باحث بالشأن الدولي يكشف الدور الخفي للغرب في أزمة السودان
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
قال محمد صادق الباحث في الشئون الدولية، إن وسائل الإعلام في الأيام القليلة الماضية، سلطت الضوء على الدور البريطاني في الأزمة السودانية، وسط تداول كثير من المعلومات حول ضبط الجيش السوداني لأسلحة وذخائر وطائرات مسيرّة إنجليزية الصنع في مخازن السلاح التابعة لقوات الدعم السريع.
وأضاف صادق، خلال تصريحات صحفية، أنه بعد أن كشفت عدة تقارير إعلامية واستخباراتية خطط ومعلومات حول تدخلات إقليمية ودولية في الصراع القائم في السودان، إلى جانب نقل وتهريب أسلحة وذخائر بريطانية وغربية عبر دولة تشاد المجاورة للسودان.
وتابع صادق، أن بريطانيا كانت قد قدمت في منتصف شهر يونيو الماضي، قرار لمجلس الأمن الدولي حول فك الحصار عن "الفاشر"، ويدعو القرار إلى انسحاب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة وأمن المدنيين فيها، كما يدعو لـ "وقف فوري للقتال"، مطالبًا برفع الحصار عن "الفاشر"، التي يسكنها نحو مليوني نسمة.
وأكد أن القرار حصل حينها على موافقة 14 عضوًا من أصل 15 في المجلس، بينما امتنعت روسيا عن التصويت، لأن "القرار السابق لوقف إطلاق النار في السودان والذي أيدته روسيا ودعمته ظل حبرًا على ورق" وفق تعبير آنا يفستيغنييفا، نائبة المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، وذلك في الوقت الذي قالت فيه المندوبة البريطانية، باربرا وودورد، إن بلادها طرحت مشروع القرار من أجل "وقف إطلاق النار وتهيئة الظروف لدعم التهدئة في كل أنحاء السودان ".
واستطرد صادق، على القرار حينها بأنه يهدف للتغطية على تدخل بريطانيا عسكريًا في الصراع القائم في السودان لصالح قوات الدعم السريع، وتحويل الأنظار نحو الاهتمام بملفات إنسانية، بينما تقوم هي بتأجيج الصراع وتقديم السلاح لـ "الدعم السريع".
وتطرق إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية تخطط من خلال هذا القرار لفرض التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية غير الحكومية المدعومة غربيًا وأمريكيًا على السودان وحكومته وجيشه، فالقرار ظاهره إنساني، ولكن يخفي ورائه خطة استخباراتية أمريكية وبريطانية.
وشدد صادق، على أن القرار سيلزم السودان بجيشه وبقوات الدعم السريع التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية غير الحكومية المدعومة غربيًا، مضيفا أن مثل هذا التعاون سيجعل من الممكن إدخال ضباط أو عملاء من الاستخبارات البريطانية والأمريكية إلى السودان والعمل مع المنظمات الأممية بمظلة وبغطاء إنسانيأ، وأن والهدف الأساسي يتمثل بإطالة أمد الصراع بما يتناسب مع المصالح الغربية.
ورأى صادق، أن الجيش السوداني تمكن في أواخر شهر يونيو، من إسقاط طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع، خلال المعارك الدائرة في مدينة "الفاشر" المحاصرة من قبل ميليشيا الدعم السريع، لافتا إلى أنه بعد فحص الطائرة من قبل خبراء عسكريين، تبيّن أنها بريطانية الصنع من نوع (ares 3.1).
وأشار إلى أن خبراء عسكريين أشاروا إلى أنه من الممكن وجود خبراء إنجليز في السودان، أو حتى أن بريطانيا تقوم بتدريب بعض المقاتلين من "الدعم السريع" وترسلهم للسودان، لأنه وبناءً على هذه البيانات والمعلومات فإن احتمال وجود خبراء عسكريين إنجليز وغربيين يقدمون المساعدة لقوات الدعم السريع كبير جدًا، حيث إن استخدام الطائرات المسيرّة البريطانية التي تم رصدها يتطلب خبراء من قبل الدولة المُصّنعة لها.
ولفت إلى أن استخبارات الجيش السوداني كشفت عن رصدها أيضًا عدد من الخبراء العسكريين الأجانب الذين قاموا باستخدام أجهزة تشويش ضد سلاح الجو، خلال المعارك التي جرت في أم درمان.
وأردف أنه قد رافق هؤلاء الخبراء ميليشيات الدعم السريع أثناء تنفيذها هجمات ضد قوات الجيش المتمركزة بأم درمان، بهدف توجيههم وحمياتهم من غارات سلاح الجو السوداني وإحباط الهجمات ضدهم، وأن الخلاف الدبلوماسي والسياسي الذي حصل في وقت سابق بين السودان وتشاد كان لهذا السبب، وأنه يأتي ذلك بعد إعلان الجيش سيطرته على مخازن سلاح وذخيرة تابعة لقوات الدعم السريع في أم درمان تحتوي على أجهزة تشويش على الطيران، بريطانية الصنع.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مجلس الأمن الدولي مجلس الأمن الجيش السوداني محمد صادق السودان استخباراتية المندوب الروسي ازمة السودان وقف فوري للقتال تهريب أسلحة الدعم السريع الازمة السودانية لقوات الدعم السریع فی السودان إلى أن
إقرأ أيضاً:
باحث أميركي: البوسنة والهرسك فاشلة حتى بعد 30 عاما من التدخل الدولي
نشرت مجلة ناشونال إنترست مقالا استعرض فيه كاتبه الأسباب التي تحول دون بناء دولة على أسس صحيحة في البوسنة والهرسك، رغم مرور 30 عاما على انتهاء الحرب في تلك المنطقة من أوروبا.
وأنحى كاتب المقال ماكس بريموراك، الذي يعمل باحثا أول في مركز مارغريت تاتشر للحرية التابع لمؤسسة "هيريتيج" الفكرية، باللائمة في ما حدث طوال العقود الثلاثة الماضية على تدخل مجموعة من الدول الغربية في شؤون البوسنة والهرسك، وإخفاقها في مساعدتها نحو تحقيق الديمقراطية والتوافق بين طوائفها المختلفة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إندبندنت: إسرائيل مستمرة بهدم جسور الثقة بينها وبين الغربlist 2 of 2موقع إيطالي: الصين تطور سلاحا شبحيا يهدد أكثر دفاعات أميركا تطوراend of list توتر طائفيوكان البوسنيون قد احتفلوا مطلع مارس/آذار الماضي بالذكرى السنوية الثلاثين التي أنهت حرب البوسنة 1992-1995 التي خلفت 100 ألف قتيل. ومع ذلك، فإن بريموراك يرى أنه ليس هناك الكثير مما يدعو للاحتفال بعد فشل مشروع بناء الدولة في وسط أوروبا، رغم إنفاق مليارات الدولارات.
وقال إن الطوائف التي تشكل مجموع سكان الدولة، من مسلمين وكروات وكاثوليك وصرب أرثوذكس، لا تزال منقسمة كما كان حالها في عام 1995. وأضاف أن المناطق ذات الأغلبية الصربية في البلاد تسعى باستمرار إلى الانفصال والانضمام إلى جمهورية صربيا المجاورة.
وللدلالة على تراجع الأوضاع في البوسنة والهرسك، أوضح الباحث الأميركي في مقاله أن الزيجات المختلطة بين الطوائف والتي بلغت قبل الحرب نسبة 13% تراجعت اليوم إلى 4%.
إعلانوقد فشلت الجهود التي بذلتها دول خارجية لفرض هوية مدنية بوسنية لتحل محل الانتماءات العرقية والدينية التي تعود إلى قرون من الزمن.
"أزمة استثنائية"وفي تقرير رفعه في وقت سابق من هذا الشهر، أبلغ مكتب الممثل السامي للمجتمع الدولي في البوسنة والهرسك -الذي يرأسه وزير زراعة ألماني سابق- مجلس الأمن الدولي أن الوضع في البوسنة والهرسك "يرقى بلا شك إلى مستوى أزمة استثنائية في البلاد منذ توقيع اتفاق دايتون".
والمعروف أن اتفاق دايتون هو معاهدة سلام وقعها قادة صربيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك في عام 1995، وأنهت 3 سنوات من الحرب الأهلية في يوغسلافيا السابقة، وقسَّمت البوسنة إلى دولتين هما: فدرالية البوسنة والهرسك وتضم المسلمين وكروات البوسنة، وجمهورية صرب البوسنة.
ووفق المقال الحالي، فإن جوهر الأزمة يكمن تحديدا في البنية الدولية لما بعد معاهدة السلام التي خوّلت زمرة من الدبلوماسيين الغربيين سلطة الحكم النهائي على جميع القرارات في البلاد من دون أن يتمتع البوسنيون بأي سيادة على دولتهم.
والشاهد على ذلك أن الممثلين الساميين المتعاقبين أصدروا أكثر من 900 قرار تباينت بين اختيار رموز الدولة إلى السياسة الاقتصادية إلى الإصلاح القضائي والدستوري. بل إن الممثل السامي عزل بمراسيم رسمية العديد من المسؤولين المنتخبين، ومنهم رؤساء.
"احتلال أوروبي"واعتبر بريموراك المساعي الدولية الرامية إلى حصر السلطات في المركز على نحو لم تنص عليه معاهدة السلام صراحة -وذلك على حساب المناطق الصربية التي تتمتع بالحكم الذاتي في شمال شرقي البوسنة- جهودا غير مجدية سياسيا منحت روسيا فرصة دائمة لزعزعة استقرار المنطقة.
ويزعم الباحث الأميركي أن مكتب الممثل السامي في البوسنة والهرسك تحول إلى سلطة احتلال أوروبية شبيهة بالاحتلال البريطاني لشبه القارة الهندية (وهو ما كان يُعرف باسم الراج البريطاني).
إعلانويرى الكاتب أن كل تدخل دولي يؤدي إلى تفاقم العلاقات العرقية ويؤخر تطور المؤسسات الديمقراطية في البوسنة والهرسك.
لكن بريموراك يعلق الآمال على الرئيس الأميركي دونالد ترامب قائلا إن أمامه فرصة تاريخية لإنهاء هذه "المهزلة"، منبهًا إلى أنه على الرغم من أن الدبلوماسيين الأوروبيين هم واجهة هذا البناء الذي تم تشييده بعد دايتون، فإنهم لا يتصرفون إلا بموافقة صريحة من واشنطن.
وخلص الباحث إلى أن الضرورة تقتضي اليوم التعويل على مواطني الدولة نفسها لإحداث التغيير بعد فشل التدخل الدولي في مساعدتهم على إرساء ديمقراطية سلمية.