رشا عوض 

العصابة الكيزانية في سياق استدامة احتكارها للسلطة واعدام اي فرصة لتعددية حقيقية في المجتمع، زرعت الغامها(غواصاتها) بعناية في كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والاندية الرياضية والاوساط الفنية والثقافية ، في لحظات احساس العصابة بخطر وجودي، كما هو الحال في هذه الحرب، تستنفر كل رصيدها من الكيزان المستترين المزروعين ليعزفوا سمفونيتها في تناغم ومن مواقع مختلفة وبمفردات والحان ترضي جميع الاذواق والتوجهات الفكرية!
ادركت العصابة ان الكوز الملتحي الذي يكرر قال الله وقال رسول الله نفذ رصيده ! وما عاد مؤثرا بعد انكشاف الملعوب وبعد ان بات الناس العاديون يتساءلون هل الكيزان مسلمون اساسا؟ فما عاد احد يتقبل موعظة دينية من كوز ظاهر الا اذا تخفى في ثياب جماعة دينية اخرى( انصار سنة مثلا)!
والكوزة المحجبة التي تفعل ذات الشيء لن يلتفت اليها احد !
الكوز والكوزة التقليديان وظيفتهما هي التضليل داخل حوش العصابة وفي الحيشان المشابهة ووسط الذين لديهم مستوى منخفض جدا من ال IQ!
لكن الكيزان المخصصين للزحف التضليلي الممنهج للسيطرة على الرأي العام وتزييف الوعي لا بد ان يجيدوا فن التنكر في ازياء سياسية تتناقض تماما مع الكيزان في الظاهر ولكن النتائج المباشرة لخطابهم تصب في مصلحتهم!
عادي جدا تلقى كوز ملحد!
او كوز ماركسي!
وعادي جدا تلقى كوزة موش ما محجبة وبس، تلقاها مغالية في اللبرالية مظهرا وسلوكا وممكن تكون نسوية رادكالية!
وتجد نجوم في السوشيال ميديا اكتسبوا نجوميتهم من تبني الخطاب الثوري ، لكن في المحكات المفصلية ينحرفون بتوجيه المدفعية الثورية بعيدا عن الكيزان وفي اتجاه خصومهم!
طبعا هذا لا يعني ان الاحزاب والتيارات السياسية والفكرية غير الكيزانية في السودان غير مأزومة وتنطوي على عيوب ذاتية واختلالات تتحمل هي المسؤولية عنها، ولكن عندما نرغب في الاحاطة باسباب الازمة لا يمكن من الناحية الموضوعية اغفال الاختراق الامني الكيزاني للمؤسسات وحتى للافراد عبر اقذر الوسائل في الضغوط والابتزاز! اولكن رغم كل ذلك الكيزان ليسوا هم الفاعل السياسي الوحيد ولم يمتلكوا المجال العام ملكية مطلقة، فما زال هناك من ينازلهم فكريا وسياسيا بصلابة ، وما زالت خلايا المقاومة لجرثومتهم الخبيثة حية! والد اعدائهم هو تلك الخلايا الحية!
هل هذه المهارة في السيطرة على المجتمع ومحاولة احتلال كامل المجال العام دليل على ذكاء الكيزان وكفاءة جهاز امنهم ونجاحهم السياسي؟
الاجابة لا كبيرة! لان النجاح في تخريب الاوطان وتدميرها واضعاف الشعوب عبر تحطيم المؤسسات السياسية والاجتماعية وشل قدراتها عبر الترغيب والترهيب المصروف عليه من مال دافع الضرائب ومن عائدات الثروة القومية ليس نجاحا سياسيا ، بل هو عين الفشل والخيبة!
رغم حكمهم للسودان ثلاثين عاما لا نجد في محصلة حكمهم اي انجازات اقتصادية او تنموية شبيهة حتى بانجازات الدكتاتوريات الاخرى في المنطقة !
الانجازات الكبرى لهم هي في تدمير الدولة السودانية وتشريد شعبها وقهره بالفقر والحروب! هي الجحيم الذي توجوه بهذه الحرب ! وما زالوا يقولون هل من مزيد!
ومن لطائف الاقدار ان جرثومة “فرق تسد” التي زرعوها في كل مفاصل المجتمعات السودانية ارتدت على تنظيمهم العصابي فانقسمت اجهزتهم الامنية نفسها عبر الاختراق الاقليمي! وانقسم تنظيمهم السياسي عبر صراع الغنائم ! وفيما هم ساعون للسيطرة على السلطة بالوسائل العسكرية كانت النتيجة الطبيعية لسياساتهم الخبيثة اضعاف الجيش نفسه! اضعفوه اضعافا ولد الحاجة لتكوين الدعم السريع!
وفي النهاية انقلب السحر على الساحر !
سخروا كل ترسانتهم الامنية لتقسيم واضعاف معارضيهم ، ولاعدام فرصة بروز بديل سياسي من خارجهم لقيادة الدولة فكانت النتيجة تدمير الدولة نفسها بالحرب!

الوسومرشا عوض.

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: رشا عوض

إقرأ أيضاً:

ضبط حفارة مخالفة وردم بئر مخالف في الشونة الجنوبية

صراحة نيوز ـ استكملت كوادر وزارة المياه والري / سلطة المياه -وحدة الرقابة الداخلية حملاتها المتواصلة لضبط وردم ابار مخالفة وازالة اعتداءات على مصادر المياه في الشونة الجنوبية بالتنسيق مع وزارة الداخلية ترافقها كوادر الامن العام والدرك والإدارة الملكية لحماية البيئة وكوادر مديرية الاحواض المائية ومديرية المشاغل المركزية / سلطة المياه حيث ضبطت حفارة مخالفة تقوم باعمال حفر مخالف في مناطق الشونة الجنوبية تتمثل بحفر بئر مخالفة حيث تم متابعتها وضبط الحفارة المخالفة وحجزها وردم البئر .

وتؤكد سلطة المياه ان الحملة ستستكمل الاجراءات اللازمة لتحويل المعتدين للجهات المختصة ، واشادت بتعاون المواطنين الدائم مع الحملة هو ما مكن الوزارة / سلطة المياه من انجاز مزيد من عمليات الضبط المختلفة في جميع مناطق المملكة مثمنة تعاون الاجهزة الامنية في مديرية الامن العام ووزارة الداخلية والمجلس القضائي وكذلك وسائل الاعلام اضافة الى مختلف اطياف المجتمع

مقالات مشابهة

  • حماد يلتقي أعيان ومشايخ قبيلة الدرسة لمناقشة آخر مستجدات حادثة اختطاف الدرسي
  • رئيس جهاز حماية المستهلك يبحث مدي وفرة وإتاحة السلع بالأسواق، والتوجيه بثبات أسعار السلع الغذائية خلال الفترة القادمة
  • الصليب الأحمر الدولي والاتحاد الأوروبي: العام 2025 قد يشهد تدهورا أكبر في سلامة العاملين في المجال الإنساني
  • حظر الأردن لجماعة الإخوان المسلمين.. وانعكاس ذلك على مسار الإصلاح السياسي
  • الأمين العام المكلف لجهاز المغتربين يلتقي رئيس الجالية السودانية بتركيا
  • السودان دا حق منو ؟؟! حق برهان؟ ولا حق الكيزان؟ ولا حق السودانيين ديل كلهم !
  • بعد اختراقات الحزب... إسرائيل تنشر وحدة دفاع جوي جديدة على الجبهة الشمالية
  • “شرطة الطفيلة” تحتفل بذكرى تأسيس جهاز الأمن العام
  • جهاز الأمن الوطني… درع الوطن
  • ضبط حفارة مخالفة وردم بئر مخالف في الشونة الجنوبية