بوابة الوفد:
2025-08-03@06:37:00 GMT

الكفاءة والفشل

تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT

لغط وإحباط وتشرذم وفقدان ثقة كلمات تعكس الشعور باليأس لدى المواطن، وتنامى الإحساس بانعدام الثقة، والتشكيك فى اختيارات الحكومة الجديدة الصادم، وهل هذا الشك وعدم الثقة اللذان زرعتهما الحكومة بسبب بعض الاختيارات فى تأصيل وترسيخ والحكم عليها منذ البداية بعدم صلاحية عدد ممن تم تعيينهم بتلك الحكومة، هل أداء الحكومة فى الأيام القليلة القادمة سوف يغير هذا المفهوم لدى المواطن، الإجابة عن تلك التساؤلات تملكها فقط الحكومة الجديدة.

 
وبعيداً عن لغة التشاؤم وعدم الثقة، فإن انعدام الكفاءة وغياب الشفافية ومنع الحريات أسباب تؤدى إلى تنامى الفساد السياسى المهلك، ولا يمكن أن نتجاهل الارتباط الوثيق بين الفساد السياسى والثلوث المهلك انعدام الكفاءة وعدم الشفافية وغياب الحريات)  وارتباطه بتلك الثلوث ارتباطا وثيقاً، ويعزز كل منهم الآخر بطرق متعددة ومختلفة، فانعدام الكفاءة يؤثر سلبا ويزيد من الفساد السياسى وظهر جلياً هذا الفساد بصفة خاصة فى السنوات الأخيرة، التى تقزمت فيها المناصب بشكل واضح وصريح وترهلت حتى وصلت الى الوهن السياسى بكل مراحله.
وأولى مسببات الفساد السياسى هو «انعدام الكفاءة» فتعيين شخص غير كفء فى منصب حكومى بناء على المحسوبية أو اعتماداً على العلاقات الشخصية والذى أصبح بديلاً عن الكفاءة والجدارة، سوف يؤدى ذلك إلى إدارة غير فاعلة وفاشلة، فتلك التعينيات غالبًا ما ترتبط بالفساد السياسي، حيث يتم اختيار الأشخاص بناء على الولاء وليس على الكفاءة، لتكون النتيجة ضعف الأداء الحكومي، فالمسئولون غير الأكفاء قد لا يستطيعون أداء واجباتهم بشكل صحيح، مما يؤدى إلى سوء إدارة الموارد وإهدارها، وخلق بيئة ملائمة للضعف والفشل وسوء الإدارة، ويمكن القلة من المسئولين الفاسدين من استغلال هذا الضعف لتحقيق مكاسب شخصية فاسدة.
فبيئة العمل التى تفتقر إلى الكفاءة، تتوه فيها المسئولية بل ويكون من الصعب تحديد المسئولين عن القرارات السيئة أو الفاسدة، وتعقيد عمليات المساءلة، ويسهل على الفاسدين الإفلات من العقاب، يؤدى ذلك إلى المزيد من الترهل ومزيد من الإجراءات غير الواضحة والمعقدة، ويفتح الباب على مصراعيه أمام الفساد الهيكلي، لتصبح الرشوة والمحسوبية جزءًا أصيلاً من العملية اليومية لإتمام المعاملات داخل مؤسسة الدولة المختلفة. 
الأداء الحكومى السيئ الناتج عن عدم الكفاءة يقلل من ثقة المواطنين فى الحكومة والمؤسسات العامة، ما يزيد من استعداد الأفراد للانخراط فى أعمال فساد كوسيلة للتغلب على البيروقراطية غير الفعالة، ويتسبب فى هدر الموارد المالية والبشرية، والنتيجة الحتمية المباشرة هى ضعف الاقتصاد وزيادة من الفقر والتفاوت الاجتماعي، وهما بيئتان خصبتان لتنامى الفساد.
باختصار.. عدم الكفاءة يُعد بيئة مواتية وخصبة للفساد السياسي، ويعزز هذا الفساد السياسى خلق إدارة غير فعالة وصعوبة المساءلة، يؤدى فى النهاية إلى إضعاف المؤسسات وزيادة عدم الثقة بين المواطنين والحكومة. 
والسؤال الواجب طرحه الآن .. هل تستطيع أى حكومة تفتقد الكفاءة أو الشفافية فى تبديد مخاوف المواطن، أو إعادة الثقة المفقودة لديه، بتطبيق وتنفيذ برنامج حكومى عاجل وحقيقى مقنع يحقق طموحات الشعب ويهون عليهم مرارة الفقر والبؤس الذى سيطر وطغى على السواد الأعظم من المصريين، ليس بأيدينا شيء سوى التمنى والدعاء بالتضرع إلى الله أن يحفظ هذا الوطن وشعبه وجيشه العظيم.. ولا نملك إلا أن ندعم خطوات هذه الحكومة والتى أعلنت عن خطة مبشرة لو تم تحقيقها على أرض الواقع سيتحول الأمر إلى حالة من الرضا لدى المواطن وبالتالى سيكون هناك استقرار اجتماعى وسياسى بالشارع المصرى، وهذا كل ما يتمناه كل مواطن يأمل مستقبلاً آمنًا ومستقرًا لهذا الوطن.


حفظ الله مصر وشعبها وجيشها العظيم 
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
‏[email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رادار الحكومة الجديدة

إقرأ أيضاً:

محمد فاروق: الحكم هو الابن الشرعي لاتحاد الكرة.. وخبير أجنبي مؤقتًا هو الحل لأزمة الثقة

قال الحكم الدولي السابق محمد فاروق، ورئيس لجنة الحكام الأسبق، خلال ظهوره في بودكاست "فنجان شاي" مع الإعلامي أحمد أسامة، إن الحكم هو "الابن الشرعي" لاتحاد الكرة، إلى جانب المنتخبات، ويجب دعم منظومة التحكيم بقوة.

وأضاف فاروق: "التحكيم الآن يرقى إلى مستوى الخمس نجوم بفضل وجود تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR)".

وتابع: "ينبغي أن يكون اتحاد الكرة قويًا في دعمه للحكام، حتى يشعروا بالأمان، وأرى أن الاتحاد المصري الحالي يتمتع بقوة في قراراته الجريئة بقيادة المهندس هاني أبو ريدة، ويجب تطبيق اللوائح على الجميع دون تمييز، سواء على الكبار أو الصغار".

وأكد: "عندما يشعر الحكم بقوة الاتحاد ودعمه، يكون أكثر جرأة في اتخاذ القرارات داخل الملعب تجاه اللاعبين والأجهزة الفنية، لأنه يعلم أن المخطئ سينال العقاب".

وأردف: "في عهد لجنة بيريرا، كان هناك تسعة حكام مصريين شاركوا في بطولة كأس الأمم الأفريقية، وأداروا عددًا من المباريات الهامة. كما أنه في تلك الفترة لم تتم الاستعانة بحكام أجانب في الدوري المصري، باستثناء مباراة واحدة أُقيمت في السعودية".

وأوضح: "إسناد مباريات القمة ومواجهات الفرق الكبرى إلى حكام مصريين آنذاك، ساهم في تعزيز ثقة الاتحاد الأفريقي في التحكيم المصري، وبالتالي تمت الاستعانة بهم في محافل دولية. أما الآن، فعدم إدارة الحكام المصريين للمباريات الهامة محليًا يقلل من فرص تواجدهم في البطولات الكبرى".

وشدد فاروق على رفضه لفكرة التحكيم الأجنبي، قائلاً: "أنا ضد الاستعانة بحكام من خارج مصر. يجب أن تُدار جميع مباريات الدوري المصري بصافرة مصرية".

مقالات مشابهة

  • الإعلام الغربي يتغيّر.. بين ضغط الجمهور وعودة الأخلاقيات.. غزة نموذجًا
  • مفارقة الشفافية.. هل تزيد ثقة الناس في العلم عبر الكذب؟
  • نزاهة تكشف أرقام مكافحة الفساد خلال شهر يوليو
  • النواب مرتاحون: خطاب عون يعيد الثقة بعهده
  • القومي للمرأة يهنئ شريفة شريف لتجديد الثقة لها كعضوة بالإدارة العامة بالأمم المتحدة
  • صنعاء : الحكم باعدام الخائن احمد علي ومصادرة ممتلكاته
  • المحكمة العسكرية المركزية تقضي بإعدام الخائن أحمد علي عفاش
  • محمد فاروق: الحكم هو الابن الشرعي لاتحاد الكرة.. وخبير أجنبي مؤقتًا هو الحل لأزمة الثقة
  • محافظ الأقصر يُجري حركة تكليفات جديدة داخل الديوان العام لتعزيز الكفاءة
  • مستثمر عراقي:العراق بيئة طاردة للاستثمار وانعدام الثقة بالدولة