ليلة جديدة من الهجمات الضخمة في أوكرانيا.. وكييف: التنازل عن الارض أمر محظور الخوض فيه
تاريخ النشر: 25th, November 2025 GMT
عواصم " وكالات ": أعلنت كل من أوكرانيا وروسيا عن ضربات جوية "ضخمة" على أراضيهما صباح اليوم الثلاثاء أسفرت عن مقتل ستة أشخاص على الأقل في الجانب الأوكراني حيث تم استهداف قطاع الطاقة والعاصمة كييف مرة أخرى، فيما سقط ثلاثة قتلى في منطقة روستوف الروسية.
وصباح الثلاثاء أيضا، أعلنت رومانيا ومولدافيا المجاورتان لأوكرانيا، عن توغل مسيّرات في مجالهما الجوي.
وتأتي الهجمات الجديدة بالصواريخ والمسيّرات ضد أوكرانيا مع رفض روسيا امس اقتراحا أوروبيا مضادا للخطة الأمريكية التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها مواتية لروسيا، وتهديد موسكو بتكثيف القصف.
وندد وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا على منصة إكس بالضربات الروسية معتبرا بأنها "رد فعل إرهابي".
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سيشارك في الاجتماع، إلى عدم التهاون في مواجهة "التهديد" الروسي، الذي يتخذ "موقفًا أكثر عدوانية" كما قال.
واضاف في تصريحات إذاعية أن "على الأوروبيين اتخاذ قرار" بشأن كيفية استخدام الأصول الروسية المجمدة التي يقترحها دونالد ترامب في خطته للاستثمار في مشاريع تقودها الولايات المتحدة لإعادة إعمار أوكرانيا.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية وبريطانية اليوم الثلاثاء أن اجتماعات سريّة بشأن الحرب في أوكرانيا عُقدت بين مسؤولين أمريكيين وروس في أبوظبي بهدف دفع مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
ووفقا لشبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية وصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، يرأس وزير الجيش الأمريكي دان دريسكول وفد بلاده في هذه المباحثات.
وذكرت الصحيفة أيضا أن رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية موجود أيضا، من دون أن توضح ما إن كانت المباحثات ثلاثية، أو أن اللقاءات تجري منفصلة.
وأعلن مفاوض أوكراني اليوم الثلاثاء أن أوكرانيا تأمل في ترتيب زيارة هذا الأسبوع للرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات مع الرئيس دونالد ترامب حول الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب مع روسيا.
وقال رئيس مجلس الأمن في أوكرانيا رستم عمروف على إكس "نتطلع إلى ترتيب زيارة الرئيس الأوكراني إلى الولايات المتحدة في أقرب وقت في نوفمبر لاستكمال الخطوات المتبقية والتوصل إلى اتفاق مع الرئيس ترامب".
روسيا تتوقع أن تقدم الولايات المتحدة نسخة من الخطة
وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إن روسيا تتوقع أن تقدم الولايات المتحدة نسخة من الخطة، التي تعتبرها موسكو مؤقتة، وذلك بعد أن تتفق واشنطن عليها مع أوروبا وأوكرانيا.
وأضاف لافروف أن "روسيا لن تكون راضية إذا جرى محو "نص وروح" الاتفاقات التي توصل إليها الرئيسان الروسي والأمريكي، خلال لقائهما في ألاسكا، من خطة السلام"، بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرج للأنباء اليوم.
وقال لافروف إن الولايات المتحدة لم تسلم روسيا رسميا حتى الخطة الأصلية المكونة من 28 بندا.
في الاثناء، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا زال يأمل أن تؤدي المفاوضات الجارية بشأن إحلال السلام في أوكرانيا إلى نتائج ملموسة.
وأوضحت ليفيت أن مناقشات مثمرة للغاية جرت خلال اجازة نهاية الأسبوع بين فريق الأمن القومي للرئيس والوفد الأوكراني، مشيرة إلى أنه لم يتبق سوى "عدد قليل من النقاط" التي لا يزال الخلاف قائما بشأنها.
وأكدت ليفيت أيضا أن الرئيس يشعر بالإحباط من استمرار الحرب. ورغم أن ترامب أوقف التمويل الأمريكي للحرب، فإن الولايات المتحدة لا تزال تقدم أو تبيع كميات كبيرة من الأسلحة. وأضافت: "لا يمكننا الاستمرار في ذلك إلى الأبد، والرئيس يريد لهذه الحرب أن تنتهي".
وكانت الخطة التي طرحها ترامب والمكونة من 28 بندا، والتي وصفها كثيرون بأنها "قائمة رغبات روسية" غير مقبولة تقريبا بالنسبة لأوكرانيا والدول الأوروبية.
وبموجب الخطة، يتعين على أوكرانيا القبول بخسائر إقليمية كبيرة وفرض سقف على حجم قواتها المسلحة، فيما يتعين على حلف شمال الأطلسي (ناتو) التخلي عن ضم أوكرانيا وأي أعضاء جدد آخرين، في حين تستفيد الولايات المتحدة بشكل ملموس من الأصول الروسية المجمدة في الاتحاد الأوروبي.
اوكرانيا: على الشركاء ألا يجبرونا على تقديم تنازلات
من جهة اخرى، شددت اوكرانيا على لسان سفيرها في ألمانيا، أوليكسي ماكييف، أن الخطوط الحمراء لبلاده في محادثات السلام الجارية بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدا أن التنازل عن الأراضي التي تسيطر عليها روسيا "أمر محظور الخوض فيه تماما".
وفي مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الألماني "زد دي إف"، قال ماكييف اليوم الثلاثاء ردا على سؤال حول ما إذا كانت بنود سابقة مثل التنازل عن أراض لروسيا أو تقليص الجيش الأوكراني إلى النصف أو التخلي عن عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو) قد أصبحت الآن غير مطروحة للنقاش: "هذه خطوط حمراء بالنسبة لنا... من المهم أن يساعدنا شركاؤنا وألا يحاولوا إجبارنا على أي تنازلات"، مؤكدا أيضا أنه من الضروري إجبار روسيا على تقديم تنازلات.
وأعرب ماكييف عن تفاؤله بأن روسيا ستجبر على الجلوس إلى طاولة المفاوضات من خلال الضغط والعقوبات الاقتصادية والدعم المستمر لأوكرانيا.
وكانت أوكرانيا والدول الأوروبية قد نجحت في تعديل خطة من 28 نقطة قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا، والتي وصفت على نطاق واسع بأنها "قائمة أمنيات لروسيا". وتضمنت الخطة أن تقبل أوكرانيا بخسائر إقليمية كبيرة وتحديد سقف لقوة جيشها، وأن يمتنع الناتو عن ضم أوكرانيا وأي أعضاء جدد آخرين، إضافة إلى استفادة الولايات المتحدة بشكل كبير من الأصول الروسية المجمدة في الاتحاد الأوروبي.
وبحسب أوكرانيا وشركائها الأوروبيين، فقد تمكنوا خلال محادثات مطولة مع الولايات المتحدة في جنيف من تخفيف بنود الخطة الجديدة. ومن جانبها، أبدت روسيا موقفا رافضا. ومن المقرر عقد المزيد من المحادثات خلال الأيام المقبلة.
المانيا تحذر من خطر روسي متجاوز لحرب أوكرانيا
وفي السياق ذاته، حذر وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول من الاستهانة بالخطر الذي تمثله روسيا حتى في حال انتهاء حرب أوكرانيا.
وقال الوزير خلال منتدى السياسة الخارجية لمؤسسة "كوربر" في برلين اليوم الثلاثاء: "حتى لو توقفت المعارك الآن، فإن ما يبقى هو روسيا إمبريالية وعدوانية، تتجاوز طموحاتها أوكرانيا بكثير".
وأوضح فاديفول أن روسيا أعادت توجيه اقتصادها ومجتمعها نحو الحرب، وتقوم بتجنيد عدد من الجنود يفوق حاجتها الفعلية في الحرب المزدرية للإنسانية التي تخوضها في أوكرانيا، مضيفا أن الأمر يعادل ما يقرب من فرقة عسكرية إضافية كل شهر، وقال: "فرق لا شك أنها توجه أنظارها أيضا إلينا، إلى الاتحاد الأوروبي وإلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)".
وأشار فاديفول إلى أن أجهزة الاستخبارات تؤكد أن روسيا تعد نفسها "لخيار شن حرب ضد الناتو" بحلول عام 2029 على أقصى تقدير، مؤكدا أن التهديد الروسي لأوروبا أصبح واقعا بالفعل، موضحا أن موسكو تزداد في طمس الحدود بين الحرب والسلام عبر أساليبها في الحرب الهجينة، بما يشمل الطائرات المسيرة، وانتهاكات المجال الجوي، وأعمال التخريب، وحملات الأخبار الزائفة.
وبشأن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل النزاع في أوكرانيا، قال فاديفول إن الولايات المتحدة "لديها أحيانا أسلوب غير تقليدي في التعامل مع مثل هذه القضايا"، مضيفا أنها تبدي في الوقت نفسه مرونة واستعدادا للتجاوب مع أطراف المفاوضات وشركاء آخرين مثل أوروبا.
ووصف فاديفول الخطة بأنها "اقتراح أولي للموضوع"، مؤكدا أن واشنطن مستعدة لدمج النقاط الأوروبية في تصور للحل، مضيفا أنه من الصواب أن ترى الولايات المتحدة نفسها وسيطا يدفع العملية ويديرها، وقال: "يتم الاستماع إلينا، نحن جزء من ذلك"، في إشارة إلى دور الأوروبيين في المفاوضات.
الى ذلك، أعلنت القوات المسلحة الألمانية أنها تتخذ الخطوة الأولى نحو نشر نظام الدفاع الصاروخي الجديد "آرو 3".
وذكرت القوات الجوية أن المفتش العام كارستن بروير ومفتش القوات الجوية ليفتنانت جنرال هولجر نويمان سيعلنان في الثالث من ديسمبر المقبل في قاعدة هولتسدورف الجوية بمنطقة شونفالده عن بدء القدرة التشغيلية الأولية للنظام.
وسيمنح النظام ألمانيا للمرة الأولى القدرة على رصد واعتراض صواريخ باليستية قادمة من خارج الغلاف الجوي للأرض. إذ يمكنه تدمير الصواريخ القادمة على ارتفاعات تزيد عن 100 كيلومتر، ما يتيح تحييد التهديدات في الطبقات العليا من الغلاف الجوي وفي الفضاء القريب، وهي قدرة لم تكن متاحة من قبل.
وتزيد ألمانيا استثماراتها في مجال الدفاع الجوي، حيث أطلقت الحكومة مبادرة "الدرع السماوي الأوروبي" لتطوير شبكة دفاع صاروخي قارية، وذلك ردا على حرب روسيا في أوكرانيا.
وتعد قاعدة هولتسدورف الواقعة جنوب برلين قرب حدود ولايات براندنبورج وسكسونيا-أنهالت وسكسونيا أول موقع من ثلاثة مواقع مخطط لها لنشر نظام "آرو" في ألمانيا.
استهداف منشآت الطاقة في اوكرانيا وروسيا
وعلى الارض، قتل ستة أشخاص على الأقل في كييف في ضربات روسية.
وقال رئيس الإدارة العسكرية في كييف تيمور تكاتشينكو إن "أربعة أشخاص قتلوا وأصيب ثلاثة على الأقل" في منطقة سفياتوتشينسكي (غرب).
وقبل ذلك أفاد عناصر الإنقاذ بمقتل شخصين أحدهما في مبنى سكني بمنطقة دنيبروفسكي (شرق).
من جهتها قالت وزارة الطاقة الأوكرانية فجر اليوم الثلاثاء على تلجرام "في الوقت الحالي، هناك هجوم ضخم للجيش الروسي على منشآت الطاقة".
في المقابل، تستهدف أوكرانيا مستودعات النفط ومصافي التكرير وغيرها من المرافق في روسيا.
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن عمليات توزيع المياه والطاقة توقفت في العاصمة.
في روسيا، قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب ثمانية بهجوم أوكراني على مدينة تاغانروغ الساحلية ومنطقة نيكلينوفسكي المجاورة، على شواطئ بحر أزوف في منطقة روستوف، وفق ما أعلن الحاكم الإقليمي يوري سليووسار على تلغرام.
وأفادت السلطات في منطقة كراسنودار الروسية الواقعة على البحر الأسود أيضا بتعرض العديد من المدن لهجمات جوية أوكرانية واسعة النطاق.
وقال حاكم كراسنودار فينيامين كوندراتييف على تلجرام "خلال الليل، تعرضت منطقة كراسنودار لإحدى أقوى الهجمات وأكثرها ضخامة من قبل نظام كييف. أصيب ستة من سكان المنطقة، وتضرر ما لا يقل عن 20 منزلا في خمس بلديات".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن دفاعاتها الجوية اعترضت 249 مسيّرة أوكرانية في أجوائها ليل الاثنين إلى الثلاثاء، وهو أعلى عدد منذ بدء النزاع.
وفي رومانيا، عبرت أول طائرة مسيرة "المجال الجوي الوطني" من فيلكوفي في أوكرانيا إلى منطقة تشيليا فيتشي في مقاطعة تولتشيا في شرق البلاد، وفقا لوزارة الدفاع.
وأُرسلت طائرتان ألمانيتان من طراز يوروفايتر تايفون من قاعدة ميهائيل كوغالنيشينو الجوية "لمراقبة الوضع".
كما أفادت وزارة الدفاع الرومانية بنشر مقاتلتين من طراز أف-16 بعد ذلك، ورصد توغل ثان لطائرة مسيرة في منطقة غالاتي الشرقية، فيما أبلغت مولدافيا المجاورة عن تحطم مسيرة على أراضيها صباح اليوم الثلاثاء.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الیوم الثلاثاء دونالد ترامب فی أوکرانیا على الأقل فی منطقة
إقرأ أيضاً:
ترامب: وجهت مبعوثي ستيف ويتكوف للقاء الرئيس بوتين في موسكو وهناك تقدم هائل لتحقيق السلام
الولايات المتحدة – أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه وجه مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، مؤكدا أن “هناك تقدما هائلا” لتحقيق السلام.
وكتب ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال”: “خلال الأسبوع الماضي، أحرز فريقي تقدما هائلا فيما يتعلق بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا (حرب لم تكن لتبدأ أبدا لو كنت رئيسا!)”.
وأضاف “تم ضبط خطة السلام الأصلية المكونة من 28 نقطة، التي صاغتها الولايات المتحدة، مع مدخلات إضافية من كلا الجانبين، ولا يوجد سوى عدد قليل من نقاط الخلاف المتبقية”.
وتابع “على أمل وضع اللمسات الأخيرة على خطة السلام هذه، وجهت مبعوثي الخاص ستيف ويتكوف للقاء الرئيس بوتين في موسكو، وفي الوقت نفسه، سيجتمع وزير الجيش دان دريسكول مع الأوكرانيين”.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنه “سيتم إطلاعي على جميع التقدم المحرز، إلى جانب نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الحرب بيت هيغسيث، ورئيسة أركان البيت الأبيض سوزي وايلز”.
وأعرب ترامب عن تطلعه “إلى الاجتماع مع الرئيس زيلينسكي والرئيس بوتين قريبا، ولكن فقط عندما تكون الصفقة لإنهاء هذه الحرب نهائية أو في مراحلها النهائية”.
وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، أفادت صحيفة “بوليتيكو” بأن وزير الجيش الأمريكي دانيال دريسكول سيقدّم اليوم إلى مسؤولين روس خلال اجتماع معهم في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، “خطة مختصرة” لتسوية الأزمة في أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة أن الخطة الجديدة تتألف من 19 بندا بدلا من 28. وكان ذلك بعد ما نقلته CBS عن مصادر أمريكية بأن الوزير دريسكول عقد لقاء مع وفد روسي في أبو ظبي، يوم الاثنين، استمر لعدة ساعات، وأن مباحثات الجانبين استمرت الى امس الثلاثاء.
المصدر: RT