هل ينجح الانقلاب على البرهان هذه المرة؟
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
رشا عوض
الجيش عبارة عن حزب سياسي مسلح ، يحرس شبكة مصالح اقتصادية لاقلية سياسية حاكمة ، انغمس كباره في صراعات السلطة والشركات والانشطة الاقتصادية الكبيرة ،
كما انغمس بعض صغاره في التجارة والبزنس والانشطة الاقتصادية الصغيرة ، والغالبية العظمى من جنوده وضباطه الصغار فقراء كبقية الشعب لا يجدون ما يسد رمقهم ، ومحرومون من فرص التدريب والتأهيل لان مؤسستهم العسكرية مشغولة باشياء اخرى! لديها فائض زمن للسياسة والتجارة ولكن الشيء الوحيد الذي لا مكان له في جدول اعمالها هو العسكرية! ، نتيجة كل ذلك هي ان هذا الجيش ما عاد قادرا على القتال! لانه ببساطة نسي الحرب وعلومها وفنونها ! ولا يمتلك السلاح الفعال والجنود المدربين! انشغل بالسياسة والتجارة عن تجويد حرفته الاساسية بالتدريب والتأهيل ومواكبة الجديد في مجال التسليح.
مشكلة الجيش عويصة ولا امل في حلها اثناء هذه الحرب، فالمشكلة ليست في خيانة البرهان كما يردد البلابسة المعاتيه كلما سقطت ولاية او مدينة، المشكلة بنيوية وهيكلية لا يمكن علاجها بتغيير القيادة .
اما الحديث المتكرر عن الخونة والطوابير في صفوف الجيش ابتداء من القائد العام مرورا بقادة الفرق والالوية التي تسقط وصولا الى العساكر الصغار فهذا يعزز فرضية ان الاستمرار في هذه الحرب ضرب من العبث والجنون!
الاشباح الاسفيرية البلبوسية الموالية للكيزان تردح باعلى صوتها احتجاجا على ضعف تسليح وتدريب الجيش وتعترف بتفوق الدعم السريع عليه وفي ذات الوقت تدعو لاستمرار الحرب!
اليس حريا بهذه الابواق الحربية ان تعترف بخطئها الكبير وتتراجع عنه بالدعوة الى ايقاف الحرب الى ان يتم بناء الجيش وتأهيله؟ ام يرغبون في خوض الحرب بالمليشيات الاسلاموية من داخل وخارج البلاد وبمعزل عن الجيش حتى تتحول البلاد الى ساحة للارهاب والفوضى المستدامة!
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا ما هو المنطق في تخوين وتجريم كل من انتقد الجيش وطالب باعادة بنائه من القوى المدنية الديمقراطية في حين ان نفس الابواق التي تطلق احكام الخيانة العظمى على الديمقراطيين تشتم الجيش وتستخف بقدراته وتتهم قائده بالخيانة والتواطؤ مع العدو وتطالب بالانقلاب عليه!
كم هو غريب امر هذه الحرب! يتحدث مشعلوها من الكيزان عن انها حرب كرامة ويؤازرهم في ذلك مثقفون جعلوا منها حرب تحرر وطني سوداني للحفاظ على الدولة ومؤسساتها وحرب تحرر كوكبي من الامبريالية والنيو لبرالية والكلونيالية الجديدة ( يا صلاة النبي احسن) ، ولكن عندما تتفحص ادوات الكيزان والبلابسة والمثقفين النافعين لخوض هذه الحرب العظيمة ذات البعدين الوطني والكوكبي بزعمهم تجد ان هذه الادوات هي جيش يشتم البلابسة قيادته باسوأ الالفاظ ، وجبهة سياسية وعسكرية منقسمة على نفسها ومتصارعة فيما بينها لدرجة تخوين بعضها البعض ، فالجيش منقسم والكيزان منقسمون والمستنفرون منقسمون فكيف يتحقق نصر بمثل هذا التفكك والانقسامات العميقة وبواسطة جيش يتبارى مناصروه انفسهم في سرد عيوبه واختلالاته وضعفه الفني واحتشاد صفوفه بالخونة والطوابير!
تصاعدت بشكل لافت نغمة تسفيه الجيش وتخوين قيادته وهذا التصعيد مقدمة لتحرك انقلابي كيزاني ضد البرهان ليس من اجل تحقيق الانتصار العسكري بل من اجل تقاسم السلطة مع الدعم السريع في اي مفاوضات قادمة، فالحسم العسكري مستحيل، وما دام التفاوض قادم لا محالة بين الجيش والدعم السريع فلا بد من ازاحة البرهان وكيزان الدرجة الثانية واستلام كيزان الدرجة الاولى للقيادة بالكامل.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: رشا عوض هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
بعد تعاقد أرسنال معه.. هل ينجح جيوكيريس في «البريميرليج»؟
معتز الشامي (أبوظبي)
تعاقد أرسنال أخيراً مع فيكتور جيوكيريس، هداف سبورتينج لشبونة بعقد لمدة 5 سنوات، مقابل 65.8 مليون يورو مبدئياً، إضافة إلى 10.3 مليون يورو إضافات، وكان ميكيل أرتيتا، مدرب «المدفعجية»، يسعى جاهداً لإنهاء الأزمة بسرعة، وتم الإعلان عن انتقال المهاجم السويدي السبت، كما أفادت التقارير بأنه سيرتدي القميص رقم 14، الذي أصبح رمزاً في أرسنال بفضل تييري هنري.
وكان سبورتينج لشبونة تعاقد مع اللاعب السويدي الدولي قادماً من كوفنتري عام 2023 مقابل 24 مليون يورو، وقدّم أداءً تهديفياً مذهلاً في موسميه في البرتغال.
وتبلغ قيمته السوقية الآن 75 مليون يورو، ولم يسجل أي لاعب في الدوريات العشر الكبرى في أوروبا أهدافاً أكثر من جيوكيريش منذ انضمامه إلى سبورتينج، ولكن هل يتمكن اللاعب «27 عاماً» من تكرار أرقامه المذهلة، وتكرار سجله التهديفي عندما يلعب في «البريميرليج»؟
لم يسجل أي لاعب في الدوريات العشر الكبرى في أوروبا أهدافاً أكثر من جيوكيريس، الذي أحرز 68 هدفاً في 66 مباراة خلال الموسمين الماضيين، منذ انضمامه إلى سبورتينج.
ويقترب هاري كين، لاعب بايرن ميونيخ، من هذا الرقم بتسجيله 62 هدفاً، مع ذلك، لا ينبغي أن تكون هذه الأرقام شرطاً أساسياً لافتراض نجاح جيوكيريس الكبير مع أرسنال، أولاً مستوى الدوري البرتغالي بعيد كل البعد عن مستوى الدوري الإنجليزي، وطوال مسيرته الكروية، لم يلعب جيوكيريس مباراة واحدة في دوري من الدوريات الخمس الكبرى «الدوري الإنجليزي، الدوري الإسباني، الدوري الإيطالي، الدوري الألماني، الدوري الفرنسي».
ويجب أن نأخذ في الاعتبار أيضاً أن 17 من تلك الأهداف الـ68 كانت من ركلات جزاء، ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن أرتيتا نجح في الموسم الماضي في استخدام لاعب الوسط ميكيل ميرينو في الهجوم، كما حوّل كاي هافرتز إلى مهاجم خلال فترة الألماني في «ملعب الإمارات».
وإذا استطاع أرتيتا العمل مع لاعبين، مثل هؤلاء وتقديم أداء جيد، فإن هناك شعوراً بأنه قادر على صنع العجائب مع هداف موهوب مثل جيوكيريس.
ويعد جيوكيريس مهاجماً قوياً بدنياً، ويتمتع بحركة ممتازة، وخاصة في التحولات الهجومية، وتشمل نقاط قوته الرئيسية تسارعه الهائل، وقدرته القوية على حمل الكرة، وقدرته على إنهاء الهجمات بشكل تلقائي داخل منطقة الجزاء، ويتميز بسرعة خادعة مقارنة ببنيته الجسدية، وغالباً ما يتفوق على المدافعين في الهجمات المرتدة، كما يتفوق في الاحتفاظ بالكرة وربط اللعب مع زملائه.
وفيما يتعلق بنقاط ضعفه، فإن لمسته الأولى تحت الضغط قد تُخيب آماله أحياناً، ورغم أنه يُجيد التمرير، إلا أن هذه ليست من أفضل صفاته، وقد يملك جيوكيريس العديد من الأدوات اللازمة لإحداث تأثير كبير في الدوري الإنجليزي، ولكن هل يتمكن من التعامل بسلاسة مع هذه القفزة النوعية؟