الجزيرة:
2025-07-01@17:25:06 GMT

اغتيال هنية وشكر.. واشنطن بين الترحيب والقلق

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

اغتيال هنية وشكر.. واشنطن بين الترحيب والقلق

واشنطن- غلّف القلق والرضا معا رد الفعل الأميركي على اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، وقبله بساعات اغتيال فؤاد شكر أحد أهم قادة حزب الله العسكريين في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت.

وقال مسؤول أميركي إن البيت الأبيض اطلع على تقارير اغتيال هنية، لكنه رفض التعليق على الفور.

في حين ذكرت شبكة "سي إن إن" أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هاتف رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في أعقاب اغتيال هنية، وقال إن بلاده "ليست على علم أو متورطة في اغتياله" وإنه لن يتكهن بتأثير ذلك.

إن نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟
السلام الإقليمي والدولي بحاجة لشركاء جادين وموقف دولي ضد التصعيد والاستهتار بأرواح شعوب المنطقة.

— محمد بن عبدالرحمن (@MBA_AlThani_) July 31, 2024

خشية

وجاءت هذه الهجمات بعد مباحثات جمعت، الأحد الماضي في روما، مدير جهاز الموساد ديفيد برنيع مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل لمناقشة الاقتراح الإسرائيلي المتعلق بصفقة وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين لدى حماس.

واعتبرت شبكة "سي إن إن" أن اغتيال هنية، وهو محاور رئيسي في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، يشكّل "ضربة كبيرة لحركة حماس، حيث يقضي على أهم شخصياتها العامة التي ترأس العمليات السياسية من الخارج"، حسب تقديرها.

وتخشى واشنطن من اتساع نطاق العمليات العسكرية في الشرق الأوسط خاصة أن عملية اغتيال هنية تمت في طهران، مما يهدد بتجدد الضربات بين إسرائيل وإيران على غرار ما حدث في أبريل/نيسان الماضي. مما قد يؤدي، مع استمرار المواجهات المتصاعدة بين تل أبيب وحزب الله، إلى الاقتراب من حرب إقليمية شاملة لا تريدها واشنطن قبل انتخاباتها الرئاسية بنوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

واعتبر الإعلام الأميركي -في مجمله- أن إسرائيل وجهت ضربتين موجعتين "للجماعات الوكيلة لإيران"على حد وصفها، خاصة أن واشنطن تعتبر (حماس وحزب الله) منظمتين "إرهابيتين".

وذكر أن هنية حمل مسؤولية العلاقات الخارجية لحركة حماس، وأنه كان في طهران للمشاركة في احتفالات تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، وسبق ذلك قيامه بعدة زيارات دولية ولقاءات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أبريل/نيسان الماضي، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف العام الماضي.

واعتبر تاريتا بارسي، نائب رئيس معهد كوينسي في واشنطن، في سلسة تغريدات له أنه "إذا كان الرئيس جو بايدن قد فرض وقف إطلاق النار في وقت مبكر، لتمّ تجنب كل هذا بما في ذلك خطر جر الولايات المتحدة إلى حرب أخرى لا معنى لها في الشرق الأوسط".

دعم

من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنه لا يعتقد أن الحرب في الشرق الأوسط أمر لا مفر منه، ولكن إذا تعرضت إسرائيل للهجوم، فإن بلاده ستساعد في الدفاع عنها. وأثناء زيارته، اليوم الأربعاء، للفلبين، قال أوستن إن بلاده "ستفعل كل ما في وسعها للتأكد من أننا نمنع الأمور من التحول إلى صراع أوسع في جميع أنحاء المنطقة"، وعاد ليؤكد "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس".

وكانت إدارة بايدن دعمت موقف إسرائيل عقب حادث سقوط صاروخ على مرتفعات الجولان المحتل، مما أسفر عن مقتل 12 طفلا درزيا عربيا.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أدريان واتسون -في بيان- إن "الهجوم على مرتفعات الجولان نفذه حزب الله. كان صاروخهم، وأُطلق من منطقة يسيطرون عليها. يجب إدانته عالميا"، وشددت على أن واشنطن تدعم إسرائيل "ضد جميع التهديدات المدعومة من إيران، بما فيها الحزب".

وأضافت واتسون أن إدارة بايدن تعمل أيضا على حل دبلوماسي على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية "من شأنه أن ينهي جميع الهجمات مرة واحدة وإلى الأبد، ويسمح للمواطنين على الجانبين بالعودة بأمان إلى منازلهم".

واعتبرت واشنطن أن اغتيال القيادي فؤاد شُكر "دفاع عن النفس. وكانت قد رصدت مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معطيات عن شُكر في عام 2019 بسبب "دوره المركزي في تفجير ثكنات مشاة البحرية الأميركية ببيروت في 23 أكتوبر/تشرين الأول 1983 والذي أسفر عن مقتل 241 عسكريا أميركيا وإصابة 128 آخرين"، وفقا لموقع "مكافآت الحكومة الأميركية من أجل العدالة".

استعراض

وفور ورود أنباء استشهاد هنية، خرج أنصار إسرائيل في مجلسي الكونغرس (النواب والشيوخ) والمراكز البحثية مهللين وغير مكترثين باحتمالات التصعيد المتوقعة. واعتبر ماثيو ليفيت، الخبير بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، والمسؤول السابق بعدة إدارات أميركية، أن اغتيال هنية يُعد "خبرا جيدا".

وذكّر بدراسة له صدرت منذ عدة أشهر، أكد فيها أن ما يقوم به هنية وغيره من قادة حماس من تخفيف لهجتهم النارية عبر تصريحات أكثر اعتدالا حول وقف إطلاق النار على طول خطوط عام 1967، ما هي إلا "خطوة تكتيكية تهدف إلى تعزيز الهدف الرئيسي للحركة وهو إقامة دولة إسلامية من النهر إلى البحر".

في حين غرد جوناثان شانزر، المسؤول السابق بوزارة الخزانة، ونائب رئيس "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية" بواشنطن، والمعروفة بقربها من إسرائيل، على منصة "إكس"، منتشيا بعملية الاغتيال. وقال إن "حماس بدون إسماعيل هنية ومحمد الضيف ليست حماس التي كانت موجودة قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023".

واعتبر أن قيام إسرائيل بهذه العملية الكبيرة في غضون ساعات من "قضائها" على فؤاد شكر في لبنان، هو "استعراض لقدراتها الاستخباراتية الدقيقة ولقوتها الساحقة، وهو بلا شك يهز محور إيران".

وبسبب فارق التوقيت بين الشرق الأوسط والساحل الشرقي للولايات المتحدة، لم يخرج بعد بيان رسمي أميركي حول استشهاد هنية.

من جانبها، علقت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، والمرشحة الديمقراطية لانتخابات 2024، أمس الاثنين، على اغتيال شُكر، وقالت في تجمع انتخابي في مدينة أتلانتا "أنا أؤيد بشكل لا لبس فيه حق إسرائيل في البقاء آمنة والدفاع عن أمنها".

وأضافت "لدى إسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد المنظمات الإرهابية، وهذا هو بالضبط حزب الله. ولكن بعد كل ما قيل، لا يزال يتعين علينا العمل على إيجاد حل دبلوماسي لإنهاء هذه الهجمات. سنواصل القيام بهذا العمل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وقف إطلاق النار الشرق الأوسط اغتیال هنیة الدفاع عن

إقرأ أيضاً:

هل يسهم التوجه الأميركي الجديد في تحقيق السلام بالسودان؟

السودان ـ بعد مرور أكثر من 800 يوم على اندلاع الحرب في السودان، برز تحول لافت في الموقف الأميركي، حيث تعهدت إدارة الرئيس دونالد ترامب بجعل الملف السوداني على رأس أولوياتها في القارة الأفريقية.

ويرى مراقبون أن هذا المسعى لا يبتعد عن حسابات السياسة الخارجية الأميركية الساعية لتحقيق إنجاز جديد يسجل للإدارة الجمهورية، حتى لو تطلب الأمر استخدام أدوات الضغط السياسي والاقتصادي بالتوازي مع تحركات دبلوماسية إقليمية.

وخلال حفل توقيع اتفاق السلام بين رواندا والكونغو في قاعة "كولن ل. باول" بواشنطن -برعاية أميركية قطرية مشتركة- فاجأ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الحاضرين بتصريحات واضحة بشأن السودان، قائلا إن الوجهة التالية للسياسة الخارجية الأميركية ستكون وقف الحرب وتحقيق السلام في هذا البلد الذي يعاني من صراع دام منذ أبريل/نيسان 2023.

رباعية التحرك

التحرك الأميركي الجديد جاء بعد لقاء جمع كريستوفر لاندو نائب وزير الخارجية الأميركي ومسعد بولس مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية والشرق أوسطية بسفراء السعودية ومصر والإمارات، ضمن المجموعة الرباعية المعنية بالسودان. وأسفر الاجتماع عن اتفاق على تكثيف الجهود الدبلوماسية لحث الأطراف المتنازعة على وقف إطلاق النار، والدفع نحو تسوية سياسية تعيد الاستقرار إلى البلاد.

وينظر إلى هذا التحول الأميركي في سياق الضغوط الدولية المتزايدة لإنهاء الحرب التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم حاليا، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

مصادر في الاتحاد الأفريقي أكدت للجزيرة نت أن تصريحات وزير الخارجية الأميركي تعكس توجها جديدا لواشنطن لإطلاق مبادرة دبلوماسية لإنهاء النزاع السوداني، سواء عبر وساطة مباشرة أو من خلال تنسيق إقليمي موسّع.

وأشارت المصادر -التي فضلت عدم الكشف عن هويتها- إلى أن الأسابيع المقبلة قد تشهد تحركات أميركية أكثر وضوحا، تشمل زيارات إقليمية وربما استضافة محادثات تمهيدية في واشنطن.

إعلان

وفي المقابل، نقلت مصادر مقربة من مجلس السيادة السوداني للجزيرة نت أن القيادة السودانية منفتحة على أي مبادرة دولية -بما فيها الأميركية- شرط أن تنسجم مع خارطة الطريق التي طرحها رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان، والتي بدأ تنفيذها بتعديل الوثيقة الدستورية وتسمية رئيس وزراء مدني.

ووفق المصادر نفسها، فإن البرهان وضع عدة شروط قبل القبول بأي مفاوضات مع قوات الدعم السريع، أبرزها إخلاء الأعيان المدنية، ورفع الحصار عن مدينة الفاشر، ووقف إطلاق النار يتبعه انسحاب الدعم السريع من ولايات دارفور وغرب كردفان.

كما شككت المصادر في جدية الدعم السريع، مشيرة إلى أن قادته لا يمتلكون قرارهم المستقل ولا إرادة سياسية حقيقية، وأن قائدهم محمد حمدان دقلو "حميدتي" أعلن صراحة في خطابه الأخير رفضه العودة إلى طاولة المفاوضات.

بولس وسفراء المجموعة الرباعية اتفقوا على تكثيف الجهود لحث الأطراف المتنازعة على وقف إطلاق النار (رويترز) بين الضغوط والمصالح

ويرى المحلل السياسي سيبويه يوسف أن إدارة ترامب عازمة على فرض السلام في السودان، وقد بدأت بالفعل استخدام أدوات الضغط المتاحة، مثل العقوبات الاقتصادية التي فرضت مؤخرا، والتي يرى أنها كانت سببا في قبول الجيش بوقف إنساني لإطلاق النار في الفاشر.

وفي حديثه للجزيرة نت، أشار يوسف إلى أن الدعم السريع أبدى مرونة في ملفات التفاوض، مستشهدا بمشاركته في مفاوضات جدة والمنامة وسويسرا، مقابل ما وصفه بـ"تعنت الجيش" الذي انسحب من منبر جدة نهاية 2023.

لكن الباحث السياسي خالد سعد يقدم قراءة مغايرة، مؤكدا أن واشنطن لا تسعى إلى حل جذري للأزمة السودانية، بل تسعى إلى إدارتها وضبطها بما لا يضر بمصالحها في الإقليم. ويرى أن السودان كان دائما ضمن أولويات واشنطن، لكن ليس على رأس قائمتها.

ويشير سعد -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن إدارة ترامب تمتلك أدوات ضغط عسكرية ودبلوماسية واقتصادية، كما أنها تحظى بحلفاء إقليميين مؤثرين، مثل قطر، التي يتوقع أن تلعب دورا في أي مسار تفاوضي قادم نظرا لخبرتها في الوساطات الدولية.

"العصا والجزرة"

ويؤكد سعد أن واشنطن تستخدم إستراتيجية "الإنهاك والضغط التدريجي" لدفع أطراف النزاع إلى قبول الحلول السياسية. ويعتقد أن الإدارة الأميركية لا يمكنها فرض السلام بمفردها، لكنها قادرة على لعب دور حاسم في حال تحقق التنسيق بين القوى الإقليمية، وتوفرت إرادة داخلية سودانية، مع اقتناع الطرفين المتحاربين بعدم إمكانية الحسم العسكري.

في المحصلة، يرى مراقبون أن الموقف الأميركي الجديد يضع السودان مجددا على طاولة الاهتمام الدولي، وسط آمال بأن تسهم واشنطن في كسر الجمود السياسي والدفع نحو مسار تفاوضي يوقف نزيف الدم ويضع حدا للأزمة الإنسانية، وإن ظل هذا المسار مشروطا بإرادة الأطراف المحلية، وتفاهمات اللاعبين الإقليميين والدوليين.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: بالإمكان التوصّل إلى اتفاق مع حماس "خلال أسبوع"
  • واشنطن تكثف الضغوط لعقد صفقة.. إسرائيل تهدد بـ«القوة» وتطالب بإخلاء غزة
  • هل يسهم التوجه الأميركي الجديد في تحقيق السلام بالسودان؟
  • الصين تطلق «ريح الشرق».. صاروخ نووي قادر على ضرب أي مكان في العالم
  • أين أوروبا من نزاعات الشرق الأوسط في زمن القرار الأميركي؟
  • الموفد الأميركي إلى سوريا: حرب إيران وإسرائيل تمهد لطريق جديد في الشرق الأوسط
  • إعلام عبري: واشنطن ستبلغ إسرائيل بضرورة إنهاء حرب غزة وتأجيل هذه المهمة
  • إعلام عبري: واشنطن ستبلغ إسرائيل بضرورة إنهاء الحرب وتأجيل “تفكيك حماس”
  • إسرائيل تعلن اغتيال أحد مؤسسي حماس بغزة
  • إعلام عبري: واشنطن ستبلغ إسرائيل بضرورة إنهاء الحرب وتأجيل "تفكيك حماس"