يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول إفشال مفاوضات تبادل الأسرى التي ستُجرى في العاصمة القطرية الدوحة بعد غد الأربعاء، بعدما وضع شروطا تجعل التوصل إلى اتفاق يلبي مطالب المقاومة أمرا مستحيلا، كما يقول خبراء.

فبعد مكالمة مع الرئيس الأميركي جو بايدن أصدر نتنياهو بيانا أمس الأحد قال فيه إنه لن يقبل بأي اتفاق لا يضمن حق إسرائيل في استئناف الحرب حتى تحقيق أهدافها، مؤكدا أنه لن يقبل باتفاق يسمح بعودة "المسلحين" إلى شمال قطاع غزة، أو بتهريب السلاح من مصر إلى القطاع.

ووفقا للخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور محمود يزبك، فإن نتنياهو يسعى لإفشال المفاوضات، خصوصا في ما يتعلق بموضوع حق إسرائيل في استئناف القتال كما حدث في الهدنة السابقة.

وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟" قال يزبك إن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يزال يعاني عقدة رفض التفاوض مع الفلسطينيين ما لم يكن هذا التفاوض سيتم وفق شروطه ويحقق مصالحه، مشيرا إلى أن هذا ما فعله نتنياهو مع السلطة الفلسطينية طوال السنوات الماضية حتى انتهت المفاوضات معها إلى لا شيء.

نتنياهو يرفض التفاوض

وقال يزبك إن نتنياهو هو الوحيد في إسرائيل الذي يأمل تحقيق النصر المطلق، في حين أصبح قادة الجيش والأجهزة الأمنية مقتنعين بضرورة إنهاء الحرب، وبالتالي "فالجميع يشعر أنه لن يذهب إلى صفقة خوفا على حكومته، وليس لأن الصفقة غير ممكنة".

وإلى جانب ما سبق فإن نتنياهو يعرف أن المجتمع الإسرائيلي يدعمه لأنه مجتمع يميني متطرف في معظمه ويسير خلفه كملك لإسرائيل ومخلص لها، برأي المحلل السياسي أحمد الحيلة.

وبالتالي، فإن نتنياهو يصعّد قصفه على المدنيين في مختلف مناطق غزة ويضع العراقيل أمام المفاوضات حتى يدفع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى الانسحاب منها، حسب الحيلة.

ويرى المحلل السياسي أن نتنياهو -من خلال هذه الشروط- "يقول للوسطاء إنهم لن يذهبوا أكثر مما وصلوا إليه، ويقول لأميركا وللداخل الإسرائيلي إنه لن يدخل مفاوضات إلا بشروطه التي تمنح تطمينات لليمين المتطرف بالدرجة الأولى".

كما أن نتنياهو -برأي المحلل السياسي- "لا يشعر بضغط حقيقي يدفعه إلى تقديم تنازلات، لأن إدارة جو بايدن ضعيفة جدا ومقيدة بسبب الانتخابات وتسترضي اللوبيات الصهيونية".

وبالتالي، فإن اجتماع الدوحة المرتقب -وفق الحيلة- "لن يُحدث أي جديد بعد بيان نتنياهو الذي قيد وفد التفاوض الإسرائيلي وسيشغل الوسطاء بكيفية تخفيف هذه الشروط بدلا من البحث في الاتفاق نفسه"، كما قال الحيلة.

ويرى الحيلة أن نتنياهو "يشتري الوقت ويتعامل مع بايدن على أنه مرشح للرئاسة وليس رئيسا، وبالتالي فإن مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز لا يمكنه ممارسة أي ضغط حقيقي على الإسرائيليين لأنه ينتمي إلى إدارة ضعيفة".

الرأي نفسه ذهب إليه ماثيو دوس نائب الرئيس التنفيذي لمركز الدراسات الدولية في واشنطن بقوله إن بايدن لن يمارس ضغوطا ملموسة على نتنياهو لكي يدفعه نحو التوصل إلى اتفاق.

وقال دوس إن نتنياهو يدرك حاليا أنه سينتهي سياسيا مع نهاية الحرب وأن الولايات المتحدة هي البلد الوحيد القادر على الضغط عليه، مؤكدا أن بايدن "يرفض القيام بهذا حتى الآن".

لا ضغوط أميركية

ولا يتوقع دوس أي تغير في سلوك الولايات المتحدة "لأن حماس تعاطت بإيجابية مع العديد من مقترحات تبادل الأسرى التي أكد نتنياهو رفضه لها علنا، ومع ذلك واصلت واشنطن تضليل الرأي العام فيما يتعلق بحقيقة الخلافات".

وأعرب دوس عن اعتقاده بأن "إدارة بايدن لن تتوقف عن ممارسة هذا التضليل رغم أن العالم كله يعرف أن مزاعم إسرائيل غير حقيقية وأن نتنياهو لا يريد الاتفاق بالطريقة التي أعلن بايدن تأييده لها".

وبناء على ذلك فإن نتنياهو "سيستغل الأزمة التي يعيشها بايدن بسبب مناظرته مع دونالد ترامب والحديث المتزايد عن وضعه الصحي وسلامته العقلية"، وفق دوس.

وتعليقا على شروط نتنياهو التي أصدرها بعد مكالمة مع بايدن بشأن المفاوضات قال دوس "إنها ليست المرة الأولى التي يذل فيها نتنياهو بايدن، وقد فعلها مع كل رئيس أميركي، ومع بايدن تحديدا"، مضيفا أنه "يتعامل مع بايدن بقلة احترام أكثر من أي رئيس سابق".

ومع ذلك، أكد دوس أن لدى بايدن الكثير ليفعله خلال هذه الفترة "لكنه لن يفعل شيئا، واكتفى فقط بتشجيع نتنياهو على التوصل إلى اتفاق"، مضيفا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "لن يتراجع إلا بوقفة فعلية في وجهه لإخضاعه بالقوة".

وبعيدا عن الموقف الأميركي، تحدث يزبك عن أيديولوجية متطرفة صنعها نتنياهو منذ وصوله إلى الحكم، لكنها زادت تطرفا خلال الحرب الحالية.

وأشار يزبك إلى أن نتنياهو "شرعن اليمين الكهاني الذي رفضته الحكومة واعتبرته غير قانوني، لأنه يتبنى نفس معتقدات هذا التيار الذي يرفض حتى التفاوض مع الفلسطينيين بشأن الضفة الغربية، ويعمل على توسيع الاستيطان".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فإن نتنیاهو أن نتنیاهو إن نتنیاهو مع بایدن

إقرأ أيضاً:

مندوب مصر السابق بالأمم المتحدة: الشارع الإسرائيلي لا يطيق نتنياهو

قال السفير معتز أحمدين خليل، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة سابقًا، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يهدف من خلال مبادرته الحالية والقمة الأخيرة إلى إنقاذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفًا الخطة بأنها "إسرائيلية بغطاء أمريكي"، حيث أُعدّت أولًا من قبل رون ديرمر ثم تم تعديلها بإشراف نتنياهو نفسه.

بنيامين نتنياهو: سنشهد حدثا تاريخيا غدانتنياهو: الحرب لم تنته والتحديات كبيرة..وحققنا النصر في كل مكان قاتلنا فيه

وأضاف السفير خليل، خلال استضافته ببرنامج "مطروح للنقاش"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، وتقدمه الإعلامية مارينا المصري، أن ترامب يعتبر نتنياهو صديقًا شخصيًا، وسبق أن صرّح بأن الشعب الإسرائيلي يجب أن يعتبره "بطل حرب" ويُعفيه من أي محاسبة أو محاكمة.

وأوضح أن هذه التحركات، التي شملت زيارة جاريد كوشنر وزوجته (ابنة ترامب) إلى ساحة الأسرى في إسرائيل؛ كانت تهدف لإبراز "دور نتنياهو وانتصاراته"، لكن ردّ فعل الجمهور كان مستنكرًا بمجرد ذكر اسمه؛ ما يدل على حجم الغضب الشعبي ضده داخل إسرائيل.

وأكد مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة سابقًا، أن محاولات محاكمة نتنياهو وملاحقته بالاتهامات القضائية قد تتسارع، لكن لا ينبغي الاحتفال بذلك، "فهو سياسي مخضرم ومتمرس في إدارة الأزمات، ولا يزال يملك القدرة على المناورة، سواء بالاعتماد على حلفائه في المعارضة، أو من خلال تبني مواقف متطرفة تجذب اليمين من جديد".

واستطرد: "نتنياهو ليس مجبرًا على الدعوة إلى انتخابات مبكرة، ويمكنه البقاء حتى نهاية فترة ولايته في 2026، لذا من المبكر الحسم بمصيره السياسي". 

طباعة شارك نتنياهو ترامب مصر إسرائيل المعارضة انتخابات

مقالات مشابهة

  • "ترامب" يقترح في البرلمان الإسرائيلي العفو عن "نتنياهو" في قضايا الفساد
  • ترامب يدعو الرئيس الإسرائيلي إلى "العفو" عن نتنياهو من تهم الفساد
  • من يهتم؟.. ترامب داعيًا الرئيس الإسرائيلي للعفو عن نتنياهو
  • ترامب للرئيس الإسرائيلي: لماذا لا تمنح نتنياهو عفوا؟
  • أخبار التوك شو| أحمد موسى: نتنياهو فشل في إعادة الرهائن رغم الإبادة التي قام بها.. والاحتلال يجمع الأسرى الفلسطينيين في سجني عوفر والنقب
  • مندوب مصر السابق بالأمم المتحدة: الشارع الإسرائيلي لا يطيق نتنياهو
  • ويتكوف يخطئ في نطق اسم نتنياهو وسط صيحات استهجان ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي (شاهد)
  • أحمد موسى: نتنياهو فشل في إعادة الرهائن رغم الإبادة التي قام بها
  • بقرار رئاسي.. أشرف عبدالغني رئيس جمعية خبراء الضرائب عضوًا بمجلس الشيوخ
  • لميس الحديدي: مصر الرقم الصعب الذي أحبط مخطط التهجير في معادلة القضية الفلسطينية