صحف عالمية: الطفولة تختفي بغزة وأطفالها يخضعون لجراحات دون تخدير
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
تناولت صحف ومواقع عالمية المشهد المأساوي في قطاع غزة، حيث تلاشت ملامح الطفولة تحت وقع حرب ممتدة منذ أكثر من عامين، حرمت الأطفال من التعليم والغذاء والأمان، ودفعتهم لمواجهة الموت والجراحات القاسية دون تخدير.
ووصفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية غزة بأنها مكان تُمحى فيه ملامح الطفولة، مؤكدة أن أكثر من مليون ومئة ألف طفل يحتاجون إلى دعم نفسي واجتماعي عاجل.
وأضافت الصحيفة أن الحرب تُخاض وكأن الأطفال خارج الحسابات، إذ يعيشون بلا مدارس ولا غذاء ولا حتى رعاية أسرية، وهو ما يجعل حياتهم تتآكل تحت وقع القصف والجوع، فيما يكاد مستقبلهم يُصادر بالكامل.
أما صحيفة التلغراف البريطانية فنقلت شهادة طبيبة بريطانية عايشت الواقع الطبي المروع في مستشفى ناصر بخان يونس، حيث أجرت عملية جراحية لطفل من دون أي تخدير، ووصفت صراخه بأنه سيظل محفورا في ذاكرتها.
وأضافت الطبيبة أن نقص الإمدادات والأدوية حوّل الإصابات البسيطة إلى مآسٍ قاتلة، إذ إن بعض حالات الحروق التي تعالج بسهولة في بريطانيا تنتهي في غزة بالوفاة. وأكدت أن الجراحين يعملون حتى 15 ساعة يوميا لإنقاذ ضحايا القصف والرصاص.
في سياق آخر، قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن إسرائيل لا تزال تواصل مساعيها لتهجير سكان غزة نحو دول أخرى، عبر اتصالات سرية مع 6 دول، لكنها لم تنجح في الحصول على موافقة حتى الآن.
وأشارت الصحيفة إلى أن معظم هذه الدول تعاني من أزمات داخلية واقتصادية، بينما يمثل أي مشروع للترحيل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وجريمة تطهير عرقي واضحة، وفق نصوص اتفاقيات جنيف التي تُعد إسرائيل طرفا فيها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات
إقرأ أيضاً:
صحيفة أمريكية: مصر لن تستطيع انتقاد إسرائيل لعقدين قادمين لهذا السبب
كشفت شركة الطاقة الإسرائيلية "نيو ميد إنرجي" عن صفقة قياسية لتوريد الغاز الطبيعي إلى مصر حتى عام 2040 ما يؤثر على قرار مصر تجاه الاحتلال الإسرائيلي.
ونشرت صحيفة "ريسبونسيبل ستيتكرافت" الأمريكية مقالا يسلط الضوء على صفقة الغاز القياسية بين الاحتلال الإسرائيلي ومصر بقيمة 35 مليار دولار، التي تعكس اعتماد القاهرة المتزايد على تل أبيب لتأمين احتياجاتها الطاقية وتجنب انقطاعات الكهرباء.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن شركة الطاقة الإسرائيلية "نيو ميد إنرجي" أعلنت في أوائل آب / أغسطس عن صفقة قياسية لتوريد الغاز الطبيعي إلى مصر حتى عام 2040 على الأقل تبلغ قيمتها نحو 35 مليار دولار، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف وارداتها الحالية.
ومع أن المسؤولين المصريين سارعوا إلى تصوير الصفقة ليس كاتفاق جديد بل كـ "تعديل" على اتفاقية 2019، إلا أن حجمها الهائل، الأكبر في تاريخ صادرات إسرائيل، يشير إلى اعتماد متزايد وخطير عليها لتلبية احتياجات الطاقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصفقة تدفع بحكومتين مترابطتين بعمق نحو مصالح سياسية متبادلة، وإن كانت غير متكافئة، فبالنسبة لرئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، توفر الصفقة الطاقة اللازمة لتجنب اضطرابات داخلية، بينما تحقق حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فوائد ضخمة، إذ تؤمن تدفقًا طويل الأجل للإيرادات وتؤكد مكانة إسرائيل كلاعب طاقي حيوي في شرق البحر المتوسط، إلى جانب انتصار استراتيجي بربط أكبر دولة عربية من حيث السكان بتبعية اقتصادية عميقة ودائمة.
وبينت الصحيفة أن الصفقة تمثل مكسبًا لإسرائيل، لكنها نتاج وضع صعب لمصر. فخطوات القاهرة مدفوعة بضرورة داخلية حتمية: الحفاظ على استمرار تشغيل الكهرباء، ففي السنوات الأخيرة، تراجع إنتاج مصر من الطاقة بشكل ملحوظ، وبعد أن كانت مصدرًا صافياً للغاز الطبيعي المسال، وشهدت البلاد انخفاضًا مستمرًا في الإنتاج بينما يواصل الطلب المحلي، المدفوع بعدد سكان يزيد على 110 ملايين نسمة، ارتفاعه، وكانت العواقب شديدة، إذ أدت موجات الحرارة الشديدة في الصيف إلى انقطاعات متكررة في الكهرباء، مما شل الأعمال وأغرق الرأي العام في استياء واسع.
وأضافت الصحيفة أن حكومة السيسي تدرك أن الاستقرار السياسي مرتبط مباشرة بشبكة الكهرباء، وكما اعترف رئيس الوزراء مصطفى مدبولي السنة الماضية، فإن تجنب الانقطاعات الكهربائية يشكل ضرورة أساسية، وفي الواقع، ترسم الأرقام.
كما ذكرت بلومبيرغ ومبادرة بيانات المنظمات المشتركة، صورة قاتمة لمصر: عجز يومي في الغاز بمليارات الأقدام المكعبة، وفاتورة واردات الطاقة التي يُتوقع أن ترتفع نحو 3 مليارات دولار شهريًا. كما أن استيراد الغاز الطبيعي المسال مكلف للغاية، وكما أشار المسؤولون المصريون، يظل الغاز الإسرائيلي الموصل عبر خط الأنابيب البديل الأرخص والأكثر موثوقية، حتى مع زيادة بنسبة 14.8 بالمئة عن الصفقة السابقة.
وقد أجبرت هذه المعطيات الحكومة على التحرك: ففي أيار / مايو الماضي، أدى توقف صيانة مخطط لحقل ليفياثان الإسرائيلي إلى تقليص الإمدادات لصناعات الأسمدة والبتروكيماويات الحيوية في مصر. واختارت الحكومة المخاطرة بالتعطيل الصناعي بدل مواجهة رد فعل شعبي بسبب انقطاعات الكهرباء السكنية، وهو مؤشر واضح على أولوياتها.
وأضافت الصحيفة أن هذا الاعتماد المتزايد على الطاقة يؤثر سلبا على دور مصر التاريخي كوسيط عربي رئيسي في القضية الفلسطينية، فقدرة القاهرة على ممارسة ضغط فعّال على إسرائيل محدودة بشكل أساسي بسبب إمكانية إسرائيل - وقدرتها السابقة - على إيقاف إمدادات الغاز لأسباب أمنية وتشغيلية.
وأشارت إلى أن تراجع مفاوضات وقف إطلاق النار ومحدودية نفوذ القاهرة على إسرائيل أو حماس قلّص دور مصر إلى مجرد إدارة تداعيات الصراع، مع حملة صارمة للسيطرة على السرد السياسي وفرض القمع داخليا.
وتجلّى ذلك بعد مناشدة خليل الحيّة الشعب المصري مباشرة لضمان "ألا تموت غزّة جوعًا"، ما اعتُبر اتهامًا ضمنيًا للدولة ومحاولة لخلق ضغط شعبي. ومن جهتها، ردّت القاهرة بحملة إعلامية صارمة، حيث دان ضياء رشوان خطاب الحيّة، وشارك الإعلام الموالي الحكومة في التنديد بحماس واتهامها بـ "الخيانة". كما أُجبرت مؤسسة الأزهر على سحب بيان يدين المجاعة في غزّة تحت ضغوط الرئاسة.
وتابعت أن تلك الخطوة تكشف عن خوف عميق من أي سرد يربط مصر بمعاناة غزّة عبر سيطرتها الجزئية على معبر رفح. وتصر القاهرة رسميًا على أنها لا تستطيع التحرك بشكل أحادي بسبب اتفاقيات أمنية مع إسرائيل، لكن مع تفاقم الأزمة الإنسانية تتزايد الدعوات لتجاوز هذه البروتوكولات وتسريع وصول المساعدات إلى القطاع المحاصر.
وتجدر الإشارة إلى أن حالة الإحباط الدولي من موقف مصر تتسرب الآن إلى مختلف عواصم العالم، مع احتجاجات تستهدف السفارات المصرية من لاهاي إلى تل أبيب، ما يعكس حجم الضغط الهائل الذي تواجهه القاهرة بين مطالب الجمهور الدولي بمواجهة إسرائيل وواقع اعتمادها على هذه الدولة في تلبية احتياجاتها من الكهرباء.