بغداد اليوم - متابعة
قال عالم الأعصاب والطبيب النفسي إيان روبرتسون، اليوم السبت (20 تموز 2024)، إن الثقة بالنفس تلعب دورًا حيويًا أساسيًا في رفاهية الإنسان وأدائه.
ولفت روبرتسون بتصريحات لـCNN إلى أن الثقة بالنفس تتألف من عنصرين:
الإيمان بقدرة الفرد على إنجاز المهمة، والاعتقاد بأنّ إنجاز تلك المهمة سيؤدي إلى النتيجة المرغوب بها.ويؤكد هذا الفهم على أهمية الثقة بالنفس، وتوقّع النتائج الإيجابية، كعاملَين أساسيّين في بناء الثقة والحفاظ عليها.
وأشار روبرتسون إلى أنّ الثقة بالنفس ترتبط بالنجاح لأنها تُنشّط دوائر الدماغ التي تعمل على:
تحسين الحالة المزاجية، وتقليل القلق، وتعزيز الوظيفة الإدراكية.ورأى أنّ "أفضل مصدر للنجاح هو النجاح"، وأنّ النجاح والثقة بالنفس لهما تأثير مضاعف، ومتسارع ينعكس نموًا مستمرًا".ومن جهة أخرى، يولّد الافتقار إلى الثقة القلق نتيجة احتمالية الفشل.
في هذا الخصوص، أكد روبرتسون أنّ أبرز مصدر للقلق يتمثّل بالخوف من الفشل والتقييم السلبي من قبل الآخرين".
ولفت إلى أنّ القلق المزمن يمكن أن يُعطّل تزامن الدماغ، ما يُعيق القيام بالأداء الأفضل في مختلف جوانب الحياة. واستشهد بالأبحاث التي تظهر أن الأشخاص الذين يعانون من القلق المزمن حققوا العدد الأدنى من الإنجازات في مختلف الأصعدة: اجتماعيًا، وفي مجال العمل، وعلى مستوى الهوايات والاهتمامات.وشرح أنّ "أدمغتهم مهيأة لذهنية الخطر، حيث يتوقعون ويركزون انتباههم على النتائج السلبية المحتملة والتهديدات. وهذا يثبط أنظمة الدماغ التي تعمل خلاف ذلك عند التحلي بالثقة بالنفس".
ولفت إلى أنه حتى التباين الطفيف بالثقة بالنفس يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا لجهة رغبة الفرد بتجربة أشياء جديدة. كما يمكن أن يؤدي النجاح الأولي بإنجاز مهمة ما إلى مزيد من الإنجازات مع مرور الوقت.
يقدم روبرتسون خمس نصائح لتعزيز الثقة بالنفس، حتى في أصعب المواقف.
1- بادر
إن القيام بخطوات لإنجاز أمر ما، ثم تحقيقه بغض النظر عن مشاعر عدم اليقين التي تنتابك، يزيد من الثقة بالنفس. وأكد روبرتسون أن الثقة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأنظمة عمل الدماغ. ومن خلال اتخاذ الخطوة الأولى، يمكن للأفراد التغلب على القلق والبدء في طريق بناء الثقة.
2- حدّد خياراتك بدقة
يؤكد روبرتسون على أهمية الاختيار الواعي لمكان تركيز الاهتمام من أجل تشكيل الرفاهية العاطفية. ومن خلال اختيار الجوانب الإيجابية للتركيز عليها، يمكن للأفراد تنمية الثقة وتخفيف القلق. هذا التركيز المعتمد على نقاط القوة والنجاحات السابقة يمكن أن يعزّز الثقة، ويسهّل أداء المهام.
3- اعتمد عقلية النمو
موقفك تجاه نفسك وقدراتك يمكن أن يحدث فرقًا.
ولفت روبرتسون إلى أنه "عليك أن تؤمن بأنّ التغيير ممكن". يعتقد الأشخاص ذوو عقلية "النمو" أنّه بالجهد يمكنك اكتساب القدرات وتنمية المواهب. وهذا الأمر يخالف اعتقاد أصحاب العقلية "الثابتة" بأن المواهب والقدرات فطرية، إمّا أن تمتلكها أو لا تمتلكها.
إن النظريات الثابتة خاطئة دومًا، برأي روبرتسون، لأن الدماغ البشري يتمتع بالمرونة الكبيرة في مختلف الفئات العمرية.
4- تعامل مع القلق
إعادة صياغة القلق باعتباره حماسة قد يساعد الفرد على السيطرة عليه وتعزيز الثقة بالنفس. وأوضح روربرتسون أنه في الإمكان السيطرة على القلق من خلال عدم الانجرار للخوف، والنظر إليه كأحد أشكال الطاقة التي يمكن تسخيرها لتحقيق ما تسعى لإنجازه. لأن أعراض القلق من خلال الجسد والدماغ شبيهة بتلك الخاصة بالحماسة.
5- أكّد على القيم
إنّ الالتزام بقيمك قد يعزّز المرونة لديك، ويحميك من القلق الذي يتسبّب بتآكل الثقة بالنفس. إنّ تحديد وفهم قيمك الأساسية، وما المهم بالنسبة إليك كفرد، يقّوي إحساسك بذاتك، ويوفر أساسًا يحميك من مخاوف النقد أو الفشل. من خلال التفكير في قيمك وأهميتها، أنت تُقوّي مرونتك العقلية، وتعزّز ثقتك لمواجهة التحديات.
المصدر: CNN
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الثقة بالنفس یمکن أن ی من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
3 أنواع من التمارين الرياضية تعزز صحة الدماغ
كشفت أبحاث جديدة أن أنواعًا مختلفة من التمارين الرياضية يمكن أن تعزز صحة الدماغ وتقوي الإدراك والذاكرة والوظائف التنفيذية في أي عمر. ووفقًا للخبراء، فإن اليوجا والتاي تشي وألعاب التمارين الرياضية تُحقق أكبر فوائد للدماغ، والتي يمكنك جنيها بممارستها مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيًا فقط.
رغم أن ممارسة الرياضة تُعدّ من أفضل الطرق لتقوية الدماغ باستمرار، إلا أنك لستَ بحاجة إلى بذل جهد كبير في كل مرة لجني فوائدها، فقد أظهرت دراسة جديدة نُشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي أن جميع أنواع التمارين، بغض النظر عن شدتها، يمكن أن تُحسّن صحة دماغك بشكل ملحوظ.
وفقًا للخبراء، تُعدّ التمارين الرياضية متوسطة الشدة هي الأفضل لتحقيق نتائج ملموسة في تحسين الذاكرة والوظائف التنفيذية، مثل حل المشكلات والتفكير المنطقي، كما تُفيد التمارين منخفضة الشدة الإدراك العام، وشددت الدراسة على أهمية ممارسة أنشطة محددة، مثل اليوجا والتاي تشي، لما تُحققه من فوائد معرفية بالغة الأهمية.
كيف تعمل التمارين الرياضية على تعزيز وظائف المخ بشكل أفضل ؟
ركزت الدراسة، التي شملت أكثر من 258 ألف مشارك، على أنماط متباينة في مختلف التقارير، حيث وجد الباحثون "أدلة قوية على أن التمارين الرياضية تُحسّن الإدراك العام والذاكرة والوظائف التنفيذية لدى جميع الفئات العمرية"، وفقًا للدكتور بن سينغ، المؤلف الرئيسي للدراسة والباحث في مجال الصحة السكانية والرقمية بجامعة جنوب أستراليا.
وأوضح سينغ أن الأطفال والمراهقين، ومن يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)، كانوا الأكثر استفادة.
ومن بين عوامل التمرين الأخرى التي أثرت على صحة الدماغ ما يلي:
شدة
أظهرت التمارين الرياضية منخفضة إلى متوسطة الشدة نتائج أفضل عندما يتعلق الأمر بصحة الدماغ مقارنة بالتمارين القوية أو عالية الشدة.
وقت التدخل
حتى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لمدة ثلاثة أشهر لها فوائد إيجابية على الإدراك العام.
نوع النشاط
أي نشاط يتطلب حركة بدنية له أكبر الأثر على الإدراك والذاكرة، يمكنك تجربة التمارين التي تُذكّرك بتسلسلات حركات مُنسّقة، مثل اليوجا.
اليوجا
اليوجا ممارسة هندية قديمة تجمع بين الوضعيات والتنفس والتأمل، مما يُحسّن صحة الدماغ بشكل ملحوظ، بما في ذلك تخفيف التوتر، ممارسة وضعيات اليوجا بانتظام تُساعد على تخفيف التوتر والالتهابات، وتدعم وظيفة الحُصين - مركز الذاكرة في الدماغ. كما تُعزز اتخاذ القرارات والتخطيط وتنظيم المشاعر.
وللحصول على فوائد صحة الدماغ، يمكنك البدء بجلسات قصيرة - حوالي 20 إلى 30 دقيقة، مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع.
تاي تشي
تاي تشي فن قتالي صيني تقليدي يجمع بين الحركات البطيئة والتنفس العميق، ويوازن الطاقة داخل الجسم، يُعرف أيضًا باسم التأمل المتحرك، وتساعد تسلسلات تمارينه على تهدئة العقل والجسم والتنفس، مما يعزز الصحة الإدراكية بشكل أكثر فعالية من التمارين الأخرى.
كما أنه يُساعد على تنشيط مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والوظائف الحركية، ولأن التاي تشي يُساعدك على تذكر مجموعة مُحددة من الحركات، فهو يُساعد على تنشيط الذاكرة وخفض مستويات التوتر، يجب عليك مُمارسة التاي تشي ثلاث مرات أسبوعيًا على الأقل لمدة ساعة على الأقل لتحقيق أقصى استفادة.
ألعاب التمرين
ألعاب التمرين هي ألعاب فيديو تجمع بين النشاط البدني ووقت الشاشة لجعل تمرينك أكثر إثارة وتفاعلاً وتحفيزًا للقدرات العقلية، من بين هذه الألعاب الرقص الإيقاعي المتدرج، وألعاب اللياقة البدنية بتقنية الواقع الافتراضي، ورقص الثورات. يعتقد الخبراء أن اتباع الأنماط وحل التحديات أثناء التمرين يساعد على تحسين الانتباه والتنسيق والذاكرة.
ولتحقيق أقصى قدر من الفوائد المعرفية، يجب عليك لعب هذه الألعاب لمدة لا تقل عن 20 إلى 30 دقيقة، ثلاث إلى خمس مرات أسبوعيا.
المصدر: timesnownews.