العمل الخيري.. تواصلٌ وشراكةٌ
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
محمد رامس الرواس
وسط أجواء خريفية بديعية في ولاية صلالة الرائعة، انطلقتُ مُبكرًا رفقة زملائي المشاركين في تنفيذ ملتقى الفرق واللجان الخيرية والتطوعية بمُحافظة ظفار، والذي عُقد يوم الأربعاء تحت رعاية كريمة من صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار، الذي لا يتوانى عن دعم أي مبادرة تستهدف تنمية الإنسان والوطن.
وخلال توجُّهي إلى مقر انعقاد الملتقى، تراءَى لي مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة تحت زخات الرذاذ، في أبهى حُلة، خاصة وهو يستقبل رؤساء الفرق الخيرية والتطوعية بولايات محافظة ظفار والضيوف والمدعوين. وكان من صميم أهداف الملتقى أن يجتمع تحت مظلته رؤساء الفرق الخيرية بولايات المحافظة؛ لكي يتلقُّوا مزيدًا من التدريب والمعرفة فيما يقومون به من أعمال خيرية وتطوعية وينقلونها بالتالي إلى ولايتهم.
لفت انتباهي حرصهم الطيب على أن يكونوا مستمعين أكثر من أن يكونوا متحدثين أو يخوضوا في طرح التحديات والمصاعب الآنية التي تواجههم في ولاياتهم، خاصة أن هذه النسخة الأولى للملتقى. وكان اهتمامهم بما عُرِض من أوراق عمل وتجارب لمؤسسات عمانية خاضت تجارب في هذا المجال ونجحت فيها باقتدار، منها دار العطاء العمانية وجمعية بهجة للأيتام، الذين كانوا متواجدين، من خلال تقديم الدكتورة شمسة بنت حمد الحارثية مدير عام دار العطاء لورشة عن استراتيجيات العمل الخيري والتطوعي في الصباح الباكر، ومن ثم تقديمها عرضًا مرئيًا للتعريف بدار العطاء، وما تطرحه من مبادارات وما تمتلكه من مشاريع تنفذها وفق قواعد حوكمة وتشريعات صارمة ونظم قانونية مُحكمة.
كذلك ما قدمه الدكتور عبدالرب بن سالم اليافعي الرئيس التنفيذي لجمعية بهجة للأيتام من ورقة عمل أشار فيها إلى الجوانب التنموية المستدامة التي تعمل جمعية بهجة من خلالها كأسس ثابتة مما مكنها من السير قدمًا بنجاح في مسيرتها الخيرية والتطوعية.
وفي نهاية الملتقى لمست من الأعزاء رؤساء الفرق الخيرية أنهم قد تلقوا جرعات معرفية مُعتبرة في مجال العمل الخيري والتطوعي بجوانبه الثلاثة: المسؤوليه والمشاركه والتنميه.
ومما أودُ الإشارة إليه في هذا السياق، كثرة ترديد كلمة "مستدامة/ استدامة" في ثنايا أوراق العمل والورش التدريبية وأثناء فقرات الملتقى؛ حيث إن هذه الكلمة تحمل في دلالتها الكثير من المعاني الكبرى؛ كون استدامة العمل الخيري والتطوعي من ركائز الرؤية المستقبلية "عُمان 2040".
لقد سرني كثيرًا إعجاب حضور الملتقى بما عرضه الخبراء المشاركون في أوراق العمل وإن كانت في صيغتها مختصرة، لكنها أوفت بالمطلوب وأوصلت رسائلهم التي حوتها أوراق العمل والكلمات، إلى جانب الأداء الرفيع الذي ظهروا به أثناء حديثهم، من حيث سهولة وصول المعلومة والفكرة للمتلقين. ولم يكتف الملتقى بالورشة وأوراق العمل؛ إذ كانت الزيارة التي قام بها رؤساء الفرق الخيرية إلى مقر فريق صلالة الخيري ليتعرفوا على أساليب العمل وتنظيمها والمبادرة التي يقوم بها الفريق، مسك ختام الملتقى.
وأخيرًا.. إنَّ ملتقى الفرق واللجان الخيرية بمحافظة ظفار في نسخته الأولى، انطلق بنجاح منقطع النظير، ونؤكد بذلك أنه مستمر- بإذن الله تعالى- لنسخ ودورات مقبلة، فضلًا عن العزم على عقد ندوات وورش عمل لاستعراض مختلف القضايا والموضوعات ذات الصلة بهذا القطاع الخيري والتطوعي الذي يهدف لخدمة الإنسان العُماني أينما حل وارتحل..
والله نسأل التوفيق والسداد وصدق النوايا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مشروع مسام يعلن عن كمية الألغام التي انتزعها في اليمن منذ انطلاقته وحتى نهاية يوليو المنصرم
أعلن مشروع "مسام" لنزع الألغام في اليمن، عن أعداد الألغام والعبوات والذخائر التي انتزعها منذ انطلاقته وحتى نهاية شهر يوليو المنصرم.
وذكر مدير المشروع، أسامة القصيبي، أن فرقه تمكنت منذ انطلاقته وحتى يوم 25 يوليو الماضي من نزع 507.588 مادة متفجرة، شملت ألغاماً وذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة.
وأوضح، أن المواد التي تم التعامل معها تضمنت 345554 ذخيرة غير منفجرة و8250 عبوة ناسفة، بالإضافة إلى 146.957 لغماً مضاداً للدبابات و6827 لغماً مضاداً للأفراد.
وأكد، أن هذه الجهود تأتي في إطار العمل الإنساني الذي ينفذه مشروع “مسام”، بهدف حماية الأرواح وإعادة الحياة إلى المناطق المتضررة من الألغام، التي تُعد من أكبر التهديدات التي تواجه المدنيين في اليمن.
وأشار إلى أن الفرق الهندسية التابعة للمشروع تمكنت منذ انطلاقه وحتى التاريخ نفسه من تطهير أكثر من 68.694.881 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية، مؤكداً أن العمل مستمر لتأمين المزيد من المناطق، وفتح المجال أمام الزراعة، والسكن، والتنمية.