صحيفة الاتحاد:
2025-05-25@18:49:48 GMT

شيخة الجابري تكتب: في مديح الحَرّ

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

كلّنا نتأفف من الحر ومن الصيف ولهيب الشمس، وكثيراً ما نردد «قيظ السنة حار مب شرات العام»، رغم أنه يتكرر كل عام لكنها طبيعة البشر لا يرضيهم شيء، ونتناسى أن للحر فوائد كثيرة رغم مضاره الكثيرة كذلك، طبياً أعني لمن يعانون من مشكلات صحية، أو لمن يعملون تحت شمس النهار فيتعرضون لضرباتها القاسية، لكن فوائده متعددة فقد تغنّى به الأولون كلما بشّر النخل، وقاض، وكلما كشفت الفواكه الصيفية عن صفرتها عندما تتبسم الشفاه، وتترقب العيون موسم النضج والقطاف لتتمتع بصيف رائع بين النخيل، وأشجار الهمبا واللومي والفيفاي «المانجو والليمون والبابايا».


لقد عاش أجدادنا وآباؤنا وأمهاتنا، غفر الله لمن رحل منهم، وكتب الصحة والعافية للباقين بيننا، الزمن الماضي وهو يعملون في الزراعة، ويجوبون البحار، ويقطعون الصحراء الشاسعة في الصيف تأكلهم حرارة الشمس فيواجهونها بأساليب دفاعية طبيعية وبسيطة حيث يرتدون الملابس الخفيفة، ويخففون حرارة الأجواء بغمسها في الماء ثم يعيدون ارتداءها أثناء العمل في النخيل هذا بالنسبة للرجال، وكذلك النساء يرتدين الأثواب البسيطة الخفيفة كي يتّقين الحر وهن يعملن في المنزل بين طبخ ومراعاة للأبناء، واهتمام بالأنعام، ومساعدة الأزواج، وغير هذا كثير.
كانت حياتهم بسيطة جداً قائمة على الفطرة وعلى ما تجود به الطبيعة من خيرات في كل فصل، يفرحون كثيراً بمخاريف الرطب عندما تتنقل بين منزل وآخر حيث يتهادون بشائر الصيف، وما أجمل سلالهم قديماً تجدها وكأنها تبتسم من فرح، فهي مزيج من الرطب والهمبا تقوم الأمهات برش حبّات الياسمين فوقها ليبدو الشكل كرنفال محبة، لم يحتاجوا إلى بطاقات ليكتبوا عليها الإهداءات فقلوبهم تتهادى الحب بالفطرة، ما كان لديهم شركات للحلويات والورود والعطور يدفعون فيها «دم قلوبهم» مجاملة ومباهاة، كانوا بسطاء قلوبهم يجللها البياض، وتملؤها القناعة.
في مديح الحَر لمن يذمونه، نستذكر كيف كان الصيف في الأيام الخوالي والسالفات من الليالي يخلو من المكيفات، وملطفّات الأجواء، كانت المجالس تجمع الرجال، و«المَنامات» تجمع السيدات في المنازل التي تتهادى الحكايات والسوالف والخراريف وفناجين القهوة السّخيّة، وعلى السّجية يلتقون، يتبادلون الزيارات ويتجمعون في المناسبات، يتعايشون مع الأجواء سواء كانت ساخنة حارة أم في فصل الشتاء قارس البرودة، فلكل فصل لديهم لغة خاصة يتحدثون بها معه سلوكاً واحتياطاتٍ واحتفاء.
نمدح الحَر لأن الأراضي فيه تجود بالخيرات، ورغم قسوته وهروب الكثيرين منه نحو مصايف أوروبا وغيرها، إلّا أنهم يحرصون على أن يحملوا خيرات الصيف في حقائبهم لأنهم يعرفون بأنها أجمل وألذ من كلّ ما يمكن أن يتذوقوه من الطعام في رحلاتهم تلك.

أخبار ذات صلة شيخة الجابري تكتب: لا تتركوا أبناءكم للريح شيخة الجابري تكتب: مُتغيرات ومسؤوليات

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال

إقرأ أيضاً:

الأجواء شبه خريفية وأمطار متفرقة في أغلب المناطق الشمالية

أفاد المركز الوطني للأرصاد الجوية بأن أغلب المناطق الشمالية من البلاد تشهد أجواء شبه خريفية مع درجات حرارة قصوى أقل من معدلاتها المعتادة لهذا الوقت من العام، تتخللها اليوم أمطار متفرقة ونشاط نسبي للرياح الشمالية.

وفي المقابل، تتأثر مناطق طبرق، جالو، مرادة، السرير، وتازربو اليوم بمنخفض جوي مصحوب برياح جنوبية مثيرة للأتربة والغبار، مما أدى إلى هبوط في الرؤية الأفقية وارتفاع في درجات الحرارة. ومن المتوقع أن يتحرك هذا المنخفض الجوي آخر المساء، حيث تتحول الرياح إلى شمالية، مما يساهم في تحسن حالة الطقس في تلك المناطق.

ومن المتوقع أن يشهد طقس البلاد بشكل عام اعتدالاً واضحاً يبدأ من يوم غد، ليشمل كافة المناطق.

هذا وشهدت البلاد خلال الأيام الماضية تقلبات جوية متباينة بين المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية، حيث تأثرت عدة مناطق بمنخفضات جوية متكررة أدت إلى انخفاض درجات الحرارة وهطول أمطار متفرقة، خصوصاً في المناطق الشمالية التي شهدت أجواء شبه خريفية غير معتادة لهذا الوقت من العام.

كما تعرضت مناطق شرق ووسط وجنوب البلاد لرياح جنوبية مثيرة للأتربة والغبار، ما أثر سلباً على مستوى الرؤية الأفقية وحركة المرور في بعض المناطق.

ويأتي ذلك في سياق تقلبات مناخية موسمية تعكس تأثير التيارات الجوية المتغيرة في البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا، حيث تتناوب فترات الاستقرار الجوي مع نشاط منخفضات جوية تسبب تغيرات ملحوظة في الطقس.

مقالات مشابهة

  • إيمان كمال تكتب:عادل إمام..حلم لا يشيخ
  • صرخات وهلع في الأجواء: طائرة باكستانية تهبط بسلام بعد عاصفة عنيفة .. فيديو
  • الأجواء شبه خريفية وأمطار متفرقة في أغلب المناطق الشمالية
  • رسائل تهنئة بقدوم عيد الاستقلال الأردني
  • إلهام أبو الفتح تكتب: سلامتك يابو زهرة
  • قوانين جميلة لحياة أجمل..
  • من دون ولا ليرة.. اكتشفوا أجمل الشواطئ المجانية في لبنان
  • الأجواء العراقية تتغير.. انخفاض مفاجئ بدرجات الحرارة وأمطار تختم الأسبوع
  • السعود تكتب عن العلم.. الزمان أطول من أهله
  • أروى رأفت تكتب: غرور الإنسان.. من وهم المركزية إلى سلب الحرية