حكم مسح الوجه باليدين عقب الدعاء.. دار الإفتاء توضح الرأي الشرعي
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
مسح الوجه باليدين عقب الدعاء.. قالت دار الإفتاء المصرية: إنه من السنَّة رفع اليدين أثناء الدعاء، ومسح الوجه بهما عقب الدعاء في الصلاة وخارجها، وهذا ما عليه الجمهور.
وأوضحت دار الإفتاء، أن الله تعالى أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة، فقال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، ومن السنن التي يستحبُّ فعلها أثناء الدعاء رفع اليدين، ومسح الوجه باليدين عقب الدعاء في الصلاة وخارجها، فهذا متَّفق على جوازه عند الحنفية والشافعية والحنابلة، لقول النبي ﷺ: «إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها، وامسحوا بها وجوهكم» رواه الحاكم.
وأمَّا في أثناء الصلاة: فقد أجازه بعض الشافعية في وجه، فقال به: القاضي أبو الطيب، والشيخ أبو محمد الجويني، وابن الصباغ، والمتولي، والشيخ نصر في كتبه، والغزالي، والعمراني، والحنابلة في الرواية المعتمدة من المذهب.
قال الإمام النووي في "المجموع" (3/ 500): [وأما مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء، فإن قلنا لا يرفع اليدين لم يشرع المسح بلا خلاف، وإن قلنا يرفع فوجهان: (أشهرهما): أنه يستحب، وممَّن قطع به القاضي أبو الطيب والشيخ أبو محمد الجويني وابن الصباغ والمتولي والشيخ نصر في كتبه والغزالي وصاحب البيان] اهـ.
وقال العلامة المرداوي في "الإنصاف" (2/ 172): [قوله: (وهل يمسح وجهه بيديه؟ على روايتين).. إحداهما: يمسح، وهو المذهب فعله الإمام أحمد، قال المجد في "شرحه"، وصاحب "مجمع البحرين": هذا أقوى الروايتين، قال في "الكافي": هذا أولى وجزم به في "الوجيز"] اهـ.
الدعاء عبادة شرعيةالدعاء عبادة جليلة حثَّ عليها الشرع الشريف ورغَّب فيها، قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]، قال الإمام الطبري في "جامع البيان" (21/ 408، ط. مؤسسة الرسالة): [قيل: إنَّ معنى قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي﴾: إنَّ الذين يستكبرون عن دعائي] اهـ.
وقال سبحانه: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186]، قال مقاتل في "تفسيره" (ص: 163-164، ط. دار إحياء التراث): [أَي فأعلمهم أنِّي قريب منهم في الاستجابة أُجِيبُ دعوة الدَّاعِ إِذا دَعانِ] اهـ.
وروى الإمام أحمد في "مسنده" عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]».
رفع اليدين إلى السماء أثناء الدعاءومن آداب الدعاء رفع اليدين إلى السماء أثناءه، وهو ثابت مشروع، لما فيه من التَّضرُّع والابتهال إلى الله تعالى، روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ [المؤمنون: 51]، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ [البقرة: 172]، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِىَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟».
اقرأ أيضاًسجدة التلاوة.. «الإفتاء» توضح حكمها وشروط صحتها
دار الإفتاء: لا إثم على من ترك صلاة الجمعة بسبب هذه الأعذار
تمثيل أممي كبير.. الإفتاء المصرية تُنهي استعداداتها لمؤتمرها العالمي التاسع
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: دار الإفتاء دار الإفتاء المصرية مسح الوجه باليدين دار الإفتاء رفع الیدین
إقرأ أيضاً:
ما سبب تفاوت الناس في الرزق؟.. الإفتاء توضح الحكمة
دائما ما يتساءل بعض الناس عن سبب وجود أغنياء وفقراء، ثم يطرح أحدهم هذا التساؤل ما سبب تفاوت الناس في الرزق؟ ويرغب البعض في الوصول إلى إجابة مقنعة عنه، وهو ما قد كشفت عنه دار الإفتاء المصرية حيث نستعرض ردها عن هذا السؤال في السطور التالية.
ما سبب تفاوت الناس في الرزق؟وفي هذا السياق، قالت دار الإفتاء، إن القرآن الكريم أشار في مواضع عدة إلى قضية تقسيم الأرزاق بين العباد، مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ \[الزخرف: 32].
وأوضحت دار الإفتاء أن الله تعالى تولى بنفسه تقسيم أرزاق العباد بحكمته ورحمته، ولم يترك ذلك لاختيار البشر، فرفع بعضهم فوق بعض درجات، فجعل منهم الغني والفقير، والقوي والضعيف، والخادم والمخدوم، تحقيقًا لتوازن الحياة وانتظام شؤونها.
وبيّنت دار الإفتاء أن الحكمة من سبب تفاوت الناس في الرزق بأن الله عز وجل يسخر بعض الناس بعضًا في قضاء مصالحهم، فيتبادل الجميع المنافع، ويكمل بعضهم بعضًا، مما يؤدي إلى إعمار الأرض وازدهارها وانتشار الخير بينهم.
وأضافت أن لفظ "سُخْرِيًّا" يعني التسخير والتعاون في تلبية الحاجات، فالغني يعطي ماله، والفقير يقدم عمله، والموظف والتاجر والصانع والزارع كلهم يتبادلون المنافع فيما بينهم.
وأكدت دار الإفتاء أن المتأمل في هذه الآية الكريمة يدرك أنها تقرر سنة من سنن الله في خلقه، وهي أن التفاوت بين الناس في الأرزاق والعقول أمر محتوم، وأن حاجة الناس إلى بعضهم بعضًا في شئون الحياة حقيقة لا غنى عنها.
أذكار النوم مكتوبة .. اقرأ أدعية النبي وحصن نفسك حتى الصباح
هل الدعاء بطول العمر حرام؟.. أمين الإفتاء: العبرة بعرض العمر لا بطوله
متى ساعة الإجابة يوم الجمعة؟.. الإفتاء تحدد أفضل أوقات الدعاء
أفضل دعاء يوم الجمعة .. 50 دعوة مستجابة للرزق وفك الكرب
دعاء الحر الشديد يوم الجمعة.. اللهم أجرنا من حر جهنم
دعاء للميت ليلة الجمعة.. 30 كلمة تشفع لمن رحلوا