عين ليبيا:
2025-12-09@13:31:49 GMT

أجيال حليب الأبقار.. لماذا نخالف فطرة الخالق؟

تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT

الله الخالق البارئ المصور صانع الكون ومليكه، قدّر فخلق الأمم على هذه الأرض باختلاف أنواعها من إنسان وحيوان وزواحف وطيور وحيتان وكائنات حيّة متناهية في الصغر، وضبط طريقة تناسلها وتكاثرها وفق متوالية تسلسلية تحفظ استمرار بقائها بنظام رباني بديع، وتلك هي فطرة الله التي فطر عليها كل المخلوقات منذ النشأة الأولى، يقول الحق في محكم كتابه الكريم ( ….

فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيّم ولكن اكثر الناس لا يعلمون..)

في هذا الكون البديع تلتزم مخلوقات الله تلقائيا بإتباع الفطرة التي فطرت عليها إلّا البشر! الذين وهبهم الله العقل ليتدبروا ويتأملوا ويفكروا، لكنهم يخالفون أحيانا الفطرة ويخرجون عنها، فكم يزعجني ويؤلمني كثيرا الانحراف عن الفطرة التي فطر الله الخلق عليها، في مناحي متعددة، ومن مظاهر الانحراف المشين عن الفطرة الإنسانية إهمال الرضاعة الطبيعية للأطفال من أمهاتهم واستبدالها برضاعة حليب الأبقار!.

كما يزعجني أكثر أن شيوخ الدين الذين يجعلون من أنفسهم واجهة دينية، لم يعترضوا ولم يحرّكوا ساكنا بل انهم قبلوا ذلك التحول المخالف لناموس الحياة وفطرة الله التي هي اصل الشريعة، وتماهوا مع ذلك بشكل غريب وكأنهم لا يدركون آثار ذلك على الحياة البشرية وعلى مظاهر السلوك لدى الأجيال عبر الزمن، فلم نسمع لهم خطبا تحذر او تنبه على ذلك ولا حتى وعظا وإرشادا كما يفعلون في مسائل أخرى أقل أثرا على المجتمع.

نعم لقد سبقتنا شعوب من العالم في التحول الانحرافي للرضاعة البديلة وخاصة ما يسمى بالعالم المتحضر، وفي ليبيا إلى عند نهاية فترة السبعينيات كانت الرضاعة طبيعية للأطفال من أمهاتهم حتى الفطام، وحتى وإن استخدم حليب الأبقار فهو مكمّل وليس أساسي، ثم حدث الانحراف الكبير باندثار الرضاعة الطبيعية و بسرعة ملفتة وبدأت مرحلة التحول كليا للرضاعة البديلة ، فتلاشت نهائيا فطرة الرضاعة الطبيعية وأصبحت من الماضي، ولم يعد هناك من يحييها إلا ما رحم ربي، بل أصبحت وبكل أسف من المكروهات!.

اعتقد جازما أن الانحراف عن الفطرة في هذا الشأن خطأ شنيع، وأن نتائجه ستكون وخيمة على النشء ولو على المدى البعيد، ولعل أبرزها واخطرها هو تداخل الصفات الوراثية التي تكتسب من تركيبة الحليب بين البقر والبشر، لذلك أرى أن هذا التحوّل الانحرافي قد افقد الجنس البشري شيئا من خصائصه التي رادها الخالق وهو ما يعدّ تحدّيا ومخالفة صريحة لناموس الفطرة التي فطر الله الخلق عليها، من يدري إن هذا سيترتب عليه انهيار لمنظومة القيم البشرية وخروج إجباري عن الصفات البشرية كما أرادها الخالق، ونكون بذلك قد ساهمنا في تغيير خلق الله وخالفنا شرعه ونحن غافلون.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: التی فطر

إقرأ أيضاً:

مفتي سوريا: الثورة انطلقت من الفطرة والحرية والكرامة في مواجهة النظام البائد

أكد مفتي الجمهورية العربية السورية، الشيخ أسامة الرفاعي، أن الثورة السورية انطلقت من تمسّك السوريين بفطرتهم السليمة التي دفعت شبابها في بدايتها إلى المطالبة بالحرية والكرامة عبر مظاهرات سلمية.

وفي تصريحات لوكالة الأنباء السورية "سانا"، خلال لقائه المصلين في جامع الشيخ عبد الكريم الرفاعي بدمشق، أوضح المفتي أن الثورة نجحت وانتقلت من “مرحلة الجهاد والقتال إلى مرحلة بناء الدولة”، مشددا على أن النظام البائد خلف دولة منهارة وإمكانيات مدمّرة.

وقال الرفاعي إن الدين والرغبة بالحرية والتمسك بالكرامة هي القيم التي لم يتمكن النظام السابق من تغييرها رغم سنوات القمع، مضيفا أن انطلاق المظاهرات من بيوت الله كان دليلا – على حد قوله – على أن “الدين الصحيح متلبس بالحرية”.

انتهاكات النظام ودور النساء
وتطرق المفتي العام للجمهورية إلى ممارسات نظام بشار الأسد القمعية ضد المتظاهرين في السنوات الأولى للثورة، لافتا إلى الدور المهم للنساء في تلك المرحلة، سواء في إسعاف الجرحى أو دعمهم في مواجهة آلة القمع.

وحث الشيخ الرفاعي السوريين على الالتفاف حول الدولة، والعمل بروح التعاضد والتعاون والتراحم، للتخلص من آثار الماضي وما عاشه الشعب خلال العقود الستة الأخيرة.

وشدد على أهمية السلم الأهلي، قائلا: "ليس من المعقول أن ننجح ونحن نختصم ونتصارع.. الله لا يرضى عن المتخاصمين"، داعيا إلى مجتمع متماسك "كالجسد الواحد".


دعاء لسوريا وخطاب للوحدة
وفي ختام حديثه، دعا المفتي لسوريا وأبنائها، وحث جميع مكونات الشعب على الود والتعاطف والتعاون، وعلى نزع البغضاء من القلوب والعيش كإخوة متحابّين، معتبرا أن هذا النهج هو “البناء الحقيقي” للبلاد.

يُذكر أن الشيخ أسامة الرفاعي تولى منصب المفتي العام للجمهورية في 28 آذار/مارس الماضي، وهو أحد أبرز مشايخ الثورة السورية الذين خطبوا في جامع الشيخ عبد الكريم الرفاعي، الذي يحمل رمزية خاصة بوصفه أحد أهم المراكز الدينية التي جمعت المصلين والثوار في التظاهرات ضد نظام الأسد.

مقالات مشابهة

  • فاطمة الزهراء عليها السلام.. سيدة النور وأقرب الناس إلى رسول الله ﷺ
  • أهم الطرق لتقليل انتقال الأدوية من الأم إلى الأطفال الرضع
  • مفتي سوريا: الثورة انطلقت من الفطرة والحرية والكرامة في مواجهة النظام البائد
  • لماذا يعدّ قيام ليل الشتاء فرصة لا تُعوّض؟
  • «حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»
  • طرابلسي عن وزيرة التربية: أين الاستراتيجية والخطة التي قالت إنها تعمل عليها منذ أشهر؟
  • لماذا يبتعد حزب الله عن الإجماع اللبناني؟
  • الاستعانة على صلاة الفجر في الطقس البارد.. داوم عليها بـ 7 خطوات
  • أكاديمي إماراتي يدعو لتقسيم اليمن.. في تناقض مع الموقف الخليجي والعربي
  • علي جمعة يوضح أنواع العفاف الباطن.. تعرف عليها