السلطات الإسبانية تستهدل الستار على قضية "الاختفاء الغامضة"
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
أنهت السلطات الإسبانية مهمة البحث عن شاب بريطاني مفقود منذ أسبوعين، مما سيعقد الغموض حول القضية التي شغلت الرأي العام في بريطانيا في الأيام الماضية.
وأوقفت السلطات الإسبانية عمليات البحث عن جاي سلايتر، الشاب البريطاني المفقود منذ 14 يوما في مدينة تينيريفي الإسبانية، وهو الأمر الذي أغضب أحد صناع المحتوى على منصة "تيك توك"، ليقرر التدخل والمساعدة.
وآخر المعلومات التي وصلت حول الشاب، كانت من سكان المدينة المحليين، الذين أبلغوا عن رؤيتهم له أثناء مشاهدته مباريات بطولة "يورو 2024" على أحد الشواطئ.
وصرح إيميليو جوزيه نفارو عمدة بلدة سانتياغو ديل تيد، أن المحققين تحدثوا إلى عدد من أهل بلدته الذين أكدوا رؤية سلايتر البالغ من العمر 19 عاما وهو يستمتع بمشاهدة المباريات، وهي المعلومات التي لم تؤكدها أو تنفيها الشرطة الإسبانية حتى الآن، وتسببت في إرباك فرق البحث، بحسب صحيفة ديلي ميل.
وقال نافارو إن بعض الشهود تم استجوابهم من رجال الشرطة، بعد خروج صورة مشوشة من إحدى كاميرات المراقبة في البلدة، لشخص يأمل الجميع أن يكون هو الشاب المفقود.
واختفى سلايتر الاثنين 17 يونيو الماضي، دون أثر، وكانت آخر مكالمة له مع صديقته لوسي لو، حيث أبلغها أنه ضل طريقه بمنطقة جبلية وأن شحن بطارية هاتفه أصبح 1 بالمئة وأوشك على النفاد.
كما أشار صديق لجاي أن الأخير اتصل به وأخبره مازحا بانه أضاع الطريق لمكان الإقامة، وأشار إلى أن الخريطة ليست دقيقة.
وشارك الكلاب البوليسية والمروحيات والطائرات بدون طيار وعشرات من عمال الإنقاذ إلى جانب عائلة وأصدقاء جاي سلاتر، في عملية البحث طوال الأيام الماضية، دون جدوى حتى الآن.
واعتبر الشارع البريطاني القضية من أكثر الألغاز المريبة في الأعوام الأخيرة، وأعادت للأذهان لغز اختفاء الطفلة مادلين ماكان عام 2007 في البرتغال، والتي لم يعثر عليها حتى الآن.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات يورو 2024 الشرطة الإسبانية اختفاء اختفاء رجل إسبانيا بريطاني يورو 2024 الشرطة الإسبانية
إقرأ أيضاً:
جرائم المستوطنين ضد فلسطينيي الضفة تتصاعد ولا محاسبة
رام الله- لم يكن يدري الشاب الفلسطيني أويس هاشم، من قرية خربثا بني حارث، غرب مدينة رام الله، أن رحلة تنزه قصيرة قرب عين ماء بجوار قريته، ستتحول إلى كابوس نجا منه بأعجوبة.
كان ذلك مساء الخميس الماضي عندما كان هاشم صائما ويصلي ركعتين بجوار العين، حين باغته 5 مستوطنين وانهالوا عليه بالضرب المبرح مستخدمين أدوات مختلفة أبرزها البنادق التي يحملونها.
من على سرير الشفاء بمجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، روى أويس (28 عاما) بعض مشاهد الساعات العنيفة التي أمضاها تحت عصي وسياط وبنادق المستوطنين وجيش الاحتلال.
يوضح أويس أن المستوطنين انهالوا عليه بالضرب على مختلف أنحاء جسده حينما كان يصلي مستخدمين أسلحتهم، ثم عصبوا عينيه وضاعفوا الضرب، مرجحا انضمام مزيد من الجنود والمستوطنين لحفلة التعنيف والتعذيب، مع شتمه بأسوأ الألفاظ.
يضيف أن المستوطنين اختطفوه من مكان وجوده إلى مكان آخر لا يعرفه بسبب تعصيب عينيه، لكنه قدر أنها منطقة جبلية، مع مواصلة التعذيب والضرب حتى عجز عن الوقوف، وحينئذ أخذوا يجرونه فوق الأعشاب والأشواك، مما أصابه بمزيد من الجروح والتقرحات، واستمر الحال لساعات قبل إطلاق سراحه ونقله إلى المستشفى في مدينة رام الله.
على سرير الشفاء يستقبل الشاب الصحفيين والمنظمات الحقوقية، ولا يتردد في الكشف عن جسده حيث لا يكاد يخلو موضع إلا وناله شيء من الأذى والجروح، معربا عن أمله في أن يستكمل العلاج ويغادر المستشفى قريبا.
أما والده الشيخ هاشم، فشعر بما يشبه الصدمة لما حصل مع ابنه، مضيفا أن "لا يسر أبا أن يرى ابنه في هذه الحال".
ما جرى مع أويس، يتكرر وبأشكال مختلفة في مناطق متفرقة مع الضفة الغربية، في ظل موجة عنف متصاعدة للمستوطنين، لم تُجدِ المناشدات الفلسطينية معها نفعا، وسط تحذيرات من انفجار وشيك بالضفة ما لم تتخل أطراف دولية على رأسها لولايات المتحدة الأميركية عن دعمهم وتوفير الغطاء لهم.
إعلانبالتزامن مع خطف وتعذيب الشاب أويس، كانت مجموعة أخرى من المستوطنين تعترض مركبة المسن الفلسطيني جمال اشتيوي وابنته، حيث أفاد -في مقطع فيديو متداول- أن المستوطنين أحاطوا بمركبته قرب قرية اللبن الشرقية جنوب مدينة نابلس، ورشوا وجهه بغاز الفلفل وضربوه بالعصي والحجارة، كما اعتدوا على ابنته وأخرجوها من السيارة.
وذكر اشتيوي أن المستوطنين أصابوه بجروح وكدمات في أنحاء جسده ثم أحرقوا المركبة، ثم نُقل مع ابنته إلى المستشفى.
لا محاكماتوتعيد قصة اختطاف الشاب الفلسطيني والاعتداء على عائلة اشتيوي إلى الذاكرة حادثة اختطاف مستوطنين في 2 يوليو/تموز 2014 الطفل محمد أبو خضير من مدينة القدس وتعذيبه وحرقه، وحادثة حرق وقتل الشاب سعد دوابشة (32 عاما) وزوجته ريهام (27 عاما) وطفلهما الرضيع علي، في 31 يوليو/تموز 2015.
لكن الفارق أن سلطات الاحتلال أجرت تحقيقا في الحالتين وحاكمت متهمين، في حين تستمر جرائم المستوطنين منذ بدء حرب الإبادة على غزة والتي أودت بحياة 33 فلسطينيا على الأقل دون محاسبة، وفق الباحث في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عماد أبو هواش.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن أقصى الإجراءات المتخذة فرض الإقامة الجبرية على القتلة من المستوطنين في بؤرهم الاستيطانية، ومن بينهم المستوطن ينون ليفي، الذي قتل الناشط عودة الهذالين يوم 28 يوليو/تموز الماضي في قرية أم الخير شمالي الضفة، وحكم عليه بالإقامة الجبرية، موضحا أن المستوطن ذاته كان ضمن مستوطنين رفعت الإدارة العقوبات عنهم.
رغم توثيق الجريمة بالكاميرات..
الاحتلال يُطلق سراح المستوطن قاتل الشهيد الفسلطيني عودة الهذالين ويقتحم عزاءه. pic.twitter.com/pt3oAOJPiH
— AJ+ عربي (@ajplusarabi) July 30, 2025
حافة الانفجاروفق مسؤول منطقة وسط الضفة الغربية، في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان صلاح الخواجا، فإن الضفة الغربية أمام "تطور خطِر".
وأوضح في حديثه للجزيرة نت أن "زيادة القمع وزيادة التنكيل والقتل والإبادة الجماعية حتما تخلق واقعا جديدا قد ينتفض في وجه الاحتلال والاستيطان في أي وقت".
وعن عدم تحرك الدول الفاعلة للَجْم المستوطنين رغم الزيارات المتكررة لدبلوماسيين من أنحاء العالم للمواقع التي تتعرض لاعتداءاتهم، يرى أن السبب يكمن في الدور الأميركي المحابي لإسرائيل.
ويضيف أن الولايات المتحدة تقدم كل الدعم للاحتلال والمستوطنين، بل إن الإدارة الأميركية الحالية أوقفت ملاحقة 8 مستوطنين متهمون بممارسة الإرهاب والعنف ضد الشعب الفلسطيني، كما تم تسليح 97 ألف مستوطن بسلاح أميركي.
وأمام التطورات السياسية الدولية الإيجابية كإدانة جرائم الاحتلال والاعتراف بالحق الفلسطيني وقرار محكمة العدل الدولية باعتبار الاستيطان جريمة حرب، يدعو صلاح إلى تشكيل قوة ضاغطة على المدعي العام لمحكمة الجنايات لفتح ملف الاستيطان وخلق رأي عام دولي رافض للاحتلال وسياسة الاستيطان.
عن بدايات وأهداف المشروع الاستيطاني يعود بنا الخبير في قضايا الاستيطان إلى بدايات الاحتلال عام 1967 والذي بدأ سياسة التهجير بهدم حارة باب المغاربة في القدس، وبدأ قتل الدولة الفلسطينية وتحويل مناطق الضفة بما فيها قطاع غزة إلى كانتونات ومعازل والفصل بينها بالمشاريع الاستيطانية.
إعلانوأشار إلى أن المتوسط السنوي لعدد المستوطنات والبؤر الاستيطانية التي كان يتم إنشاؤها يتراوح بين 5 و7 منذ 1967 وحتى 2022، لكن في عام 2024 وحده تم بناء 56 بؤرة ومستوطنة جديدة، وفي ما مضى من عام 2025 تم بناء من 56 بؤرة ومستوطنة جديدة.
ولفت إلى أن الاستيطان كان يهيمن على نحو 7% حتى 2022، لكن في السنوات الأربع الأخيرة وحتى نهاية 2024 أصبحت البؤر الرعوية وحدها وعددها 114 تهيمن على أكثر من 14% من مساحة الضفة الفلسطينية.
وخلص إلى أن مستقبل الضفة في ظل هذه السياسة الاستيطانية هو محاولة قتل حلم الشعب الفلسطيني في الدولة بتشكيل 176 كانتونا ومعزلا.
ورغم سيطرة الاحتلال الفعلية على نحو 42% من الضفة، يلفت صلاح إن عدد المستوطنين في السنتين الأخيرتين في تراجع بسبب الحرب وعوامل أخرى.
دعم رسمي
وفي 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن وثيقة رسمية تؤكد تأييد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتوسيع البؤر الاستيطانية الزراعية في المنطقة "ج" من الضفة الغربية، باعتبارها "ضرورية" للسيطرة على تلك المنطقة.
وأضافت أن الوثيقة كشفت أيضا سعي نتنياهو إلى إضفاء الشرعية القانونية عليها، رغم أنها تُعدّ غير قانونية بموجب القانون الدولي، وطالب بتسريع خطوات الشرعنة.
ووفق الصحيفة فإن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزيرة الاستيطان أوريت ستروك رفعا التمويل الحكومي لهذه البؤر خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حيث خصصا عشرات الملايين لدعمها.
ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية فقد نفذ المستوطنون 621 اعتداء بالضفة خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهو ما يشكل ضعف الاعتداءات المسجلة في ذات الشهر من العام الماضي، ومنها اعتداءات جسدية وعلى الممتلكات واقتلاع أشجار وحرق حقول، ومنع قطف الزيتون وغيرها.