توغلت قوات الجيش الإسرائيلي إلى داخل أحد أحياء مدينة غزة، الخميس، وأخبرت الفلسطينيين أثناء دخول الدبابات أن عليهم التحرك نحو الجنوب وقصفت مدينة رفح الجنوبية، فيما تقول إنها المراحل الأخيرة من عملية ضد مسلحي حركة حماس هناك.

وقال سكان حي الشجاعية في مدينة غزة إنهم تفاجأوا بالدبابات المتوغلة التي أطلقت النار بعد الظهر، وسط هجمات لطائرات مسيرة بعد القصف الليلة الماضية.

وصرح محمد جمال (25 عاما) وهو من سكان مدينة غزة لرويترز عبر تطبيق للدردشة "الوضع وكأنه الحرب بترجع من جديد، عدة غارات دمرت بيوت كتير في المنطقة وهزت المباني".

وذكرت قوات الدفاع المدني الفلسطينية إن هناك تقارير عن سقوط قتلى وجرحى في الشجاعية لكن فرقها لم تتمكن من الوصول إليهم بسبب الهجوم المستمر. ووردت أنباء عن مقتل ثلاثة أشخاص هناك في القصف السابق، بينهم خمسة قتلوا في حي الصبرة.

يعاني السكان في غزة من ظروف إنسانية صعبة بسبب الحرب

وتتهم إسرائيل حماس بالاختباء بين المدنيين وتقول إنها تنصح النازحين بالابتعاد عن عملياتها ضد المسلحين.

وقال أفيخاي أدرعي المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي على منصة إكس "إلى جميع السكان والنازحين المتواجدين في منطقة الشجاعية والأحياء الجديدة، التركمان والتفاح...من أجل سلامتكم عليكم الإخلاء بشكل فوري جنوبا على شارع صلاح الدين إلى المنطقة الإنسانية".

وقال سكان ووسائل إعلام تابعة لحماس إن دبابات توغلت قبل الإعلان وإن الناس من الحي الشرقي كانوا يركضون باتجاه الغرب تحت إطلاق النار بينما أغلقت إسرائيل الطريق جنوبا. ولم يكن هناك تعليق فوري آخر من الجيش الإسرائيلي.

وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي نشبت بعد هجوم مباغت شنه مسلحو حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، يقول موظفو إغاثة إن القطاع لا يزال معرضا لخطر المجاعة بشكل كبير، إذ يواجه ما يقرب من نصف مليون شخص مستويات "كارثية" من انعدام الأمن الغذائي.

وأضاف جمال "احنا بنتعرض لمجاعة في شمال غزة وبيتم اصطيادنا من الدبابات والطيارات بلا أي أمل في أي وقف للحرب".

وقال مسؤول بالقطاع الصحي إن وفاة طفلة أخرى في مستشفى كمال عدوان في وقت متأخر أمس الأربعاء رفع عدد الأطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذية والجفاف إلى 31 على الأقل، مضيفا أن الحرب تزيد من صعوبة تسجيل مثل هذه الحالات.

وتنفي إسرائيل اتهامات بأنها خلقت ظروف المجاعة وتلقي باللوم على وكالات الإغاثة في مشكلات التوزيع وتتهم حماس بالسيطرة على المساعدات وهي اتهامات تنفيها حماس.

وفي جنوب قطاع غزة، أظهرت لقطات من طائرات مسيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، لم تتمكن رويترز من التحقق من صحتها بعد، عشرات المنازل المدمرة في أجزاء من رفح المتاخمة لمصر مع تدمير قرية السويدية الواقعة على الجانب الغربي من المدينة بالكامل.

ولم يصدر الجيش الإسرائيلي تعليقا على النشاط العسكري الليلة الماضية بعد.

لم تفلح جهود الوساطة الدولية المدعومة من الولايات المتحدة حتى الآن في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار رغم استمرار المفاوضات وسط ضغوط غربية متواصلة تسعى إلى إدخال مزيد من المساعدات لقطاع غزة.

يعاني سكان غزة من خطر الجوع

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الأربعاء إنه ناقش مقترحاته لحكم غزة بعد الحرب، والتي ستشمل فلسطينيين محليين وشركاء إقليميين والولايات المتحدة، لكنه وصف العملية بأنها ستكون "طويلة ومعقدة".

وقال مسؤولون أميركيون كبار لغالانت، الذي كان يزور واشنطن، إن الولايات المتحدة ستستمر في تعليق إرسالها لشحنة من الذخيرة الثقيلة لإسرائيل لحين إتمام مباحثاتها في هذه المسألة. وعلقت الولايات المتحدة الشحنة في أوائل مايو بسبب مخاوف من أن تتسبب الأسلحة في مقتل المزيد من الفلسطينيين في غزة.

وتقول حماس إن أي اتفاق يجب أن يفضي إلى إنهاء الحرب والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع فيما تقول إسرائيل إنه حتى يتسنى لها القضاء تماما على الحركة التي تدير غزة منذ 2007، فإنها لن تقبل إلا بوقف مؤقت للقتال.

وشنّ مسلحو حماس هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.

الحرب في غزة دمرت البنى التحتية في القطاع

وقالت وزارة الصحة في غزة، الثلاثاء، إن الحملة العسكرية الإسرائيلية أدت حتى الآن إلى مقتل 37658 فلسطينيا، وخلفت القطاع الصغير المكتظ بالسكان في حالة خراب.

ولا تفرق إحصاءات وزارة الصحة في القطاع بين القتلى من المدنيين والمسلحين، لكن مسؤولين يقولون إن أغلب القتلى من المدنيين. وفقدت إسرائيل 314 جنديا في غزة وتقول إن ما لا يقل عن ثلث الفلسطينيين القتلى من المسلحين.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی مدینة غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

تفاصيل المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوما

واشنطن - رويترز
تقترح خطة أمريكية بشأن غزة اطلعت عليها رويترز اليوم الجمعة وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما وإطلاق سراح 28 من الرهائن الإسرائيليين (10 أحياء و18 متوفين) خلال الأسبوع الأول، وذلك مقابل الإفراج عن 1236 سجينا فلسطينيا وتسليم رفات 180 من الفلسطينيين.

وتشير الوثيقة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والوسيطين مصر وقطر سيضمنون تنفيذ الخطة، وتتضمن إرسال مساعدات إلى غزة فور توقيع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على اتفاق وقف إطلاق النار.

ويجري تسليم المساعدات "ﻋﺒﺮ ﻗﻨﻮات ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة واﻟﮭﻼل اﻷﺣﻤﺮ".

وقال البيت الأبيض أمس الخميس إن إسرائيل وافقت على المقترح الأمريكي.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات الرهائن المحتجزين في غزة بأن إسرائيل قبلت الاتفاق الذي قدمه ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس ترامب للشرق الأوسط. وأحجم مكتب نتنياهو عن التعليق.

وقالت حركة حماس إنها تلقت رد إسرائيل على المقترح، الذي وصفته بأنه "لا يستجيب لأي من مطالب شعبنا العادلة والمشروعة"، بما في ذلك وقف الأعمال القتالية على الفور وإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة.

وقال باسم نعيم القيادي في حماس "رد الاحتلال في جوهره يعني تأبيد الاحتلال واستمرار القتل والمجاعة (حتى في فترة التهدئة المؤقتة)، ولا يستجيب لأي من مطالب شعبنا وفي مقدمتها وقف الحرب والمجاعة".

وأضاف "مع ذلك تدرس قيادة الحركة بكل مسؤولية وطنية الرد على المقترح، في ظل ما يتعرض له شعبنا من إبادة".

وتنص الخطة الأمريكية على أن تطلق حماس سراح آخر 30 من 58 من الرهائن الإسرائيليين الباقين لديها بمجرد إعلان وقف دائم لإطلاق النار. وستوقف إسرائيل أيضا جميع العمليات العسكرية في غزة بمجرد سريان الهدنة.

وسيعيد الجيش الإسرائيلي أيضا نشر قواته على مراحل.

وأحبطت خلافات عميقة بين حماس وإسرائيل محاولات سابقة لاستعادة وقف إطلاق النار الذي انهار في مارس آذار.

وتصر إسرائيل على نزع سلاح حماس بالكامل وتفكيك قوتها العسكرية وإنهاء إدارتها في غزة، إضافة إلى ضرورة إطلاح سراح جميع الرهائن المتبقين في القطاع، وعددهم 58 رهينة، قبل أن توافق على إنهاء الحرب.

وترفض حماس التخلي عن سلاحها وتقول إن على إسرائيل سحب قواتها من غزة والالتزام بإنهاء الحرب.

وشنت إسرائيل عمليتها العسكرية على غزة ردا على هجوم قادته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 والذي تشير إحصاءاتها إلى أنه تسبب في مقتل نحو 1200 واقتياد 251 رهينة إلى القطاع.

ويقول مسؤولو صحة في غزة إن العمليات العسكرية الإسرائيلية أسفرت منذ بدايتها عن مقتل أكثر من 54 ألف فلسطيني وأدت إلى تدمير القطاع.

* تزايد الضغوط

تتعرض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة، إذ طالبت دول أوروبية كثيرة، والتي تحجم عادة عن انتقاد إسرائيل علنا، بإنهاء الحرب وتوسيع جهود الإغاثة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليوم الجمعة إن إسرائيل لا تسمح سوى بدخول كميات قليلة من المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع عدم إدخال أي أطعمة جاهزة تقريبا. ووصف متحدث باسم المكتب القطاع الفلسطيني بأنه "المكان الأكثر جوعا على وجه الأرض".

وقال ويتكوف للصحفيين يوم الأربعاء إن واشنطن على وشك "إرسال ورقة شروط جديدة" بشأن وقف إطلاق النار إلى طرفي الصراع.

وأضاف ويتكوف حينها "لدي شعور إيجابي جدا بالتوصل إلى حل طويل الأمد، ووقف مؤقت لإطلاق النار، وحل سلمي طويل الأمد لهذا الصراع".

ووفقا للخطة، يمكن تمديد وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما إذا لم تتوصل المفاوضات إلى وقف دائم لإطلاق النار خلال الفترة المحددة.

وقال القيادي الكبير في حماس سامي أبو زهري أمس الخميس إن بنود الخطة تتبنى الموقف الإسرائيلي ولا تتضمن التزامات بإنهاء الحرب أو سحب القوات الإسرائيلية أو السماح بدخول المساعدات كما تطالب حماس.

* توزيع المساعدات

قالت مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة خاصة مدعومة من الولايات المتحدة وتؤيدها إسرائيل، إنها وزعت أكثر من 1.8 مليون وجبة هذا الأسبوع، ووسعت نطاق توزيع المساعدات إلى موقع ثالث أمس الخميس. وأعلنت المؤسسة عزمها فتح المزيد من المواقع خلال الأسابيع المقبلة.

وبعد انتقادات شديدة من الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى، بدأت عمليات المؤسسة هذا الأسبوع في غزة، حيث قالت الأمم المتحدة إن مليوني شخص يواجهون خطر المجاعة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 11 أسبوعا على دخول المساعدات إلى القطاع.

وشهدت بداية عمليات توزيع المساعدات مشاهد صاخبة يوم الثلاثاء، حيث اندفع آلاف الفلسطينيين إلى نقاط التوزيع، وأجبروا شركات الأمن الخاصة على الانسحاب.

وأدت البداية الفوضوية للعمليات إلى زيادة الضغوط الدولية على إسرائيل لإدخال المزيد من المواد الغذائية للقطاع ووقف القتال.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة إن بلاده قد تتخذ موقفا أكثر صرامة إذا استمرت إسرائيل في منع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

 

مقالات مشابهة

  • شهيد ومصابون في قصف للعدو الإسرائيلي على مدينة غزة
  • بالفيديو: الجيش الإسرائيلي يستهدف بشكل ممنهج الأبراج السكنية في مدينة غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن رسميا اغتيال محمد السنوار في خان يونس
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قائد حركة حماس
  • حامد فارس: إذا أفرجت حماس عن الأسرى الفلسطينيين ستتوسع آلة الحرب
  • "ممارسات غير إنسانية".. الأصوات المعارضة للحرب على غزة تعلو في صفوف الجيش الإسرائيلي
  • إن بي سي: معارضة الحرب تتصاعد بصفوف الجيش الإسرائيلي
  • السيطرة على 80 % من القطاع.. الجيش الإسرائيلي يلاحق المدنيين ويقصف باقي غزة
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: يمكن هزيمة "حماس" خلال أشهر
  • تفاصيل المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوما