مالك المداني

إن أردنا الحديث بلغة الأرقام، فإن: الجيش، القوة التدميرية، القدرات، الخبرات، التحالفات، الاقتصاد، البنية التحتية، الغطاء الدولي، كل أثقال موازين القوى ترجح الكفة الإسرائيلية. كفة اليمن في المقابل شبه فارغة! ما الذي تنتظره؟! النتيجة محسومة! الأرقام لا تكذب، لا تجامل، لا تخطئ!

لكن “المعادلات” تفعل يا صديقي… المعادلات تفعل!

وهذه الحرب معادلة أشد تعقيدًا مما تظن! هل تساءلت من قبل لِمَ لا تقوم الذئاب بقتل الكلب والتهام جميع الخراف؟! كلب وحيد ليس ما يمنعها… العواقب ما تفعل ذلك! الذئاب لا تخشى الكلب، لكنها تخشى بندقية الراعي، نيران أهل القرية، هاجس ملاحقتها وإبادتها! بهكذا حيلة يتم الحفاظ على الأمور في مستواها الطبيعي! أنت خائف مني… أنا خائف منك! وعليه أنا لا أقدم على ارتكاب أية حماقة بحقك، وأنت في المقابل تقوم بالمثل! فنضمن العيش بسلام، أو هذا ما نظنه! الخوف هو ما يحفظ نظام وسلام هذا العالم! و”معادلة قوة الردع” هي ما تمنع ساكنيه من الجنون!

الآن، هل سبق وأن تساءلت لِمَ لا يقوم الراعي وأهل القرية بإبادة الذئاب والتخلص منها للأبد؟! المخاطرة يا صديقي… يخشون المخاطرة! إن حاولوا فعل ذلك ولم ينجحوا سيفقدون “قوة الردع”!! عندها سيُقتل الكلب، ستُلتهم الخراف، بينما هم سيكونون طبق التحلية! ما إن يألف القطيع أزيز النار وضجيج البندقية لن يقف شيء في طريقه!

وهذا بالضبط ما فقدته إسرائيل، كلا بل ما فقده العالم أجمع! قوة ردعهم… لم تعد كذلك! ومن سوء حظهم أن اليمن ألِف ذلك! اسمع بعناية… لقد استُخدم كل عامل ردع ضد اليمن طيلة الـ8 سنوات الماضية! كل شيء حرفيًا، عليك أن تفهم هذا جيدًا… الحرب العسكرية، الحصار، مرتزقة الداخل، العزلة، الحرب الاقتصادية، نشر الأوبئة، التجويع، الترهيب، الترغيب، كل ما بوسع العالم فعله، قد فعله!

هل تظن أن إسرائيل ستأتي بجديد؟! هل تظنها تملك شيئًا قد يقلب الكفة؟! قطع ألفي كيلومتر لضرب خزان نفط أمر مثير للشفقة! بينما إرسال مسيرة لنفس المسافة لضرب حظيرة مليئة بالخراف أمر مثير للذعر!! لم يعد لدى اليمن ما يخافه بينما القوائم الإسرائيلية حبلى بالخوف! هل ترى وجه الجمال المرعب للنقائض؟!

إذا ما وصلت الأمور إلى هذه النقطة تأكد أن المعادلة صفرية! وما يخيف في هذا النوع من المعادلات أن صاحب القيمة الأعلى هو الخاسر الأكبر! إذا أردت معرفة نتائج الحرب… عليك التوقف عن لعب الورق والبدء بتعلم الشطرنج.

الأرقام لا تخطئ… المعادلات قد تفعل! في كل الأحوال الصفر لا يهتم!

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

البرلمان اللبناني يصدر تشريعات جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية

أقر مجلس النواب اللبناني، الخميس، قانونا يمنح إعفاءات ضريبية للأشخاص الطبيعيين والمعنويين والأماكن السكنية التي تضررت ماديا بشكل مباشر نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.

وبحسب مراسل RT في لبنان، فإن القانون يشمل أيضا "إعفاء ورثة ضحايا الحرب الذين استشهدوا أو يستشهدون بسبب هذه الحرب، بهدف التخفيف من الأعباء المالية عن المتضررين ودعم جهود إعادة الإعمار والتعافي".

جاء إقرار هذا القانون بعد نقاشات وسجالات برلمانية، ويعد خطوة مهمة لدعم الأسر المتضررة من الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.

ووفقا لإحصائيات رسمية، بلغ عدد القتلى جراء العدوان الإسرائيلي أكثر من 4،000، بينهم 316 طفلا و790 امرأة، فيما تجاوز عدد الجرحى 16،600 جريح، منهم 1،456 طفلا و2،567 امرأة. 

كما دمرت آلاف المنازل، حيث أفادت الهيئة العليا للإغاثة بتدمير 60 منزلا بشكل كامل ونحو 2،000 منزل بشكل جزئي حتى نوفمبر 2024، مع توقعات بزيادة هذا الرقم بسبب استمرار القصف.

أما على مستوى الآثار الاقتصادية والاجتماعية للحرب، فقد ارتفعت نسبة الفقر في محافظات جنوب لبنان والنبطية إلى 87% و94% على التوالي، ما يعكس تفاقم الأوضاع المعيشية للسكان المتضررين. 

كما نزح أكثر من 1.2 مليون شخص داخل لبنان وخارجه بسبب التصعيد العسكري، ما زاد من الأعباء على الأسر المتضررة.

ويهدف القانون الجديد إلى تخفيف الأعباء المالية على المتضررين من خلال إعفاءات ضريبية تشمل المنازل المتضررة والأشخاص المتضررين، إضافة إلى ورثة الشهداء الذين فقدوا معيلهم في الحرب. ويأتي ذلك ضمن جهود رسمية لدعم إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي والاجتماعي في المناطق المتضررة، التي تعاني من تداعيات مستمرة على البنية التحتية والخدمات الأساسية.

ويعكس هذا التشريع استجابة البرلمان اللبناني للمعاناة الإنسانية والاقتصادية التي خلفتها الاعتداءات الإسرائيلية، ويشكل خطوة مهمة نحو دعم الأسر المتضررة وتمكينها من تجاوز الأزمة عبر تخفيف الأعباء المالية المباشرة.

مقالات مشابهة

  • رئيس كتلة الإصلاح البرلمانية يدين الإعتداءات الإسرائيلية على اليمن ويُحمّل الحوثي المسؤولية
  • البرلمان اللبناني يصدر تشريعات جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية
  • الصاروخ اليمني وتغيير المعادلات.. كيف فرضت اليمن الحصار الجوي على “إسرائيل”؟
  • خبير عسكري أردني: الضربات الإسرائيلية على اليمن بلا جدوى عسكرية
  • 80 عامًا من تاريخ هزائم الجيوش العربية أمام كيان العدوّ.. اليمن يصنعُ تاريخًا جديدًا [الحقيقة لا غير]
  • وزير الخارجية السيد أسعد الشيباني لـ سانا: يمثل هذا التطور نقطة تحول محورية للشعب السوري، بينما نتجه نحو مستقبل من الاستقرار، والاكتفاء الذاتي، وإعادة الإعمار الحقيقية بعد سنوات من الحرب المدمّرة.
  • ترامب: لا أحد يصنع الأسلحة الأكثر فتكا في العالم مثلنا
  • الازدواجية الإسرائيلية.. وزراء يصوتون للتوسع في غزة ويعترفون سرا بكارثيته
  • ماذا يعني اختراق الصواريخ اليمنية لمنظومات “ثاد” الأمريكية و”حيتس” الإسرائيلية؟
  • إطلاق سراح عيدان ألكسندر.. هل انتهى زمن الوصاية الإسرائيلية؟