باسيل يستثمر في الحرب… ماذا بعد فصل عون واستقالة أبي رميا؟!
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
لا يزال رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل يحاول الالتفاف على الأزمة السياسية اللبنانية من أجل القيام بخطوات مرتبطة بأزمته الحزبية لتحقيق بعض الإنجازات التي لم يكن قادراً على تحقيقها في ظلّ الإستقرار، ذلك لأنّ الأضواء كانت ستُوجَّه اليه بشكل لافت، أما الان فهو يستطيع الذهاب الى هذه الخطوات بما أن الرأي العام منشغل بهاجس الحرب.
وعلى هذا الأساس، أقدم باسيل على فصل النائب ألان عون من "التيار"، وهذه واحدة من الخطوات التي لم يكن قادراً على القيام بها في مرحلة سابقة، لكنّ باسيل اليوم لم يتريّث ابداً بل سعى الى استغلال لحظة الذروة من التوتّر العسكري بين "حزب الله" والعدوّ الاسرائيلي من جهة والتأهب الحاصل في المنطقة من جهة أخرى من أجل المبادرة الى اتخاذ قرارات تنظيمية والتخلّص من أبرز منافسيه في مرحلة ما بعد الرئيس ميشال عون.
فصلُ آلان عون من "التيار" تلاه إعلان النائب سيمون أبي رميا إستقالته من "الحزب البرتقالي"، مؤكداً في بيانٍ له أنه "النائب المواطن". ساعات مضت على صمتِ "التيار" بشأن خطوة أبي رميا حتى صدر بيانٌ عن اللجنة المركزية للإعلام في "الوطني الحر"، مساء الأربعاء، علّقت فيه على ما حصل، مشيرة إلى أنها "لم تتفاجأ بقرار أبي رميا كونه يندرج في مسار سياسي مخالف للنظام اتّبعه منذ مدّة طويلة".
"التيار" اتهم أبي رميا أيضاً بأنه "يتصرف بالأصوات الانتخابية الممنوحة له على هواه، ويستقيل من "التيار" فيما يحتفظ بموقعه النيابي الذي أوصله اليه "التيار".
أمام ما يجري من تفكّك، فإنّ التساؤلات كثيرة عن مُستقبل كتلة "التيار" البرلمانية نظراً لأنها باتت تخسرُ "أرقاماً صعبة" مثل آلان عون وسيمون أبي رميا. إلا أنهُ في الوقت نفسه، يعملُ "التيار الوطني الحر" ورئيسه جبران باسيل على اعادة التموضع السياسي ساعياً الى ترميم العلاقة مع "حزب الله" من خلال خطاب واضح وعلني داعم للمقاومة والسلاح والمعركة في الجنوب، وهذا الامر من شأنه أن يؤدّي حتماً الى عودة التقارب بين الطرفين وقطع الطريق على طموحات بعض الافرقاء السياسيين للفوز برضى "الحزب" وتحقيق مكاسب سياسية .
هذا الامر مرتبط أيضاً بالأزمة "العونية"، إذ إن "التيار" يرغب بإبعاد أي معارض عن بيته الداخلي، ويسعى لأن يصبح باسيل الحاكم بأمره من دون نقاش، وهذا سيحصل في حال لم يقُم أحد من النواب المعارضين الذين بقيوا في "التيار" بأي رد فعل على فصل عون، حينها سيضمن باسيل ولاءهم الى الأبد وسيكسب المزيد من القوة والدفع السياسي في حال قبل "حزب الله" بعودة التقارب معه مجدداً.
يلعب باسيل على الوتر السياسي والتنظيمي في آن معاً، لذلك فمن المتوقّع أن يسير بخطوات جديدة سياسية واعلامية او تنظيمية في حال ارتفع صوت المعارضة في "البيت العوني" من قِبل نواب هُم في الأصل حلفاء آلان عون وسيمون أبي رميا.. والسؤال هنا: هل ستُكرّ سُبحة الإستقالات أكثر؟ وهل سيصبح التمرّد داخل "التيار" أكثر بروزاً وعلانية في المرحلة المُقبلة؟ المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: أبی رمیا
إقرأ أيضاً:
ماذا حقق الكيان الصهيوني من عدوانه على إيران؟
الثورة نت/..
وفق تصريحات إسرائيلية يتجلى أن الكيان وضع في مقدمة أهداف عدوانه على إيران الانقضاض على القوة الصاروخية؛ باعتبار الصواريخ الباليستية بعيدة المدى تمثل تهديدًا استراتيجيًا لقدرات الكيان؛ وهو ما تحقق خلال حرب الـ12 يومًا؛ حيث سيطرت القوة الصاروخية الايرانية على أجواء الكيان، وتحطمت أمامها على الأرض منظومته في الدفاع الجوي، وقبل ذلك وبعده هو قدرتها الفائقة في استهداف إمكانات العدو العسكرية الاستراتيجية، التي تحولت تحت الضربات الصاروخية الإيرانية إلى ركام.
لم يسبق للكيان أن تعرض منذ نشأته لضربة عسكرية، كالتي حققتها الصواريخ الباليستية الإيرانية. وقد كان العدو يدرك خطورة ما تمتلكه إيران من قوة صاروخية؛ ولهذا عمل على استهدافها منذ غاراته الأولى؛ لكنه على امتداد الحرب لم يستطع أن ينال حتى من هدف واحد من مخزون ومنصات القوات الجوفضائية الإيرانية؛ بل على العكس استمرت هذه القوة في الهيمنة على أيام الحرب، وسلبت العدو معظم نقاط تميزه، ليتحول في ظرف ساعات من الهجوم إلى الدفاع.
ظلت الغارات الصهيونية على مدى 12 يوما تحاول دون جدوى الوصول إلى مخازن ومحطات ومنصات الصواريخ الإيرانية؛ لأنها تعرف أن إيران تمتلك منها مخزونا صاروخيًا ضخمًا يعزز من قدراتها، التي تمنحها تفوقا على الكيان بكثير، ولكنها لم تستطع حتى استهداف، ولو جزء يسير منها.
يتجلى ذلك في استمرار إطلاق الموجات الصاروخية، وبشكل مكثف من إيران صوب الكيان، من خلال موجتين يوميًا، محققة سيطرة نوعية وإصابة دقيقة للأهداف؛ علاوة على تميزها في الوصول السريع واختراق واستنزاف منظومة الدفاع الجوي؛ وصولًا إلى تجريب مستويات مختلفة من هذه الصواريخ، التي استخدمتها إيران لأول مرة في هذه الحرب.
على مدى 12 يومًا، وطهران تبعث بموجاتها الصاروخية على شكل رسائل مكثفة، ولم يشهد يومًا من أيام الحرب تراجعًا في هذه الموجات؛ مما شكل إرهاقا وإضعافا للعدو؛ ما اضطر أمريكا للتدخل واستهداف ثلاث منشآت نووية إيرانية.
وعلى الرغم من التدخل الأمريكي لم تتأثر أو تتراجع الموجات الصاروخية؛ بل ظلت منتظمة ككل أيام الحرب؛ مما يؤكد تفوقًا إيرانيًا في استراتيجيته الحربية؛ إذ لم تستطع إسرائيل وأمريكا بما تملكانه من ترسانة استهداف القوة الصاروخية الإيرانية أو التأثير عليها، حتى اعلان اتفاق وقف إطلاق النار.
من أبرز الصواريخ التي عكست قدرات إيرانية مدهشة في هذه الحرب صواريخ الجيل الثالث، بما فيها صاروخ “خيبر شكن” وصاروخ “خرمشهر4” وغيرها، وهي صواريخ باليستية أرض- أرض تعكس ما وصلت إليه قدرات القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني من تفوق قدم نفسه بوضوح في هذه الحرب؛ وأكد لماذا تعاملت إسرائيل مع القوة الصاروخية الإيرانية كهدف استراتيجي؛ ولماذا فشلت في النيل منها، بل إن هذه الصواريخ قد نالت من إسرائيل، وأجبرتها على طلب وقف إطلاق النار.
وصاروخ خيبر شكن أو «كاسر خيبر» هو صاروخ باليستي إستراتيجي أرض-أرض يعمل بالوقود الصلب. تم تصنيعه من قِبَل القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني. ويُعتبَر أحد صواريخ الجيل الثالث للصواريخ الايرانية بعيدة المدى. وهو مجرد نموذج للتفوق الصاروخي الإيراني في الاطلاق بعيد المدى، بل ويقول إن ثمة قدرات صاروخية لم تكشف عنها إيران خلال هذه الحرب.