تحت وطأة الحرارة وشح المساعدات.. هذا حال مخيمات شمال شرق سوريا
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
تعاني مناطق ومخيمات شمال شرق سوريا ظروفا معيشية صعبة، مع شح المساعدات وسوء الخدمات، إضافة إلى ارتفاع درجات حرارة تجاوزت عتبة الـ40، درجة، ما حول نهار النازحين في المخيمات المنسية إلى جحيم.
تشكو رحمة الحمود (33 عاماً)، وهي أم لأربعة أطفال قتل والدهم في الحرب، من الظروف الصعبة التي تقاسي الأمرين تحت وطأتها في أحد مخيمات مدينة الرقة.
في المخيم اليوناني حيث تعيش والذي اكتسب اسمه من مطعم يحمل الاسم ذاته على ضفاف نهر الفرات عند أطراف مدينة الرقة، تتعالى أصوات أطفال يركضون بين خيم مهترئة تحت أشعة شمس حارقة، فيما تنقل نساء المياه في أوعية تملأها من صنبور في باحة المخيم، بينما تنهمك طفلة بغسل الأطباق قرب خزان مياه.
وتقول الحمود في حديثها لـ"فرانس برس": أطفالنا يمرضون بشكل متكرّر، يعانون من حرارة وحالات إسهال وتقيّؤ، الخيمة حارّة جدا ولا نستطيع الجلوس داخلها في فترة الظهيرة".
صباح الخير من مخيمات مدينة الرقة.
المصدر: AFP pic.twitter.com/aPJamr3eAe — وكالة ثقة (@thiqanewsagency) December 22, 2022
وتتابع السيدة التي فقدت زوجها: المساعدات قليلة والمنظمات لا تعترف بهذا المخيم. لو كانت تساعدنا كل شهرين أو ثلاثة، لاستطاع الناس العيش" بشكل أفضل.
تضمّ مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، خصوصا في محافظتي الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق)، عشرات المخيمات العشوائية التي تؤوي مدنيين فروا من مناطق عدة على وقع المعارك بين أطراف مختلفة من النزاع السوري المتواصل منذ العام 2011.
وتحوي محافظة الرقة التي شكّلت المعقل الأبرز لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، قبل دحره منها في تشرين الأول / أكتوبر 2017، العدد الأكبر من المخيمات العشوائية، وفق الإدارة الذاتية الكردية.
وتعمل الحمود مع أولادها الثلاثة في ظل تلك الظروف القاسية، وتقول شارحة همها: "كلمة منسيين قليلة لوصف الظروف التي نعيشها في المخيم".
وتضيف: "نحن منسيون بشكل كامل، لا مواد تنظيف والخيم مهترئة، تدخل الشمس منها، بينما تتجاوز درجات الحرارة عتبة الأربعين".
مخيمات منسية
في شمال غرب البلاد الخارج عن سيطرة النظام، ينتشر أكثر من ألف مخيم نظامي وعشوائي لنازحين يعتمدون بشكل أساسي على مساعدات المنظمات الدولية العابرة للحدود.
وتراجع الدعم الذي كان يصل إلى تلك المنطقة منذ إغلاق طريق المساعدات العابرة للحدود قبل ثلاث سنوات.
وإن كانت كميات أكبر من المساعدات تصل إلى المخيمات النظامية التي تعمل فيها منظمات محلية ودولية، فإن المخيمات العشوائية تشهد أوضاعا معيشية صعبة جراء قلّة المساعدات وانتشار الأمراض ونقص المياه.
وتقول تانيا إيفانز من منظمة الإغاثة الدولية إن "المخيمات العشوائية في شمال شرق سوريا يمكن اعتبارها منسية"، مشددة على ضرورة زيادة الاهتمام بها، وتمويلها والدفع نحو جهد مستدام تجاهها من المجتمع الدولي.
ويقيم قرابة 150 ألف نازح في المخيمات النظامية، بينما تؤوي المخيمات العشوائية عشرات الآلاف من النازحين، مسؤول المخيمات والنازحين لدى الإدارة الذاتية شيخموس أحمد.
ويشرح لـ"فرانس برس" من مكتبه في الرقة: "نعمل على خطة لنقل المقيمين في المخيمات العشوائية إلى مخيمات منظمة، لتتمكن الإدارة الذاتية والمنظمات الإنسانية من التعامل مع الأوضاع الإنسانية والصحية".
وتُشكّل المواقع العشوائية 79 في المئة من مخيمات النازحين في الرقة، وفق تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الذي يعتبر تلك المخيمات الأكثر "هشاشة" وعرضة لتداعيات حالات الطقس القاسية جراء "غياب التخطيط والبنى التحتية والإدارة".
بحث في القمامة لأجل العيش
وفي الأطراف الشمالية الشرقية لمدينة الرقة، يقع مخيم سهلة البنات للنازحين، وبالقرب منه كومة من البلاستيك والحديد تباع عادة لسيارات تجوب المخيم القريب من مكب نفايات.
ويعتمد غالبية المقيمين في المخيم على مدخول يوفره البحث بين القمامة عن مواد يمكن بيعها. ويمكن رؤية نساء وأطفال يحملون أكياسا على ظهورهم بينما يغطي السواد أيديهم ووجوههم المرهقة.
وتقول النازحة من محافظة دير الزور شكورة محمّد (30 عاماً) بعد عودتها من جمع البلاستيك: "ما من مساعدات تأتي الى المخيم، يعمل الناس في القمامة ويبحثون عما يمكنهم بيعه لشراء الخبز وتأمين مصروفهم اليومي".
وتتابع "الوضع سيء هنا وحالة المخيم مأساوية. في الصيف ما من مياه باردة"، مضيفة أنه منذ بدء النزاع "نحن منسيون. لو تذكّرنا الناس، لما وصلنا الى هذه الحال".
على غرار غالبية قاطني المخيم، تناشد محمّد بينما تغرورق عيناها بالدموع، المنظمات الإنسانية تقديم المساعدات. وتقول "يجهد الرجال والنساء والأطفال هنا لأجل لقمة العيش".
في المخيم ذاته، تنظف أم راكان (أربعينية) النازحة من دير الزور، أمام خيمتها. وتعلّق باختصار "لم نعد نعوّل على مساعدة من أحد، لأننا فقدنا الأمل منذ سنوات وقدرنا أن نعيش هذا الجحيم الى الأبد".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سوريا الرقة سوريا الرقة النازحين السوريين الشمال السوري سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المخیم شمال شرق
إقرأ أيضاً:
تأثير الكولا الخالية من السكر على صحة القلب
روسيا – ووفقا لها، يعود السبب في ذلك إلى استخدام بديل السكر لتحلية المشروب بدلا من السكر.
وتقول: “بديل السكر المستخدم هو الإريثريتول، وهو بديل سكر منخفض السعرات الحرارية. ولكن تكمن خطورته في قدرته على زيادة نشاط الصفائح الدموية في مجرى الدم، ما يخلق بدوره ظروفا مواتية لتكوين الجلطات. وفي هذا الصدد، ينصح بمراعاة المخاطر الشخصية وتجنب الإفراط في تناول كوكاكولا، حتى مع انخفاض نسبة السكر فيها”.
وتشير الطبيبة إلى أن هناك عدد من المشروبات التي يجب الحد من استهلاكها أو حتى التخلي عنها بسبب آثارها الضارة على القلب والأوعية الدموية.
وتقول: “تشمل هذه المشروبات الكحول لأن شرب الكحول، وخاصة بكميات كبيرة، يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستوى ضغط الدم، وتأثيرات سامة على عضلة القلب، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كما أن مشروبات الطاقة خطيرة أيضا. لأن احتوائها على نسبة عالية من الكافيين ومنشطات آخرى يمكن أن يسبب خفقان القلب، وارتفاع مستوى ضغط الدم، ما يزيد من خطر حدوث مشكلات مزعجة في القلب والأوعية الدموية”.
ووفقا لها، كما أن الإفراط في تناول القهوة ضار بالأوعية الدموية والقلب، وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية متزايدة تجاه الكافيين.
وتقول: “لذلك، ينصح بالإكثار من شرب الماء، والمشروبات غير الغازية، مثل الشاي غير المحلى، وعصائر الفاكهة والخضراوات الخالية من السكر”.
المصدر: gazeta.ru