أخبارنا المغربية - محمد اسليم

كانت "اخبارنا المغربية" سباقة لدق ناقوس الخطر بخصوص تأخر إزهار أشجار الزيتون هذا الموسم، من خلال نشرها مقالا منتصف أبريل الماضي تحت عنوان: "موسم الزيتون المقبل في خطر.. فلاحون يدقون ناقوس الخطر بعد ملاحظتهم لأمر غريب"، والذي نبه فيه عدد من الفلاحين الممارسين بإقليمي الحوز وقلعة السراغنة إلى تأخر إزهار أشجار الزيتون بضيعاتهم، محذرين من الانعكاسات السلبية لهذا الأمر على محصول الزيتون للموسم الحالي، خصوصا بعد الارتفاع الغير المسبوق الذي عرفته اسعار هذا المنتوج الحيوي برسم الموسم الأخير.

في سياق متصل، علمت "أخبارنا المغربية" أن الجمعية الجهوية لمنتجي الزيتون لجهة مراكش آسفي وجهت رسالة في الموضوع نيابة عن منتجي الزيتون بالجهة للمصالح الجهوية لوزارة الفلاحة، تؤكد فيها أن أشجار الزيتون هذه السنة، وبعد السنة الماضية الصعبة، لم تزهر نهائيا ولأسباب مجهولة تؤكد الرسالة، رغم ما عاناه الفلاح من أجل الحفاظ عليها، ما سيتسبب حسبها في إنتاج أضعف من السنة الفارطة، وبالتالي فقدان شغل عدد كبير من الفلاحين وفقدان الشغل لما تبقى من يد عاملة بهذا القطاع بجهة مراكش اسفي، وإتلاف ما تبقى من أشجار الزيتون.

الرسالة نبهت كذلك إلى أن الفلاحين منتجي الزيتون، وبعد معاناة وصبر شديدين وصلوا إلى حافة الإفلاس، خصوصا وأن شجر الزيتون بأنواعه لم ينتج خلال السنة الماضية2023 سوى عشر منتوجه العادي، نظرا لتوالي سنوات الجفاف ومشاكل مياه السقي، وهي وضعية أدت إلى ضعف المنتوج، والى إتلاف عدد كبير من أشجار الزيتون خصوصا تلك التي كانت تسقى بمياه المطر والوديان الى جانب صعوبة الاعتناء بما تبقى من تلك الأشجار خصوصا وأن المنتجين لم يستفيدوا من أي قروض أو إعانات في هذا المجال.

الجمعية طالبت مصالح الوزارة في ختام رسالتها بوضع مخطط استعجالي لمواجهة الخطر المحدق بهذه الزراعة الوطنية، وايضا لمواجهة الحالة الصعبة لللفلاحين، مشددين على ضرورة ربط الاتصال بالمعاهد الوطنية للأبحاث الزراعية لتحديد الأسباب الحقيقية وبدقة وبشكل علمي لعدم إزهار اشجار الزيتون هذه السنة، والتي يربطها البعض بالجفاف والتغير المناخي، والذي تتضرر منه شجرة الزيتون قبل جميع الأشجار وبالتالي الفلاح المنتج لهذه الغلة المباركة. كما طالبوا بدعم منتجي الزيتون بالأسمدة مجانا وبشكل كاف، مع منحهم إعانات مالية لمواجهة تكاليف الاعتناء باشجار الزيتون والتي تتراوح في الهكتار الواحد بين 25000 و 30000 درهم سنويا، مؤكدين أنه بدون هذه الإعانة لن يتمكن الفلاح من الاعتناء بأشجاره وسيكون مآلها التلف، مع تشديدهم على ضرورة تيسير مساطر استغلال وتعميق الآبار الخاصة بالضيعات الفلاحية للزيتون بتنسيق مع مصالح وزارة التجهيز والماء، علما ان معظم هذه الآبار موروثة عن الآباء والاجداد بدليل أن بعض الأشجار المنتجة تتجاوز 150 سنة. المعنيون طالبوا كذلك بالإسراع بتشييد السدود التلية للحد من كميات المياه الضائعة بعد هطول الامطار، والتي ستساهم بالتأكيد في تغذية الفرشة المائية الجوفية.

مروان صاحب ضيعة متخصصة في انتاج الزيتون بإقليم الحوز اشتكى لأخبارنا المغربية من الصعوبات التي باتت تعترض العاملين في هذا المجال، فبعد المنتوج المنخفض للسنة الماضية واصل المنتوج تراجعه ليصل لحدود 5 في المئة فقط من المنتوج السنوي المعتاد، في مقابل تكاليف مرتفعة مرتبطة بفاتورة الطاقة واليد العاملة والمعالجة والتسميد وغيرها، معتبرا أن المنتجين وصلوا لمراحل مأساوية في كثير من الأحيان ما يستدعي تحرك الجهات المسؤولة لدعمهم ولو جزئيا... مشيرا إلى أن الكثيرين وفي ظل هذا الواقع المر لجؤوا لاقتلاع اشجار الزيتون وبيعها كحطب للحمامات والافران ما انعكس بجلاء في تراجع كبير لأسعار حطب الزيتون نفسه من 3 دراهم للكيلوغرام الى 30 سنتيم للكيلوغرام نظرا لوفرة الاشجار المقتلعة للأسف.

مروان اعتبر كذلك أن ارتفاع اسعار الزيتون حاليا لأكثر من 18 درهما للكيلوغرام ناتج اساسا عن تدهور المحصول مؤكدا ان "الزيتون ما كاينش"، ومتنبئا أن ترتفع أسعار زيت الزيتون اكثر فأكثر خلال الموسم الحالي لتصل لأكثر من 150 درهما للتر. المتحدث شدد على ضرورة إلتفات وزارة الفلاحة لوضعية الفلاحين ولضرورة دعمها لهم بشكل او بآخر لتجاوز الأزمة الحالية خصوصا - يضيف المتحدث - وأن عددا كبيرا منهم مدينون بمبالغ مالية مهمة للمؤسسات البنكية بل وغير قادرون على تسديد هاته القروض في الظرفية الراهنة ما يعزز ما سبقت الإشارة له من تهديدهم بالإفلاس، طبعا وهذا بنضاف لكل ما تمت الإشارة له، يؤكد مروان لأخبارنا.

بدوره نبه المستشار البرلماني كمال بن خالد في تدخل له بمجلس المستشارين عقب سؤال وجهه بداية الأسبوع الجاري لوزير الفلاحة، إلى أن التوقعات تشير إلى أن سعر اللتر الواحد من زيت الزيتون قد يصل إلى 150 درهما، وذلك بسبب قلة الإنتاج الذي تأثر بشكل كبير بالجفاف وضعف التساقطات وأيضا بالمضاربة في هذا القطاع، ودعا بن خالد إلى ضرورة مواجهة الندرة والمضاربة وارتفاع الأسعار التي تعاني منها سلسلة إنتاج الزيتون، مشددا على أن قطاع الزيتون يعيش مسألة خطيرة وهي الندرة والمضاربة و"كاين الناس اليوم كيتغناو من هاد الندرة وكيلعبو بالأثمنة"، داعيا إلى ضرورة القيام بتدخل قوي لتجنب العواقب الوخيمة على الأسعار خلال السنة المقبلة، وأيضا على المصانع ووحدات الإنتاج خصوصا وأن حوالي 65 وحدة صناعية في مجال الزيتون تعتبر اليوم مهددة بالإفلاس حسب بن خالد المستشار البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار.

للإشارة فأزمة تراجع منتوج الزيتون أزمة عالمية وليس مغربية فقط، وهو ما أكد عليه المؤتمر العالمي الأول لزيت الزيتون الذي انعقد نهاية يونيو الماضي في مدريد بمشاركة 300 جهة مختلفة، والذي أكد تراجع الإنتاج العالمي من 3,42 مليون طن في 2021-2022 إلى 2,57 مليون طن في 2022-2023، وهو انخفاض بنحو الربع، والذي من المتوقع أن يواصل انخفاضه في 2023-2024 إلى 2,41 مليون طن. فهل ستتحرك وزارة الفلاحة ومن خلفها الحكومة لدعم فلاحي ومنتجي هذا القطاع من خلال مبادرات تشاركية معهم لن تكون مكلفة بشكل كبير كما أكد ذلك الفلاحون ومختلف المساهمين في الدورة الانتاجية انفسهم لأخبارنا ام انها ستختار سياسة "كم حاجة قضيناها بتركها" في انتظار مواصلة اقتلاع اشجار الزيتون اكثر فاكثر؟

 

 

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: أشجار الزیتون إلى أن

إقرأ أيضاً:

نقطة تحول حرجة.. العلماء يحذرون من موجات الحرارة في أعماق المحيطات

حذر العلماء من أن موجات الحرارة البحرية الطويلة والمكثفة التي شهدتها المحيطات في 2023 قد تدفعها إلى نقطة تحول حرجة. وأكدوا أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى تغيرات بيئية خطيرة تؤثر على النظم البحرية والحياة على الأرض. اعلان

شهدت محيطات الأرض في عام 2023 موجات حرارة بحرية غير مسبوقة من حيث الشدة والمدة والمدى الجغرافي، حيث تأثرت 96% من سطح المحيط العالمي بهذه الظاهرة. واستمرت العديد من هذه الموجات لأكثر من عام، مما دفع العلماء إلى التحذير من احتمال حدوث نقطة تحول جوهرية في حالة محيطات العالم.

أشار عالم أبحاث المناخ أليكس سين غوبتا من جامعة نيو ساوث ويلز إلى أن "موجات الحرارة البحرية أصبحت أكثر شيوعًا وشدة مع مرور الوقت بسبب الاحتباس الحراري. ونعلم أيضًا أن ظاهرة النينيو التي بدأت في عام 2023 سمحت بدخول المزيد من الحرارة إلى المحيط"، لكنه أوضح أن هذه العوامل وحدها "لا يمكن أن تفسر الحجم المذهل للقفزة التي بدأت في عام 2023".

نتائج البحث وأسباب ارتفاع حرارة المحيطات

قام فريق من العلماء من الصين والولايات المتحدة وتايلاند بإجراء بحث حول الأسباب الكامنة وراء هذه الحرارة الشديدة وتداعياتها المستقبلية. وجد البحث أن انخفاض الغطاء السحابي، الذي يسمح بوصول المزيد من الإشعاع الشمسي إلى المياه، كان أحد المحركات الرئيسة، بالإضافة إلى ضعف الرياح التي تقلل التبريد الناتج عن التبخر وتغير تيارات المحيطات.

وأوضح الباحث تشينزونغ زينغ زينغ من الجامعة الجنوبية للعلوم والتكنولوجيا في الصين أن "الأرقام تشير إلى أن الحرارة في محيطات العالم تتراكم بشكل كبير"، مضيفًا أن "هذا الاتجاه يتعارض مع ما توقعته النماذج المناخية الحالية".

Related ارتفاع شديد في درجات الحرارة في اليونان بدءًا من الأحد وحتى الأربعاء تهديد لاستقرار كوكب الأرض.. درجات الحرارة ترتفع إلى مستويات غير مسبوقة في آيسلندا وغرينلاندمدن أوروبا في خطر: الحرارة تطول والإجراءات لا تكفي آثار التحول في حرارة المحيطات على الأرض والبحر

حذرت الدراسة من أن تحول المحيطات إلى حالة أكثر دفئًا بشكل دائم قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على النظم البيئية البحرية والحياة على اليابسة. وأكدت أن المحيطات تلعب دورًا محورياً في تنظيم درجات الحرارة العالمية من خلال تخزين كميات كبيرة من الحرارة وإطلاقها ببطء، مما يعني أن تأثير موجات الحرارة قد يكون متأخرًا ومأساويًا في آنٍ واحد.

وقالت الدراسة إن ارتفاع درجات حرارة المحيط لفترات طويلة يمكن أن يعرقل التنبؤ بالظواهر الجوية المتطرفة، مثل الأعاصير، ويؤثر على التغيرات المناخية على المدى الطويل. كما أن ارتفاع الحرارة قد يؤدي إلى نفوق جماعي أو هجرة واسعة للأنواع البحرية، مع زيادة خطر انهيار الشعاب المرجانية التي تساهم في امتصاص الكربون، مما يفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

على الصعيد البري، أوضحت الدراسة أن ارتفاع حرارة المحيطات يؤدي إلى تسارع الاحتباس الحراري، حيث تحمل نسائم البحر الهواء الساخن إلى الداخل، مما يزيد من حدوث موجات الجفاف والحرائق والعواصف الشديدة. وقد تجلت هذه التأثيرات بالفعل في عاصفة دانيال عام 2023، التي أودت بحياة نحو 6000 شخص، ووجدت دراسات إسناد أن احتمال حدوثها ازداد 50 مرة بسبب ارتفاع درجات حرارة سطح البحر في البحر الأبيض المتوسط.

هل أصبح الاحترار البحري هو الوضع الطبيعي الجديد؟

تواجه محيطات العالم موجات حرارية بحرية متكررة في 2024 و2025، وصلت درجات حرارة سطح البحر في البحر الأبيض المتوسط إلى مستويات قياسية بلغت 26.01 درجة مئوية في يونيو، أعلى من المتوسط بما يصل إلى 3-4 درجات مئوية، مما أثار تحذيرات من تأثيرات مدمرة على التنوع البيولوجي ومصايد الأسماك وأنماط الطقس في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا.

وفي مايو، ضربت موجة حارة بحرية المملكة المتحدة، حيث شهدت مناطق مثل بحر الشمال والقناة الإنجليزية ارتفاعًا في درجات الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية فوق المتوسط. وأوضح العلماء أن الربيع الدافئ والجاف وضعف الرياح سمحا بتراكم الحرارة على سطح المحيط، محذرين من أن هذا قد يعطل النظم البيئية البحرية ويغير دورات التكاثر ويؤدي إلى ازدهار الطحالب الضارة وقناديل البحر.

وأكد العلماء أهمية استمرار قياس ومراقبة ونمذجة التغيرات في درجات حرارة المحيطات. وقال جاسي براون، رئيس قسم المناخ في منظمة الكومنولث الأسترالية للبحوث العلمية والصناعية (CSIRO): "بينما نحن بحاجة ماسة إلى الحد من انبعاثات غازات الدفيئة، من المهم أيضًا أن نواصل قياس ومراقبة ونمذجة ما ستكون عليه الأرض في المستقبل. إذا لم نفعل ذلك، فلن نتمكن من الاستعداد، وسنسير إلى المجهول مع عواقب وخيمة على غذائنا وصحتنا وأمننا في المستقبل".

من جانب آخر، أشار نيل هولبروك، عالم المناخ في جامعة تسمانيا في أستراليا، إلى أن "لا نعرف ما الذي سيحدث في العام المقبل، وقد تعود [درجات حرارة المحيطات] إلى شيء أكثر من ذلك بكثير، دعنا نقول، طبيعي"، مضيفًا أن الأبحاث الحالية تستند إلى سنوات قليلة فقط من البيانات.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • توكل كرمان: الزايدي قيل يماني كبير والافراج عنه ضرورة سياسية وأخلاقية وإنسانية
  • 8 شهداء في قصف منزل في حي الزيتون جنوب مدينة غزة
  • خطة نتنياهو الجديدة في غزة.. إسرائيل لن تنتظر
  • نجاح زراعة محصول الزيتون في بهلا
  • حادث خطير في تعز.. سيارة تتوقف على حافة هاوية والركاب ينجون بأعجوبة
  • شرطة وهران توقف 6 مسبوقين وتحجز أسلحة بيضاء محظورة
  • نقطة تحول حرجة.. العلماء يحذرون من موجات الحرارة في أعماق المحيطات
  • أطباء يحذرون من فقدان البصر الناتج عن داء السكري النوع الثاني
  • بسبب المجاعة.. آثار "مدمرة ودائمة" تنتظر أطفال غزة
  • غزة على حافة المجاعة: أطفال يموتون جوعًا وسط حصار مطبق وتحذيرات أممية