غليان عالمي.. المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: موجات الحر الشديد مستمرة في أغسطس
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
66 درجة مئوية هي أعلى درجة حرارة تم رصدها في إيران خلال يوليو المنقضي
من المتوقع أن تستمر موجات الحر الشديد في جزء كبير من العالم خلال شهر أغسطس، بما فى ذلك منطقة الشرق الأوسط، حسب مستشار بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية. وتأتي هذه التوقعات في وقت شهدت الأسابيع القليلة الماضية تسجيل درجات حرارة قياسية.
وقالت المنظمة هذا الأسبوع إنها تتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة في أمريكا الشمالية وآسيا وشمال أفريقيا والبحر المتوسط الأربعين درجة مئوية لعدة أيام هذا الأسبوع مع تفاقم موجة حارة.
وقال جون نيرن كبير مستشاري المنظمة المعني بالحرارة الشديدة: "علينا أن نتوقع أو على الأقل أن نستعد لاستمرار موجات الحر الشديد خلال أغسطس".
كانت موجات حر شديدة اجتاحت العالم في الآونة الأخيرة، حيث استمرت درجات الحرارة في الارتفاع بشكل مهول لتبلغ في الأسابيع القليلة الماضية معدلات غير مسبوقة.
وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن الأسبوع الأول من يوليو ٢٠٢٣ كان الأكثر سخونة على الإطلاق، مما أثار المزيد من المخاوف بشأن مستقبل الأطفال، بمن فيهم أولئك الذين يعيشون في جنوب آسيا، حيث من المتوقع أن يواجهوا موجات حر متكررة وشديدة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تغير المناخ.
وشهدت القارة الصفراء موجة حر قياسية حيث تتجاوز درجات الحرارة الـ٣٥ درجة مئوية على مدى ٨٣ يوما أو أكثر سنويا.
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إن ثلاثة أرباع الأطفال في جنوب آسيا يتعرضون لدرجات حرارة عالية للغاية، مقارنة بواحد فقط من كل ثلاثة أطفال على مستوى العالم، وحثت السلطات على بذل المزيد لحمايتهم.
وفي تحليل صدر يوم الإثنين، تقدر اليونيسف أن ٧٦٪ من الأطفال دون سن ١٨ في المنطقة – أي ما يعادل ٤٦٠ مليون طفل - يتعرضون لدرجات حرارة عالية للغاية حيث تتجاوز درجات الحرارة الـ ٣٥ درجة مئوية على مدى ٨٣ يوما أو أكثر سنويا.
وقال سانجاي ويجيسكيرا، المدير الإقليمي لليونيسف لجنوب آسيا: "مع بلوغ الغليان العالمي، تُظهر البيانات بوضوح أن حياة ورفاه ملايين الأطفال في جميع أنحاء جنوب آسيا مهددة بشكل متزايد بموجات الحر ودرجات الحرارة المرتفعة".
وفقا لمؤشر اليونيسف للمخاطر المناخية للأطفال لعام ٢٠٢١، فإن اليافعين في أفغانستان وبنجلاديش والهند وجزر المالديف وباكستان معرضون لخطر شديد للغاية من آثار تغير المناخ.
وأعرب ويجيسكيرا عن قلقه الخاص بشأن "الرضع والأطفال الصغار والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والنساء الحوامل لأنهم أكثر عرضة لضربات الشمس وغيرها من الآثار الخطيرة".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: موجات الحر الشديد العالم منطقة الشرق الاوسط المنظمة العالمية للأرصاد الجوية اليونيسف ارتفاع درجات الحرارة درجات الحرارة موجات الحر درجة مئویة
إقرأ أيضاً:
اختصاصي طوارئ: ضرورة التكيف مع طقس العيد وتجنب الإنهاك الحراري
تزداد مخاطر التعرّض للإجهاد الحراري بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي قد تصل إلى 46 درجة مئوية في بعض المحافظات، مما يشكّل خطرًا صحيًا، خصوصًا على فئات معينة مثل كبار السن، والأطفال، وأصحاب الأمراض المزمنة.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور عبدالمجيد بن صالح القطيطي، اختصاصي طب طوارئ بمستشفى النهضة: إنه من الضروري اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنّب التعرّض لمضاعفات صحية خطيرة خلال فترة العيد، مشيرًا إلى أن عددًا من الولايات تشهد تزايدًا في حالات الإصابة بما يُسمى بالأمراض الحرارية الناتجة عن تأثر جسم المصاب بمستوى غير طبيعي من درجات الحرارة، التي يمكن تصنيفها بدرجات متفاوتة على «نطاق أو طيف»، أهونها هو انتفاخ الجلد بالسوائل المحتبسة (الوذمة) والطفح الجلدي، وأشدها ضربة الشمس، وتُسمى (ضربة الحر)، وتُعد من الأمراض القاتلة إن لم تُعالج.
وأكد الدكتور أن درجات الحرارة قد تصنع بيئة غير صالحة للعمل في أيام العيد أو الخروج في مثل هذه الأجواء، مما قد يسبّب عواقب عديدة، وتطرّق إلى بيئة سلطنة عمان، فرغم تكيّفنا معها يجعلنا أكثر تحمّلًا للحرارة، وما زلنا نصادف حالات أمراض حرارية كالإنهاك الحراري، وضربات الشمس التي تصل إلى الوفاة.
وأشار إلى أنه في الصيف، وخلال أقل من 10 دقائق فقط، تصل درجة الحرارة الداخلية للمركبة من غير تهوية إلى 60 درجة سيليزية، وهذا ما يجعل نسيان الأطفال في السيارات أمرًا خطيرًا جدًا، خاصة في الأعياد ومع انشغال الأهل بالزيارات، كما أن الجسم البشري يبدأ بالتعطّل، والخلايا بالموت متى ما ظل الإنسان في درجات حرارة فوق الـ40 درجة، ويكون موت الخلايا فوريًا متى ما وصلت درجة حرارة الجسم إلى أعلى من 49 درجة، وبحكم تكيّفنا مع درجات الحرارة العالية، فنحن لنا قدرة على تحمّلها إلى حد ما، لكن كلما زادت درجات الحرارة وطالت مدة البقاء في مكان حار جدًا، زادت نسبة حدوث هذه الأمراض.
وتناول الدكتور أسباب وأعراض الأمراض الحرارية، التي تنتج عندما يتعرّض الجسم لدرجات الحرارة العالية نتيجة ارتفاع درجة الحرارة المحيطة، وعندما يفشل الجسم في تبريد نفسه بشكل كافٍ، فدرجة حرارة الجسم ترتفع بشكل مطّرد مع ارتفاع درجات الحرارة المحيطة، فالجسم بحاجة لأن يكون في نطاق درجة حرارة داخلية محددة، حوالي 36 إلى 38 درجة سيليزية، ومتى ما تخطى ذلك النطاق بشكل كبير، فإن وظائف الجسم وخلاياه تكون عرضة للفشل والموت كلما استمرت درجة الحرارة بالارتفاع أو طالت في ارتفاعها.
وأشار إلى أن أهم الخلايا التي تبدأ بالتعطّل هي خلايا الدماغ، التي تؤدي إلى التغير في الوعي وحدوث الهلوسات، كما أن خلايا القلب تتأثّر، مما يؤدي إلى حدوث فشل قلبي أو حتى ذبحة صدرية، وتأثر خلايا الكلى يسبّب ضعفًا وتكسّرًا في الخلايا العضلية، وما يتبعها من عواقب.
ويوضح القطيطي أنه في الدرجات العليا من طيف الأمراض الحرارية، يأتي الإنهاك الحراري على شكل شعور بالتعب والانزعاج، وخفقان القلب، وصداع، وعدم القدرة على التركيز، وتشنّجات عضلية، وجفاف، ومتى ما اشتدت الأعراض، ووصل الشخص إلى قمة طيف هذه الأمراض، يكون قد تعرّض لضربة شمس، وهي عبارة عن ارتفاع في درجة حرارة الجسم لأكثر من 40 درجة سيليزية، ويحدث معه تغيّر في وعي المريض، وقد يكون التغيّر في أشكال مختلفة كعدم معرفة المريض لنفسه والمكان المحيط به، والتصرّف بغرابة، والهلوسة، والعدوانية في التصرفات، ونوبات الصرع، أو حتى فقدان الوعي تمامًا.
ونوّه القطيطي إلى أن طرق العلاج تعتمد على قوة درجة الحرارة، فمتى ما تبيّن إصابة شخص بإنهاك حراري أو ضربة شمس، فيجب نقله فورًا من المكان الحار وتبريده، مشيرًا إلى أن هناك عدة طرق لتبريده، أكثرها شيوعًا التبخير، وهو رش المريض بماء بارد ونفخ هواء دافئ عليه بهدف تبخير الماء من على الجسد لتبريده، وبالإمكان غمس المريض في ماء بارد لتبريده، أما في الحالات الشديدة والمستعصية، فنقوم في المستشفيات بإدخال أنابيب في الصدر (فغر الصدر)، مع استخدام قسطرات شرجية ومثانية، وضخ ماء بارد عن طريقها بهدف تبريد الجسم داخليًا.
ودعا القطيطي إلى أهمية تجنّب التعرّض لدرجات حرارة مرتفعة ولمدة طويلة، كما وجّه ببعض النصائح التي يمكن من خلالها تجنّب مخاطر ارتفاع درجات الحرارة، وقضاء العيد بأمان وفي جو سعيد مع الأسرة والأصدقاء، منها شرب الكثير من السوائل، وارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة، والبقاء في أماكن باردة، وتجنّب الأنشطة البدنية الشاقة خلال ساعات الذروة، إلى جانب تأجيل الزيارات العائلية إلى الفترات المسائية.