الإفتاء: إيداع الأموال في البنوك وأخذ الأرباح بناء على ذلك أمر جائز شرعًا
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
قالت دار الإفتاء إن إيداع الأموال في البنوك وأخذ الأرباح بناء على ذلك أمر جائز شرعًا ولا إثم فيه، وليس من الربا في شيء، بل هذا من العقود المستحدثة التي تتفق مع المقاصد الشرعية للمعاملات في الفقه الإسلامي، والأرباح التي يدفعها البنك للعميل هي عبارةٌ عن تحصيل ثمرة استثمار البنك لأموال المودعين وتنميتها، ولا حرمة في ذلك شرعًا ولا حرج.
رأي الأزهر في فوائد البنوك ، ورد فيه أنه راعت الشريعة الإسلامية حاجة المكلفين ومصالحهم، فأباحت لهم من المعاملات ما تستقيم به حياتهم، وتنصلح به أحوالهم، فجاءت النصوص بحل بعض المعاملات على وجه التفصيل؛ كالبيع والإجارة والرهن وغير ذلك، كما تواردت النصوص على وجوب الوفاء بالعقود؛ كقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1]، والأصل فى ذلك العموم؛ على مقتضى سعة اللغة، وأخذًا من أن الأصل فى الأشياء الإباحة؛ كما قال تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ﴾ [الجاثية: 13]، فتصير الآية بذلك شاملة لكل عقد يحقق مصالح أطرافه ويخلو من الغرر والضرر.
ورد فيه أنه قال الإمام الشافعى فى "تفسيره" (2/ 692، ط. دار التدمرية): [وهذا من سعة لسان العرب الذى خوطبت به، وظاهره عام على كل عقد] اهـ.وقال الإمام الرازى فى "تفسيره" (20/ 337، ط. دار إحياء التراث): [دخل فى قوله: ﴿أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ كل عقد من العقود كعقد البيع والشركة، وعقد اليمين والنذر، وعقد الصلح، وعقد النكاح. وحاصل القول فيه: أن مقتضى هذه الآية أن كل عقد وعهد جرى بين إنسانين فإنه يجب عليهما الوفاء بمقتضى ذلك العقد والعهد، إلا إذا دل دليل منفصل على أنه لا يجب الوفاء به فمقتضاه الحكم بصحة كل بيع وقع التراضى به وبصحة كل شركة وقع التراضى بها] اهـ.وقد نص الفقهاء على جواز استحداث عقود جديدة؛ لما فى ذلك من مجاراة ما يجد من وقائع الأحوال وتغيرها؛ بل جعلوا لأجل ذلك بابًا من الفقه أطلقوا عليه "فقه النوازل"، وهو يخص كل ما استجد من أمور لم تتناولها نصوص الشرع بالذكر على وجه الخصوص.
قال الإمام السرخسى الحنفى فى "المبسوط" (23/ 92، ط. دار المعرفة): [فإن الأصل فى العقود الصحة] اهـ.وقال العلامة الدسوقى المالكى فى حاشيته على "الشرح الكبير" (2/ 317، ط. دار الفكر): [والأصل فى العقود الصحة] اهـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فوائد البنوك
إقرأ أيضاً:
تدشين توزيع كسوة عيد الأضحى لأبناء الشهداء في الحديدة
يمانيون |
في مشهد إنساني زاخر بالوفاء والامتنان، دشّن وكيل أول محافظة الحديدة أحمد البشري، اليوم الاثنين، مشروع توزيع الكسوة العيدية لأبناء الشهداء في مدينة الحديدة، والذي تنفذه مؤسسة الشهداء برعاية المنطقة العسكرية الخامسة، تزامنًا مع قدوم عيد الأضحى المبارك.
وخلال التدشين، أكد البشري أن هذه المبادرة تأتي في إطار التزامات أخلاقية ووطنية تُجسّد معاني الوفاء لأسر الشهداء الذين بذلوا أرواحهم دفاعًا عن الوطن وكرامته، مشددًا على أن أسر الشهداء تمثل أولوية دائمة لدى قيادة السلطة المحلية.
وأشار إلى أن مشروع الكسوة العيدية يُعد أحد تجليات التكافل المجتمعي المتصاعد في محافظة الحديدة، والذي يعبّر عن وعي مجتمعي أصيل يُدرك عظمة التضحيات التي قُدمت في سبيل الحرية والسيادة، مؤكداً أن هذه المبادرات تسهم في تعزيز مشاعر الانتماء والعزة لدى أبناء الشهداء، لا سيما في المناسبات الدينية والاجتماعية.
ودعا البشري جميع الجهات الرسمية والمؤسسات الخيرية والاجتماعية إلى توسيع نطاق البرامج الرعائية لأسر الشهداء، وتحويل الوفاء من موقف عاطفي إلى عمل مؤسسي مستدام في مجالات التعليم والصحة والتمكين الاقتصادي، لافتًا إلى أن أبناء الشهداء هم أمانة في أعناق المجتمع والدولة، ويجب أن يظلوا في صدارة أولويات التنمية.
من جهته، أوضح مدير مؤسسة الشهداء في الحديدة علي الشعثمي أن المشروع يستهدف أبناء الشهداء في مديريات الميناء والحالي والحوك، ضمن برامج دورية تنفذها المؤسسة طوال العام وفاءً لتضحيات الشهداء وتعزيزًا لأدوارهم في صناعة مجد هذا الوطن.
وأكد الشعثمي أن توزيع الكسوة يهدف إلى إدخال البهجة إلى قلوب أبناء الشهداء قبيل حلول عيد الأضحى، والتأكيد على أن المجتمع لا ينسى من بذلوا دماءهم من أجل أن تظل الأعياد قائمة، والوطن صامدًا في وجه العدوان والحصار.
وتأتي هذه المبادرات في ظل تنامٍ لافت للبرامج الاجتماعية والإنسانية التي تستهدف أسر الشهداء في مختلف المحافظات، وتشكّل جزءًا من رؤية وطنية واسعة تتبناها قيادة الثورة والمجلس السياسي الأعلى لتعزيز العدالة الاجتماعية، وترسيخ قيم الوفاء للمجاهدين الذين سطّروا ملاحم البطولة في الدفاع عن اليمن.