بوابة الوفد:
2025-12-09@13:25:56 GMT

كَمْ دبابة لدى البابا؟

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

آخر ما صدر عن محكمة العدل الدولية من قرارات، أن الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية غير قانونى، وأن على إسرائيل أن تخرج من هذه الأراضى فى أسرع وقت ممكن.. أما رد الفعل على ما صدر عن المحكمة فجاء على مستويين، أحدهما جامعة الدول العربية التى رحبت بالقرار، وثانيهما الرئاسة الفلسطينية التى رأت أنه قرار تاريخى.

 

طبعًا الشكر كله للمحكمة ولرئيسها نواف سلام، ولكن السؤال يظل عما سوف يؤدى إليه هذا القرار على الأرض؟.. هنا لا بد أن نذكر رد الزعيم السوفيتى جوزيف ستالين، الذى لما قيل له إن بابا الڤاتيكان رأيه كذا وكذا فى الحرب العالمية الثانية التى كان الاتحاد طرفًا فيها، رد فقال: كم دبابة لدى البابا؟ 

هذا بالضبط ما ينطبق على نواف سلام، الذى لا يملك شيئًا يحوّل به قرار محكمته من حبر على ورق إلى فعل فى دنيا الواقع.. ليس هذا تقليلًا من شأن سلام، ولا من قدر المحكمة، ولكنه تقييم للأمور كما هى فى واقعنا دون تهوين ولا تهويل. 

إن حديث المحكمة عن أن الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية هو كمن يقول لك إن «واحد زائد واحد تساوى اثنين»، وإلا، فهل هناك أحد يجادل فى صواب ما تقوله المحكمة ؟.. لا يوجد.. بل إن إسرائيل نفسها تعرف بينها وبين نفسها على الأقل، أن وجودها فى أرض فلسطين وجود غير قانونى، ولكنها تتصرف على أن هذه أرضها لا أرض الفلسطينيين! 

وقد احتجت تل أبيب على قرار المحكمة وقالت كلامًا غاضبًا هنا وكلامًا ساخطًا آخر هناك، ثم بقى الحال على ما هو عليه، وبقى الفلسطينيون يواجهون الموت فى الضفة الغربية وفى قطاع غزة على السواء.. ولا شىء سوف يغير من الوضع على الأرض، ولو صدر عن المحكمة ألف قرار وقرار بهذا المعنى. 

ربما يكون الشىء الذى أثار جنون الدولة العبرية، أن قرار المحكمة جاء يوم ١٩ يوليو، بينما كانت حكومة نتنياهو قد استصدرت قرارًا من الكنيست فى اليوم السابق مباشرةً بمنع قيام دولة فلسطينية لأنها خطر على إسرائيل.. هذا التلازم بين القرارين هو ربما الذى أثار جنون الإسرائيليين وجعلهم لا يهنأون بقرار الكنيست. 

إسرائيل سوف تخرج من أرض فلسطين عندما يكون الفلسطينيون جبهة واحدة لا جبهتين، إحداهما فى القطاع والأخرى فى الضفة.. فهذه هى خطوة البداية ولا بداية سواها.. ومن بعدها سوف تأتى خطوات أخرى، ولكنك لا يمكن أن تقطع الخطوة الثانية فى أى طريق إلا إذا كنت قد قطعت الأولى، وإلا، فإن خطوات الحركة على بعضها تصبح ضد منطق الأمور.. وربما يكون اتفاق الفصائل الفلسطينية فى بكين قبل أيام على إنهاء الانقسام هو هذه الخطوة، غير أن الأمر يدعونا إلى أن ننتظر لنرى.

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سليمان جودة خط أحمر محكمة العدل الدولية الاحتلال الإسرائيلي للأراضى الفلسطينية جامعة الدول العربية الرئاسة الفلسطينية قرار ا

إقرأ أيضاً:

اللهم اجعله خير

لا يختلف اثنان على الدور المحورى الذى تمارسه الرقابة المالية والبورصة المصرية فى ترسيخ استقرار سوق المال وحماية أموال المستثمرين، وتعزيز خصائص السوق الكفء من شفافية وإفصاح وتدفق عادل للمعلومات.. هذا الدور تجلّى بوضوح فى الفلسفة الجديدة التى تبنّتها الجهتان خلال عمليات التفتيش على الشركات المتقدمة للقيد، إذ لم يعد الأمر مجرد «استيفاء أوراق» أو إجراءات شكلية، بل فحص دقيق لأصول الشركات وبياناتها وكل كبيرة وصغيرة تمتّ بِصلة لنشاطها.

كشفت عمليات التفتيش خلال الفترة الماضية عن قائمة واسعة من المخالفات ارتكبتها شركات مقيدة، وبناءً عليه تحركت الجهات الرقابية بحزم لحماية حقوق المتعاملين وضمان استقرار السوق. ولعل أحدث الحالات على ذلك ما جرى فى شركة ديجيتايز للاستثمار، وقبلها شركة بريميم هيلثكير.

فى حالة «هيلثكير»، أخطرت الرقابة المالية البورصة بالنظر فى نقل أسهم الشركة إلى القائمة (د)، وفق قرارى رئيس البورصة رقم 92 لسنة 2021 و238 لسنة 2024، وهى القائمة المخصصة للشركات المعرضة للشطب الإجبارى نتيجة مخالفات جوهرية لقواعد القيد والإفصاح. وبالفعل اتخذت لجنة القيد بالبورصة القرار.

المشهد ذاته تكرر مع «ديجيتايز»، حيث أخطرت الرقابة المالية لجنة القيد بإمكانية نقل الشركة إلى (القائمة د)، استنادًا إلى المخالفات المثبتة.. إلى هنا تبدو الصورة طبيعية ومنطقية. لكن غير الطبيعى هو أن لجنة القيد – رغم المخالفات والغرامات التى فُرضت – لم تنقل الشركة إلى القائمة "دال" كما حدث فى عشرات الحالات المماثلة.

هنا تحديدًا بدأت علامات الاستفهام تتصاعد داخل مجتمع سوق المال.. ما الذى جرى؟.. ولماذا اختلف التعامل مع هذه الحالة تحديدًا؟ وما السر وراء ذلك.. هل تأخذ اللجنة وقتها أم لديها وجهة نظر أخرى وأن المخالفات ليست على المستوى الذى يستدعى النقل؟

صمت لجنة القيد وعدم توضيح أسباب عدم نقل الشركة رغم استيفاء شروط الإدراج بالقائمة «د» فتح الباب أمام لغط واسع، وكأن السؤال الذى يدور على ألسنة المتعاملين: «اللهم اجعله خير.. ماذا يحدث؟».

 

 

مقالات مشابهة

  • عيون أمينة الدامية.. الطفلة التي دهستها دبابة إسرائيلية وأنقذتها صورة
  • عمرو أديب: في تقديري أنا منقعدش مع إسرائيل إلا لما تقدم حاجة لمصلحة مصر والقضية الفلسطينية
  • بين الكاتب والمكتوبجى
  • يوسف.. إهمال مع سبق الإصرار؟
  • تفاصيل صغيرة
  • الأسبوع الأسود
  • أيام.. "إيديكس"
  • اللهم اجعله خير
  • منظمة العفو الدولية: نحتاج رفع قضايا جديدة في المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل
  • للزمالك.. رب يحميه!