هل ما طرحه هوكشتاين يشكل اتفاقاً نهائياً ومستداماً للحدود البرية؟
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
كتب جورج شاهين في" الجمهورية":ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر اتفاقاً لوقف النار في غزة لينسحب بمفاعيله الإيجابية على الوضع في الجنوب، وليشكل إشارة لإطلاق المفاوضات غير المباشرة من أجل تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته. وقياساً على ما تسرّب من صيغ مطروحة لا يعتقد كُثر أنه سيكون اتفاقا مستداما ونهائيا ينهي الوضع المعقّد والشاذ، ويقفل ملفاً بهذه الدرجة من الحساسية بعد عقود من التوتر تعددت فيه اطراف النزاع مع العدو من خارج القوى العسكرية الشرعية اللبنانية.
وفي انتظار اللحظة التي يُصار فيها الى إعلان وقف النار في غزة ستتحرك المفاوضات في لبنان، ذلك انّ الموفد الاميركي اموس هوكشتاين جاهز وقد أنجز كثيراً من التحضيرات الواجب إنجازها من اجل "اتفاق إطار" يمكن الوصول إليه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بعدما اعتاد الرجلان على إنجاز ذلك الاتفاق الخاص بترسيم الحدود البحرية على رغم من الفوارق الكبيرة بين ما كان مطروحاً وما يمكن البحث فيه عند مقاربة الحدود البرية.
ومن هنا انطلقت المراجع الديبلوماسية والسياسية للتداول في ما تسرّب من معطيات لا تشجّع على ان تكون النية من ورائها التوصّل الى اتفاق نهائي يُنهي الحديث عن أزمة الحدود بالصيغة النهائية غير القابلة لأيّ شكل من أشكال النزاع بين دولتين، لمجرد تأمين مصالح الطرفين. وهي نهاية انّ كان ما هو مطروح يوفّر ديمومة التفاهمات التي يمكن التوصل إليها.
لكن ما هو مطروح لا يَشي بهذه الصيغة النهائية، فكل المعلومات تقاطعت عند طروحات اميركية واسرائيلية لا يمكن ان تتلاقى ومطالب "حزب الله" تحديداً واللبنانيين عموماً. وإن صدقت المعلومات، فإنّ هوكشتاين سحب من اقتراحاته كل ما يشير الى مصير النقطة "B1" في تلة الناقورة على الخط البحري منعاً لفتح المناقشات مجددا في شأن البحث في النقاط البحرية التي تم التوافق عليها، كما انها تُعيد النظر في "خط الطفافات" فإنّ ذلك يَفرض إعادة نظر بترسيمٍ بحريّ ليس أوانه.
والى ذلك، يبقى الأخطر ان تحاشى هوكشتاين أيضاً البحث في مصير تلال شبعا وكفرشوبا، فإنّ ذلك قد يؤثر على مجرى المفاوضات على كل الحدود البرية ايضا. فلبنان لم ولن يقبل بأن يربط مصير الاراضي اللبنانية بكل ما هو عالق مع الجانب السوري فجزء من هذه المنطقة المحكي عنها موضوع في عهدة "الأندوف" ولا علاقة لـ"اليونيفيل" بها، وهو أمر لا يوحي أنّ ما هو مطروح قابل للبحث عن صيغة نهائية للتفاهم بين لبنان واسرائيل.
وعدا عن هاتين النقطتين، يبقى انّ اسرائيل ما زالت تطرح عملية التبادل لبعض الأراضي على النقاط المختلف عليها، والتي يعتبرها لبنان "مناطق محتلة". فأيّ نقاش في هذه النقاط على دقّته يستلزم تعديلا دستوريا ان اراد اي مسؤول التصرّف بشبر من الأراضي اللبنانية، وهو امر معقّد جداً ويضيف عقدة جديدة الى مجموعة أخرى من العقد مرتبطة بعدم وجود رئيس للجمهورية أُنيطت به مثل هذه الصلاحيات اللصيقة بشخصه عندما يرتبط الأمر بمفاوضات واتفاقات دولية.
وبناء على ما تقدم لا يمكن لأيّ مرجع دستوري او ديبلوماسي ان يستنتج انّ ما يسعى إليه الوسيط الاميركي يمكن ان يؤدي الى تفاهم نهائي ومُستدام في شأن الحدود البرية ان بقيت الشروط الإسرائيلية والأميركية على ما هي عليه بإصرارهم على الاحتفاظ بنقاط استراتيجية لا يريد التخلي عنها. وهي عملية تستدرج "حزب الله" للاحتفاظ بسلاحه ليس لتحرير الاراضي اللبنانية فحسب إنما من اجل تحرير القدس ايضاً، وهو أمر يدوم الى يوم الدين.
وكتبت" البناء":“المفاوضات لم تتوقف على خطوط عدة لا سيما الأميركية – الألمانية مع المسؤولين اللبنانيين وتحديداً رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ومن جهة أخرى مبعوث الرئيس الأميركي أموس هوكشتاين”، لافتة الى “وجود اهتمام أميركي لافت بالتوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار على الجبهة الجنوبية قبل بدء المرحلة الانتخابية في الولايات المتحدة في تشرين المقبل”، وقد تم إنجاز شبه تفاهم على ترتيبات على الحدود وفق المصادر تبدأ بوقف العمليات العسكرية وعودة المهجرين من الطرفين وتعزيز قوات اليونفيل والجيش اللبناني وإزالة المظاهر المسلحة من حزب الله جنوب الليطاني ومن ثم تثبيت وقف إطلاق النار وفتح جولة تفاوض حول النقاط التي تتجاوزها إسرائيل داخل الحدود المرسمة”، لكن الخلاف وفق المصادر هو توقيت بدء تنفيذ التفاهم الحدودي.. ففي “حين يضغط الأميركيون والأوروبيون لدخول التفاهم حيز التنفيذ فور سريان المرحلة الثالثة في غزة، لم يتمكن الوسطاء من انتزاع وعود من حزب الله ولا حتى من المسؤولين اللبنانيين بهذا الإطار لكون الحزب ربط أي وضع على الحدود الجنوبية بتطوّر الميدان في غزة”. كما نفت مصادر مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” التوصل الى تفاهم مع أي دولة أجنبية على ترتيبات على الحدود، مجددة التأكيد بأن حزب الله لن يناقش هذا الملف قبل توقف العدوان على غزة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
كتائب حزب الله العراقية تتوعد ترامب إذا ضرب إيران: ستخسر كل التريليونات التي تحلم بها
(CNN) -- توعدت ميليشيا "كتائب حزب الله" الشيعية المدعومة من إيران في العراق، الخميس، بمهاجمة القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط إذا دخلت إدارة الرئيس دونالد ترامب في الصراع الإسرائيلي الإيراني.
وقال القيادي بالميليشيا أبوعلي العسكري، في بيان، الخميس: "نؤكد، وبوضوح أكبر، أنه إذا دخلت الولايات المتحدة في هذه الحرب، فإن (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب المجنون سيخسر كل التريليونات التي يحلم بالاستيلاء عليها من هذه المنطقة، ووُضعت خطط عملياتية لهذا الغرض".
وأضاف: "لا شك أن القواعد الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة ستصبح أشبه بمناطق صيد البط".
كما هدد العسكري بإغلاق مضيق هرمز الواقع بين الخليج العربي وخليج عُمان، بالإضافة إلى مضيق باب المندب الضيق المؤدي إلى البحر الأحمر من الجنوب.
وأضاف أن "موانئ النفط على طول البحر الأحمر ستتوقف عن العمل، ناهيك عن المفاجآت غير المتوقعة التي قد تنتظر طائراتها في السماء".