أقدم تصوير فني بشري.. رسم يعود إلى 50 ألف سنة في كهف إندونيسي
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
خلصت دراسة حديثة إلى أنّ رسما يمثّل خنزيرا أحمر كبيرا محاطا بـ3 شخصيات بشرية أُنجز على جدار كهف في إندونيسيا، هو أقدم عمل فني تصويري في العالم، بما أنّه يعود إلى أكثر من 51 ألف عام.
وقال عالم الآثار آدم بروم، أحد معدّي الدراسة المنشورة الأربعاء في مجلة "نيتشر"، إنّ الرسم، وعلى الرغم من أنّ مظهره بسيط فإنه "يجسّد بوضوح قصة تشكل أقدم دليل معروف على السرد" ضمن عمل فنّي، وهو أقدم حتى من الرسوم في كهفي لاسكو وشوفيه في فرنسا.
ويعود الرقم القياسي السابق لأقدم رسم تصويري إلى عمل فني يمثّل مشهد صيد اكتشفه فريق الباحثين نفسه عام 2019 داخل كهف إندونيسي، وأشارت التقديرات إلى أنّه يعود إلى قرابة 44 ألف عام.
وأكّد المشارك في إعداد الدراسة ماكسيم أوبير من جامعة غريفيث الأسترالية، أنّ الاكتشاف الأخير داخل كهف في ماروس-بانكيب في جزيرة سولاويسي، يؤكد أننا أمام عمل "يتجاوز عمره الـ50 ألف عام للمرة الأولى".
وأضاف أنّ قدرة الممثلين الأوائل لجنسنا البشري على رواية قصة "بهذا التعقيد" من خلال الفن، قد تعيد صياغة فهمنا للتطور المعرفي للإنسان العاقل.
ولتحديد تاريخ اللوحة، استخدم الباحثون طريقة جديدة تستند إلى أشعة الليزر وبرامج كمبيوتر لإنشاء "خريطة" لعينات صخور.
وأشار أوبير إلى أنّ تقنية الليزر هذه أكثر دقة وأسهل وأسرع وأرخص وتتطلب عينات صخرية أصغر بكثير من الطريقة السابقة.
ولا تتيح التقنية الجديدة تحديد تاريخ اللوحة بشكل واضح، بل تحدد تاريخ كل طبقات المعادن التي تراكمت عليها مع مرور الزمن. وتمكّن الباحثون من الوصول إلى الطبقة الأقرب إلى الطلاء وبالتالي تحديد الحد الأدنى لعمرها بدقة.
واختبر الفريق التقنية الجديدة للمرة الأولى على الرسم الذي يحمل الرقم القياسي السابق لأقدم رسم تصويري في العالم. وأشار إلى أنّ الرسم الذي يمثل نشاط صيد يعود أقله إلى 48 ألف سنة، أي أقدم بـ4 آلاف سنة مقارنة بما أفضت إليه طريقة التأريخ التي استُخدمت عام 2019.
ثم اختبر الفريق طريقة الليزر على لوحة غير مؤرخة، رُصدت للمرة الأولى داخل كهف في جزيرة سولاويسي عام 2017. وتوصّلوا إلى أنّ الحد الأدنى لعمرها هو 51 ألفا و200 عام.
وتمثل اللوحة التي كانت في حالة سيئة، 3 شخصيات حول خنزير بري.
ومن الصعب فهم معنى هذه الرسوم ذات اللون الأحمر، لكنّها تصف بوضوح حدثا ما، على غرار رسم غامض في كهف لاسكو يعود إلى 21 ألف عام ويمثل رجلا برأس طائر أوقعه جاموس.
الرسوم البشرية الأولىويفترض أوبير أنّ هذا العمل ربما أنجزته المجموعات الأولى من البشر الذين عبروا جنوب شرق آسيا قبل وصولهم إلى أستراليا، قبل نحو 65 ألف سنة. وقال "ربما تكون مسألة وقت فقط قبل أن نجد رسوما أقدم".
وتمثل الرسوم الأولى التي أُنجزت على أيدي بشر والمعروفة حتى الآن، خطوطا وأنماطا بسيطة مصنوعة في أحجار مغارة، اكتُشفت في جنوب أفريقيا ويعود تاريخها إلى مئة ألف سنة.
وأشار أوبير إلى "فجوة كبيرة" بين هذا النوع الأوّلي من الفن ورسوم الكهوف الإندونيسية التي أُنجزت بعد 50 ألف سنة.
وقبل هذه الاكتشافات في إندونيسيا، كان يُعتقد أنّ الأعمال الفنية التي تجسّد أولى الروايات قد ظهرت في أوروبا الغربية، خصوصا مع اكتشاف تمثال عاجي لرجل برأس أسد في ألمانيا، يعود تاريخه إلى 40 ألف سنة.
وقال كريس سترينغر، وهو عالم أنثروبولوجي في متحف التاريخ الطبيعي في لندن لم يشارك في الدراسة، إنّ التاريخ التقديري للفن الصخري الإندونيسي "مذهل بشكل كبير"، لأنه أقدم بكثير مما تم اكتشافه في أماكن أخرى بينها أوروبا.
وتبدو الاستنتاجات التي خلصت إليها الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر" قوية، لكن ينبغي تأكيدها من خلال تأريخ أكثر تعمقا، بحسب سترينغر.
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية "في رأيي، يعزز هذا الاكتشاف الفكرة القائلة بأنّ الفن التصويري تم إنجازه للمرة الأولى في أفريقيا قبل 50 ألف سنة، وأن هذا المفهوم انتشر بصورة أكبر مع انتشار جنسنا"، مضيفا "إذا كان ذلك صحيحا، فستكون هناك أدلة جديدة كثيرة في مناطق أخرى وخصوصا أفريقيا، لم تظهر بعد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات للمرة الأولى یعود إلى ألف عام ألف سنة إلى أن
إقرأ أيضاً:
جيرو يعود إلى فرنسا بعد 12 عاماً!
لوس أنجلوس (أ ب)
أكد أوليفييه جيرو بأن تجربته القصيرة مع فريق لوس أنجلوس إف سي الأميركي كانت مخيبة للآمال، مشيراً في الوقت ذاته إلى اعتزازه بالصداقات ولقب الكأس الذي حققه مع النادي الذي ارتدى قميصه لموسم واحد.
يتطلع جيرو «38 عاماً» للعب مرة أخرى في فرنسا بعد غياب دام 13 عاماً، وأكد أنه سينتقل إلى صفوف ليل، لخوض تحدٍ جديد في مسيرته الحافلة.
أنهى الهداف التاريخي لمنتخب فرنسا مشواره مع الفريق الأميركي بالخسارة أمام فانكوفر وايتكابس بنتيجة صفر-1، حيث غادر الملعب بعد 60 دقيقة متأثراً بآلام في الأوتار.
ورغم ذلك نال المهاجم الفرنسي تحية حارة من جماهير الفريق، علماً بأنه سجل 5 أهداف في 38 مباراة مع النادي الأميركي.
قال جيرو: «كنت أتمنى أن يكون لي تأثير أكبر على الفريق ونتائجه، لقد كانت تجربة جيدة، ولكن لا أستطيع البقاء لفترة أطول بل أحتاج إلى تحدٍ جديد، وعندما سنحت لي فرصة العودة إلى فرنسا، انتهزتها، أتمنى التوفيق لنادي لوس أنجلوس، بذلت قصارى جهدي معهم».
وكان عقد جيرو يمتد إلى نهاية الموسم الحالي بالدوري الأميركي، لكنه اتفق مع إدارة النادي على فسخ التعاقد بشكل ودي لينتقل لاعباً حراً، مؤكداً أنه سينضم لصفوف ليل خامس الترتيب في الدوري الفرنسي بالموسم الماضي، والذي سيشارك في الدوري الأوروبي.
واصل جيرو: «إذا سألني أحد قبل سنوات قليلة، لأكدت أن العودة إلى فرنسا ليست ضمن خططي، ولكن لا أحد يعلم أو يرفض أي احتمال»، مضيفاً «حقق ليل العديد من الأهداف لي ولعائلتي، أتمنى أن أكون مفيداً للفريق، قائداً داخل الملعب وخارجه، وحلقة وصل بين العناصر الشاب والجهاز الفني».
استطرد: «أنا متحمس لأننا سنشارك أيضاً في الدوري الأوروبي، إنه أمر إيجابي للغاية، ليل نادٍ كبير في فرنسا، وضمن الخمسة الأوائل في جدول الترتيب».
لم يلعب جيرو في الدوري الفرنسي منذ عام 2012 عندما غادر مونبلييه إلى أرسنال، حيث قضى 6 سنوات مع الفريق اللندني، وبعدها فاز بلقبي الدوري الأوروبي ودوري أبطال أوروبا بقميص تشيلسي، قبل أن يتوج بلقب الدوري الإيطالي مع ميلان.
انتقل جيرو إلى لوس أنجلوس إف سي في يوليو 2024، لكنه أكد أنه لم يتأقلم على طريقة لعب الفريق تحت قيادة المدرب ستيف تشيروندولو الذي يستعد أيضاً للرحيل عن النادي في الخريف.
أوضح جيرو: «لم نعتمد على التمريرات العرضية كثيراً، إنها مصدر قوتي الرئيسية في منطقة الجزاء، لقد اعتمدنا بشكل أكبر على التحولات في الهجمات المرتدة، وهو أسلوب لا يناسبني».
وأتم تصريحاته «أعرف ما يمكنني تقديمه للفريق، لكنني أعرف أيضاً ما لا أستطيع فعله، أعتقد أنه حان الوقت للرحيل، وأتمنى لهم كل التوفيق لأنني أحب زملائي اللاعبين، سأفتقد لوس أنجلوس، لكنني متحمس في نفس الوقت لخوض تحد جديد».