من المقرر أن يواجه ضابط شرطة فرنسي محاكمة بتهمة القتل في عام 2026 على خلفية مقتل المراهق نائل مرزوق في يونيو 2023، وهي الحادثة التي أشعلت احتجاجات واسعة وأثارت جدلاً وطنيًا حول عنف الشرطة والتمييز العنصري في فرنسا. اعلان

وأعلنت محكمة نانتير في ضاحية باريس، حيث وقعت حادثة القتل، أن المحاكمة قد تُعقد في الربع الثاني أو الثالث من عام 2026، وذلك في بيان مشترك مع مكتب الادعاء العام، عقب انتهاء تحقيق قضائي استمر قرابة عامين.

الضابط المتهم، البالغ من العمر 38 عامًا، والذي تم التعريف به إعلاميًا باسم "فلوريان م."، وُجهت إليه تهمة القتل العمد، وقد أُطلق سراحه في نوفمبر 2023 بعد خمسة أشهر من الحبس الاحتياطي، وهو يخضع حاليًا للرقابة القضائية التي تقيّد تحركاته.

ورحّب فرانك بيرتون، محامي والدة الضحية، بقرار إحالة الضابط إلى المحاكمة، وقال في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: "نحن فقط نرى تطبيقًا للقانون... والآن يبقى إقناع المحكمة".

في المقابل، أعرب محامي الضابط، لوران فرانك لينارد، عن خيبة أمله، وصرّح بأن القرار "كان متوقعًا رغم أنه مخيب للآمال"، مضيفًا: "كان على قاضي التحقيق أن يتحلى بالشجاعة ليخالف موقف الادعاء". وأكد عزمه استئناف القرار، مشددًا على أن موكله "أطلق النار في إطار مشروع للدفاع عن النفس".

Relatedشاهد: "تطهير اجتماعي".. الشرطة الفرنسية تجلي المهاجرين من مخيم مؤقت قبل الألعاب الأولمبية الصيفيةضابط فرنسي سابق: تدخّلنا في رواندا لإنقاذ الجلادينضابط فرنسي كبير يواجه عقوبة بعد انتقاد أساليب الغرب ضد الدولة الإسلامية في سوريا منية، والدة ناهل مرزوق، تشارك في مظاهرة بعد إطلاق سراح ضابط الشرطة المشتبه في قتله في نانتير، 19 نوفمبر 2023AP Photoالتمييز العنصري

قُتل نائل مرزوق، وهو مراهق فرنسي من أصول شمال أفريقية، في 27 يونيو 2023 أثناء توقيف مروري، وبينما ذكرت الشرطة في البداية أن مرزوق قاد سيارته باتجاه أحد الضباط، إلا أن مقطع فيديو انتشر لاحقًا أظهر اثنين من رجال الشرطة بجوار سيارة متوقفة، وأحدهم يصوّب سلاحه نحو السائق، بينما يُسمع صوت يقول، "ستأخذ رصاصة في رأسك"، قبل أن يُطلق الرصاص بالفعل.

الفيديو، الذي صوّر لحظة إطلاق النار، أثار موجة من الغضب الشعبي، تخللتها احتجاجات عنيفة وأعمال شغب في أنحاء متفرقة من فرنسا، أسفرت عن اعتقال الآلاف وإصابة المئات مع تصاعد المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن.

اشتباكات بين ضباط الشرطة والشباب في نانتير، 29 يونيو 2023Lewis Joly/Copyright 2023 The AP. All rights reserved.

منذ مقتل مرزوق، تصاعدت الانتقادات الدولية الموجهة للسلطات الفرنسية بشأن استخدام القوة المفرطة والتنميط العرقي، وأشارت تقارير إلى أن 15 شخصًا قُتلوا برصاص الشرطة الفرنسية خلال عمليات توقيف في الشارع بين عامي 2022 و2023، دون توجيه اتهامات لجميع المتورطين من عناصر الشرطة.

وعقب الحادثة، دعت الأمم المتحدة الحكومة الفرنسية إلى معالجة ما وصفته بـ"المشكلات العميقة الجذور المتعلقة بالتمييز العنصري في أجهزة إنفاذ القانون".

كما حذرت اللجنة الأوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب (ECRI) – التابعة لمجلس أوروبا – من استمرار التنميط العنصري على يد الشرطة الأوروبية، مع إشارة خاصة إلى فرنسا كـ"دولة مثيرة للقلق" في هذا السياق. وقال برتيل كوتييه، رئيس اللجنة، لقناة "يورونيوز":  "للأسف، لم تأخذ السلطات الفرنسية توصياتنا بشأن تتبّع ممارسات الشرطة المرتبطة بالتحقق من الهوية على محمل الجد حتى الآن"، وأضاف "فرنسا هي إحدى الدول المثيرة للقلق عندما يتعلق الأمر بالتنميط العنصري".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل غزة إيران فرنسا البرنامج الايراني النووي حركة حماس إسرائيل غزة إيران فرنسا البرنامج الايراني النووي حركة حماس فرنسا شرطة العدالة عنصرية أعمال شغب إسرائيل غزة إيران فرنسا البرنامج الايراني النووي حركة حماس روسيا السعودية إيطاليا أوكرانيا أوروبا سوريا

إقرأ أيضاً:

تقرير فرنسي يحذر من جماعة الإخوان.. باحث سياسي يكشف التفاصيل

أكد أحمد كامل البحيري، المتخصص في شؤون الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية، أن التقرير الرسمي الفرنسي حذر من تأثير جماعة الإخوان على تماسك فرنسا.

ماهر فرغلى: تم رصد أكثر من 20 جماعة إرهابية مختلفة فى عام حكم الإخوانماهر فرغلي: منفذ هجوم كولورادو متعاطف مع الإخوان.. والجماعة تلتزم الصمتماهر فرغلي يفضح الاخـ,ـوان الارهــ,ـابية: مشروع النهضة المزعزم مشروع كاذبحزب السادات: فكر الإخوان ظلامي.. و30 يونيو ملحمة شعب وجيش أنقذت مصر


وقال أحمد كامل البحيري في حواره مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج “ كلمة أخيرة ” المذاع على قناة “ أون”، :" بعض التحليلات ذكرت أنه بعد أحداث سوريا، عُقد اجتماع لفرع الإخوان المسلمين في إحدى الدول الأوروبية التي كانت من دول الكتلة الشرقية سابقًا، لبحث كيفية الاستفادة مما حدث في سوريا، وإمكانية إعادة التموضع الجديد في منطقة الشرق الاوسط عبر فرع التنظيم في العاصمة التركية".


واصل:"الأمر الثاني الذي بحثه الاجتماع هو كيفية الاستفادة من حالة التعاطف الشعبي مع ما حدث في غزة، نتيجة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، في إعادة الحشد والتعبئة من جديد لبحث إعادة التموضع في منطقة الشرق الأوسط."


واصل:"أيضًا، الاجتماع تجلت ملامحه في الوضع الانتخابي، حيث جرى جزء منه في الأردن عبر حزب العمل الإسلامي، والفوز الكبير الذي حققه التنظيم داخل مجلس النواب الأردني. وفي الوقت نفسه، هناك نشاط لنفس الجماعة في العراق، استعدادًا للانتخابات التي ستُجرى بعد شهرين، وكذلك في المملكة المغربية والكويت."


وأضاف:"ومن ثم، فإن التقرير استشعر الخطر، ليس فقط من الشرق الأوسط، بل من محاولة الاستفادة من الوضع في غزة في عملية الاستقطاب الجديدة من البيئة المحلية في فرنسا."


وتابع:"والسؤال: لماذا فرنسا؟ لأن أكبر جالية إسلامية في أوروبا توجد في فرنسا، وخاصة من المهاجرين القادمين من شمال إفريقيا، ومن ثم أصبحت البيئة الفرنسية الآن أرضًا خصبة لآلية الاستقطاب، كونها بيئة مؤهلة لمزيد من نشاط التنظيم."


واختتم:"لذلك، استشعرت الدولة الفرنسية أن هناك خطرًا وصفه التقرير بـ'الزحف البطيء'."
كان تقرير فرنسي رسمي قد صدر مؤخرًا محذرًا من أن جماعة الإخوان المسلمين تهدد "التماسك الفرنسي"، وهو ما يدفع الحكومة لاتخاذ إجراءات للحد من انتشار ما يُعرف بـ"الإسلام السياسي" وتأثيره على المجتمع الفرنسي.


يذكر أن  التقرير الفرنسي ذكر أن الإخوان يعتمدون على استخدام السرية والازدواجية في الخطاب للتغلغل في المؤسسات والمجتمع كما يسلط التقرير الضوء على الهيكل التنظيمي السري للجماعة في أوروبا، مع وجود طبقات داخلها ودرجات مختلفة للعضوية. وأثار التقرير جدلا واسعا في الأوساط المسلمة داخل فرنسا.

طباعة شارك البحيري كامل البحيري الاخوان فرنسا اخبار التوك شو

مقالات مشابهة

  • مطاردة بوليسية تنتهي بمأساة في ملقة: مقتل أربعة أشخاص بينهم ضابط شرطة
  • ضبط مطلوباً بتهمة القتل بالتنسيق بين صنعاء و إب
  • الشرطة الفرنسية تعتقل شخصًا أحرق المصحف داخل مسجد في ليون
  • تقرير فرنسي يحذر من جماعة الإخوان.. باحث سياسي يكشف التفاصيل
  • الفرق القانوني بين القتل العمد والخطأ.. تفاصيل
  • الشرطة الأمريكية:المصري سليمان كان يخطط منذ عام
  • بعد قليل.. محاكمة 12 شخصًا لاتهامهم بممارسة أعمال البلطجة والشروع في القتل
  • نيابة مكافحة الإرهاب الفرنسية تبدأ التحقيق في مقتـ.ل تونسي بجنوب شرق البلاد
  • برونو روتايو.. سياسي فرنسي بدأ صحفيا وانتهى وزيرا للداخلية