عقدت مكتبة الإسكندرية، اليوم السبت، جلسة بعنوان "من سيرة الإصلاح و التجديد.. الشيخ حسن العطار"، بمشاركة الكاتب والناقد إيهاب الملاح، وقدمها الدكتور محمود مجلي، وذلك ضمن فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته التاسعة عشرة.

في بداية كلمته، أشاد الكاتب والناقد إيهاب الملاح بمكتبة الإسكندرية ودورها الذي يجسد التنوع الثقافي والحضاري لمدينة الإسكندرية والممتد إلى آلاف السنين، ومعرض الكتاب الذي أصبح بؤرة حقيقة في مصر ينافس أكبر معارض الكتاب ليس في مصر فقط ولكن العالم العربي.

وأكد "الملاح" إن الشيخ حسن العطار اسم كبير في تاريخ المؤسسة الدينية في مصر، وهو بداية الخط الذي بدأت منه إجراءات الإصلاح والتجديد في الثقافة المصرية، خاصة أنه تزامن مع الفترة التي سبقت الحملة الفرنسية وما بعدها، والتي يعتقد البعض أنها كانت نقطة فاصلة في التفكير فيما قبلها وما حدث بعدها، وخاصة لوجود علماء بصحبة الحملة الذين تسببوا في الاحتكاك العظيم والذي أنتج فيما بعد ما يسمى الحداثة.

وأضاف "الملاح" إن هذه الخلفية التاريخية هي ما تبرز ما قدمه الشيخ حسن العطار لحركة الثقافة والتاريخ، فهو ولد عام 1766، وكان واحدًا من الاشخاص الذين درسوا دراسة تقليدية بالأزهر الشريف قبل قدوم الحملة، وظهر نبوغه مبكرًا في العلوم الدينية النقلية، وهي العلوم الوحيدة التي كان يسمح بدراستها في ذلك الوقت.

وأوضح "الملاح" إن "العطار" كان صديقًا للمؤرخ عبد الرحمن الجبرتي، ومحب الأدب والشعر، الشيخ إسماعيل الخشاب، وقال انه من خلال الثللثة بدأت نواة ثقافية للاجتماع والتباحث حول العلوم الأخرى غير العلوم الدينية، مثل الرياضيات والفلك والعلوم الطبيعية، مشيرا الى ان ثلاثتهم آمنوا بضرورة تجديد وتغيير الوضع القائم.

وأضاف "الملاح" إن اجتماعهم تزامن مع الحملة الفرنسية ووجود علماء درسوا كل ذرة رمل في مصر وخلاصته ما جاء في كتاب "وصف مصر"، ورغم وجود مقاومة شديدة في في هذا الوقت لكل ما هو فرنسي، بدأ الأصدقاء الثلاثة التواصل معهم، ومن هنا نشأت الازدواجية في العلاقة مع الغرب بين الوجه الاستعماري البغيض، والوجه الآخر التقدم العلمي والحضاري.

وأشار "الملاح" إلى أن هذا التواصل دفع "العطار" إلى إدراك المعنى الذي عبر عنه في جملة "إن بلادنا لابد أن تتغير أحوالها وأن يتجدد من العلوم والمعارف ما ليس فيها"، وهو ما دفعه إلى الارتحال لمدة ١٤ عامًا في الشام والأستانة وألبانيا للدراسة والبحث، وعندما عاد عام 1815 كان محمد على باشا يحكم مصر، وحدث اللقاء بين المثقف والحاكم فقرر محمد علي جعله - بلغة اليوم- مستشاره الثقافي.

وأضاف "الملاح" أن "العطار" قدم لمحمد علي أول مشروع ثقافي مصري عربي، من خلال الاهتمام بالتعليم عن طريق إنشاء المدارس المدنية لأول مرة، وإرسال البعثات التعليمية، وكانت أهمية البعثة التي أرسلت عام 1826 لوجود رفاعة الطهطاوي بها، والذي يعتبر أهم تلامذة "العطار"، مضيفًا أن هذا البرنامج إذا ما طبق اليوم بمنتهى البساطة سوف يحدث فرقًا.

ولفت، إلى أن العطار عُين شيخًا للأزهر في آخر 5 سنوات فى عمره منذ 1830، وكأن ذلك تتويجا لمسيرته، وخلال تلك الفترة حاول ان يدفع بالأزهر وطلابه إلى الأمام ولكن قابلته مقاومة كبيرة، وترك خلفه تلاميذه وعلى رأسهم رفاعة الطهطاوي، ومجلات وكتب عن التجديد ومجموعة كبيرة من الكتابات ومتون على طريقة دارسي تلك الفترة، والمحفوظة في دور الكتب والمخطوطات، إلا أن القليل منها فقط هو ما تم تحقيقه ونشره.

واختتم "الملاح" حديثه، بأن "العطار" آمن بالتجديد وضرورة التعرف على الأخر ونبذ التعصب لثقافة ما، كما أنه لا يحدث تغيير بدون تيار ولا يأتي من أعلى لذلك كان الاهتمام الأول بالنسبة له هو التعليم، وقدم مجموعة تجديدات على مستوى اللغة والأسلوب والوعي ورؤية العالم.

جدير بالذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته التاسعة عشرة يشهد مشاركة 77 دار نشر مصرية وعربية، ويمتد المعرض خلال الفترة من 15 يوليو حتي 28 يوليو الجاري، وذلك بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحادي الناشرين المصريين والعرب.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسكندرية معرض الدولي للكتاب مکتبة الإسکندریة فی مصر

إقرأ أيضاً:

الجناح الوطني السعودي يشارك في بينالي لندن للتصميم 2025 بمعرض “مياه صالحة”

البلاد- الرياض
تشارك المملكة للمرة الخامسة في بينالي لندن للتصميم، الذي يقام هذا العام في سومرست هاوس تحت شعار “Surface Reflections” خلال الفترة من 5 إلى 29 يونيو 2025، من خلال الجناح الوطني السعودي، الذي تنظمه هيئة فنون العمارة والتصميم، بدعم من وزارة الثقافة. وتأتي المشاركة بمعرض عنوانه “مياه صالحة”، الذي يجسد التزام المملكة بالمشاركة الفاعلة دوليًا، ويهدف إلى أعادة تصوّر أنظمة الوصول إلى الماء وتوزيعه، إذ يتناول العنوان الموضوعات المحورية المرتبطة بالمياه والمطروحة على مختلف المستويات، لا سيما ما يتصل بالنُظم المائية وقضايا ندرتها وإتاحتها للجميع والإنصاف في توزيعها. وأكدت الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم الدكتورة سمية السليمان أن الهيئة تواصل التزامها برسالتها في دعم المواهب السعودية وتنمية الممارسات الإبداعية محليًا وعالميًا. وأشارت إلى أن بينالي هذا العام يسلط الضوء على تفاعل التجارب الداخلية والتأثيرات الخارجية، وأنه من خلال الجناح الوطني السعودي، يتم دعم الجيل القادم من المعماريين والمصممين السعوديين وتوفير منصات تمكّنهم من إيصال أصواتهم إلى الساحة الدولية. من جانبهم، بيّن أعضاء فريق المصممين أن تصميم المعرض اعتمد نهج “التصميم دون مصمّمين”، معتمدين على أساليب التصميم للوظائفية المباشرة، وذلك من خلال تصميم خزانات مياه وبنية تحتية مكشوفة. ويسلط معرض “مياه صالحة” الضوء على البصمة المائية في الحياة اليومية، ورسم خارطة للطاقة والموارد اللازمة لإتاحة الماء “المجاني”، ويضم في مركزه “سبيل ماء”، إضافة إلى شاشات عرض عن صناعة المياه في المملكة، تقدم نظرةً عملية بسيطة وواقعية على عملية تحلية المياه.

مقالات مشابهة

  • إغلاق معرض مدريد للكتاب بسبب الرياح وإرتفاع درجات الحرارة
  • “الحقيل ” يرعى ملتقى لندن التعريفي بمعرض سيتي سكيب الرياض
  • «أبوظبي العالمي» يستقطب 10 آلاف مشارك بمعرض التوظيف الافتراضي
  • الجناح الوطني السعودي يشارك في بينالي لندن للتصميم 2025 بمعرض “مياه صالحة”
  • نقابة الصحفيين تنعى الزميل محمد الخطابية.. سيرة مهنية حافلة بالعطاء
  • الأحد.. مكتبة الإسكندرية تنظم ندوة حول رؤية إدارة وحماية مواقع التراث العالمي
  • الأحد المقبل.. الأكاديمية العربية في الإسكندرية تطلق منصة "المرأة العربية في العلوم" بالشراكة مع اليونسكو
  • بوشر الوقفية تفتتح النسخة الثانية من معرض سيرة ومسيرة
  • مكتبة الإسكندرية تُنظِّم ندوة بعنوان «رؤية القيادة السياسية لإدارة و حماية مواقع التراث العالمي»
  • "بوشر الوقفية" تُطلق النسخة الثانية من "سيرة ومسيرة"