السعودية تؤيد دخول قوات دولية إلى غزة.. ما الذي تغير؟
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
بعد تحفظها السابق على إرسال قوات دولية تابعة للأمم المتحدة إلى غزة، أصبحت السعودية الآن تدعم هذه الخطوة التي تعارضها حماس والفصائل الفلسطينية المتحالفة معها.
أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، خلال جلسة نقاشية للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في مدريد يوم الجمعة، أن المملكة تدعم فكرة نشر قوات دولية بقرار أممي في قطاع غزة.
وكان الأمير فيصل بن فرحان قد تحفظ على هذه الفكرة في يناير الماضي، عندما قال في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الإخبارية إن الأولوية هي لحل القضية الفلسطينية من جذورها، مشيراً إلى أن “ما يجب التركيز عليه هو حل القضية الفلسطينية، وليس فقط غزة”. وأضاف أنه من الضروري وجود مسار موثوق به ولا رجعة فيه نحو إقامة الدولة الفلسطينية.
وعند سؤاله عن إمكانية إرسال السعودية قوات إلى غزة، علق الوزير بأن هذا الأمر افتراضي وصعب التعامل معه، مؤكداً أن المشكلة ليست في نوع القوة على الأرض.
وفي تعليق على هذا التغيير، قال المحلل السياسي والدبلوماسي السعودي السابق، محمد السفياني، إن المملكة “واضحة وصريحة في جميع سياساتها الخارجية وعلى رأسها القضية الفلسطينية”.
وفي تصريحات لموقع “الحرة”، أضاف السفياني: “إن كان هناك تريث في أي قرارات كانت؛ فهذا يدل على تعاطيها (السعودية) مع معطيات تصب في مصلحة القضية والأزمة الراهنة لوقف إطلاق النار”.
ومن جانبه، يرى نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، عماد جاد، أن خطوة إرسال قوات دولية لقطاع غزة “إيجابية جدا”، مضيفا أنها “تعني تدويل القضية الفلسطينية”.
أما المحلل السياسي السعودي، سعد الحامد، فيعتقد أن بلاده اتجهت لمثل هذه الخطوة مؤخرا “حقنا للدماء بعد استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة”.
وقال الحامد لموقع “الحرة” إن “التحركات العربية الأخيرة، بما في ذلك تصريحات الأمير فيصل بن فرحان، تأتي امتدادا لنتائج القمة العربية الأخيرة في البحرين”، مضيفا أن “القوات الدولية ستحد من الحرب القائمة حتى الآن”.
وكان بيان القمة العربية الأخيرة في المنامة، في مايو الماضي، دعا إلى “نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة، إلى حين تنفيذ حل الدولتين”.
ويرى جاد في حديث لموقع “الحرة” أن السبب وراء تغير موقف المملكة من إرسال قوات دولية لغزة يعود “لإدراك الدول العربية أن استمرار القرار بيد حماس سيؤدي إلى الإجهاز على القطاع بالكامل وإطالة أمد الحرب”.
لكن الحامد قال إن المملكة “تتحرك بهدف إيقاف هذا الصراع على اعتبار أنه ينعكس على كل الصراعات الموجودة بالمنطقة، علاوة على المتغيرات الموجودة على الأرض، بما في ذلك انعدام الأمن بالقطاع”.
ويستشهد الحامد على ذلك بالجهود التي تبذلها المملكة حتى على مستوى المساعدات الإنسانية التي تقدمها للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن استمرار تدفق المساعدات وإنهاء المأساة الإنسانية يتطلب وجود قوات دولية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن هناك عدة أسس دعت للتحرك العربي تجاه تأييد نشر قوات دولية في قطاع غزة، بما في ذلك الاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب عدد من الدول الأوروبية، بحسب الحامد، الذي يشير أيضا إلى الضغوط الدولية التي تتعرض لها إسرائيل، بما في ذلك من قبل واشنطن خلال عام انتخابي.
وفي المقابل، قالت حركة “حماس”، الجمعة، إنها ترفض أي تصريحات أو مواقف تدعم خطط دخول قوات أجنبية إلى قطاع غزة، تحت أي مسمى أو مبرر.
وأكدت في بيان أن إدارة القطاع “شأن فلسطيني خالص”، مضيفة أن الشعب الفلسطيني “لن يسمح بأي وصاية أو بفرض أي حلول أو معادلات خارجية تنتقص من ثوابته المرتكِزة على حقه الخالص في نيل حريته وتقرير مصيره”.
وذهبت فصائل متحالفة مع حماس إلى أبعد من ذلك، بعد أن قالت “لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية”، وهي مجموعة مسلحة أخرى، في بيان “نعتبر أي محاولة لنشر قوات دولية أو غيرها في غزة بمثابة عدوان على شعبنا وسنتعامل معها كما نتعامل مع العدو الصهيوني المحتل لأرضنا”.
ويقول جاد إن تلك الخطوة “لن تفاقم الصراع على الأرض” حتى بعد رفض الفصائل الفلسطينية لها، مشيرا إلى أن “ما يهم حماس هو الاستمرار في السلطة وهو ما يعقد الموضوع”.
وتابع قائلا: “لو تراجعت حماس وسلمت السلطة لمنظمة التحرير لانتهت الحرب، لكن حماس تبحث عن مصلحتها التنظيمية وليس المصلحة (العامة) الفلسطينية”.
وكان بيان قمة جامعة الدول العربية دعا “كافة الفصائل الفلسطينية للانضواء تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والتوافق على مشروع وطني جامع ورؤية استراتيجية موحدة”.
وأشار جاد إلى أن حماس، أو غيرها من الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة “لا يمكن لها ضرب قوات دولية”.
واندلعت الحرب في 7 أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق شنّته حماس على إسرائيل أسفر عن 1195 قتيلا، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيليّة رسمية.
ومن بين 251 شخصا خُطفوا خلال الهجوم، ما زال 116 محتجزين رهائن في غزة، بينهم 42 لقوا حتفهم، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وردت إسرائيل متعهدة بالقضاء على حماس، وأدى هجومها على قطاع غزة حتى الآن إلى مقتل 38153 شخصا على الأقل غالبيّتهم مدنيون، بحسب وزارة الصحة في حكومة حماس.
وقال جاد إن “إرسال قوات دولية يعني تدويل القضية وأن مسؤوليتها باتت تقع على عاتق المجتمع الدولي”، مردفا أنها “فكرة مقبولة، ولكن التحفظ السابق كان نتيجة الخضوع لابتزاز مارسه محور الممانعة”.
وأوضح أن إعلان السعودية تأييدها لمثل هذه الخطوة سيشجع بقية الدول العربية للانخراط فيها، بما في ذلك مصر والأردن والإمارات.
ويمكن أن نشاهد قوات عربية أيضا لو طبقت الفكرة؛ بحسب جاد، الذي يقول إن وجود المكون العربي ضمنها “في صالح الفلسطينيين” مما يجعل إسرائيل ترفع يدها بالكامل عن القطاع، وفق تعبيره.
لكن الحامد يستبعد وجود قوات عربية في غزة قائلا إن “العرب لا يريدون الدخول لانتهاك السيادة الفلسطينية”.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة بما فی ذلک قطاع غزة إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
من هو رائد سعد القيادي في "حماس" الذي أعلنت إسرائيل اغتياله؟
أعلنت إسرائيل السبت أنها اغتالت رائد سعد القيادي في الجناح العسكري لحركة "حماس" في غارة نفذتها بقطاع غزة.
وأفاد الدفاع المدني في غزة بمقتل خمسة فلسطينيين في غارة جوية استهدفت سيارة في منطقة تل الهوى بجنوب غرب مدينة غزة.
ولدى سؤاله من وكالة فرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إنه لم يتم تنفيذ سوى ضربة واحدة في المنطقة أسفرت عن مقتل القيادي العسكري في حماس.
ونددت حركة حماس في بيان بما اعتبرته "إمعانا في الخرق الإجرامي لاتفاق وقف إطلاق النار".
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس في بيان مشترك "ردا على تفجير عبوة ناسفة لحماس أدّت إلى إصابة قواتنا اليوم أمر رئيس الوزراء ووزير الدفاع بالقضاء على الإرهابي رائد سعد".
ووصف نتنياهو وكاتس سعد بأنه "أحد مهندسي" هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي أشعل فتيل الحرب في غزة.
وأوضح الجيش الاسرائيلي أن سعد كان يدير المقر العام لصنع الأسلحة التابع لكتائب القسام ويشرف على "تعزيز قدرات" الحركة.
وأشار مصدر عسكري إلى أن سعد "كان هدفا للتصفية منذ فترة طويلة"، مضيفا أن "الغارة التي أسفرت عن اغتياله، نُفذت بناءً على معلومات جديدة حصلت عليها المخابرات الإسرائيلية حول مكان وجود سعد"، وفقما ذكر موقع "تايمز أوف إسرائيل".
وبحسب موقع "أكسيوس" الإخباري، لم تُبلغ إسرائيل الولايات المتحدة مسبقا بالغارة الجوية التي شُنّت يوم السبت.
ونشر الجيش الإسرائيلي فيديو لعملية استهداف سعد الذي وصفه بأنه شغل عدة مناصب عليا في حماس، وكان مقربا من مؤسس الحركة أحمد ياسين الذي اغتيل عام 2004، ومحمد الضيف ومروان عيسى.
وذكر الجيش أن سعد أسس لواء مدينة غزة التابع لحماس، وقاده، وشارك في تشكيل القوة البحرية للحركة، ثم عُيّن لاحقا رئيسا لقيادة العمليات.
وأضاف الجيش أن سعد شارك في صياغة وإعداد الخطة التي اعتمدتها حماس في هجوم السابع من أكتوبر 2023.
وأقيل سعد من منصبه كقائد للعمليات عام 2021 من قبل يحيى السنوار، وذلك بسبب خلافات شخصية بينهما.
وبعد ذلك، شغل سعد مناصب أخرى في الجناح العسكري لحماس، ومؤخرا كان رئيسا لمقر تصنيع الأسلحة التابع للحركة.
وحسبما قال الجيش الإسرائيلي، فإن سعد كان مسؤولا عن "إنتاج جميع أنواع الأسلحة للجناح العسكري لحماس قبل هجوم 7 أكتوبر، ولاحقا عن إعادة تأهيل قدرات حماس الإنتاجية للأسلحة خلال الحرب".
وحمّل الجيش سعد المسؤولية عن مقتل العديد من الجنود الإسرائيليين في قطاع غزة "نتيجة العبوات الناسفة التي صنعتها قيادة إنتاج الأسلحة خلال الحرب".
ونجا سعد من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية، كان آخرها في يونيو 2024.
ويُعتقد أن سعد كان في مستشفى الشفاء بمدينة غزة عندما داهمت إسرائيل المركز الطبي في مارس من ذلك العام، إلا أنه تمكن على ما يبدو من الفرار حينها.