وجّه السيد صدر الدين الصدر رسالةً مصوّرة إلى "أحبة الامام المغيب موسى الصدر" من مطار موسكو الذي وصلته العائلة صباح اليوم في زيارةٍ رسميةٍ، تحدّث فيها عن "قضية الإمام الصدر وأخويه ومظلوميتهم المستمرة منذ ستة وأربعين عاماً في سجون معمّر القذافي وفلول نظامه.
وفي هذا السياق، صدر عن عائلة الإمام المغيّب السيد موسى الصدر وأخويه الشيخ محمد يعقوب والصحافي السيد عبّاس بدر الدين البيان التالي: 
"ستٌ وأربعون عاماً من الأمل لم تستطع تحرير الأحبة، رغم كل السعي المضني المضمّخ بألم الفراق، والشوق للأحبة، والشائعات الموجعة التي تضع ملحاً على جرح الغياب، ومحاولات التضليل المحلية والعربية والعالمية التي تحاول طمس الحقيقة وإخفاء معالم الجريمة المستمرة منذ اللحظات الأولى لارتكاب جرم الخطف والإخفاء القسري بحق قامة وطنية وعربية وإسلامية وعالمية رائدة في حوار الأديان والحضارات، إمام الوطن والمقاومة السيد موسى الصدر، وأخويه العالم الفقيه المتنوّر فضيلة الشيخ الدكتور محمد يعقوب، وثقة الإمام الصحافي السيد عباس بدر الدين.

 
ولأننا رغم وجع التغييب، وظلم الخاطفين والمتآمرين والمضللين والساكتين عن الحق، والتقصير غير المبرر المحلي والعربي والدولي بحق القضية، ما خلا بعض المؤتمنين عليها والمؤمنين بها، فإننا كعائلة الإمام اتخذنا قراراً ببدء جولات إلى الدول المؤثرة علّنا نوفق في فتح فجوة في جدار التمنع والتعنت الليبي في قضية مقدّسة يجب أن تعني كل إنسان حر على وجه البسيطة. 
وشاءت الظروف أن تكون رحلتنا في أيام الإمام الحسين، شهيد الحق، فطرقنا باب الحسين علّنا في رحلاتنا نستلهم منه الصبر والقوة والشجاعة، سعياً لانتصار قضية الحق التي نبذل في سبيلها الغالي والنفيس. 
لذلك، فإننا بدأنا جولة على عدد من الدول المؤثرة والتي نعوّل كثيراً على تدخلها الإيجابي، ودعمها لقضية الإمام المحقة والمقدسة. 
ولأن الإمام الصدر ذهب إلى ليبيا  لأجل كلّ لبنان، ولوقف الاقتتال الداخلي والعدوان الصهيوني عن شعبه وأرضه ومائه وسمائه، ولأننا نثمّن غالياً محبة السواد الأعظم من الشعب اللبناني للإمام، ووفائهم لقضيته، فإنه من حق هؤلاء الأحبة علينا أن نواكبهم بتحركاتنا لأجل قضيتنا المشتركة. لذلك كان هذا البيان من أجل تأكيد المؤكد، وتوضيح بعض الأمور الملتبسة: 
أولاً: إن الإمام الصدر وأخويه ذهبوا في رحلة رسمية إلى ليبيا،  وتعرّضوا لجرائم مستمرة وموصوفة تبدأ بالخطف والإخفاء القسري على يد المجرم معمّر القذافي وما زالوا محتجزين قسراً في أماكن سرية في ليبيا، ولم يغادروها. 
ثانياً: إن جميع المعطيات وتقاطع روايات الشهود الذين استطعنا مقابلتهم رغم كل التعنت الليبي ورفض التعاون، تؤكد أن الإمام وأخويه ما زالوا على قيد الحياة بانتظار تحريرهم. 
ثالثاً: على الدولة اللبنانية التي اعتبرت أن قضية الإمام وأخويه قضية وطنية، وتؤكد على ذلك  في البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة، أن تواكب تحركاتنا لأجل القضية، وأن تخرج من سطور هذه البيانات لتفعيل الجهود من أجل نصرة الحق في هذه القضية وذلك عبر تكثيف الاتصالات مع السلطة الليبية الحالية لتنفيذ مذكرة التفاهم بين البلدين التي ما زالت حتى الآن حبراً على ورق. 
كما أنه على الدولة اللبنانية، والسلطات المعنية فيها، تأمين عودة اللجنة الرسمية لمتابعة قضية الإمام الصدر ورفيقيه  إلى ليبيا للتفتيش عن مكان الإمام والشيخ والسيد، بخاصة أن التحقيقات السابقة أكدت تنقلهم بين ثلاثة سجون معروفة على الأقل . 
ومن واجب السلطات اللبنانية أيضاً إجراء مروحة اتصالات مع الدول العربية والأوروبية المستضيفة لأركان نظام القذافي، لتسليم الأشخاص المطلوبين للقضاء اللبناني كشهودٍ أو متدخّلين في عملية الخطف، أو على الأقل تأمين لقاءاتٍ معهم لاستجوابهم، والضغط باتجاه تنفيذ مذكرات التوقيف والجلب الغيابية عبر الإنتربول. هذه الإتصالات مع الدول المعنية لا يجب تحت أي ظرف أن تتحوّل إلى تدخلات داخلية أو خارجية في عمل القضاء اللبناني في القضية والقضايا المتصلة بها. 
رابعاً: إن أحبة الإمام ومحبيه في لبنان ودول العالم، يشاركوننا  المسؤولية في حياة الإمام وأخويه، وحريتهم. هذه المسؤولية توجب عليهم الإيمان بثوابت القضية، ودحض الشائعات والروايات المضللة في القضية. 
خامساً: إن الإعلام اللبناني والعربي والدولي والذي تحوّل من ناقل للخبر إلى صانع للحدث، ومأدلج للرأي العام، مسؤولٌ أيضاً 
 عن إبقاء قضية الإمام وأخويه قضيةً إنسانية تحظى بإجماع الرأي العام حول مظلومية المغيّبين، ومسؤولية المجرمين. ولا يمكن لعاقل أو منصف أن يتخيّل انحياز رأي عامٍ حرٍّ وصحافة مسؤولة للمجرم ضدّ الضحية من أجل بضع مكاسب مادية أو معنوية!
سادساً: نعود ونؤكد أنه من واجب الدولة اللبنانية منع أي تطبيع سياسي، أو اقتصادي أو دبلوماسي مع السلطات الليبية الحالية قبل أن تتعاون في القضية، وتنفذ بنود مذكرة التفاهم بحرفيتها، وتؤمّن للجنة المتابعة الرسمية الأرضية اللازمة لمعرفة مكان احتجاز الأحبة وتحريرهم". 
وختم البيان: "ولأنّ قضية الإمام السيد موسى الصدر وأخويه هي قضية وطنية، عربية وإسلامية، وهي حتى  تمسُّ الضمير العالمي بعجزه عن تحرير الإمام وأخويه رغم اعتراف الأمم المتحدة ومنظماتها العالمية بجريمة الخطف والإخفاء القسري، ولأننا لم نفقد يوماً إيماننا بعدالة السماء رغم ظلم أهل الأرض، ولأننا نعلم أن دعاء المؤمن لأخيه في ظهر الغيب مستجاب، نرجوكم أن تواكبونا في جولاتنا هذه بدعائكم وصلواتكم، علّ في هذه الأيام المباركة ساعات استجابة!". (الوكالة الوطنية)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الإمام الصدر قضیة الإمام موسى الصدر

إقرأ أيضاً:

“الديمقراطية لتحرير فلسطين” تندد باعتقال العدو الإسرائيلي لرواد سفينة “مادلين”

الثورة نت/..

قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اليوم الاثنين، إن الكيان الإسرائيلي انتقل من من جرائم الإبادة الجماعية ضد سكان قطاع غزة إلى القرصنة على غزة، وذلك بأسر السفينة “مادلين”، إحدى سفن “اسطول الحرية”، الذي شكلته مجموعة من النشطاء، بهدف كسر الحصار الصهيوني المفروض على القطاع.

وأكدت الجبهة، في بيان تلقته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن الحصار الصهيوني على قطاع غزة هدفه تجويع سكانه، والدفع بهم نحو الهجرة هرباً من الموت بآلة الحرب الأمريكية، وحصار التجويع الصهيوني.

ونددت الجبهة باعتقال رواد السفينة “مادلين”، داعيةً إلى اطلاق سراحهم فوراً، واطلاق سراح السفينة، والسماح لهم بكسر الحصار ومواصلة مهمتهم لتقديم ما حملته السفينة من مساعدات طارئة لأطفال القطاع الذين يهددهم الموت جوعاً وعطشاً، بعد أن مزقت ذخائر الولايات المتحدة وطائراتها المقاتلة حوالي 70 بالمئة من أطفال ونساء القطاع، من أصل أكثر من 55 ألف شهيد، وحوالي اكثر من 15 ألف مفقود تحت الأنقاض.
ودعت الجبهة الديمقراطية، العالم، خصوصاً احراره، والمدافعين عن حق الشعوب، ومنها الشعب الفلسطيني، إلى إدانة العمل الصهيوني المشين، والمطالبة بإطلاق سراح أبطال سفينة الحرية “مادلين”.

كما دعت نشطاء “اسطول الحرية” إلى الرد على العمل الصهيوني العدائي، بتنظيم المزيد من سفن الحرية إلى أن ينكسر الحصار على قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال (الجبهة الثورية) تدين الاعتداء على الحدود السودانية
  • بعد إضرابه عن الطعام في لبنان.. ماذا أعلنت عائلة القذافي؟
  • الدبيبة: «قافلة الصمود» رمز للعطاء والتضامن الليبي مع القضية الفلسطينية
  • لصوص يحفرون جدار متجر ويسرقون حقائب بـ250 ألف جنيه إسترليني
  • علامات غير متوقعة قد تشير إلى مشاكل في القلب لا يجب تتجاهلها
  • الحسيمة تستعد لزيارة ملكية بشن حملات لتحرير الملك العام
  • المنيا .. مصرع عامل إثر انهيار جدار منزل عليه في سمالوط
  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تُدين بشدة العدوان الإسرائيلي الجديد على ميناء الحديدة اليمني
  • محللون: قوافل فك الحصار تحول تاريخي وبداية كسر جدار الصمت العربي
  • “الديمقراطية لتحرير فلسطين” تندد باعتقال العدو الإسرائيلي لرواد سفينة “مادلين”