لم يكن أحد يتوقع أن يصل الغرور والطغيان الأمريكي هذه الدرجة من العنصرية التي تجعل الرئيس الأمريكي السابق والمحتمل دونالد ترامب يطالب بإبادة الشعب الإيراني كله إذا ما تعرضت حياته للخطر، وتم اغتياله، حيث قرر ترامب أن يبيد 90 مليون إيراني مقابل اغتيال فرد واحد بالولايات المتحدة الأمريكية هو السيد دونالد ترامب، كاشفًا عن مدى الاستهانة بأرواح الأطفال والنساء والرجال والشيوخ والشباب الذين لم يشاركوا أو يعلموا باغتياله المفترض، فهو لم يكتف مثلاً بتعقب وقتل الجناة إذا ما حدثت عملية الاغتيال المفترضة أو حتى قلب نظام الحكم في إيران، أو قتل الرئيس الإيراني مقابل قتل مرشح أمريكي للرئاسة، ولكن إبادة الشعب الإيراني كله، وهو ما يعكس مستوى التفكير الإجرامي عند صناع القرار الأمريكي الذين يساندون الآن عمليات الإبادة الجماعية لشعب غزة بزعم البحث عن رجلين فقط في حماس، وهما يحيى السنوار، ومحمد الضيف، وهي الإدارة التي أبادت أكثر من مليون عراقي بزعم البحث عن صدام حسين.
صناع القرار الأمريكي إذًا يؤكدون يومًا بعد يوم وساعة بعد ساعة أنهم لا يرغبون في رؤيتنا كبشر على الخريطة العالمية، لأن قلوبهم تمتلئ حقدًا وكراهية ضد جنسنا البشري، وعقولهم تعمل ليل نهار للتخلص منا كمجموعات بشرية تكرهها.
الرئيس الأمريكي السابق وصل إلى أعلى درجات الغطرسة عندما طالب بذلك في العلن، ولم يقدم مثلاً تلك التوصية إلى قيادة الجيش الأمريكي، أو إلى وكالة الاستخبارات الأمريكية الـ(CIA) سرًا، ولكنه قال ما نصه في وصية مكتوبة قرأها الملايين على شبكة تروث سوشيال، التي أنشأتها شركاته ردًّا على منعه من التغريد عبر موقع (x) تويتر سابقًا.
وقال ترامب: "إذا اغتالوا الرئيس ترامب، وهو احتمال قائم دومًا، آمل أن تطمس الولايات المتحدة إيران، وأن تمحوها عن وجه الأرض. إذا لم يحصل ذلك سيُعتبر قادة الولايات المتحدة جبناء وبلا شجاعة!".
وزعمت الإدارة الأمريكية أنها اكتشفت خطة إيرانية لاغتيال ترامب، وأنها عززت الحراسات السرية لحمايته من مخطط اغتياله انتقامًا من قراره باغتيال اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الذي قتل بطائرة أمريكية مع نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس، في يناير 2020.
وزعمت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أنهم في الأجهزة الأمنية يتتبعون التهديدات الإيرانية ضد ترامب ومسؤولين سابقين في إدارته منذ سنوات.
وفي رد فوري على تلك الاتهامات نفى أمير سعيد إيرواني المندوب الإيراني في الأمم المتحدة، الاتهامات، وقال إنها مجرد ادعاءات لا أساس لها من الصحة، ومغرضة. وبدوره قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن إيران "ترفض بقوة أي ضلوع لها بالهجوم المسلح الأخير على ترامب".
ويبقى أن وصية ترامب ترجح احتمال وجود خطة أمريكية لتدمير إيران بعد تلفيق عملية اغتيال لأي مسئول أمريكي، وربما ناقش مجرم الحرب نتنياهو الخطة مع حلفائه في البيت الأبيض.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
إيران تطالب مجلس الأمن بعقد اجتماع طارئ بعد الهجوم الأمريكي على منشآتها النووية
طالبت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، اليوم الأحد، بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، على خلفية الضربة العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد منشآت نووية داخل إيران.
وجاء الطلب الإيراني بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن مقاتلات بلاده نفذت "هجومًا ناجحًا للغاية" على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، ضمن عملية عسكرية تهدف إلى "تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم".
وفي رسالة رسمية وجهتها البعثة الإيرانية إلى مجلس الأمن الدولي، طالبت طهران بعقد اجتماع عاجل "حفاظًا على السلم والأمن الدوليين"، لبحث ما وصفته بـ"العمل العدواني السافر وغير القانوني"، داعية المجلس إلى "إدانته بأشد العبارات واتخاذ جميع التدابير اللازمة في إطار المسؤوليات الموكلة إليه بموجب ميثاق الأمم المتحدة".
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور نشره عبر منصته "تروث سوشيال" أن "درة تاج البرنامج النووي الإيراني، فوردو، قد انتهت"، في إشارة إلى حجم الدمار الذي ألحقته الغارات بتلك المنشأة شديدة التحصين، الواقعة جنوب العاصمة طهران.
في تصريحات لاحقة خلال كلمة متلفزة، وجه ترامب تحذيرًا مباشرًا للقيادة الإيرانية، قائلًا: "إما أن يكون هناك سلام أو مأساة بالنسبة لإيران أكثر بكثير من التي شهدناها في الأيام الثمانية الماضية". واعتبر ترامب أن نجاح العملية العسكرية يمثل رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة قادرة على تنفيذ عمليات دقيقة في عمق إيران، مع الحفاظ على سلامة قواتها.
وأضاف ترامب: "جميع الطائرات في طريق العودة للوطن بسلام. نهنئ محاربينا الأمريكيين العظماء"، مشيدًا بكفاءة الجيش الأمريكي في تنفيذ العمليات المعقدة.