بين من يقول إنّ تصويته في الانتخابات الإيرانية أتى تلبية لـ"دعوة المرجعية الدينية بالمشاركة الكثيفة"، وبين من تتأمّل حدوث تغيير بالقول: "إيران لم تنصف المرأة؛ ولم تسمح لها بتولي المناصب العليا مثل الوزارة، وأن رجال السياسة هم من يتّخذون القرارات بالنيابة عنها"؛ تباينت مطالب النّاخب الإيراني، وتصدّرت اهتماماته المشهد العام.

 

الحريات العامة، مثل الحجاب وشبكة الإنترنت، وتردّي الوضع الاقتصادي، وارتفاع أسعار الوقود، ناهيك عن التحدّيات الخارجية المحدقة بالبلاد.. هي جُملة ممّا بات يشغل بال المجتمع الإيراني، المقبل اليوم الجمعة 5 تموز/ يوليوز، على نتائج الانتخابات الرئاسية. 
یادمان باشد صندوق رای پایان راه نیست، بلکه آغاز مطالبه‌گری است.

این را یادمان نرود اگر انتخاب نکنید، بقیه برای شما انتخاب می‌کنند.#جلیلی #انتخاب_بام_ایران pic.twitter.com/IWUCuhOcE1 — نیایش (@Zzzsh78) July 5, 2024
وعقب الإعلان عن وفاة ابراهيم رئيسي، في حادث مروحية في 19 أيار/ مايو؛ وعلى عجل، جرت الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، بتاريخ 28 حزيران/ يونيو. 

وخلال الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية، تواجه مسعود بزشكيان، الذي يدعو للانفتاح على الغرب، وسعيد جليلي المعروف بمواقفه المتصلّبة إزاء الغرب، وهو المفاوض السابق في الملف النووي.

تسخين المشهد الانتخابي
مع اقتراب مرحلة الصمت الانتخابي، بدأت اللافتات والصور الترويجية للمرشّحين في الانتخابات الإيرانية، التي أتت على بغتة، تتكاثر في الشوارع وساحات العاصمة طهران؛ فيما تمكّنت المناظرات المباشرة، بين المرشّحين، من تسخين المشهد الانتخابي وإثارة النقاش المتسارع على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.

في ظل ما يوصف بـ"العزوف السياسي" داخل المجتمع الإيراني، وفي مشهد ذكّر الناخب بالمناظرات الثنائية التي سبقت رئاسيات عام 2009 وشاهدها عشرات الملايين من الناخبين، تم السعي إلى استقطاب أكبر عدد من أصوات "المترددين" عن التصويت، لرفع نسبة المشاركة.
این هفته هم ۴۷۰ کیلومتر از هفی به شانگهای آمدیم تا کار ناتمام را تمام کنیم.
این بار همراه دوستانی که دور اول رأی نداده بودند.
از حق رأی، این میراث انقلاب مشروطه نمیگذریم.

توهم، تندروی و مردم‌آزاری جلیلی و تیمش «تهدید وجودی» برای ایران ماست و هر رأی مهم است.#برای_ایران#پزشکیان pic.twitter.com/VIVeKepNGZ — Ali Gholizadeh علی قلی‌زاده ???????? (@aqolizadeh) July 5, 2024
وكانت أولى مناظرات جولة الإعادة، التي انطلقت الساعة التاسعة والنصف، الاثنين الماضي وانتهت فجر الثلاثاء، قد استطاعت مسّ فضول الناخبين، وتسخين فترة الدعاية الانتخابية، التي استمرّت إلى ما قبل ساعات قليلة.

آنذاك، انطلق المرشّح جليلي في الحديث أهمية برنامجه الانتخابي، فيما استغل بزشكيان فرصة الحديث إلى الشعب الإيراني عبر التلفزيون لنفي ما وصفها بـ"الشائعات حول عزمه رفع أسعار الوقود".

ومنذ بداية المناظرة، حاول بزشكيان إظهار أنّه يقف بجانب الإيرانيين في مواجهة ما وصفه بـ"التمييز في حقوق النساء والقوميات والنخب الإيرانية، مما أدى إلى عزوف 60 في المئة من الناخبين عن صناديق الاقتراع"، مبرزا في الآن ذاته، سخط الشعب جرّاء غلاء المعيشة وكذا السياسات المرتبطة بالحجاب وتقييد الإنترنت.


وأكّد بأن "الاتفاق النووي كان في مصلحة إيران، ولو لم يكن كذلك لما انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب"، مشيرا إلى "مساعي رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الرامية إلى تقويض الاتفاق".

من جهته، قال سعيد جليلي، إن "المشاركة الشعبية في الانتخابات الرئاسية كانت منخفضة، ولا بد من دراسة أسباب ذلك ومعالجتها" مردفا: "لذا فإن إحدى خطط حكومتي هي توفير مشاركة الشعب في إدارة البلاد وفي مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية".

وأضاف: "يمكن تحقيقه الأمر بطريقتين: الأولى من خلال الحوار والضغط والثانية عدم الركون، والعمل على تحييد العقوبات، وهو ما فعله الرئيس الراحل ابراهيم رئيسي، حيث اعترف الأمريكيون بأننا نبيع مليوني برميل من النفط يوميا في حين قالوا سابقا بأنهم لن يسمحوا لإيران أن تبيع حتى برميل واحد من النفط".

"إيران نفّذت كل التزاماتها في الاتفاق النووي فيما انسحبت الولايات المتحدة منه ولم تعوض الدول الغربية الثلاث عن ذلك، ولم تف بالتزاماتها" تابع المرشّح ذاته، معتبرا أن "خطوات إيران اللاحقة بخصوص برنامجها النووي، قد جاءت في مقابل انسحاب أميركا وتقاعس الأوروبيين".  

أي استفادة للرئيس القادم.. 
"الفائز في الانتخابات الرئاسية الإيرانية سوف يرث الانقسام الداخلي والاقتصاد الذي تعصف به العقوبات، غير أنه سيرث أيضا قوة ونفوذا دوليا، حيث تتمتع طهران حاليا بنفوذ على الساحة الدولية أكبر من أي وقت منذ تأسيس "الجمهورية الإسلامية" في 1979" هذا ما كشف عنه تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
???? بداية الانتخابات الرئاسية الإيرانية.

المرشحين :

- سعيد جليلي (محافظ)

- محمد باقر (محافظ)

- مسعود بزشكيان (اصلاحي) pic.twitter.com/YvBLkDz0qE — الشؤون العالمية (@mjrdzayr337191) June 28, 2024
وأشار التقرير نفسه إلى أن "إيران باتت تشكّل أحد أكبر المهدّدات للمصالح الأميركية، كما أصبحت فاعلا دوليا مؤثرا، وذلك على الرغم من العقوبات الأميركية والغربية الطويلة الأمد".

وأكّد بأن "إيران قد تمكّنت من إحباط عقود من الضغوط الأميركية، وخرجت من سنوات من العزلة إلى حد كبير بسبب علاقاتها بروسيا والصين وتخليها عن الاندماج مع الغرب، في الوقت الذي كثفت فيه المواجهة مع واشنطن".

وفي المقابل، كان فيدانت باتيل، وهو المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، قد قال، خلال لقاء صحفي: "نعتبر الانتخابات في إيران ليست نزيهة ولا حرة".


وأضاف: "لا نتوقع أن تؤدي هذه الانتخابات، مهما كانت نتائجها، إلى تغيير جوهري في توجّه إيران، أو أن تقود النظام الإيراني إلى إبداء مزيد من الاحترام لحقوق الإنسان ومزيد من الكرامة لمواطنيه".

إلى ذلك، يترّقب جُل المتابعين ومحلّلين المشهد الإيراني، ما سوف تكشف عنه نتائج الانتخابات الرئاسية، قريبا؛ وذلك في الوقت الذي تزايدت فيه نسبة الإيرانيين الغائبين عن التصويت، إذ سجّلت الانتخابات البرلمانية خلال آذار/ مارس الماضي، معدل الإقبال الأدنى السابق، نحو 41 في المئة، فيما فاز رئيسي في عام 2021 بنسبة مشاركة بلغت نحو 49 في المئة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الإيرانية الانتخابات الرئاسية طهران إيران طهران الانتخابات الرئاسية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانتخابات الرئاسیة فی الانتخابات

إقرأ أيضاً:

خوف وعضات قاتلة.. لماذا تتجاهل السلطات المغربية الكلاب الضالة التي تهاجم المواطنين؟

"توفّي مواطن مغربي بسبب الكلاب الضّالة في مدينة وجدة" هكذا سلّط العضو باسم فدرالية اليسار بمجلس وجدة، نور الدين لزرق، الضّوء، على ما وصفه بـ" الخطر المُداهم لسلامة المواطنين"، فيما اعترف بوجود بعض الحملات للتعقيم أو الجمع، لكنه دعا لتكثيفها وتوسيع نطاقها لتشمل "هوامش" المدينة أيضا.

حادثة وجدة، ليست معزولة، إذ رصدت "عربي21" عدد من الحوادث التي تسبّبت فيها "الكلاب الضالة" مؤخّرا في عدد من المدن المغربية. آخرها حادثة سير، الأربعاء، كان ضحيتها شاب على متن دراجته النارية، تعرّض لهجوم مفاجئ من "الكلاب" في مدينة عين عتيق، نواحي العاصمة المغربية، الرباط.



خوف بالنهار وإزعاج بالليل
بإقليم سيدي إفني، استنفرت السلطات المحلية، عناصرها، في الأيام القليلة الماضية، عقب الإبلاغ عن العثور على جثمان شخص نهشته الكلاب الضالة؛ يتعلق الأمر بشيخ مسن، اختفى بالقرب من مقر سكناه، ما دفع الساكنة لإطلاق حملة واسعة للبحث عنه، قبل اكتشاف الحادث المُروع.

وفيما تم نقل جثمان الهالك إلى مستودع الأموات، عقب معاينته من طرف السلطات المختصة، بغرض التشريح الطبي لتحديد الأسباب المباشرة للوفاة، وما إن كان قد تعرض لهجوم من الكلاب الضالة فعلا أم أنّ وفاته كانت إثر سبب آخر. تعالت أصوات المواطنين المغاربة، في عدد من المدن، لمُطالبة السلطات بالتدخل العاجل للحد من انتشار الكلاب الضالة.

مريم، من مدينة الصخيرات، قالت في حديثها لـ"عربي21": "أواجه صعوبة في النوم، بسبب النباح المُتصاعد للكلاب، بشكل يومي، ما أثّر على صحّتي النفسية، وتسبّب لي في القلق؛ من سيعوّضني عن سلامتي الجسدية والنفسية، جرّاء الكلاب الضالة".

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Amis Poilus ???? Avec Hind‎‏ (@‏‎amis.poilus‎‏)‎‏
وتابعت: "أنا ضد حملات قتل الكلاب، لكنّني مع الحلول السلمية، التي ترضينا وترضيهم"، مشيرة إلى أنّ ظاهرة انتشار الكلاب الضالة، تنامت بشوارع وأحياء المدينة بشكل مُقلق، ما بات يهدد سلامة وأمن المواطنين، خاصة خلال ساعات الليل، والصّباح الباكر.

وفي مدينة الحسيمة، أيضا، انتشرت الكلاب في أحياء وشوارع عدّة، ما بات تهديدا حقيقيا لسلامة الساكنة، في مقدمتهم الأطفال الذين يرتادون المؤسسات التعليمية مشيا على الأقدام، وذلك بحسب شهادت عدد من سكان المدينة أنفسهم، لـ"عربي21".

وبحسب ساكنة المدينة فإنّه: "لا يختلف إثنان بخصوص ما تخلّفه عضات الكلاب وما يصاحب ذلك من تبعات تتجلى أساسا في خطر داء الكلب، الذي يؤدي إلى الوفاة، كما أن انتشار هذه الكلاب الضالة بالمدينة يكون بالدرجة الأولى بالأماكن التي تتكدّس فيها النفايات، في مقدمتها مخلفات الدجاج وبقايا اللحوم".

وفي السياق ذاته، ضمن سؤال كتابي، إلى وزير الداخلية، حذّرت النائبة البرلمانية عن الفريق الاشتراكي، عويشة زلفى، من خطر الكلاب الضالة بمجموعة من أحياء مدينة أكادير بجهة سوس ماسة.

وتساءلت البرلمانية عن الجهة التي تحمل المسؤولية عمّا وصفته بـ"غض الطرف عن ظاهرة انتشار الكلاب الضالة التي تشوّه المشهد الحضري للمدينة التي تعتبر وجهة سياحية مهمة للمغاربة والأجانب وتراهن عليها الدولة لتنظيم تظاهرات قارية وعالمية".

تجدر الإشارة إلى أنّ المحكمة الإدارية في أكادير، في الآونة الأخيرة، قضت بتعويض بمبلغ 18 مليون سنتيم، إلى مواطن مغربي قد تعرّض إلى عضة كلب ضال، وذلك جبرا للضرر الذي لحقه.


"تهديد حقيقي"
إنذارا بالخطر المُتصاعد للكلاب الضالة على سلامة المواطنين، تداول عدد من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، في المغرب، في الآونة الأخيرة، عدّة صور ومقاطع فيديو توثٍّق لتوجد الكلاب في قلب بعض الأسواق المخصصة لبيع الخضر والفواكه واللحوم، إذ يمكنها نقل الأمراض، مما يعرض صحة المستهلكين للخطر.



جرّاء الأحداث الجارية، ورفعا للوعي بضرورة إيجاد حلول إنسانية وبديلة لهذه الممارسات التي أثارت جدلا متصاعدا، أطلقت مجموعة من الجمعيات الحقوقية والمهتمة بالحيوانات، ناهيك عن عدد من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، حملة رقمية، تهدف إلى وقف قتل الكلاب الضالة في عدد من المدن المغربية.

"لا لقتل الكلاب"..مؤثرون مغاربة يطلقون حملة رقمية لوقف إبادة الكلاب الضالة في شوارع المغرب

.
.
.
.#المغرب #TheVoiceofMorocco #صوت_المغرب #صدى_الحقيقة pic.twitter.com/ZWwvGWzQNp — The voice صوت المغرب (@voiceofmorocco) April 19, 2025
ودخلت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، على الخط، بـ"قلق بالغ" جرّاء هذا الوضع الذي وصفته بـ"المتدهور"، والذي أصبح يشكل مصدر خوف وقلق لساكنة عدد من المدن المغربية، بالقول عبر بيان لها، إنّ: "أبرز النقاط السوداء التي تعرف تكدسا كبيرا لهذه الكلاب، تتمركز بمحطة الوقود بالصخيرات".


وبحسب البيان الذي وصل "عربي21" نسخة منه فإنّ: "المواطنون والمارة، خاصة الأطفال والنساء، يضطرّون للتعامل مع تهديد حقيقي يومي أمام مرأى ومسمع السلطات المحلية، دون تسجيل أي تدخل فعّال".

إلى ذلك، أرجعت الجمعية أسباب تفاقم هذه الظاهرة إلى: غياب تدابير ملموسة من طرف الجهات المسؤولة، ما يسيء لصورة المدينة ويمسّ بحقوق الساكنة في الأمن والسلامة الجسدية. بينما أعلنت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان احتفاظها بحقها في اللجوء إلى كافة الأشكال النضالية والقانونية المتاحة، دفاعا عن أمن وكرامة المواطنين.

مقالات مشابهة

  • هزة أرضية وألسنة نار وعنف مفاجئ.. أبرز الأحداث العالمية التي تصدرت العناوين اليوم!
  • اختتام منافسات الجولة الثانية من بطولة السعودية تويوتا كسر الزمن
  • لتدشين المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية"احلم".. .وزير الزراعة فى جولة بمزرعة ومصنع هيلثي بالشرقية اليوم
  • حلبة كورنيش جدة تحتضن الجولة الثانية من بطولة السعودية تويوتا كسر الزمن 2025
  • وزير الدخلية يلتقي محافظ الطائف ويطّلع على أبرز المبادرات التنموية التي يتم تنفيذها
  • الخولي: مشروع قانون الانتخابات يحقق عدالة تمثيلية بين المواطنين والمحافظات
  • مصطفى بكري: إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية يضمن الاستقرار في ليبيا
  • اللكمة التي أشعلت حرب ترامب على الجامعات الأميركية
  • خوف وعضات قاتلة.. لماذا تتجاهل السلطات المغربية الكلاب الضالة التي تهاجم المواطنين؟
  • مصدر سياسي: الانتخابات في ظل الحكم الإيراني تدوير لنفس الوجوه الكالحة