إعادة طرح التجنيد الإجباري في أوروبا مع تزايد خطر نشوب حرب مع موسكو
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
أعادت العديد من الدول الأوروبية فرض الخدمة العسكرية الإلزامية أو وسّعت نطاقها وسط تهديد موسكو المتصاعد، وذلك في إطار مجموعة من السياسات التي تهدف إلى تعزيز الدفاعات الأوروبية.
أشار الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك، الذي شغل منصب القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا، إلى أن مخاطر نشوب حرب أكبر في أوروبا تتزايد بعد أن ”لجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخيرًا إلى صراع مفتوح“ في أوكرانيا، سعيًا لتحقيق هدفه في ”إعادة إنشاء الإمبراطورية السوفيتية“.
وأضاف: "علينا إعادة بناء دفاعاتنا، بما في ذلك التجنيد الإجباري".
أوقف عدد من الدول الأوروبية التجنيد الإلزامي بعد نهاية الحرب الباردة، لكن العديد من الدول أعادت العمل به في السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك إلى التهديد الروسي. وقد يؤدي عدم الالتزام بقرار التجنيد إلى فرض غرامات أو حتى السجن في بعض الدول.
لاتفيا هي أحدث الدول التي طبقت التجنيد الإجباري. فقد أعيد العمل بالخدمة العسكرية الإلزامية في 1 كانون الثاني/ يناير من هذا العام، بعد أن تم إلغاؤها في عام 2006. سيتم تقديم المواطنين الذكور للتجنيد في غضون 12 شهرًا من بلوغهم سن 18 عامًا، أو التخرج لمن لا يزال في النظام التعليمي.
في أبريل/نيسان، قدمت النرويج خطة طموحة طويلة الأجل من شأنها مضاعفة ميزانية الدفاع في البلاد تقريبًا وإضافة أكثر من 20 ألف جندي مجند وموظف وجندي احتياط إلى القوات المسلحة.
وقال رئيس الوزراء يوناس غار ستور: ”نحن بحاجة إلى دفاع يفي بالغرض في البيئة الأمنية الناشئة“.التجنيد الإلزامي في النرويج إلزامي، وفي عام 2015 أصبحت النرويج أول عضو في التحالف الدفاعي لحلف الناتو الذي يجند الرجال والنساء على قدم المساواة.
طرح التجنيد الإجباري في دول أخرىيجري اليوم نقاشات حول التجنيد الإجباري في الدول الأوروبية الأخرى التي لم تفرضه حتى الآن.
ففي المملكة المتحدة، طرح المحافظون فكرة الخدمة العسكرية في حملتهم الانتخابية.
ولكن ربما يكون التحول الأكثر إثارة للدهشة هو ما يجري في ألمانيا، ففي سابقة أخرى منذ الحرب الباردة، قامت ألمانيا هذا العام بتحديث خطتها في حال نشوب صراع في أوروبا.
تدرس إعادة الخدمة العسكرية الإجبارية.. ألمانيا تنسلخ عن ماضيها وتعدّ جيشها لمواجهة عدوان محتملشاهد: فيديو: روسيات يتظاهرن في موسكو احتجاجًا على التجنيد الإجباري لرجالهن في الجيش شاهد: "أموت أو أقتل أفضل لي من التجنيد بجيش التدمير" يهودي متدين خلال احتجاج على بحث المحكمة تجنيدهماذ قدم وزير الدفاع بوريس بيستوريوس اقتراحاً في حزيران/يونيو للخدمة العسكرية التطوعية الجديدة. وقال: ”يجب أن نكون مستعدين للحرب بحلول عام 2029“.
في ليتوانيا، يتم تجنيد حوالي 3500 إلى 4000 شخصاً كل عام تتراوح أعمارهم بين 18 و26 عامًا وذلك لمدة تسعة أشهر. أعادت البلاد العمل بالخدمة الإلزامية في العام 2015 بسبب ”تغير الوضع الجيوسياسي“.
نماذج قوات "احتياطية استراتيجية"تمتلك فنلندا، وهي واحدة من أحدث أعضاء الناتو، القدرة على تفعيل أكثر من 900 ألف جندي احتياط، مع وجود 280 ألف عسكري جاهز للاستجابة الفورية إذا لزم الأمر.
ومع ذلك، فإن قوات الدفاع الفنلندية توظف في وقت السلم حوالي 13,000 شخصاً فقط، بما في ذلك الموظفين المدنيين.
ولدى النرويج والسويد، أحدث عضو في حلف الناتو، نماذج مماثلة، حيث تحتفظ كل منهما بأعداد كبيرة من جنود الاحتياط، وإن لم يكن عددهم بنفس عدد فنلندا.
وقد استدعت السويد، حيث التجنيد الإلزامي الآن محايد بين الجنسين، حوالي 7000 فرداً في عام 2024. وسيرتفع العدد إلى 8000 شخصاً في عام 2025، وفقًا للقوات المسلحة السويدية.
عكف حلف الناتو على مراجعة استراتيجيته وتعزيز قدراته على مدار العقد الماضي ردًا على التهديد المتزايد من موسكو.
وقد دفع الهجوم الروسي الشامل على أوكرانيا في عام 2022 الحلفاء حتمًا إلى إعادة تقييم ما إذا كانوا مستعدين للحرب وتعزيز دفاعاتهم.
تقول المتحدثة باسم الحلف لشبكة سي إن إن "أن حلف الناتو وضع أكثر الخطط الدفاعية شمولاً منذ الحرب الباردة، حيث يوجد حالياً أكثر من 500,000 جندي في حالة استعداد عالية".
ولكن هناك دعوات للحلفاء لزيادة قدراتهم بشكل أكبر وأسرع.
وقد يزداد الوضع تعقيدًا بسبب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر. ستبدو الأمور مختلفة للغاية إذا عاد الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد أن شجع روسيا على فعل ”ما يحلو لها“ مع أي دولة في الناتو لا تلتزم بإرشادات الإنفاق الدفاعي للحلف.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: "أموت أو أقتل أفضل لي من التجنيد بجيش التدمير" يهودي متدين خلال احتجاج على بحث المحكمة تجنيدهم الجيش الألماني يواجه مشكلة في التجنيد أصابع الاتهام تتجه نحو موسكو.. اغتيال نائبة أوكرانية سابقة برصاصة في الرأس في مدينة لفيف روسيا أوكرانيا الحرب الباردة أوروبا حلف شمال الأطلسي- الناتو قوات عسكريةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة اليمن احتجاجات تركيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة اليمن احتجاجات تركيا روسيا أوكرانيا الحرب الباردة أوروبا حلف شمال الأطلسي الناتو قوات عسكرية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة اليمن احتجاجات تركيا قبرص اغتيال مظاهرات فولوديمير زيلينسكي طلبة طلاب السياسة الأوروبية التجنید الإجباری الحرب الباردة یعرض الآن Next حلف الناتو فی أوروبا أکثر من فی عام
إقرأ أيضاً:
مع تزايد الضربات الإيرانية الموجعة.. الأنظار تتجه نحو البيت الأبيض بانتظار قرار ترامب
يونيو 20, 2025آخر تحديث: يونيو 20, 2025
المستقلة/- مع استمرار الحرب بين إيران وإسرائيل، وتزايد الضربات الصاروخية الموجعة الموجهة نحو الكيان الإسرائيلي، تتسارع وتيرة الأحداث والتحركات الدولية، فيما تتجه الأنظار نحو الدور الأمريكي الحاسم في هذا الصراع المتصاعد. فبعد أن كانت التكهنات تدور حول احتمالية تدخله، أصبح السؤال الآن هو “كيف” سيتدخل ترامب في هذه الحرب المشتعلة، وما هي تداعيات قراراته على المنطقة والعالم.
لقد اتسمت سياسة ترامب تجاه إيران وإسرائيل، منذ توليه الرئاسة، بالوضوح الشديد: دعم لا يتزعزع لإسرائيل، وتصعيد أقصى ضد إيران. هذا النهج، الذي شمل فرض أقصى العقوبات على طهران، يبدو الآن قد وصل إلى ذروته في ظل المواجهة العسكرية المباشرة.
موقف ترامب الحالي ومسار التدخل:
أكد الرئيس الأمريكي رونالد ترامب، في تصريحاته الأخيرة، عدم رغبته في التوصل إلى مجرد وقف لإطلاق النار، بل يطالب بـ”استسلام غير مشروط” لإيران. كما أشار إلى أنه يدرس بجدية الانضمام للضربات الإسرائيلية ضد إيران، لا سيما المواقع النووية والعسكرية، وأن قراره بشأن التدخل المباشر سيتخذ خلال أسبوعين. هذا التأخير قد يكون تكتيكياً لإعادة تموضع القوات الأمريكية أو لإتاحة الفرصة لإسرائيل لتقويض القدرات النووية الإيرانية بشكل أكبر.
وتشير التقارير إلى أن ترامب يركز على ثلاثة شروط أساسية قبل اتخاذ قرار التدخل العسكري المباشر:
أولا: أن تكون الضربة ضرورية حقًا لتحقيق الأهداف الأمريكية والإسرائيلية.
ثانيا: عدم جّر الولايات المتحدة إلى حرب مستنزفة وطويلة الأمد في الشرق الأوسط.
ثالثا وهو الأهم: يجب أن تحقق العملية تدمير البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل.
لقد قامت الولايات المتحدة بالفعل بتحريك المزيد من الطائرات العسكرية والسفن الحربية إلى المنطقة، وهي خطوة تهدف إلى حماية إسرائيل والرد على التهديدات الإيرانية ضد المنشآت العسكرية الأمريكية. ورغم أن واشنطن أكدت عدم مشاركتها المباشرة في الضربات الإسرائيلية الأولية، إلا أن تصريحات ترامب الأخيرة تلمح إلى تحول في هذا الموقف، مع تأكيده على أن إيران “لا يمكن أن تمتلك سلاحًا نوويًا”.
الانقسام في معسكر ترامب:
تثير احتمالات التدخل الأمريكي المباشر انقسامًا داخل قاعدة دعم ترامب، “الماغا” (Make America Great Again). ففي حين يدعو بعض الصقور، مثل السيناتور ليندسي غراهام، إلى “التدخل الشامل” لدعم إسرائيل وتدمير البرنامج النووي الإيراني، يعارض آخرون، بمن فيهم شخصيات إعلامية مؤثرة مثل تاكر كارلسون، أي تورط أمريكي جديد في حروب خارجية. هذا الانقسام يضع ترامب أمام تحدٍ سياسي كبير، حيث بنى قاعدته الانتخابية على وعود بإنهاء التدخلات الخارجية.
الدوافع والمخاطر:
إن دوافع ترامب للتدخل تتجاوز مجرد دعم إسرائيل؛ فهي تتضمن أيضًا الحفاظ على المصالح الأمريكية في المنطقة ومنع انتشار الأسلحة النووية. ومع ذلك، فإن المخاطر المحتملة للتدخل الأمريكي المباشر جسيمة، حيث يمكن أن يؤدي التدخل إلى حرب إقليمية أوسع نطاقًا، مع مشاركة أطراف أخرى مثل روسيا والصين، وباكستان واطراف أخرى مؤيدة لإيران،
إضافة الى ذلك فأن الحرب يمكن أن تكون مكلفة للغاية من الناحية الاقتصادية والبشرية للولايات المتحدة، التي تعاني أصلا من هذا الجانب. يضاف الى ذلك أن أي تدخل أمريكي سيواجه معارضة دولية واسعة، خاصة إذا تسبب في سقوط ضحايا مدنيين كثر.
ومع بقاء جميع الاحتمالات مفتوحة فأن الأيام المقبلة ستكشف عن المسار الذي تسلكه الولايات المتحدة في هذه الحرب، وما إذا كان تدخل ترامب سيسهم في إنهائها أو يزيد من تعقيدها وتوسيع نطاقها في منطقة متوترة بالفعل.