16 غشت، 2025

بغداد/المسلة: لم تسفر قمة ألاسكا التي راقبها العالم الجمعة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين عن أي اتفاق معلن لإنهاء الحرب في أوكرانيا، على الرغم من تحدث الرجلين عن “نقاشات بناءة”. ومن المرجح أن يكون بوتين هو الرابح الأكبر من تلك القمة التي أنهت “عزلته” على الساحة الدبلوماسية الدولية.

لعله أحد أهم اللقاءات في القرن الحادي والعشرين، ذلك الذي جمع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين الجمعة في ألاسكا. اللقاء التاريخي الذي استمر لثلاث ساعات ونصف كان محل اهتمام العالم بأسره باعتبار تأثيره المحتمل على مجرى التاريخ، في عالم تسوده الحروب والأزمات، وعلى رأسه الحرب في أوكرانيا.

ربما يكون المشهد الأهم في القمة هو العودة “المظفرة” لزعيم روسيا إلى الساحة الدبلوماسية الدولية الذي انقطع ظهوره عليها ـ أقله على المعسكر الغربي ـ منذ 24 شباط/ فبراير 2022، تاريخ انطلاق “العملية العسكرية الروسية الخاصة” في أوكرانيا.

مشهد استقبال ترامب مصفقا لبوتين وهو يسير على سجادة حمراء وتحت تحليق مقاتلات أمريكية في ولاية ألاسكا الأمريكية الباردة، كسر الجليد في علاقة بوتين ـ الملاحق بمذكرة اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية الدوليةـ بالغرب، بالرغم من تواصل الحرب في أوكرانيا التي أنفقت فيها أمريكا ومعها الغرب كله عشرات المليارات من الدولارات.

فالرئيس الأمريكي السابق الديمقراطي جو بايدن حاول جعل بوتين “منبوذا” في العالم بعد شنه الحرب على أوكرانيا، إلا أن خلفه ترامب بادر بالاتصال به هاتفيا منذ الأيام الأولى لعودته إلى البيت الأبيض وأعرب مرارا عن رغبته في لقائه، ما أحدث شرخا غير مسبوق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في علاقة واشنطن بحلفائها الغربيين؛ في أوروبا خصوصا.

وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن “وسائل الإعلام الغربية جن جنونها بعد اللقاء، فهي لثلاثة أعوام كانت تتحدث عن عزلة روسيا، واليوم تفرش السجادة الحمراء لرئيس روسيا في الولايات المتحدة”.

بعد لقاء دام أكثر من ثلاث ساعات، عقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا لم يسمح فيه للإعلاميين بطرح أسئلة، واتفق بوتين وترامب على أنهما حققا تفاهمات في عدة نقاط أساسية لكن بدون الإشارة إلى اتفاق في النقطة الأهم: وقف الحرب في أوكرانيا.

يؤكد تحليل نشرته صحيفة نيويورك تايمز أن أوكرانيا وخلفها أوروبا كانت متخوفة من أن يمنح ترامب بوتين اعترافا بسلطة موسكو على الأراضي التي احتلتها في شرق أوكرانيا بما يمثل 20 بالمئة من مساحة البلاد: فهذا الخيار الذي تطرحه موسكو لإنهاء الحرب سيضع فولوديمير زيلينسكي في موقف صعب بين قبول مر لإنهاء الحرب بقضم حيز مهم من أراضي بلاده أو رفض سلام يتخوف من أنه قد يكون “مسموما” وفق الصحيفة الأمريكية.

تؤكد الصحيفة أيضا أن ترامب غادر قمة ألاسكا بدون تحقيق أي اختراق حقيقي على الأرض: ألا وهو التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار كان سيسمح بإجراء المفاوضات المقبلة في ظروف أفضل. إلا أن الرئيس الأمريكي قال في تصريح لقناة فوكس نيوز بعد القمة إن الكرة الآن في ملعب زيلينسكي للتوصل إلى صفقة تنهي الحرب.

من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت أنّه سيتوجه الإثنين إلى واشنطن لمناقشة “إنهاء القتال والحرب” مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب. وجاء إعلان زيلينسكي بعد محادثة هاتفية أجراها مع ترامب، وقال إنّ الأخير أطلعه خلالها على “النقاط الرئيسية” في محادثته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.

وتعتبر الصحيفة أنه، بالرغم من أن ترامب لم يقدم تنازلات لبوتين بشأن الأراضي الأوكرانية التي تحتلها موسكو، فإن زيلينسكي سيكون قلقا بالتأكيد من الطريقة التي تعامل بها ترامب مع “فلاديمير”، كما ناداه، وإشارته إلى تعرضهما معها للتشويه بعد التحقيقات التي تشير إلى تأثير موسكو على الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016 التي فاز فيها ترامب بولايته الأولى.

بعد أن انتهت قمة ألاسكا بدون تحقيق نتائج ملموسة أو على الأقل لم يتم التصريح بها لوسائل الإعلام، قال ترامب إنها تمثل خطوة إضافية في مسار كامل انتظارا لعقد لقاء آخر مع بوتين قريبا، فيما سارع الرئيس الروسي إلى الرد قائلا “المرة القادمة في موسكو”، وأجاب ترامب “هذا مثير للاهتمام. سأتعرّض لبعض الانتقادات بسبب ذلك، ولكن أعتقد أن هذا قد يحدث”.

إلى ذلك، قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية السبت إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتصل برئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين وقادة أوروبيين لإطلاعهم على نتائج اجتماعه مع بوتين.

ترامب صرح أيضا بعد القمة “نحن رقم 1 وهم (روسيا) رقم 2” في موازين القوى الدولية، في تصريح قد يثير غضب الصين التي تمثل ثاني قوة اقتصادية عالمية، تقول الصحيفة.

في المحصلة، جلبت قمة ألاسكا إليها كل الأضواء ليلة الجمعة لكن بدون تحقيق تقدم ملموس، وهنا يذكر روبرت ليتفاك الباحث في جامعة جورج واشنطن في تصريح للصحيفة نفسها بلقاء ترامب بالزعيم الكوري الشمالي قبل سبع سنوات الذي بدأ بالمصافحة وتعبير كل طرف بإعجابه بالآخر فيما واصلت بعد ذلك بيونغ يانغ بناء ترسانتها النووية، و يقول “كان ذلك اللقاء محل اهتمام كبير، لكن مضامينه كانت ضعيفة”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الأمریکی دونالد ترامب الحرب فی أوکرانیا قمة ألاسکا

إقرأ أيضاً:

قادة أوروبا يؤكدون دعم أوكرانيا بعد قمة "ترامب–بوتين" في ألاسكا

أصدر عدد من القادة الأوروبيين، يوم السبت، بيانًا مشتركًا جددوا فيه التزامهم بمواصلة دعم أوكرانيا والضغط على روسيا، وذلك عقب القمة التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.

 

وجاء البيان بعد أن أطلع ترامب شركاءه الأوروبيين على نتائج محادثاته مع بوتين، حيث وقع عليه كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

 

ورحب القادة بما وصفوه بـ"جهود ترامب لوقف نزيف الدماء في أوكرانيا وتحقيق سلام عادل ودائم"، مؤكدين أن الخطوة التالية تتمثل في توسيع المحادثات لتشمل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

 

كما أبدوا استعدادهم للتعاون مع ترامب وزيلينسكي لعقد قمة ثلاثية بدعم أوروبي، مشددين على أهمية توفير ضمانات أمنية قوية لكييف، ورفض أي قيود على قواتها المسلحة أو علاقاتها الدفاعية مع أطراف دولية أخرى.

 

وأكد البيان أن روسيا لا يحق لها الاعتراض على مساعي أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، مشيرًا إلى أن "الحدود الدولية لا يجوز تغييرها بالقوة، ولا يمكن لموسكو أن تمتلك حق النقض في مسار انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد أو الناتو".

 

المستشار الألماني: نُرحب بجهود ترامب لوقف إراقة الدماء في أوكرانيا


قال فريدريش ميرتس، المستشار الألماني، إنهم يُرحبون بجهود ترامب لوقف إراقة الدماء في أوكرانيا وإنهاء الحرب.

قال كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني، إن جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جعلتنا أقرب من أي وقت مضى لإنهاء حرب أوكرانيا.

وأضاف :"نرحب باستعداد واشنطن وأوروبا لتقديم ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا ضمن أي اتفاق".

وتابع ستارمر قائلاً :"تحدثت إلى زيلينسكي وترامب وشركاء أوروبيين ونحن جميعا على أهبة الاستعداد لدعم المرحلة التالية".

وأكمل قائلاً :"الخطوة التالية يجب أن تكون إجراء المزيد من المحادثات بمشاركة زيلينسكي".

اقرأ أيضاً.. صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة

اقرأ أيضاً.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

وقالت كايا كالاس،  مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إن واشنطن لديها القدرة على إجبار روسيا على التفاوض بجدية.

ويأتي ذلك بعد ساعات من انتهاء القمة الروسية الأمريكية في ولاية ألاسكا بهدف الوصول إلى صيغة تُنهي الحرب في أوكرانيا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، إن القضايا المتعلقة بالأرض لا يمكن حلها إلا مع أوكرانيا.

وأضاف :"أجرىنا اتصالا هاتفياً مع زعماء أوروبيين بعد محادثات مع ترامب".

وقال أندري سيبيها، وزير الخارجية الأوكراني، إنهم يُقدرون الإشارات الإيجابية من واشنطن بشأن استعدادها لتطوير ضمانات أمنية لأوكرانيا.

وقالت ماريا مالمر ستينرجارد، وزيرة الخارجية السويدي، دعم السويد العسكري والسياسي والمدني لأوكرانيا لا يزال ثابتا

ويأتي ذلك في إطار استمرار الدعم الأوروبي للدولة الأوكرانية في معركتها ضد روسيا. 

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم السبت، إنه من الضروري مواصلة دعم أوكرانيا والضغط على روسيا.

وحذر ماكرون مما أسماه ميل روسيا إلى عدم الوفاء بالتزاماتها بشأن أوكرانيا.

وشهدت ولاية ألاسكا الأمريكية خلال الساعات الماضية انعاقد القمة الأمريكية الروسية بين ترامب وبوتين في ألاسكا.

وتتصدر الأزمة الأوكرانية على رأس أولويات القمة الأمريكية الروسية.

وقال مسؤولون أمريكيون إن الحوافز التي قد يحتاج إليها بوتين تشمل مناقشة صفقات تجارية.

وشددت المصادر المُقربة من الاجتماع على أن هناك حاجة إلى تقديم حوافز لبوتين لتعزيز السلام في أوكرانيا.

وأصدر الكرملين الروسي، امس الجمعة، بياناً أكد فيه أن مشروعات التعاون الاقتصادي بين روسيا والولايات المتحدة وقضايا الخلافات المتبادلة ستكون على جدول أعمال قمة ألاسكا.

وتابع الكرملين بيانه بالقول :"تسوية الأزمة الأوكرانية ستكون على رأس أولويات قمة بوتين وترامب".

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، امس الجمعة، إن الحرب في أوكرانيا ينبغي أن تتوقف.

وأضاف قائلاً :"لا علاقات تجارية مع روسيا إلا إذا أوقفت الحرب".

وأردف بالقول :"روسيا تُريد التفاوض، أعتقد أننا سنحقق نتيجة ما في القمة مع بوتين".

مقالات مشابهة

  • قادة أوروبا يؤكدون دعم أوكرانيا بعد قمة "ترامب–بوتين" في ألاسكا
  • ترامب وبوتين على طاولة قمة ألاسكا.. رؤى متباينة لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • قمة بوتين – ترامب “تكسر جليد” أكبر قطبين عالميين.. الانتقال من المواجهة إلى الحوار
  • قمة ترامب ـ بوتين في ألاسكا.. لا اتفاق حول أوكرانيا وابتسامة موسكو أوسع
  • حجازي: الاستيطان جريمة حرب.. ويجب تفعيل الضغوط الدبلوماسية لعزل إسرائيل على الساحة الدولية
  • الكرملين يكشف تفاصيل “قمة ألاسكا” بين بوتين وترامب
  • ترامب يلتقي بوتين في ألاسكا لبحث إنهاء حرب أوكرانيا
  • قمة ألاسكا.. ما المساحة التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا ؟
  • البيت الأبيض عن لقاء ترامب بـ بوتين: ترامب أولويته تجاه روسيا هي الدبلوماسية