ندوة «التراث البحرى.. ذاكرة مصر الزرقاء»
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
الإسكندرية فى 25 يوليو- نظمت اليوم مكتبة الإسكندرية، ندوة بعنوان «التراث البحرى.. ذاكرة مصر الزرقاء»، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافى لمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب فى نسخته التاسعة عشرة، بحضور الدكتور عماد خليل؛ أستاذ كرسى اليونسكو للتراث الثقافى المغمور بالمياه، ومدير مركز الآثار البحرية والتراث الثقافى الغارق بجامعة الإسكندرية، وقدمتها أمنية فتح الله.
قال الدكتور عماد خليل أن التراث الثقافى هو تعبير عن سبل المعيشة التى وضعت من قبل المجتمع وانتقلت عبر الأجيال سواء كانت مادية، مثل الأماكن والمواقع الأثرية والمبانى، أو غير مادية مثل االقصص وأنماط الموسيقى والفنون.
وقال إن الاهتمام بالتراث يبدأ بمعرفته ومحاولة فهمه وإدراك أهميته والسعى للحفاظ عليه، وكذلك الانتفاع به والرغبة فى معرفة المزيد عنه، لافتا إلى أن تلك الآلية تسمى إدارة التراث.
وأضاف أن الذاكرة الزرقاء أو التراث الثقافى البحرى هو الناتج المادى وغير المادى لتفاعل الإنسان مع البحار والأنهار والبحيرات عبر العصور، لافتا إلى أن علاقة المصريين بالبحرين المتوسط والأحمر تعود إلى ما يزيد على 5 آلاف عام، بينما تمتد علاقتهم بالنيل إلى أكثر من 300 ألف عام.
وأشار إلى أن تلك العلاقة الممتدة عبر آلاف السنين أنتجت التراث الثقافى البحرى، لافتا إلى وجود مئات النقوش والرسوم الصخرية التى تصور أشكال المراكب يرجع عمر بعضها إلى نحو 5 آلاف سنة.
وأوضح أن أبرز أشكال التراث البحرى فى مصر هو اختراع شراع المركب والذى يعتبر أمرا مُعجزا، لافتا إلى أن ذلك الاختراع جاء نتيجة آلاف السنين من التجارب فى الملاحة النهرية، ولفت إلى أن الشواهد تشير إلى أن المصريين هم من اخترعوا الشراع، مضيفا أن المراكب الشراعية العاملة مثلت عصب الاقتصاد المصرى حتى فترة الستينيات من القرن العشرين.
وأشار إلى أن أهمية السفن والمراكب عند المصريين القدماء الذين لم يعرفوا وسيلة للانتقال الطويل سوى المركب لذلك ترجموا هذا فى الانتقال للحياة الأخرى عند تصوير مشاهد ما بعد الوفاة والمراسم الجنائزية.
واستعرض عددا من الصور للمراكب عبر العصور الحديثة ومقارنتها برسوم المراكب فى العصور المصرية القديمة والتى تظهر الموروثات فى هذا الشأن سواء فى طرق صناعة المراكب أو فى المهن المرتبطة بها.
جدير بالذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب فى نسخته التاسعة عشرة يشهد مشاركة 77 دار نشر مصرية وعربية، ويمتد المعرض خلال الفترة من 15 يوليو حتى 28 يوليو الجارى، وذلك بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحادى الناشرين المصريين والعرب.
وقد أعلن الدكتور أحمد زايد عن إطلاق «جائزة مكتبة الإسكندرية للقراءة» تحت شعار «عش ألف عام مع القراءة»، وذلك خلال كلمته الافتتاحية لمعرض معرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب.
وقال إن الجائزة سنوية وموجهة لكل أطياف الشعب المصرى، وتختص بالفئة العمرية من 18 حتى 40.
وللتعرف على شروط التقدم وآلية التسجيل يتم الدخول على الرابط التالي:
https://readingcompetition.bibalex.org/Home/home.aspx
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مكتبة الإسكندرية فعاليات البرنامج الثقافي مکتبة الإسکندریة التراث الثقافى لافتا إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
حوارية تحت عنوان “ذاكرة المكان وجمالياته” في الطفيلة
صراحة نيوز-عقدت في قاعة مديرية ثقافة الطفيلة ندوة حوارية بعنوان “ذاكرة المكان وجمالياته”، متضمنة 3 محاور رئيسة، سلطت الضوء على ملامح تاريخ الطفيلة وتراثها المادي والشفهي، بمشاركة نخبة من الكتاب والباحثين من محافظة الطفيلة.
وجاءت الندوة، التي أدارها مدير ثقافة الطفيلة الدكتور سالم الفقير، ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الـ39 تحت شعار “هنا الأردن.. ومجده مستمر”، وبالتعاون بين رابطة الكتاب الأردنيين ومديرية ثقافة الطفيلة.
واستعرض الباحث والمؤرخ الدكتور إسحاق عيال سلمان، في المحور الأول، تاريخ الطفيلة، ومتناولا تطور الحياة فيها عبر العصور، وما مرت به من مراحل اجتماعية وعمرانية،.
كما أضاء على تفاصيل الحياة اليومية، وعلاقات الناس بالمكان، في سرد يجمع بين التوثيق والتحليل.
وتحدث عن بعض المراجع المهمة التي وثقت جوانب من الحياة المحلية، ومنها كتاب “60 عاما لامرأة أردنية”، مشيرا إلى ما تضمنه من شهادات حية تعكس أنماط العيش والعلاقات الاجتماعية في الطفيلة مطلع القرن الـ20، ما يجعله وثيقة أدبية واجتماعية تكمل السرد التاريخي الرسمي بمشهد إنساني نابض من قلب المكان.
وتناولت رئيسة جمعية سيدات الطفيلة الخيرية الدكتورة حنان الخريسات، في المحور الثاني، التراث الشفهي والشعبي في الطفيلة، مستعرضة أنماط الحكايات الشعبية، والأمثال، والأهازيج، وما تحمله من رموز ومعان ترتبط بالحياة اليومية، والعلاقات الاجتماعية، والعادات المتوارثة.
وأشارت إلى أن هذا التراث يشكل جزءا من الموروث الثقافي، وهو مصطلح يشمل كل ما تنتجه الجماعة من تعبيرات غير مكتوبة، تنتقل شفهيا من جيل إلى آخر.
وبينت أن الموروث الشفهي يضم الألفاظ والتعابير، وأساليب الحكي والغناء، والطقوس المرتبطة بالمناسبات المختلفة، التي تعبر عن وجدان المجتمع ونظرته إلى ذاته ومحيطه.
كما أوضحت كيف يتجلى هذا الموروث في تفاصيل الحياة، ليشكل نسيجا حيويا من الهوية الثقافية، التي لا تزال حاضرة في الذاكرة الجماعية للناس رغم تغيرات الزمن.
وقدمت المهندسة وفاء الطراونة، من جامعة الطفيلة التقنية، في المحور الثالث، قراءة في الخصائص المعمارية التقليدية في الطفيلة، مستعرضة نماذج من البناء القديم، وخصوصية استخدام المواد المحلية في تشييد البيوت، وتفاصيل التصميم التي تعكس بساطة العيش وانسجام الإنسان مع بيئته.
وتحدثت بشكل خاص عن قرية السلع وبلدة ضانا، باعتبارهما نموذجين حيين لفن العمارة التقليدية التي ما تزال قائمة، وذات قيمة تاريخية وجمالية.
وأشارت إلى أن المواقع السياحية، مثل ضانا، تسهم في إبراز هذه العمارة للزوار، وتشكل فرصة حقيقية للتعريف بتراث الطفيلة المعماري، ووسيلة لإعادة إحياء المباني القديمة عبر الاستخدام السياحي المستدام.
وتوقفت خلال حديثها عند قصر الباشا صالح العوران، الذي يعد أحد أبرز الأمثلة على الطراز المعماري الفريد في المنطقة، من حيث بناؤه المتين، وتفاصيله التصميمية المختلفة عن النمط السائد في مساكن الطفيلة آنذاك، سواء في حجمه أو تنسيقه الداخلي أو مواده المستخدمة، مما يمنحه طابعا خاصا يميزه ضمن النسيج العمراني المحلي.
وفي نهاية اللقاء، قامت رابطة الكتاب الأردنيين، ممثلة بالدكتور هشام القواسمة، بتكريم المشاركين، تقديرا لمساهماتهم الثقافية والمعرفية في إبراز ملامح الطفيلة وتوثيق ذاكرة المكان.