توسيع منصة «جاهز» لتشمل شباب القطاعين الحكومي والخاص
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
دبي: «الخليج»
أعلنت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، بالشراكة مع المؤسسة الاتحادية للشباب، إطلاق مجموعة من المبادرات النوعية لتوسيع مشاركة الشباب من القطاعين الحكومي والخاص في «جاهز»، المنصة الوطنية الأكبر لتطوير مهارات المستقبل في دولة الإمارات، ضمن المشاريع المعتمدة «للأجندة الوطنية للشباب 2031»، بهدف تعزيز إسهامات شباب الإمارات في مسيرة التنمية الوطنية المستدامة.
وقالت ليلى السويدي، المديرة العامة للهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية «إن توسيع مشاركة الشباب في منصة «جاهز» يعكس نهج التنوع والشمولية في صناعة الفرص وتعزيز مهارات المستقبل في جميع القطاعات، بما يترجم حرص دولة الإمارات بقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات أخيه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالاستثمار في تطوير قدرات الشباب وتمكينهم بالمهارات الاستراتيجية والفرص التي تكفل مشاركتهم في دفع المسيرة التنموية في الدولة انطلاقاً من مواقعهم في الجهات الحكومية والخاصة».
وأضافت «تمكين الشباب للمستقبل في منصة «جاهز» يرسخ ثقافة التعلم المستمر والتطوير الذاتي، ويسهم في دفع جهود التحول المؤسسي نحو تحقيق الجاهزية للمستقبل برفع الكفاءة والأداء وتطوير قدرات إيجاد الحلول المستدامة بهدف مواكبة تحديات العصر الرقمي، وقيادة تحولاته نحو الفرص التي تعزز من مكانة دولة الإمارات المرموقة في مجالات التنمية والريادة العالمية».
وقال خالد النعيمي، القائم بمهام مدير المؤسسة الاتحادية للشباب «لطالما شكّلت رؤية القيادة الرشيدة دافعاً للشباب للاستفادة من كل الإمكانات المتاحة، لتنمية مهاراتهم وتعزيز مواهبهم، بما يتوافق مع متطلبات التنمية المستدامة، وهو ما يؤكد أهمية نهج الاستثمار بالشباب عبر خطة وطنية خاصة بهم تمنحهم الفرص لتأهيل قدراتهم واكتساب الخبرات المعرفية والعملية. ويسرّنا أن نكون جزءاً من توسيع مشاركة الشباب في منصة «جاهز»، التي تهدف إلى تطوير مهاراتهم ومواهبهم بما يتناسب مع متطلبات المستقبل في القطاعين الحكومي والخاص، ضمن شراكة استراتيجية تسعى إلى توفير كل المقومات التي تمنح الشباب آفاقاً جديدة لتحقيق الإنجازات، لذلك ندعوهم للانضمام إلى المنصة والاستفادة من البرامج والفرص التدريبية المتاحة».
وتأتي مبادرات «جاهز» الأخيرة في إطار اتفاقية التعاون بين الهيئة والمؤسسة، الرامية لتمكين الشباب بمهارات المستقبل. وتعتمد المنصة في نسختها الجديدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم محتوى تعليمي شخصي يتماشى مع مسار كل موظف، وتشمل مجموعة واسعة من المهارات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي والاستدامة وإدارة المشاريع وتسريع الإنجاز، ومهارات تخصصية في الموارد البشرية والأمن السيبراني. كما وسعت «جاهز» شبكة شركائها الاستراتيجيين لتشمل خبراء محليين وعالميين، لضمان توفير محتوى مهاري عملي ومبتكر ومتجدد لمواكبة التطورات واحتياجات المؤسسات من المهارات الجديدة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية المؤسسة الاتحادية للشباب
إقرأ أيضاً:
هل أقنعت ردود الحكومة شباب زد الغاضبين في المغرب؟
الرباط- يشارك الشاب المغربي أنور أوصالح في فعاليات احتجاجات جيل زد منذ انطلاقها بالعاصمة الرباط من أجل المطالبة بتحسين الخدمات في قطاعي الصحة والتعليم وتوفير فرص العمل.
ويطمح هذا الشاب لأن يرى أوضاع المستشفيات الحكومية تتغير وتقدم خدمات لائقة بالمواطنين، وأن يحظى الأطفال بتعليم جيد، وأن يجد الشباب فرص عمل تنتشلهم من دوامة البطالة والمستقبل المجهول.
وتشهد عدة مدن مغربية احتجاجات يومية منذ 27 سبتمبر/أيلول الماضي يقودها شباب ينتمون إلى ما يعرف بـ"جيل زد".
وكانت هذه الحركة قد انطلقت من العالم الرقمي -خصوصا على منصة ديسكورد- إثر مظاهرات في مدينة أغادير أعقبت وفاة 8 حوامل في المستشفى أثناء عمليات ولادة قيصرية.
وركزت شعارات الاحتجاجات على مطالب بإصلاح قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم، ومحاسبة الحكومة على ما وصفه المحتجون بفشل السياسات العمومية.
اجتمع شباب حركة "جيل زد" في اليوم العاشر في ساحة باب الحد بالرباط، في حين شهدت مدن أخرى مثل طنجة والدار البيضاء وتطوان ومراكش وخريبكة وقفات احتجاجية مماثلة، لكنها شهدت تراجعا في أعداد المشاركين فيها مقارنة بالأيام الأولى.
ورفع المحتجون في الرباط شعارات "حرية كرامة عدالة اجتماعية"، و"لا يمين لا يسار بغيت حقي في سبيطار (أريد حقي في مستشفى)"، و"ياللي (يا من) فالحكومة را (إن) الشبيبة مهمومة".
وطالبوا بمحاربة الفساد ورحيل حكومة أخنوش التي قالوا إنها لم تف بوعودها في تحسين الخدمات الأساسية وتوفير فرص العمل.
ورغم تأكيد الحكومة أنها تنصت إلى صوت الشباب وتسعى لمعالجة الاختلالات فإن نبرة الشارع ظلت أكثر حدة ورفع الشباب مطلب رحيل الحكومة، معتبرين أن دعوة الحوار هي "محاولة لاحتواء الغضب لا لفهم أسبابه" كما عبر عدد منهم للجزيرة نت.
إعلانوتحدث أوصالح بنبرة لا تخلو من خيبة الأمل، وقال للجزيرة نت "لم يحدث شيء طوال 4 سنوات من عمر الحكومة، فكيف نصدق أن الإصلاح سيأتي في سنة واحدة هي ما تبقى من ولايتها؟".
وبالنسبة لهذا الشاب فإن الحكومة لم تتفاعل مع مطالب شباب جيل زد بجدية، بل فتحت باب الحوار فقط لمحاولة احتواء غضبهم، ويتابع "لم نعد نثق بالحكومة ولا بالأحزاب السياسة لأنها نخب تخدم مصالحها فقط لا مصالح المواطنين".
ويضيف بنبرة حازمة " شباب جيل زد ليس تابعا لأي أجندات سياسية، نحن نحتج من أجل الكرامة والصحة والتعليم، وسنساند أي حكومة توفر لنا هذه المطالب، أما من تخذلنا فسنواجهها كما نفعل الآن".
وكان رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش قد دعا الخميس الماضي في أول رد فعل رسمي إلى الحوار من داخل المؤسسات، مؤكدا أن الحكومة تعتبر أن "المقاربة المبنية على الحوار هي السبيل الوحيد لمواجهة الإشكالات في المغرب".
لكن هذا الرد لم يجد صدى لدى الشباب، ومنهم ياسين الذي قال للجزيرة نت إنه فوجئ بطريقة تعامل الحكومة مع الاحتجاجات، مضيفا "لم تقدم أي خطوات عملية لتحقيق مطالبنا، بل كانت ردود الفعل مستفزة وكأنها لا تأخذ مطالب الشباب على محمل الجد".
وحمّل ياسين الحكومة مسؤولية التوتر والعنف الذي شهدته بعض مدن الجنوب، موضحا أن "الحل يبدأ من محاسبة الوزراء الذين فشلوا في أداء مهامهم، ووضع حد للفساد وسوء التدبير".
وبالنسبة لهذا الشاب، فإن الإصلاح لن يتحقق إلا بحكومة جديدة تقدم نخبا نزيهة وكفؤة قادرة على إدارة قطاعات حساسة مثل الصحة والتعليم.
وفي بدايتها تعرضت الوقفات الاحتجاجية للمنع واعتقال المشاركين فيها، لكن اندلاع أعمال عنف في بعض المدن أسفرت عن مقتل 3 أشخاص دفع السلطات إلى السماح بتنظيم الاحتجاجات بشكل سلمي.
وخرج عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين في وسائل الإعلام العمومية لمناقشة المطالب التي دعا إليها الشباب ومحاولة تهدئة الأوضاع، لكن تصريحاتهم لم تلق قبولا في الشارع.
فجوة كبيرة
وفي الطرف الآخر من الساحة تقف زينب طالبة جامعية في الـ21 من عمرها مع صديقاتها تردد الشعارات، تبتعد للحظات عن الجموع وتتحدث للجزيرة نت عن الفجوة بين ما يُعلن وما يعاش.
وقالت إن الحكومة تتحدث عن صرف مليارات الدراهم في الصحة والتعليم لكن في الواقع لا نرى شيئا، الأرقام جميلة على الورق لكنها لا تعالج مريضا ولا تفتح مدرسة جديدة.
وأضافت "لا أنتظر شيئا من هذه الحكومة، لذلك أريد سقوطها وإجراء انتخابات سابقة لأوانها"، وتشترط تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وأن تكون هناك شفافية حقيقية في تدبير المال العام حتى يلمس المواطن أثر تلك السياسات في حياته اليومية.
وشاركت بشرى -وهي شابة في بداية العقد الثالث من عمرها- في الاحتجاجات منذ يومها الأول، ولم تتعرض لأي عنف أو اعتقال مثل كثير من الشباب كما أوضحت للجزيرة نت.
وقالت إنها رأت كيف تغير موقف الحكومة بعد اندلاع أعمال الشغب، وتشير إلى أن تصريحات بعض المسؤولين الحكوميين التي تفاعلت مع مطالب الشباب كانت "بعيدة عن الواقع".
وتضيف "في البداية كنا نطالب بإصلاح الصحة والتعليم، لكن بعد الاعتقالات والعنف طالبنا بإسقاط الحكومة، لا نريد سوى حكومة جديدة نمنحها فرصة، فإن أنصتت لنا دعمناها، وإن لم تفعل فسنعود للاحتجاج".
بدوره، قال وزير التجهيز والماء نزار بركة في حوار على القناة الثانية (عمومية) أول أمس الأحد إن الحكومة اتخذت تدابير مستعجلة سيكون لها أثر على المواطن في مجالي الصحة والتعليم.
إعلانوأوضح بركة أن الحكومة مسؤولة عن الإخفاقات لكنها أيضا قامت بإنجازات ومكتسبات.
من جانبه، قال وزير الصحة أمين التهراوي في حوار على القناة الثانية ليلة أمس الاثنين إن قطاع الصحة يشكل أولوية قصوى بالنسبة للحكومة، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة خصصت استثمارات هائلة وغير مسبوقة حتى يكون لكل جهة في المملكة مستشفى جامعي خاص بها.
وأعلن الوزير عن إطلاق مشاريع 6 مستشفيات جامعية جديدة تنضاف إلى 5 مستشفيات قائمة، مما سيمكن من توفير تخصصات طبية متقدمة في مناطق لم تكن تصلها من قبل.
وأكد أن هذه المشاريع تتطلب موارد مالية وبشرية كبيرة تمثل قفزة نوعية في تقريب الخدمات الصحية من المواطنين.
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الصحة توقيف المسؤولين عن الوفيات التي شهدها مستشفى أغادير إلى حين انتهاء التحقيقات القضائية والإدارية الجارية.
وقالت الوزارة إن التحقيقات بشأن هذه القضية انتهت، وأحيل التقرير إلى النيابة العامة المختصة للنظر فيه.
وبين محاولات الحكومة احتواء تحركات الشارع وأصوات الشباب الغاضبة وغير الواثقة من وعود متكررة تبدو الفجوة بين الطرفين آخذة في الاتساع يوما بعد آخر، في حين تتجه العيون نحو الخطاب الذي سيلقيه ملك المغرب محمد السادس يوم الجمعة المقبل بمناسبة افتتاح البرلمان.