جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-05@03:29:22 GMT

عُمان.. ملحمة حُب أبدي

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

عُمان.. ملحمة حُب أبدي

 

 

منى بنت حمد البلوشية

منذ أن أبصرت أعيينا عَرفنا بلادنا الحبيبة بالأمن والأمان، وترابط الجميع بها، وتقبلهم لبعضهم البعض، كأنهم بينان مرصوص، عرفناها بالتسامح الذي لا تشوبه شائبة، ولا يُعكر صفو أمانها واستقراها شيئًا. عُمان جسر سلام ورمز المحبة، ولا تضيرها حادثة عابرة لم يكن هدفها سوى أن تضرب النسيج العُماني عبر مغفلين من أصحاب الفكر المنحرف والإيمان المتزعزع، فمهما حاولوا فنحن يد واحدة لا تقبل أن تبيع حبة رمل من وطننا الحبيب، وستبقى عُمان بخير ولا يضرها إعوجاج أحد أغصانها، فجميعنا نستظل تحت أوراقها الوارفة المزهرة بالحب والأمن والأمان.

وها هو 23 يوليو يتجدَّد ويُجدد بداخل قلوبنا نبضات لا تتوقف، بل تتسارع بحب الوطن. حب الوطن من القيم الوطنية الإيجابية التي يتمتع بها كل من على أرض عُمان الحبيبة. ورغم رحيل ربان هذه النهضة، إلا أنَّ هذه المناسبة الوطنية ظلت عزيزة على قلب كل عُماني، لما تمثله من أهمية في تغيير مجرى الأوضاع في السلطنة ونمط المعيشة ومستواها لدى أفراد المجتمع.

إنّ 23 يوليو ذكرى خالدة وذات جذور متأصلة في قلوبنا وجوارحنا، فجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- سيظل الخالد الحاضر في قلوبنا ولن تنساه السنون، ففي خطاب لجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم -حفظه الله ورعاه- ألقاه في الحادي عشر من يناير 2020، مُعددًا ما لا يحصى من مناقب جلالة السلطان الراحل قائلاً فيه: "بنى دولة عصرية شهد لها القاصي قبل الداني وشيّد نهضة راسخة تجلت معالمها في منظومة القوانين والتشريعات التي ستحفظ البلاد، وتنظم مسيرتها نحو مستقبل زاهر أراده لها وأقام بنية أساسية غدت محط أنظار العالم... فجزاه الله خير ما جزى سلطاناً عن شعبه وبلده وأمته"  وسنكمل مسيرة ما بدأ به المغفور له -بإذن الله تعالى- مُعاهدين سلطاننا هيثم عهدنا السعيد الزاهر بأننا يد واحدة معه لأجل عُمان وكفى.

وكم أشعر بالفخر لكوني عُمانية وابنة عُمان الحبيبة التي لا يخلو يوم وأنا أحمد الله عز وجل وأشكره على نعمة وجودي بين أحضان هذا الوطن الغالي الذي أبذل لأجله كل ما بوسعي وأن أرفع راية مجده في كافة المجالات، إنها الذكرى التي تحيي فينا الحب والانتماء الوطني الذي يجب علينا أن نغرسه في نفوس أبنائنا منذ نعومة أظفارهم، ليحافظوا على أوطانهم ويدافعوا عنه وألا يسمحوا لأي معتقد آخر يهدم ما بناه الأجداد والآباء والسلاطين؛ فهي تربة طيبة لا تنبت إلا طيبا. إنه الحب السرمدي والعشق الأبدي الدائم والبِر للوطن؛ فحب الوطن منهج يعلمه الآباء لأبنائهم من البيت قبل الجميع، ثم المؤسسة التعليمية التي يلتحقون بها ثم المجتمع والأصدقاء فلننتقِ لأبنائنا أصدقاء غرس آباؤهم في نفوسهم حب الوطن، فيجب علينا كآباء ومربين أن نربي أبناءنا ونبث فيهم حب الوطن والانتماء له والحفاظ على كافة ممتلكاته من أيدي العابثين، ولأجل الوطن أن يخطوا خطوات النجاح ويصعدوا سلمه ويرفعوا راية الوطن عاليًا ليفتخر بهم قبل أن يفتخروا به. إنَّه الوطن يا سادة ياكرام أجيال ترحل وأخرى تخرج فلننبت بها حب الوطن ما استطعنا، وأن يكملوا مشوار ما بدأ به الراحلون من بناء هذه النهضة العظيمة بشتى المجالات؛ فالوطن يستحق التضحيات.

"إنَّ الأمانة الملقاة على عاتقنا عظيمة، والمسؤوليات جسيمة، فينبغي لنا جميعًا أن نعمل من أجل رفعة هذا البلد، وإعلاء شأنه، ولن يتأتى ذلك إلا بمساندتكم وتعاونكم وتظافر الجهود للوصول إلى هذه الغاية الوطنية العظمى، وأن تقدموا كل ما يسهم في إثراء جهود التطور والتقدم والنماء".. إنه خطاب يلهمنا به جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد -حفظه الله ورعاه- ونحن سنمضي معه وكلنا ثقة وإيمان وخطوات واثقة بأننا سنبذل كل ما بوسعنا لأجل عُمان الحبيبة.

عُمان الحبيبة لا تكتبها الحروف، وإنما نبضات القلب تخط لها حروف الحب والعشق وأبجديات السلام والأمان والوجهات لها؛ فكانت ومازالت وستبقى مئذنة السلام ونهر الأخلاق وموطن الألفة ومنارة العرب ووجهة المحب والعاشق لها. فنحن اليوم وكل يوم نجسد ملحمة عظيمة بتجدد ذكرى حب 23 يوليو المجيد، وكأنها الأولى؛ فنحن عُمان، وعُمان كل الوجهات لقلوبنا، ولا أؤمن بالخرائط فكل الجهات عُمان الحبيبة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الرئيس الشرع: لا يمكننا أن نحتفي بهذه المناسبة دون أن نوجه تحية صادقة ممتنة لكل الشباب السوري الذين ساهموا في بناء هذه الهوية، ولكل من شارك فيها داخل البلاد وخارجها مبادرين ومبدعين ومتحدين الظروف ومؤمنين بأن سوريا الحبيبة تستحق المزيد ومعلنين القطيعة بذلك

2025-07-03hadeilسابق الرئيس الشرع: الهوية تعبر عن بناء الإنسان السوري وترمم الهوية السورية التي ألفت الهجرة بحثاً عن الأمن والمستقبل الواعد، فنعيد إليها ثقتها وكرامتها وموقعها الطبيعي في الداخل والخارج انظر ايضاًالرئيس الشرع: الهوية تعبر عن بناء الإنسان السوري وترمم الهوية السورية التي ألفت الهجرة بحثاً عن الأمن والمستقبل الواعد، فنعيد إليها ثقتها وكرامتها وموقعها الطبيعي في الداخل والخارج

آخر الأخبار 2025-07-03الرئيس الشرع: لا يمكننا أن نحتفي بهذه المناسبة دون أن نوجه تحية صادقة ممتنة لكل الشباب السوري الذين ساهموا في بناء هذه الهوية، ولكل من شارك فيها داخل البلاد وخارجها مبادرين ومبدعين ومتحدين الظروف ومؤمنين بأن سوريا الحبيبة تستحق المزيد ومعلنين القطيعة بذلك مع منظومة القهر والاستبداد 2025-07-03الرئيس الشرع: الهوية تعبر عن بناء الإنسان السوري وترمم الهوية السورية التي ألفت الهجرة بحثاً عن الأمن والمستقبل الواعد، فنعيد إليها ثقتها وكرامتها وموقعها الطبيعي في الداخل والخارج 2025-07-03وزير الخارجية: سوريا التي نراها اليوم تشبه الشعب السوري 2025-07-03الرئيس الشرع: شعبنا العظيم إن الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، سوريا الواحدة الموحدة، وإن التنوع الثقافي والعرقي عامل إغناء وإثراء لا فرقة أو تنازع 2025-07-03الرئيس الشرع: أيها الشعب السوري إن احتفال اليوم عنوان لهوية سوريا وأبنائها بمرحلتها التاريخية الجديدة، هوية تستمد سماتها من هذا الطائر الجارح، تستمد منه القوة والعزم والسرعة والاتقان والابتكار في الأداء 2025-07-03الرئيس الشرع: أيها الشعب السوري إن حكاية الشام تستمر بكم فيحكي التاريخ أن عصر أفولكم قد ولى وأن زمان نهضتكم قد حان، ودماءكم لم تذهب سدى، عذاباتكم لاقت آذاناً مصغية، وأن هجرتكم قد انقطعت وسجونكم قد حُلت وأن الصبر أورثكم النصر 2025-07-03الرئيس الشرع: من يستعرض التاريخ يجد أن الشام بداية حكاية الدنيا ومنتهاها، ويتبين له أن ما عشناه في زمن النظام البائد أذلّ حقبة في تاريخ الشام 2025-07-03الرئيس الشرع: في يوم من الأيام وفي غابر الزمان، ولدت حكاية مدينة اجتمع فيها معشر من الناس، يُقال إن سيرة أوائل الخلق بدأت فيها، وتكاثر الناس، ولكثرتهم بدأت البشرية تحتاج إلى بناء السلوك المنضبط، زرعوا وصنعوا وبنوها، وهكذا حتى بنوا أول عاصمة عرفتها البشرية، إنها دمشق 2025-07-03وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين وتعبر عنهم 2025-07-03بدء كلمة السيد الرئيس أحمد الشرع خلال حفل إطلاق الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية

صور من سورية منوعات فريق بحثي ياباني ينجح بإنشاء عضيات عظم الفك من الخلايا الجذعية 2025-07-03 دراسة حديثة: القيلولة الطويلة قد تزيد خطر الوفاة 2025-07-02
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • النعيمة: الهلال واجه الظروف بشجاعة وقدم ملحمة كروية تليق بتاريخه
  • الشيخ نعيم قاسم: الدفاع عن الوطن لايحتاج إلى إذن من أحد ومقاومتنا خيارٌ راسخ في مواجهة العدو الإسرائيلي
  • «رئيس جامعة الأزهر»: واذكروه كما هداكم دعوة لدوام الشكر على نعمة الهداية التي لا تُقدّر بثمن
  • الرفاعي: الوطن لا يُبنى بالكيدية ولا يُدار بالمصالح الضيّقة
  • كريستوفر نولان يُشعل السينمات بـ«The Odyssey».. ملحمة أسطورية جديدة تُعيد أمجاد هوميروس
  • لغز الانقراض العظيم: كيف أدى موت النباتات إلى احتباس حراري أبدي؟
  • البصرة.. مطالبات بإجراءات عاجلة لإنقاذ ملحمة العطش
  • الرئيس الشرع: لا يمكننا أن نحتفي بهذه المناسبة دون أن نوجه تحية صادقة ممتنة لكل الشباب السوري الذين ساهموا في بناء هذه الهوية، ولكل من شارك فيها داخل البلاد وخارجها مبادرين ومبدعين ومتحدين الظروف ومؤمنين بأن سوريا الحبيبة تستحق المزيد ومعلنين القطيعة بذلك
  • هل ورد ذكر يوم عاشوراء في القرآن الكريم؟.. تعرف الآيات التي أشارت له
  • الهلال يُكرم أبطاله بعد ملحمة مانشستر سيتي