شاهد بالفيديو.. من أرض المعركة.. مقاتلون بالجيش يوجهون رسائل نارية للشباب السودانيون في القاهرة: (مصر الدولة الوحيدة التي استقبلتكم باحترام ولو ما قادرين ترجعوا تحملوا السلاح وتقاتلوا زي الرجال اقعدوا باحترام)
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
وجه مقاتلون بالجيش السوداني, رسائل نارية لبعض الشباب السودانيين في مصر, وذلك بعد انتشار مقاطع تتحدث عن قيامهم بأفعال تسيء لسمعة السودان.
وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين فإن رواد سودانيون ومصريون كانوا قد نشروا مقاطع لمشاركة شباب سودانيون في حفلات غنائية بالقاهرة وهم يرقصون بشكل فاضح في الوقت الذي تعاني فيها البلاد من حرب طاحنة.
وقال المقاتلون الذين من ضمنهم مستشار قانوني ومحامي, خلال حديثهم لهؤلاء الشباب أن مصر هي الدولة الوحيدة التي استقبلتكم باحترام.
وطالب المقاتلون الذين ظهروا وهم يحملون السلاح هؤلاء الشباب باحترام سمعة السودان, مطالبين الجميع بإحترام البلد التي يقيمون فيها: لو ما قادرين ترجعوا تحملوا السلاح وتقاتلوا زي الرجال اقعدوا باحترام).
محمد عثمان _ الخرطوم
النيلين
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
زيارة الوفد الإثيوبي إلى بورتسودان: رسائل مزدوجة في زمن التحولات الإقليمية
زيارة الوفد الإثيوبي إلى بورتسودان: رسائل مزدوجة في زمن التحولات الإقليمية
محمد تورشين*
وصل وفد إثيوبي رفيع المستوى إلى مدينة بورتسودان، في زيارة مفاجئة تمثل تطورًا لافتًا في العلاقات السودانية-الإثيوبية، وتأتي في توقيت بالغ الحساسية بالنظر إلى التحديات الإقليمية التي تواجه البلدين. ضم الوفد مدير جهاز المخابرات الإثيوبي، رضوان حسين، ومستشار رئيس الوزراء الإثيوبي لشؤون شرق إفريقيا، قيتاشو ردا، وهو أيضًا حاكم إقليم تيغراي السابق، ما يمنح الزيارة بعدًا رمزيًا وسياسيًا يتجاوز القضايا الثنائية الظاهرة، ويعكس تداخلاً واضحًا بين ملفات الداخل الإثيوبي والخارج الإقليمي.
أعلن رضوان حسين عبر منصة “إكس” أن الوفد حمل رسالة من رئيس الوزراء آبي أحمد إلى رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، يؤكد فيها دعم إثيوبيا الثابت لاستقرار السودان، واستعدادها لمشاركة تجربتها في الانتقال السياسي. غير أن الطابع الرسمي الذي أُحيطت به الرسالة لا يخفي أن الزيارة جاءت وسط حالة من الفتور في العلاقات بين الخرطوم وأديس أبابا، وتوترات صامتة تتغذى من ملفات سياسية وأمنية متشابكة، في مقدمتها ملف سد النهضة، والتقارب الإثيوبي مع أطراف سودانية تُعتبر مناوئة للحكومة الحالية في بورتسودان، فضلًا عن اللقاءات التي أجراها آبي أحمد مع قادة قوات الدعم السريع.
ورغم أهمية الزيارة، امتنعت وسائل الإعلام السودانية الرسمية عن تغطيتها، على عكس الإعلام الإثيوبي الذي قدّم تغطية موسعة حملت إشارات إيجابية ووصفت الزيارة بأنها تأتي في إطار تعزيز علاقات حسن الجوار. هذا التباين في التغطية يعكس بوضوح حساسية العلاقات الثنائية، والمخاوف داخل السودان من أن يُفهم الانفتاح على أديس أبابا كإعادة اصطفاف سياسي قد يُغضب حلفاء تقليديين مثل مصر وإريتريا. فالخرطوم تجد نفسها اليوم في موقع معقد، إذ تحاول موازنة علاقاتها الإقليمية في لحظة تتسم بسيولة المشهد السياسي والأمني، داخليًا وخارجيًا.
تشكل الزيارة امتدادًا لمساعي إثيوبيا للتموضع كفاعل إقليمي قادر على التواصل مع مختلف الأطراف، وإعادة نسج العلاقات مع الخرطوم رغم ما شابها من توتر خلال السنوات الأخيرة. إذ سبق أن اتهمت الخرطوم إثيوبيا بدعم فصائل مسلحة، فيما اشتكت أديس أبابا من الدعم السوداني للموقف المصري في قضية سد النهضة. ومع أن زيارة آبي أحمد لبورتسودان في يوليو الماضي بدت كمحاولة لفتح صفحة جديدة، فإنها لم تنجح في تبديد الشكوك، خاصة مع استمرار التباين في المواقف إزاء القضايا الإقليمية.
كما أن وجود قيتاشو ردا ضمن الوفد يحمل دلالات مهمة. فالرجل يمثل طرفًا رئيسيًا في النزاع الذي شهدته إثيوبيا بين الحكومة الفيدرالية وإقليم تيغراي، وهو صراع خلّف تداعيات عابرة للحدود، خصوصًا على العلاقة مع السودان الذي استقبل آلاف اللاجئين الهاربين من الحرب. وقد يبدو إدراجه في الوفد كمؤشر على محاولة إثيوبيا توظيف ملف المصالحة الداخلية لتقوية أوراقها الإقليمية، من خلال تقديم نفسها كدولة تجاوزت صراعاتها الداخلية وتطمح الآن للعب دور إيجابي في جوارها المباشر. إلا أن الواقع أكثر تعقيدًا، خاصة أن اتفاق بريتوريا للسلام بين الحكومة الفيدرالية والتيغراي لا يزال هشًا، وأن هناك مؤشرات على استمرار التوتر بين الطرفين، في ظل تصريحات إريترية نارية ضد الحكومة الإثيوبية، تتهمها بأنها أداة في يد أطراف أجنبية، وتدعو الشعب الإثيوبي إلى الاستعداد لمعارضتها.
في هذا السياق، تكتسب العلاقة السودانية-الإثيوبية بعدًا جديدًا، يتجاوز الحسابات الثنائية إلى صراع أوسع على النفوذ الإقليمي في منطقة القرن الإفريقي. فإريتريا التي دعمت الجيش السوداني في مواجهته مع قوات الدعم السريع، ترى في تقارب الخرطوم مع أديس أبابا تهديدًا لمصالحها، وقد عبّرت عن ذلك صراحة في تصريحات رسمية. أما مصر، فتنظر إلى التحركات الإثيوبية بعين الريبة، خصوصًا في ظل تعثر مفاوضات سد النهضة، وتلويح إثيوبيا المستمر بالمضي قدمًا في استراتيجيتها المائية دون الرجوع إلى اتفاقات تقاسم المياه.
إذا كانت زيارة الوفد الإثيوبي تهدف إلى احتواء التوترات مع السودان وتقديم تطمينات سياسية، فإنها قد تكون أيضًا جزءًا من استراتيجية أوسع لتأمين المصالح الإثيوبية في بيئة إقليمية مضطربة. إذ تسعى أديس أبابا إلى تعزيز حضورها كوسيط فاعل في الملفات الإقليمية، مستفيدة من حالة الفراغ الدبلوماسي التي أحدثتها انشغالات القوى الدولية بالحرب في أوكرانيا والتوترات الآسيوية. لكن هذا الدور يظل محفوفًا بالتحديات، لا سيما إذا لم تتمكن الحكومة الإثيوبية من ضمان استقرارها الداخلي، أو إذا استمرت في إرسال إشارات مزدوجة للأطراف السودانية المتصارعة.
في المحصلة، تعكس زيارة الوفد الإثيوبي إلى بورتسودان دينامية جديدة في العلاقات بين البلدين، تتأرجح بين التهدئة والاستقطاب. فقد تكون محاولة إثيوبية للعودة إلى قلب المعادلة السودانية، أو خطوة استباقية لتأمين موقع تفاوضي متقدم إذا ما نضجت مبادرات التسوية في السودان. لكن نجاح هذه المساعي سيظل مرهونًا بقدرة أديس أبابا على بناء الثقة مع الخرطوم، وتقديم التزامات واضحة لا تُفهم على أنها محاولة لفرض أجندة إقليمية تتجاوز الإرادة السودانية. في المقابل، سيبقى أمام السودان تحدي الموازنة بين علاقاته المتشعبة، وتحديد مصالحه الحيوية في سياق يتغير بسرعة، وبشكل قد يُعيد رسم خرائط النفوذ في الإقليم برمّته.
* باحث وكاتب في الشؤون الأفريقية
الوسومإقليم تيغراي السودان العلاقات السودانية الإثيوبية الوفد الإثيوبي رضوان حسين قيتاشو ردا مجلس السيادة محمد تورشين