النفط العراقي وميناء العقبة: خطوة جريئة أم مغامرة محفوفة بالمخاطر؟
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
18 يوليو، 2024
بغداد/المسلة الحدث: أعادت الحكومة العراقية الحالية إحياء مشروع أنبوب نقل النفط من البصرة إلى ميناء العقبة الأردني، مما أثار جدلاً واسعاً على الساحة السياسية والاقتصادية.
ويتزامن الجدل مع تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ويأتي في ظل اعتراضات من أطراف شيعية ترفض تصدير النفط إلى الأردن بأسعار تفضيلية.
وأحد أهم الأسباب وراء الجدل الحالي هو الرأي القائل بأن مد أنبوب نفط جديد يعني بدء عملية تطبيع مع إسرائيل، إذ يُفترض أن يصل الأنبوب العراقي إلى العقبة على البحر الأحمر، وهي منطقة لا تبعد سوى مسافة قصيرة عن أقرب ميناء إسرائيلي. هذا القرب الجغرافي يثير المخاوف من إمكانية تصدير النفط العراقي إلى إسرائيل في المستقبل، مما يرفضه بعض الأطراف السياسية العراقية بشدة.
وفي مواجهة هذه الانتقادات، أصدرت وزارة النفط العراقية بياناً أكدت فيه أن مشروع أنبوب النفط الخام (بصرة – حديثة) يهدف إلى تحقيق المرونة العالية في عملية نقل النفط الخام لأغراض تجهيز المصافي والمستودعات ومحطات الطاقة الكهربائية داخل العراق. نفت الوزارة ما ورد من معلومات بشأن “التكلفة، أو الملكية أو الامتيازات التي يمنحها العراق لدول الجوار من النفط الخام وغير ذلك من المعلومات غير الدقيقة”.
ومن الناحية الاقتصادية، كتب الخبير الاقتصادي العراقي الدكتور نبيل المرسومي على صفحته في فيسبوك أن هذا المشروع العملاق في حال اكتماله “سوف يوفّر إمكانية تصدير النفط إلى ثلاث دول في آن واحد هي: الأردن وسوريا وتركيا”. هذا التصريح يعكس الفوائد الاقتصادية المحتملة للمشروع، من حيث تنويع منافذ التصدير وتقليل الاعتماد على مسارات محددة.
مخاوف المستقبلخصوم الحكومة يرون أن مجرد وجود مخطط، ولو على الخرائط فقط منذ ثمانينات القرن الماضي بهدف إيصال النفط العراقي إلى الأردن عبر هذا الميناء، يعني عدم وجود ضمانات في المستقبل بأن النفط العراقي لن يصل إلى إسرائيل. هذه المخاوف تستند إلى التغيرات الجيوسياسية المحتملة والضغوط الدولية التي قد تؤدي إلى تعديل مسارات التصدير.
وكان الهدف من مد هذا الأنبوب في عهد النظام السابق خلال ثمانينات القرن الماضي، هو تنويع مصادر تصدير النفط العراقي خلال مراحل الحرب مع إيران واحتمال إغلاق مضيق هرمز، فضلاً عن إغلاق أنبوب بانياس السوري لنقل النفط العراقي آنذاك. إلا أن المشروع لم يرَ النور، رغم اكتمال المخططات والخرائط التي بقيت حبراً على ورق.
وبعد سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين، عام 2003، أُعيد إحياء مشروع هذا الأنبوب في عهد حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، لكنه بقي أيضاً دون تنفيذ.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: النفط العراقی تصدیر النفط
إقرأ أيضاً:
إيران تهدد ترامب: أية مغامرة أمريكية بالمنطقة ستؤول لمصير مشابه لأفغانستان وفيتنام
حذرت هيئة الأركان الإيرانية من أنها سترد بقوة واقتدار على أي اعتداء يمس الأراضي الإيرانية، مهددة بأن أية مغامرة أمريكية في المنطقة ستؤول لمصير مشابه لما جرى في أفغانستان وفيتنام.
ووجهت هيئة الركان الإيرانية رسالة عاجلة الى ترامب، قالت فيها “ على الرئيس الأمريكي مراجعة تاريخ بطولات شعبنا عله يدرك شيئا من الخطأ في حساباته”.
وفي وقت سابق ، أعلن رئيس هيئة الأركان الإيراني، اللواء محمد باقري ، أن القوات المسلحة الإيرانية على أهبة الاستعداد وجاهزة تمامًا للرد على أي تهديدات أو محاولات للتعدي على سيادة البلاد.
وأكد باقري أن إيران تمتلك من القوة والإمكانات ما يمكنها من مواجهة أي تهديدات بكل حزم وفاعلية.
وفي سياق آخر، شدد اللواء باقري على أن موقف إيران من التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية هو ذاته الموقف الذي أعلنته القيادة العليا في البلاد، ممثلة في المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي.
وأضاف أن أية مفاوضات مع واشنطن يجب أن تكون ضمن شروط واضحة ومحددة، ولن تكون إلا في إطار مصالح إيران الوطنية وبما يتناسب مع التزامها بالمبادئ الثابتة التي تنتهجها.