريضة للغة السوق والمضاربة والمتاجرة، وأن نعيد النظر فى تشديد العقوبات التى يتضمنها القانون المنظم لعمل الشركات السياحية، وقانون البوابة المصرية للعمرة، وقانون تنظيم الحج.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشركات السياحية رضا سلامة ارتفاع درجات الحرارة
إقرأ أيضاً:
السعودية تكشف عدد الحجاج القادمين إليها حتى الآن
أكدت وزارة الحج والعمرة السعودية أن عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة إلى الأراضي المقدسة حتى تاريخ 21 من شهر ذي القعدة بلغ 607,747 حاجاً، بنسبة دخول وصلت إلى 42% من إجمالي التأشيرات المصدرة لهذا العام 1446هـ.
وذكرت الوزارة في بيان لها أن أغلبية الحجاج دخلوا عبر المنافذ الجوية، بواقع 589,289 حاجاً، فيما استقبلت المنافذ البرية 17,036 حاجاً، والبحرية 1,422 حاجاً، وذلك في إطار خطة تشغيلية متكاملة تسهّل استقبال ضيوف الرحمن عبر مختلف المنافذ.
وشددت الوزارة السعودية على أن عمليات الاستقبال تسير بانسيابية عالية، بفضل الجاهزية الكبيرة لجميع الجهات المشاركة في منظومة الحج، استعداداً لبلوغ الذروة خلال الأيام المُقبلة.