بقلم : سمير السعد ..

اعتاد الصحفيون العراقيون الاحتفال بيوم الصحافة العراقية في الخامس عشر من حزيران من كل عام باعتبار ان هذا التأريخ هو ولادة اقدم جريدة عراقية وهي / الزوراء/ صدرت في مثل هذا التاريخ من عام 1869.
والزوراء صحيفة رسمية أسسها الكاتب أحمد مدحت أفندي وهو في الوقت نفسه أول من تولى رئاسة التحرير فيها.

تولاها بعده عزت الفاروقي وأحمد الشاوي البغدادي وطه الشواف ومحمد شكري الآلوسي وعبد المجيد الشاوي وجميل صدقي الزهاوي.
تعد الزوراء مصدرا تاريخيا هاما لتقييم الأوضاع السياسية والاجتماعية السائدة في العراق خلال تلك الفترة.
وطوت فترة الاحتلال البريطاني للعراق مرحلة التأسيس الأولى للصحافة العراقية التي انشأتها السلطات العثمانية وحكمتها بقوانينها وانظمتها ووسمتها بسماتها وانشأت بدلها صحافة خضعت لتوجيه السياسة البريطانية ومصالحها في المنطقة.
وحين احتل البريطانيون بغداد عام 1917 توقفت جريدة الزوراء الشهيرة وقاموا بإصدار جريدة العرب في 4 تموز 1917 بعد ان هيأوا مستلزمات طباعتها وقد أعلنت هذه تحت ترويستها بأنها (جريدة سياسية إخبارية تاريخية عمرانية عربية المبدأ والغرض من انشائها في بغداد عرب للعرب).
وتؤكد المصادر التاريخية ان نوري ثابت صاحب مجلة (حبزبوز) أشهر مجلات العراق آنذاك، كان في طليعة المنادين لقيام نقابة للصحفيين، وكتب في 10 تشرين الثاني عام 1931، بأن قيام النقابة سيساهم في إنقاذ الصحافة من الفوضى التي تعاني منها.
شهد عام 1944، محاولة جديدة لتأسيس تنظيم نقابي للصحفيين، عندما أجتمع أصحاب الصحف في 12 كانون الأول عام 1944 في مقر (صوت الأهالي) التي أصدرها كامل الجادرجي. وناقشوا مشروع تأسيس نقابة للصحفيين، ونشرت هذه الصحيفة في اليوم التالي ما تم الاتفاق عليه حول الشروع في تشكيل نقابة الصحفيين في بغداد، ودعوة الحكومة لإصدار النظام المتعلق بتشكيل النقابة وكذلك الاحتجاج لدى الحكومة على تجاوز الرقابة على الصحف حدود سلطاتها القانونية بمذكرة يوقعها أصحاب الصحف.
وبعد قيام النظام الجمهوري خطى العراق خطوات كبيرة نحو تشكيل الاتحادات والنقابات المهنية نتيجة التطورات الإيجابية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحفية، وفتح الباب على مصراعيه لتأسيس النقابات والجمعيات والمنظمات المهنية بشكل لم يشهد العراق له مثيلاً في السابق.
وفي عام 1959 تم تشكيل أول نقابة للصحفيين بشكل رسمي تولى مهامها الشاعر محمد مهدي الجواهري كأول نقيب للصحفيين العراقيين.
هكذا كانت اللبنة الاساسية لصاحبة الجلالة فقد كانت ولازالت منذ ولدت فكرة التأسيس ليومنا هذا تقارع الظلم والظالمين وتحشد الصحفيين للذود عن حياض الوطن والدفاع عنه بكل الوسائل الاعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية على الرغم من اختلاف التقنيات العلمية التي تطورت بشكل كبير جدا الا انها لم تكن عائقا امام الصحفيين لنقل المعلومة بكل حرص وصدق.
الصحفيون العراقيون عانوا مثل بقية اقرانهم من الشعب العراقي خلال تعاقب الحكومات التي حكمت العراق ولكن الاصرار والتحدي كان له الاثر الكبير في بلورة فكرة تأسيس النقابة.
استحقت الصحافة ان تنال لقب صاحبة الجلالة او السلطة الرابعة او قلمي سلاحي نظرا للدور الكبير لنقابة الصحفيين التي كانت ولازالت تدعم منتسبيها ضمن الصلاحيات المخولة لها.
توالى على رئاسة النقابة زملاء اكفاء رحم الله من ودعنا واطال الله اعمار من بقي حيا يرزق وعملوا تحت ظل الحكومات في قيود ظالمة.
بعد 2003 شهدت الصحافة العراقية تنوعا فكريا وعلميا وثقافيا كبيرا بعد فسح حرية التعبير للصحفيين العراقيين وفتح كليات الاعلام التي لازلت ترفد الوسط الثقافي وتأثرت نقابتنا في بادئ الامر بالتغيير الا انها وقفت كالجبل امام الرياح الصفراء التي كادت ان تؤثر بشكل كبير على المسيرة النضالية المحبة للوطن.
في كل هذه الظروف كان الصحفيون يحتفلون في عيد التأسيس ولو بشكل بسيط الا ان الحال اختلف جذريا حين تسلم اللامي مقاليد السلطة الرابعة ليكون على رأس هرم نقابة الصحفيين العراقيين الذي كرس كل جهده وامكانياته لخدمة النقابة ووضع اللبنات الاساسية لتقويم عمل الصحافة في العراق مع منح الحرية الكاملة للأقلام الوطنية حيث كان الدور الكبير للصحفيين في تحرير العراق من دنس التنظيمات الارهابية التي عاثت في العراق فسادا وكان لتضحية الصحفيين الشهداء الأثر الكبير والدافع القوي للدفاع عن مقدسات وارض العراق الأبي.
وفي هذا العام اختلف الاحتفال واصبح اكثر توهجا وضياءً بعد ان شاركت وفود دولية و فروع النقابة بأجمعها في بغداد حيث حط الرحال بجانب دجلة الخير ليكون الخير هو زملاء المهنة من المحافظات الذين تشرفنا في حضورهم ودجلة المعطاء التي تغنى فيها الشعراء والكتاب ليكون عرسا خاصا لنا مزجت فيه لوحات واغاني فلكورية والجوبي وطعام ومنتجات تخص محافظاتنا العزيزة فكان الاحتفال فرحة لكل الصحفيين.
شكرا لكل من شاركنا الاحتفال .. شكرا لصاحبة الجلالة .. شكرا لك ايها الزميل النقيب لأنك اهلا لها .. شكرا للصحافة التي انتمي لها .. شكرا لدجلة الخير على احتضانها ابنائك الصحفيين .. شكرا لكل من دافع عن حقوق الصحفيين .. شكرا لمن منحنا اراض سكنية .. شكرا لمن يسعى لزيادة رواتب المتقاعدين على صندوق النقابة .. شكرا لمن ساهم ويساهم في علاج المرضى الصحفيين .. شكرا على استقبالنا في بيتنا الصحفي.
الرحمة والخلود والجنة لشهداء العراق وبالأخص شهداء الصحافة العراقية فهم في عليين ان شاء الله .
والمجد كل المجد لمن يعمل بشرف للعراق الواحد.

سمير السعد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الصحافة العراقیة

إقرأ أيضاً:

شكرا لمن صب ” كأس الماء البارد فوق رؤوسنا، فأيقظنا من ُسباتنا !!

شكرا لمن صب ” #كأس_الماء_البارد فوق رؤوسنا، فأيقظنا من ُسباتنا !!
بقلم : #علي_الحراسيس

لم نعتد نحن كعرب ان نواجه اسرائيل لأكثر من اسبوع ، بل واقل ،ثم نعلن الاستسلام ونخسر الأرض وندفع ثمن الاعتداء .
منذ ان اعلنا الرغبة بالسلام مع العدو عام 1978 ومن ثم حملنا غصن الزيتون واقمنا معه السلام تلو السلام ، والاتفاقيات تلو الاتفاقيات ، لم تثمر هذه الاتفاقيات عن خير للأمة ، بل كانت استراحة للعدو قدمناها مجانا بعد ان أكل الثور الأبيض ، سرعان ما واصل استباحة الأرض والانسان، ومارس ابشع انواع البلطجة والقتل والتدمير والتآمر على بلادنا ، ونحن انقسمنا ، وتشرذمنا وتخبطنا وبتنا نعادي بعضنا البعض ونتآمر على بعضنا البعض خدمة للعدو ، اعتقادا لدى البعض انه الجهة التي عليه ان يولي وجهه شطرها ويرتمي في حضنها ، ،وبتنا نتلقى ضربة تلو الضربه ، والتوسع يليه التوسع والمؤامرة تلو المؤامرة ، لايوقف جشعه إلا التوسع والهيمنه ونهب الخيرات واذلال الشعوب .
اتت المواجهات الفعلية والحقيقية المباشرة في غزة اولا بين المقاومة والعدو ، واتت بعدها بعشرين شهرا مواجهة جديده بين ايران والعدو، مثل كاس ماء بارد صُب فوق رؤوسنا ـ فأيقظنا من سُباتنا ، فحدث ما حدث من تغيير كبير واسع سيلقي بضلاله على مستقبل هذه الأمة وهذه البلاد :
لم نعتد ان نسمع صراخ قادة العدو يطلبون العون من حلفائهم بعد ان ضاقت بهم الحال هذه الأيام وتجرعوا مرارة المواجهة في غزة ، ومرارة الحرب مع ايران .
لم نعتد ان نرى امريكا مترددة في دعم اسرائيل وتضع اولوياتها قبل أمن اسرائيل !
لم نعتد ان نرى دول غربية معادية لنا وحليفة لاسرائيل تمارس ضغطا على اسرائيل لوقف الابادة وتحميلها جرائم انسانية ، بل وذهب بعضها لاعلان الرغبة بالاعتراف بحق اقامة دولة فلسطين وفتح سفارات جديده او تطوير العلاقة معها .
كادت ثقافة ” الاستسلام والخنوع ” وطوباوية ” الجيش الذي لايقهر أن تترسخ في عقول وقلوب شباب الأمة ،حتى ادركنا في المواجهة في غزة بين المقاومة واسرائيل والمستمره منذ 20 شهرا ، وبين المواجهة الحالية بين ايران والعدو امكانية ان نهزم هذا العدو المتغطرس اللئيم ومن يواليه ونوقف زحفه وتمرده واستباحته للارض العربية .
مواجهة غزة ، وحرب ايران واسرائيل كانتا بمثابة ” كأس ماء بارد ” ُصب فوق رؤوسنا نحن العرب ” الغافلون ” في سبات عميق من الهزائم والاستسلام والذل والانكسار والتشرد والفقر والجهل ..فاعادت لنا هذه المواجهات يقظتنا ، ورأينا مايجري من حولنا ، وقلنا ” يا الله كم لبثنا !! كم كنا بحاجة لهذا الكأس كي نصحوا من هذا السبات الطويل الذي استمر 80 عاما !
بتنا على يقين أننا نستطيع هزيمة العدو ،وادركنا ان اسرائيل لم تكن دولة قابلة للحياة لو كنا نملك الارادة التي سلبوها منا بالقوة والخوف والتهديد والاستسلام والانقسام .
حماس وجيوب المقاومة العربية وايران كشفوا ضعف هذا العدو ، فإن لم تقهره هذه المواجهات عاجلا ، فستقهره الأجيال القادمة آجلا بمشيئة الله ، فقد ازالت هذه الأمة من وعيها ثقافة الاستسلام والخنوع التي استوطنت بقلوبها وعقولها طوال قرون ، وادركت ان العدو ضعيف مستكين يقوى بغيره .
ازالت هذه المواجهات ايضا الغمام عن عيون حلفاء اسرائيل في الغرب والشرق ، الذي وضعها العدو الاسرائيلي في احراج اخلاقي وانساني وقانوني بدعمهم للمجرم ، وقررت انها لن تستمر في تحمل تمرده واعتداءاته وبطشه وتحمل اوزار عبثه وطغيانه ، إذ باتت اسرائيل كما يقول ساستهم عبئا عظيما على هذه الدول ،و بدأت الكثير منها والمتحالفة معها طوال قرون مضت بالتراجع عن موقفها ودعمها واعادة تقييم موقفها .بل وذهبت بعضها الى منع دخول قادة اسرائيل الى بلدانهم والمطالبة بمحاكمتهم .
وكشفت ايضا أنه و لأول مرة ومنذ بدء الصراع منذ 80 عاما ان تنبهت شعوب العالم قاطبة لسياسات اسرائيل وممارساتها اللا اخلاقية في البطش والبلطجة و الايادة وقتل المدنيين وارتكاب الجرائم التي زادت على جرائم النازية في الحرب العالمية الثانية ،فنهضوا وادانوا تلك السياسات ، ومارسوا ولازالوا ضغطا على حكوماتهم ومؤسساتهم لوقف التعامل مع اسرائيل او دعمه ومساندته ،
ومن خيرات هذه المواجهات أنها حركت لدى البعض احساس الانتماء للعروبة والانتصار للحق والبحث عن السلام والاستقرار والالتفات الى النهضة وخدمة الأمة ووقف هدر خيراتها لارضاء الاعداء ،وستدفع البعض منهم للتوقف عن الهرولة نحو العدو و “مصاهرته ” عقائديا واقتصاديا وأمنيا على حساب حقوق امته ودينه بعد ان كشف هذا العدو ما يبيت للجميع من مخططات التأمر والاستباحة ونهب الخيرات ،فرب همة أحيت أمة واعادت التائهين لحضن امتهم .
في النهاية نقول : شكرا لمن صب فوق رؤسنا ” كأس الماء البارد ” وايقظنا وايقظ العالم من سباته ، حيث بات العالم يرى العدو على حقيقته المجرمة النازية المتغطرسة التي تجاوزت كل قيم اخلاقية وانسانية وقانونية ..

مقالات مشابهة

  • شكرا لمن صب ” كأس الماء البارد فوق رؤوسنا، فأيقظنا من ُسباتنا !!
  • حضرموت.. نقابة الصحفيين تطالب بسرعة الإفراج عن الصحفي "باجابر" وتوفير بيئة آمنة للصحفيين
  • الطوارئ النووية العراقية في انعقاد دائم للتعامل مع أي طارئ في محطات التخصيب الإيرانية
  • كتائب حزب الله العراقية تتوعد ترامب إذا ضرب إيران: ستخسر كل التريليونات التي تحلم بها
  • فضيلة المعيني رئيساً لصندوق التكافل الاجتماعي للصحفيين
  • رافع الرويلي: الوجه المُشرق للكرة السعودية شكراً للزعيم شكراً بونو
  • القطري للصحافة يناقش تحديات الصحفيين اليمنيين وفرص السلام
  • نقابة الصحفيين تستقبل حجاج النقابة بمطار القاهرة عقب عودتهم من الأراضي المقدسة
  • نائب:الأجواء العراقية تحت سيطرة القوات الأمريكية
  • مصدر سياسي:السوداني طلب من واشنطن عبر الخارجية العراقية منع الطائرات الإسرائيلية من ضرب إيران