صحيفة البلاد:
2025-06-01@17:42:29 GMT

تشويه الأولمبياد

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

تشويه الأولمبياد

استضافة الأولمبياد تمنح الدول المضيفة العديد من الفرص والفوائد، التي تؤثر على مجالات متعددة من الحياة الوطنية؛ مثل الفوائد الاقتصادية والسياحية وخلق فرص العمل، وتعزيز الرياضة، ولكن هناك جانب ثقافي، وهو إظهار الثقافة المحلية للعالم، وكسب الاحترام الدولي لها، وهو أمر بالنظر إلى ردود الأفعال العالمية، فقد فشلت فرنسا فيه بشكل كبير في حفل الافتتاح لأولمبياد باريس، بل إنها فشلت في تعزيز الوحدة الوطنية من خلال استضافة الأولمبياد، وهو أمر نراه في انقسام الفرنسيين أنفسهم تجاه الانحطاط الذي شاهدناه في حفل الافتتاح.

الأولمبياد فرصة للإبداع والإبهار، من خلال إبراز الكثير مما بإمكان الدولة المستضيفة عمله وتقديمه للعالم، فإرث فرنسا الثقافي غني، ويعكس تاريخها الطويل وتأثيراتها المتعددة عبر العصور شاملاً الفلاسفة والكتاب؛ مثل فولتير، وجان جاك روسو، وفيكتور هوغو، والفن الكلاسيكي والمدرسة الانطباعية بنجومها” مونيه، وإدغار ديغا، ورينوار، والموسيقى الكلاسيكية والحديثة التي شملت إديث بياف، التي أصبحت رمزاً للأغنية الفرنسية التقليدية، وصولاً إلى السينما والأزياء وبيوت الأزياء الراقية؛ مثل شانيل، وديور، وسان لوران، الذين أحدثوا ثورة في عالم الموضة، وفن العمارة المتمثل في كاتدرائيات مثل نوتردام وقصر فرساي ورمز الحداثة الفرنسية برج إيفل، انتقالًا إلى الفلسفة والفكر والتنوير وأساطيرها فولتير وميشيل فوكو، ولكن فرنسا تركت تاريخًا مليئًا بالثقافة والفن، لتبرز أن الشذوذ والانحراف الأخلاقي هو ما يمكنها تقديمه للعالم، وما تشتهر به.

كمية من القذارة الإيحائية شوهت الجماليات الإبداعية الخاصة بحفل الافتتاح والابتكارية، التي صاحبته من خلال القيام بحفل الافتتاح خارج الاستاد، ليرتكز الرأي العام العالمي على الرسائل القذرة التي تم تمريرها تحت عنوان (الحرية) وهم هكذا يشوهون الحرية من خلال مفهومهم المنحرف، لينتقل التشويه ليشمل لوحة العشاء الأخير ذات المكانة الكبيرة في التاريخ المسيحي، وفي خضم ذلك المشهد لم يسلم الأطفال ليتم دمجهم في هذا المشهد المقزز ضمن أجندتهم الخبيثة، بل إن الفرنسين فشلوا في الترويج الصحيح لثورتهم الشهيرة من خلال مشهد ماري أنطوانيت؛ حيث قاموا بحصر الثورة بقطع رأسها وتجاهلوا أن ثورتهم في فترة قصيرة تحولت لمجزرة قتلوا فيها بعضهم البعض لمجرد عدم التصفيق والتهليل لها، ليتحولوا بعد ذلك إلى آلة استعمارية عسكرية، والآن آلة استعمارية فكرية.

للأسف الشديد، المؤسسة الرياضية العالمية أصبحت واهنة وضعيفة، ومخترقة لدرجة أنها فشلت في احترام قناعات أغلبية العالم، مقابل سطوة مجموعة صغيرة تمرر أجندات بغيضة ومنحرفة يرفضها أغلب سكان الكرة الأرضية.
بُعد آخر
يؤسفني القول: إن ما شاهدناه في حفل الافتتاح هو جزء مما سنشاهده في كأس العالم للأندية، وكأس العالم للمنتخبات القادم.

@MohammedAAmri

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: محمد العمري من خلال

إقرأ أيضاً:

الصفدي يطلع على الانجازات التي حققتها سلطة إقليم البترا

صراحة نيوز ـ أطلع رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي خلال زيارته اليوم الخميس، سلطة إقليم البترا التنموي السياحي على الإنجازات التنموية والسياحية التي حققتها السلطة في البترا، وبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين مجلس النواب والسلطة لدعم الجهود الوطنية في سيادة القانون والتنمية في البترا وتطوير المنتجات السياحية في الإقليم.
وقدم البريزات شرحاً مفصلاً حول الجهود التي تبذلها السلطة لتنظيم الموقع الأثري في البترا، بما ينسجم مع معايير الحفاظ على مواقع التراث العالمي التي تضعها منظمة اليونسكو، وضمان استدامة الموقع الأثري.
وأكد، أن سلطة إقليم البترا وضعت نصب عينيها منذ تأسيسها تحقيق التوازن بين حماية الإرث الحضاري الفريد للمدينة، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات المحلية، مشيراً إلى أن حملة “سيادة القانون والتنمية” التي نفذتها السلطة شكلت محطة مفصلية هامة في الحفاظ على البترا من الممارسات الخاطئة داخل الموقع الأثري، بما يضمن سلامة الزوار واحترام خصوصية المكان التاريخي.
وتطرّق البريزات، خلال اللقاء، إلى الثقافة البدوية العريقة في منطقتي البترا ووادي رم، والتي حظيت باعتراف دولي عندما أدرجتها منظمة اليونسكو على قائمة التراث الثقافي غير المادي عام 2008، باعتبارها أحد أوجه التنوع الثقافي الإنساني.
وأشار إلى أن الثقافة البدوية ليست فقط موروثاً يجب الحفاظ عليه، بل تمثل عنصر جذب سياحي أصيل يسهم في إثراء تجربة الزائر وتعميق فهمه للهوية الأردنية، وعملت السلطة على إدراجها ضمن الخارطة السياحية من خلال “بيت الشعر البدوي” في تجمعات اللواء كافة.
وثمّن البريزات حجم الاستثمارات التي يقوم بها أبناء وادي موسى في القطاع السياحي، والتي تعكس وعياً متقدماً من المجتمع المحلي بأهمية الشراكة في إدارة القطاع، وتوفير خدمات نوعية تلبي تطلعات الزوار وتعزز من مكانة البترا كمقصد عالمي.
وأعرب الصفدي، خلال الزيارة التي رافقه فيها النائب يوسف الرواضية والنائب مصطفى الخصاونة عن تقديره الكبير للجهود التي تبذلها سلطة إقليم البترا، مشيداً بالنموذج الذي تقدمه في إدارة المواقع السياحية بما يحافظ على الإرث الحضاري ويضمن استفادة المجتمعات المحلية.
وأكد، استعداد مجلس النواب لدعم التشريعات والمبادرات التي تعزز من مكانة البترا وتدفع بعجلة التنمية في الإقليم

مقالات مشابهة

  • فضل الله يهاجم الحكومة: فشلت في تحقيق الشعارات الإصلاحية!
  • فرنسا.. مقتل شاب بأعمال شغب باحتفالات فوز سان جيرمان
  • فرنسا.. وفيات واعتقالات واحتراق سيارات خلال الاحتفال بفوز سان جيرمان
  • لاعبة منتخب مصر للجمباز: الرياضة لم تؤثر على دراستي.. وأحلم بالمشاركة في الأولمبياد
  • ملف المخدرات في السودان يُعد من أخطر الملفات التي واجهت البلاد
  • شاكيرا تلغي حفلا لـ المثليين في بوسطن الأمريكية.. هل ترامب السبب؟
  • كورونا يطرق أبواب فرنسا من جديد
  • اعتبارا من تموز المقبل ..فرنسا تحظر التدخين في كل الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال
  • فرنسا تحظر التدخين في كل الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال بدءًا من يوليو
  • الصفدي يطلع على الانجازات التي حققتها سلطة إقليم البترا