بوابة الوفد:
2025-05-11@07:15:56 GMT

الطابور السادس

تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT

فى مؤتمر صحفى إبان الحرب الأهلية الإسبانية، سألوا اللواء إيميليو مولا القائد العام لجيش الشمال:» أى الطوابير الأربعة التى يتكوّن منها جيشه سيفتح مدريد؟»
فرد قائلًا: «هذه ستكون مهمة الطابور الخامس».
كان اللواء مولا، يقصد الجماعات الموالية له والتى كانت تعمل فى الخفاء داخل مدريد، ليصبح مصطلح «الطابور الخامس» دلالة على مجموعات هدم النظام وربما الدولة كلها من الداخل.


هذة المجموعات قد تكون منظمة تعمل فى إطار يجمعها، وهى قادرة على إشعال اضطرابات عسكرية وسياسية كما حدث ولايزال يحدث فى مناطق التماس بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا، وقد تظل محط قلق نفسى فقط مثل بعض الكوريين الشماليين أعضاء منظمة كونجراين الذين يعيشون فى اليابان، إذ يعتبرهم اليابانيون طابورا خامسا.
فقد يكون إسقاط المدن على يد أبنائها أسهل من إسقاطها تحت مدافع الغزاة.
وإذا كانت مجموعات الهدم المنظمة هى الطابور الخامس، فلربما تكون كثيرا من سلوكيات «السوشيال ميديا» بمثابة الطابور السادس.
وسواء عن قصد أو عن جهل، فإن الفوضى التى أصبحت عنوانا راسخا على وسائل التواصل الاجتماعى، هى فوضى مدمرة ولم تكن أبدا فوضى خلاقة.
تشكيك متواصل فى كل قرار سياسى واقتصادى وأمنى، وسيل من التنظير والجدال لا يفلت منه أحد، بداية من رأس الدولة وصولا لأقل درجة وظيفية فى وحدة محلية أو خفير درك نظامى.
هجوم وانتقاد وانتقاص من كل مؤسسة، بما فيها المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف ودار الافتاء والأوقاف، وما يصدر عنها حتى لو كان الإعلان عن تحرى رؤية هلال العيد.
تشكيك فى القرارات الوزارية، وتشكيك فى مواقف المؤسسات السياسية والسيادية، حتى ما يتعلق بكرة القدم أصبح مدعاة للطعن فى الدولة.
هكذا يتشكل الطابور السادس، بوعى تنظيمى أو دون وعى، وهكذا يعلن عن نفسه بقوة، ليزكى حالة ملل شعبى من الأوضاع الاقتصادية وقطع الكهرباء.
وهكذا نجح الطابور السادس، فى تخويف كل من يدافع عن الدولة، إذ إن الدفاع عن الدولة حاليا يفتح على صاحبه أبواب اتهامات بـ«التطبيل» والعمالة للأمن، والتربح وما إلى ذلك من نقائص.
ناهيك عن قائمة طويلة من السب والقذف، لإرهاب أى صوت، واخراس الجميع باستثناء الناقمين على النظام.
حتى المعارضة المنظمة، لم يعد لها وجود، لأن «السوشيال ميديا» تجاوزت السقف بمراحل.
ولم يعد ثمة وقت للتحليل والقراءة، إذ يكفى أن يقرأ أحدهم عنوان المقال ليمدح صاحبه أو يسبه.
وهكذا ينزوى صوت العقل، وهكذا تنحسر المعارضة الوطنية لتركن إلى الظل، ويحل محلها الطابور السادس.
لكن هناك حقيقة تاريخية، إذ إن الطابور السادس لا ينتصر أبدا، لأن انتصاره يعنى هزيمة الدولة ككل، فهو يدمر نفسه قبل الدولة.
وهناك حقيقة أخرى، وهى أن المبالغة فى الهجوم على الدولة، قد يفرض على الدولة المبالغة أيضا فى الدفاع عن نفسها.. ولنقرأ جيدا تاريخ القريب خلال الـ50 عاما الماضية.
حفظ الله مصر

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حفظ الله مصر دار الإفتاء الأزهر الشريف

إقرأ أيضاً:

مسيرات تقصف بورتسودان لليوم السادس على التوالي  

 

الخرطوم - استهدفت هجمات بمسيّرات الجمعة 9مايو2025، لليوم السادس على التوالي مدينة بورتسودان المقرّ الموقت للحكومة في شرق السودان، على ما أفاد مصدر عسكري وكالة فرانس برس عازيا الضربات إلى قوّات الدعم السريع التي تخوض منذ سنتين حربا مع الجيش.

وقال المصدر العكسري "تعاملت مضاداتنا الأرضية مع عدد من مسيّرات العدو كانت تستهدف منشآت ومواقع بالمدينة".

وأفاد شهود بوقوع ضربات على شمال وغرب وجنوب هذه المدينة الاستراتيجية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى هذا البلد الواقع في الشرق الإفريقي الذي أعلنت المجاعة في عدّة مناطق فيه.

وفي الأيام الأخيرة، استهدفت مسيرات مواقع استراتيجية في بورتسودان التي بقيت إلى حد كبير في منأى من الحرب التي اندلعت في نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.

وتتعرض المدينة التي تعدّ مركزا للمساعدات الإنسانية وتضمّ وكالات الأمم المتحدة وآلاف النازحين، لضربات ينسبها الجيش إلى قوات الدعم السريع، ويقول إنّها تستخدم "أسلحة استراتيجية ومتطوّرة" قدّمتها لها الإمارات العربية المتحدة التي تنفي هذه الاتهامات.

وأدى النزاع إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص.

وقسّم السودان بين مناطق في الوسط والشمال والشرق يسيطر عليها الجيش وأخرى في الجنوب بقبضة قوات الدعم السريع التي تسيطر على إقليم دارفور (غرب) في شكل شبه كامل.

مقالات مشابهة

  • ولاية الخرطوم تنفي وضع خطة زمنية لعودة المؤسسات الاتحادية
  • جلالة الملك محمد السادس يهنئ البابا الجديد ليو الرابع عشر
  • مسيرات تقصف بورتسودان لليوم السادس على التوالي  
  • حزب العمال الكردستاني يعقد مؤتمرا تمهيدا لحل نفسه
  • إلغاء حفل مدحت صالح في السادس من أكتوبر
  • لليوم السادس على التوالي.. مسيّرات تقصف بورتسودان
  • فرق الإنقاذ تواصل البحث عن هيثم المصبحيين لليوم السادس
  • خيبة أمل المرتزقة
  • الهجمات السيبرانية.. خطر لا يفرق بين المؤسسات والأفراد
  • الثقيل: تصرفات رونالدو تدل على أنه يحب نفسه أكثر من أي شيء آخر.. فيديو