كولونيا (د ب أ)
قال هاري كين، قائد المنتخب الإنجليزي لكرة القدم، إن بإمكان منتخب بلاده أن يفخر بتصدره مجموعته في بطولة أمم أوروبا «يورو 2024»، ولكنه شدد على أن هناك «المزيد سيأتي»، حيث ينتقل الفريق الذي يدربه جاريث ساوثجيت لمرحلة، حيث يكون بها كل شيء مهماً.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية «بي.أيه.ميديا»، أن بعد ثلاث سنوات من احتلاله وصافة البطولة القاري، فإن الطريق لبرلين يبدأ بتصدر المجموعة بشكل غير مقنع، وربما مثيرة للقلق في بعض الأحيان.
واستهل المنتخب الإنجليزي حملته في البطولة بفوز صعب على صربيا بهدف، قبل أن يتعادل مع الدنمارك وسلوفينيا، حيث انطلقت صافرات الاستهجان بعد انتهاء المباراتين.
هناك أجواء سلبية تحيط بالفريق، ولكن النقاط الخمس التي حصدها الفريق أثبتت أنها كافية للتأهل لدور الـ16 كأول المجموعة الثالثة.
وقال كين: «أعتقد أن بإمكاننا أن نفخر بإنهاء المجموعة في الصدارة».
وأضاف: «ليس من السهل في هذه البطولات الكبرى، مثلما حدث مع دول أخرى، دول أخرى كبيرة، لم تتمكن من تصدر مجموعاتها، لذلك يمكننا وبكل تأكيد الاستمتاع بما حققناه».
وأضاف: «كانت مباراة صعبة، أعتقد أنه على الأرجح كان أفضل أداء لنا في مبارياتنا الثلاث، ينقصنا فقط بعض السحر في الثلث الأخير، ولكن هذا سيأتي. استمتعنا وانتقلنا للدور التالي».
ولن يواجه المنتخب الإنجليزي أي فريق تصدر مجموعته حتى الوصول للدور قبل النهائي، حيث سيكون على موعد في دور الـ16 مع أحد أفضل أربعة فرق احتلت المركز الثالث.
وقال كين لهيئة الإذاعة البريطانية: «أياً كان من سنواجهه ستكون مباراة صعبة، حيث أظهرت هذه المجموعة قوة كل الفرق، لا توجد مباراة سهلة الآن في مثل هذه البطولات».
وأضاف: «من ثم فنحن نتواجد في الأدوار الإقصائية حالياً، أهم جزء في البطولة، حيث يصبح كل شيئاً مهماً، لذلك نتمنى أن نتمكن من بناء بعض الزخم للمضي قدماً في الأدوار الإقصائية».
ويمكن للمنتخب الإنجليزي أن يواجه نظيره الهولندي في عطلة نهاية الأسبوع المقبلة بجيلسنكيرشن، ويثق كين أنهم سيكونون قادرين على الصعود لمستوى أعلى في الأدوار الإقصائية.
وقال: «أعتقد أنه إذا نظرت للبطولات السابقة، بالتأكيد سترى أننا بدأنا لعب القليل من أفضل مبارياتنا في الأدوار الإقصائية».
وأضاف: «في بطولة أمم أوروبا الأخيرة أمام ألمانيا، وأوكرانيا، ومن ثم الدنمارك، حتى في كأس العالم أمام السنغال في أول الأدوار الإقصائية، لذلك بالتأكيد سيأتي المزيد».
وقال: «أعتقد أن دائماً ما يكون الهدف مع بداية بطولة، هو عبور دور المجموعات، لا تريد أن تتعرض لأي أمور سيئة، وتجد نفسك في المركز الثالث في انتظار ما سيحدث، وأنهينا المجموعة في الصدارة، حققنا هدفنا».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كأس أمم أوروبا يورو 2024 هاري كين إنجلترا ألمانيا
إقرأ أيضاً:
فوضى “نتن ستان”.. السحر في حضرة الساحر!
الثورة / يحيى محمد
ضمن المشهد السياسي المعقد لقطاع غزة، وحيث تتشابك الخيوط وتتعقد المؤامرات، تتجلى لنا قصة “أبو شباب” وميليشياته المسلحة، كنموذج صارخ لمقولة “السحر ينقلب على الساحر”. فما بدأ كمناورة استراتيجية ذكية لضرب عصفورين بحجر واحد، تحول إلى مسرحية عبثية تثير الضحك تارة والسخرية تارة أخرى، وتكشف عن عُمق التخبط في المستنقع الفلسطيني.
من تاجر مخدرات إلى “مؤمّن مساعدات”
القصة تبدأ مع ياسر أبو شباب، ابن العائلة البدوية الفقيرة من شرق رفح، الذي يبدو أنه قرر مبكراً أن الطرق التقليدية للنجاح لا تليق بعبقريته. فبعد تركه الدراسة، لم يجد أفضل من تجارة المخدرات، لاسيما الحشيش والحبوب المؤثرة عقلياً، ليبني إمبراطورتيه الصغيرة. لكن العبقري الحقيقي لا يتوقف عند هذا الحد، بل يطور نفسه! فسرعان ما ارتقى أبو شباب ليصبح “مؤمّناً لشاحنات المساعدات الإنسانية” التي تدخل القطاع.
يا لها من مفارقات! الرجل الذي كان يبيع ما يذهب العقول، أصبح “يؤمّن” ما يذهب إلى البطون الخاوية. وبالطبع، فإن “التأمين” في قاموس أبو شباب يعني “سرقة البضائع ونهبها بمنهجية”. حتى أن صحيفة “واشنطن بوست” كشفت أن اسمه ورد في مذكرة داخلية للأمم المتحدة بوصفه يقود جماعة مسؤولة عن نهب منظم وواسع للمساعدات الإنسانية. كما أشارت إلى أن مجموعته ظهرت بداية تحت مسمى “جهاز مكافحة الإرهاب”، ثم غيرت اسمها إلى “القوات الشعبية” في أيار /مايو 2025. فليستمر التصفيق لهذا “البطل” الإنساني!
جيش الظلال.. عندما يجتمع الإرهاب والنهب
بعد أن أكد المسؤولون الصهاينة، بكل فخر، تسليح ميليشيا فلسطينية تعمل ضد حماس – كتكتيك مبتكر! – بدأ القناع يسقط عن مسمى “القوات الشعبية” التي أسسها أبو شباب. فالميليشيا، التي تضم نحو 300 مسلح، بعضهم “سجناء محررون” من سجون حماس (مرحباً بالحرية: لنعد إلى الإجرام!), لا تكتفي بمواجهة حماس. لا يا سادة، فالأمر أكبر من ذلك بكثير.
الصورة تتضح، هذه ليست قوة ضد أحد، لأنها- في الأصل- جماعة مسلحة ومن صنائع الموساد الصهيوني، ولها سجل حافل بـالنشاط الإرهابي على الشريعة المدجنة صهيونياً، وارتباطات لا تخفى على أحد بـتنظيم داعش الإرهابي، بالإضافة إلى سجل إجرامي يجعل “آل كابوني” نفسه يصفق له بحرارة.
ومن أبرز شخصيات هذه الميليشيا “المحترمة” نجد عصام نباهين، الذي قاتل مع داعش في سيناء ضد الجيش المصري، ثم عاد إلى غزة ليُسجل إطلاقه صواريخ على الكيان المحتل “دون التنسيق مع حماس”. يا له من فوضوي! أما الآخر فهو رسن الدهيني، شقيق “شهيد داعش” وليد الدهيني، والذي شارك في اختطاف جلعاد شاليط عام 2006، وهو الآن جزء من الميليشيا الجديدة، بالرغم من كونه عضواً رسمياً في حركة فتح. فتح وداعش والصهاينة، يا لها من مخضريه صهيونية التجانس!
فتحستان… أم فوضى ستان؟
رغم تصريحات المجرم بنيامين نتنياهو بأنه “لن يكون هناك فتحستان في غزة”، إلا أن مصادر في السلطة الفلسطينية تؤكد أن ميليشيا أبو الشباب تتلقى رواتبها من السلطة، برعاية شخصية من بهاء البلوشة، ضابط المخابرات الفلسطيني الكبير في غزة. هل نحن في مسلسل هزلي؟ فالسلطة تدفع لتاجر مخدرات سابق يطلق صواريخ على الكيان وينهب المساعدات الإنسانية!
ويقول مصدر أمني رفيع المستوى في السلطة الفلسطينية، بجدية تامة، إن هذه القوة المسلحة “تحظى بدعم الكيان والسلطة الفلسطينية والقيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان في الوقت نفسه ــ في حين تعمل علناً ضد حماس”. إنها قوة سحرية، تدعمها كل الأطراف، وتقاتل كل الأطراف!
السحر في حظيرة الساحر
وفي ختام هذه الملحمة الساخرة، نجا أبو شباب من محاولة اغتيال دبرتها حماس في المستشفى الأوروبي بخان يونس، بينما قُتل اثنان من رفاقه – شقيقاه – في الكمين!
ولم يكتمل المشهد إلا بكشف أفيغدور ليبرمان، رئيس ما يسمى بحزب إسرائيل بيتنا، عن تسليح سلطات الاحتلال لميليشيا أبو الشباب. وبعد النشر، اضطرت الرقابة للسماح بنشر بعض التفاصيل. ليخرج كبير المجرمين الصهاينة نتنياهو معلقاً بأن الخطوة جاءت بناءً على نصيحة مسؤولين أمنيين، متسائلاً ببرود: “ما العيب في ذلك؟ إنه أمر جيد فحسب. إنه ينقذ أرواح” من أسماهم بـ”جنود جيش الدفاع الإسرائيلي”. ثم اتهم ليبرمان بأن تسريبه “لم يُفد حماس إلا بالخير”.
يا له من عالم! ففي الوقت ذاته، ذكر ياسر أبو شباب أنه لا يتلقى تمويلًا من السلطة الفلسطينية، كما نفى عمل جماعته مع الاحتلال، قائلًا: “نحن لا نعمل مع إسرائيل؛ هدفنا حماية الفلسطينيين من إرهاب حماس”، وفق قوله.
ويعارض أبو شباب سيطرة حركة حماس على حكم قطاع غزة، واصفًا إياها بأنها “سيطرة غير مقبولة” من الشعب والحكومة. ويرغب ياسر أبو شباب في إبعاد حركة حماس عن السلطة في قطاع غزة وتولي الإدارة بدلًا منها؛ قائلًا: “لدي طموحات كبيرة للتوسع في مناطق أخرى تسيطر عليها حماس حاليًا بالقوة والسلاح، لتحرير الناس من هذا العبء”، معتبرًا أنه “طموح كبير، ولكنه صعب”.
ورغم نفيه عقد أي لقاء مع أي جهة إسرائيلية خلال العام الماضي، فإنه في الوقت ذاته لم يستبعد إمكانية التنسيق مع جيش الاحتلال، قائلًا: “إذا تم أي تنسيق (مع الجيش) فسيكون إنسانيًا، لصالح شعبنا في شرق رفح، وسيتمّ عبر قنوات وساطة”، وفق زعمه.