الشيخ على يوسف والست صفية.. زواج شاهد على العصر
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
1. كانت قد مرت على حادثة دنشواي ( 1906) عدة شهور عندما تعرف الشيخ على يوسف - الرائد الأول للصحافة المصرية الكبيرة ( صاحب المسمى الراحل أحمد بهاء الدين فى كتابه « أيام لها تاريخ « عندما تعرف على فتاة جميلة، سمينة، طويلة، بيضاء، ذكية، مثقفة وذات حسب وجاه ونسب وأصل فهى تنتمى إلى أسرة الشيخ عبد الخالق السادات.
والشيخ على يوسف هو أول مصرى صمم وامتلك صحيفة يومية كبرى ( صحيفة المؤيد ) وهو أول صحفى يحاكم فى قضية صحفية سياسية هامة.
لقد جاء الشاب على يوسف من قريته ( بلصفورة ) بالصعيد على ظهر مركب من مراكب النيل العابرة والقادمة من الجنوب إلى العاصمة تلقى العلم فى الأزهر ليحقق حلمه فى الكتابة والصحافة باصداره وامتلاكه لصحيفة المؤيد التى أزعجت الاحتلال الإنجليزى.. فيما واجه الاحتلال سياسة صحيفة المؤيد المناهضة له بإصدار صحيفة المقطم الداعمة للاحتلال!
بعدما عاشت فى القاهرة وتعلم وبدأ رحلة العمل تزوج - وكانت زيجة متواضعة - حيث أنه - فى الأساس شاب بأس فقير ابن قرية مصرية أكثر منه بؤساَ وفقراً - ورزقه الله بابن منها اسماه عمر. وكان عمره 11 سنة عندما تزوج غير أمه. وكعادة بعض الرجال إذا ما تحسنت حياتهم المادية والوظيفية والسياسية تجدهم وقد قرروا البحث عن زوجة ذات حسب ونسب وذات مكانته اجتماعية ومادية تليق بوضعه الجديد. ومن هنا بدأت قصة غرام الشيخ على يوسف بصاحبة الجمال والدلال والأصل والفصل والحسب والنسب.
2. الآن يجلس الشيخ على يوسف فى مكتبه بمبنى الصحيفة بشارع محمد على - وسط القاهرة - فى يوم من أيام عام 1913 يحتسى فنجان قهوته عندما دخل عليه سكرتيره قائلاَ:
« إتأخرت الليلة يا شيخ يوسف..مش هتروح»؟!
-- رد : «اروح لمين»؟
-- قال: «لزوجتك (الست صفية) ابنة الحسب والنسب»!
ثم أردف مبتسماً: « أمال راح فين الحب والغرام والهيام «!
هز الشيخ رأسه قائلاَ:
«كان زمان يا صابر.. الست صفية دلوقتى (بتنغص) عليّ حياتى بالليل والنهار، والبيت جحيم لا يطاق علشان كده بقعد هنا»!.
قال صابر: «معقولة الكلام ده؟
وانت اللى تركت زوجتك الأولى بسببها.
وانت اللى اتبهدلت فى المحاكم بسببها.
وانت اللى عيروك بفقرك بسببها ( ويعتبر الشيخ على يوسف هو أول صحفى مصرى يصل بقلمه إلى مركز أدبى رفيع المستوى) ثم قال السكرتير: «عملت كل ده وبرضه مسودة عيشتك»؟! يا ساتر يا رب يا ساتر»!!
3. كانت (صفية) فتاة حلوة..وبيضاء، وجميلة، وبدينة جداَ - أغلب المصريين كانوا يحبونها بدينة فى ذلك الزمان- وأحبها الشيخ على يوسف!
لكن أسرتها - عرقلت حبه وزواجه منها - فذهب هو - بخطة محكمة - إلى بيت السيد البكرى وتزوجها دون علم أهلها».. وانقلبت الدنيا!
طعنت الأسرة فى الزواج ورفعت قضية فى المحكمة دفع فيها محامى أسرة الشيخ عبد الخالق السادات بقوله:
« إن الزواج باطل استناداَ للشريعة الإسلامية التى تشترط لصحة الزواج وجود تكافؤ بين الزوجين .. فهى صاحبة مال..وهو بدون..
هى من عائلة وهو بدون..
هى لديها منقولات وعقارات
وهو بدون..!
هى من الأشراف..وهو بدون..
هى صاحبة نسب وحسب..وهو بدون)....!! قالوا كل ذلك وما هو أكثر من ذلك.
الآن جاء السكرتير بفنجان قهوة آخر ثم قال:
«وهمه كانوا هيلاقوا أحسن منك فين يا باشا؟..أنت راجل عصامي، ومكافح، وأصبحت رائد الصحافة المصرية كلها»!
هز الشيخ رأسه ثم قال:
« فى المحكمة قالوا لازم يطلقها؛ لأنها من أسرة ذات حسب ونسب وأنا فقير ليس من عائلة عريقة زيها وكمان قالوا علىّ بشتغل أحقر (حرفة) فى التاريخ»!《 يقصد مهنة الصحافة فلقد قال ذلك الوصف - ومثبت فى أوراق القضية - محامى أسرة السادات.
-- رد: قالوا كده فى حق الصحافة؟!
--قال:» نعم.. وفى محاضر رسمية قضائية»!
قال السكرتير:» هه..وبعدين يا شيخ يوسف»!
-- رد :» القاضى - وكان اسمه أحمد أبو خطوة - قاطعه قائلاً:» وهو فيه قاضى فى الدنيا يبقى اسمه أبو خطوة؟!
رد:» مش هو ده الموضوع يا صابر ..المهم أن القاضى حكم بطلاقها ..وطلقتها بالفعل فى يوليو - 1904 لكن بعد فترة وافق السيد السادات - بعد مساعى للصلح بيننا - على زواجنا أنا وصفية بعقد جديد.. وبالفعل تزوجنا»!
4. بعد الزواج بدأ الحب تهدأ ناره، واشتعلت فى نفس الشيخ على يوسف جراح سببها ما عاناه - أثناء نظر القضية - من هجوم، على أصله، وفصله، والحط من شأنه، مع أنه كان رئيس تحرير صحيفة - ورئيس حزب - ويحمل الباشوية ) وكذلك معايرته بالفقر أمام أسرة السادات الثرية.. وبعد 8 سنوات عانى فيها ما عاناه - خاصة وصفية صبية عفية - وهو يكبرها بسنوات عديدة، غابت السعادة وحضر الشقاء، وبدأت صفية تشعر بالاستياء بسبب فارق السن بينهما فحولت حياته إلى» تنغيص ونكد دائم» مما جعله يترك البيت ويجلس فى الصحيفة لا يريد العودة.
5. وبعد فترة زواج استمرت 8 سنوات مات الشيخ على يوسف سنة 1913( وعاشت صفية بعده 30 سنة أحبت وتزوجت فيها فنان مسرحى كان اسمه زكى عكاشة) دون أن تحزن على فراقه!
فى العزاء جلس سكرتيره المخلص وسط المعزين يقول:
« ياريتك ما كنت حبيت يا شيخ يوسف!
فيما كتب شاعر النيل حافظ إبراهيم قصيدة عصماء، ناصر، ودافع، فيها عن الشيخ على يوسف وقضيته فى الحب والزواج والحياة قال فيها:» وقالوا (المؤيد) فى غمرة
رماه بها الطمع الأشعبى
دعاه الغرام بسن الكهول
فجن جنونا ببنت النبي
فنادى رجال بإسقاطه
وقالوا تلون فى المشرب
وزكي( أبو خطوة) قولهم
بحكم أشد من المضرب
فيا أمة ضاق عن وصفها
جنان المفوه والأخطب
تضيع الحقيقة ما بيننا
ويصلى البرئ مع المذنب
ويهضم فينا الأمام الحكيم
ويكرم فينا الجهول الغبي»!.
......
.....
وفى النهاية مات الشيخ على يوسف...وبقيت قصة زواجه شاهد على العصر .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خيرى حسن الاحتلال وسط القاهرة الشیخ على یوسف وهو بدون
إقرأ أيضاً:
مدير تعليم القليوبية يشهد ملتقى التميز الكشفي بمدرسة السادات الثانوية
شهد مصطفى عبده مدير مديرية التربية والتعليم بالقليوبية، معسكر تقييم التميز الكشفي لتعليم القليوبية بمدرسة السادات الثانوية الصناعية العسكرية، تحت رعاية وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى محمد عبد اللطيف، محافظ القليوبية المهندس أيمن عطية.
قامت لجنة تقييم رفيعة المستوى بمهمة فرز وتقييم الفرق الكشفية المشاركة، تحت إشراف حنان الشحات موجه عام التربية الرياضية بالمديرية، نادية لطفي توجيه عام التربية الرياضية بالمديرية، ومتابعة من صلاح الدين محروس مدير إدارة الخانكة التعليمية، محمد عز وكيل إدارة الخانكة التعليمية، الدكتور بلال بدوي، رئيس الاتحاد العام للكشافة والمرشدات.
يذكر أن شهد المعسكر مشاركة متميزة من عدة مدارس عكست تنوع الأنشطة الكشفية في المحافظة، منها: مدرسة الفتح براعم بنين، مدرسة الشمس الرسمية لغات جكشافة، مدرسة الروضة أشبال، مدرسة الحرة ع بنون كشافة دمج، مدرسة سليم ذهني كشافة، ومدرسة السادات الثانوية العسكرية كشاف متقدم.
وفي ختام الفعاليات، تم توجيه الشكر الجزيل لجميع لجميع القائمين على العمل ولجميع المدارس المشاركة، تقديراً لجهودهم في إظهار الفرق بالمظهر اللائق والمشرف خلال هذا التقييم الجمهوري الهام.