في ذكرى ميلاده.. قصة نكتة للبابا شنودة الثالث أضحكت الشيخ محمد سيد طنطاوي
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
تمتع البابا شنودة الثالث بشخصية فريدة جمعت بين العلم والروحانية والدعابة، ما جعله يترك بصمة واضحة ليس في أبناء الكنيسة الأرثوذكسية فقط، بل في المجتمع المصري بأكمله، وتزامنًا مع حلول الذكرى الـ101 لميلاده، نسلط الضوء على أحد جوانب شخصيته المميزة، وهو روح الدعابة والفكاهة التي تجلت بوضوح في حواراته مع كبار الشخصيات، وعلى رأسهم فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر الشريف السابق.
علاقة صداقة قوية جمعت بين قداسة البابا شنودة الثالث وفضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر الشريف السابق، وقد تجلت هذه العلاقة في العديد من المواقف الطريفة؛ إذ كان كلاهما يتمتع بروح الدعابة والفكاهة، وكانا يتبادلان النكات في جلساتهما الخاصة، حسب حديث البابا شنودة في حوار قديم له مع الفنان الراحل سمير صبري.
وروى البابا شنودة في إحدى حواراته قصة طريفة عن نكتة ألقاها على الشيخ محمد سيد طنطاوي، والتي أثارت ضحكهما كثيرًا، ودارت النكتة حينها حول مقارنة بين كيفية تعامل المسلم والمسيحي واليهودي مع المال، والتي كانت تسخر بشكل لطيف من طمع اليهود وحبهم للمال.
قصة نكتة قالها البابا شنودة عن اليهودوسرد قداسة البابا شنودة الثالث النكتة التي ألقاها على فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر الشريف السابق على اليهود، قائلًا: «كان اجتمع شيخ مسلم وقسيس مسيحي وراباي يهودي، وكل منهم اشترك في حديث حول ما تصله من أموال: كيف يفرق بين ما يخصه شخصيًا وما يخص الله، فالمسلم قال: أنا أمسك العملة في يدي، في وجه الصورة وفي وجه آخر الكتابة، وألقيها إلى فوق، فإذا وقعت على الصورة تبقى بتاعة ربنا، وقعت على الكتابة يبقى مكتوب لي إني آخدها، والمسيحي قال أنا بعمل دائرتين جوا بعض وأرمي العملة لفوق، فإذا نزلت على الدائرة الداخلية تبقى بتاعتي، على الدائرة الخارجية تبقى بتاعة ربنا، واليهودي قالوا له وأنت بتعمل أيه؟، قال لهم: أنا رجل سلمت نفسي لله تمام التسليم، ليس لي إرادة شخصية على الإطلاق، أنا أمسك العملة في يدي وأرميها إلى فوق وأقول لربنا خد اللي أنت عايزه منها وسيب لي الباقي، فاللي ينزله ربنا آخده».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البابا شنودة البابا شنودة الثالث الشيخ محمد سيد طنطاوي سمير صبري الشیخ محمد سید طنطاوی شنودة الثالث البابا شنودة
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاده.. حسن حسني "جوكر السينما المصرية" الذي صنع البهجة ورحل في صمت
رجل رسم الضحكة بخفة ظل لا تُنسى، وترك بصمة لا تُمحى على خشبة المسرح وشاشات السينما والتلفزيون. في مثل هذا اليوم، وُلد الفنان القدير حسن حسني، الذي يُعد أحد أعمدة الفن المصري، بل أيقونة فنية نادرة مزجت بين الكوميديا والدراما والواقعية.
و نستعرض في ذكرى ميلاده محطات حياته، من النشأة والبدايات الفنية، إلى أدواره الخالدة، وحياته الشخصية، وحتى لحظة الوداع الأخيرة.
النشأة والبداياتوُلد الفنان حسن حسني في 19 يونيو عام 1936، في حي القلعة العريق بالقاهرة، عاش طفولة قاسية بعد وفاة والدته وهو في السادسة من عمره، ما أثر في شخصيته وشكّل بداياته الوجدانية. التحق بمدرسة الرضوانية الابتدائية، وهناك بدأت ملامح موهبته الفنية بالظهور من خلال مشاركته في المسرح المدرسي، حيث نال جوائز عديدة من وزارة التربية والتعليم، الأمر الذي شجعه على دخول عالم التمثيل من أوسع أبوابه.
الانطلاقة المسرحية والتلفزيونية
في أوائل الستينيات، انضم حسن حسني إلى فرقة المسرح العسكري، وقدم من خلالها العديد من العروض أمام الجنود والضباط. وبعد نكسة 1967، انتقل للعمل بمسارح الدولة مثل مسرح الحكيم والقومي والحديث، ولفت الأنظار بأدواره في مسرحيات شهيرة مثل "كلام فارغ" و"جوز ولوز".
على الشاشة الصغيرة، كانت نقطة التحول الحقيقية في مسيرته حين شارك بدور الموظف فتحي في مسلسل "أبنائي الأعزاء... شكرًا" مع الفنان عبد المنعم مدبولي، حيث لفت الأنظار إلى أدائه الصادق وتلقائيته.
نجم في سماء السينمابدأ ظهوره السينمائي من خلال أدوار بسيطة، منها دوره في فيلم "الكرنك" عام 1975، لكن انطلاقته الحقيقية جاءت مع دور الشرير في فيلم "سواق الأتوبيس" عام 1982، وهو الدور الذي أثبت به قدرته على تقديم الشخصيات المعقدة بعمق شديد.
توالت بعد ذلك أدواره في أعمال مثل "البريء"، "الهروب"، و"زوجة رجل مهم"، لكنه في التسعينيات تحوّل إلى أحد أعمدة الكوميديا الشبابية، فشارك في أفلام حققت نجاحات جماهيرية كبيرة مثل "اللمبي"، "زكي شان"، "عوكل"، و"غبي منه فيه"، ليحصد لقب "جوكر الأدوار الثانية" عن جدارة.
ثراء درامي في التلفزيون والمسرحلم يقتصر عطاء حسن حسني على السينما فقط، بل قدم عشرات الأعمال الدرامية التي حفرت في الذاكرة، منها "رأفت الهجان"، "المال والبنون"، "بوابة الحلواني"، "سوق العصر"، و"أميرة في عابدين".
وعلى خشبة المسرح، أبدع في عروض مهمة مثل "ع الرصيف"، "سكر زيادة"، و"حزمني يا"، ليجمع بين المسرح الشعبي والنخبوي في آنٍ واحد.
نال حسن حسني جائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة للسينما الروائية عام 1993 عن فيلم "فارس المدينة".
كما تم تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي، وكان آخر تكريم له خلال مهرجان القاهرة السينمائي عام 2018، حيث نال "جائزة فاتن حمامة التقديرية"، في لفتة تقدير لمسيرة فنية استثنائية.
الحياة الشخصية والمآسي العائليةتزوج حسن حسني من السيدة ماجدة الحميدة، والتي كانت زوجة سابقة للمخرج أشرف فهمي، أنجب منها أربعة أبناء. لكن حياته لم تكن خالية من الحزن، حيث فقد ابنته "فاطمة" عام 2013 بعد صراع مع مرض السرطان، وهي الحادثة التي أثّرت عليه نفسيًا بشكل بالغ، حتى ظهر في بعض لقاءاته الأخيرة متأثرًا بغيابها.
الرحيل في صمت
في 30 مايو 2020، أسلم حسن حسني الروح بعد أزمة قلبية مفاجئة داخل مستشفى دار الفؤاد، عن عمر ناهز 83 عامًا، حيث شيّع جثمانه في جنازة بسيطة، حضرها عدد محدود من الفنانين بسبب قيود جائحة كورونا، فيما نعت نقابة المهن التمثيلية والأوساط الفنية أحد أعمدة الفن المصري الذي غيّبه الموت، لكن بقي حضوره في القلوب.