صحيفة البلاد:
2025-05-13@04:01:15 GMT

سلاح المستقبل المدمر

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

سلاح المستقبل المدمر

العالم يتحول بسرعة، وسلاح المستقبل يأتي على شكل الذكاء الإصطناعي.

مقالي اليوم مستوحى من مداخلة قدمها أخي وصديقي الأستاذ محمد الردادي على مقالي السابق بعنوان “بين توقف العالم وفنائه”، المقارنة تتناول السلاح النووي والذكاء الإصطناعي كسلاح مستقبلي مدمِّر، وأشكر الأستاذ محمد على مداخلته القيمة.

منذ إسقاط القنبلتين النوويتين على هيروشيما ونجازاكي في عام 1945، والذي أدى إلى إبادة سكان المدينتين وتلوث البيئة لعدة عقود، والعالم يسعى لتقويض انتشار هذا السلاح من خلال المعاهدات والاتفاقات الدولية، وبفضل الأنانية والغطرسة والنرجسية، تمكنت القوى العظمى من إحتكار حيازة هذا السلاح بقبضة حديدية، بل وبدأت بملاحقة الدول التي تسعى لتصنيع المواد الأولية اللازمة لصناعة القنابل النووية.

من الجدير بالذكر أن تصنيع السلاح النووي يتطلب بنية تحتية معقدة ومكلفة، بالإضافة إلى مواد طبيعية معينة مثل اليورانيوم والبلوتونيوم، وقدرات تقنية وعلمية متقدمة، ممّا يشكِّل تحدّيات كبيرة أمام انتشاره دون قيود.

أما الذكاء الإصطناعي، فهو يحمل تهديدًا مختلفًا، ولكنه أيضًا قادر على أن يكون مدمِّرًا، يظهر الذكاء الإصطناعي في العديد من الوسائل مثل الروبوتات والصواريخ والطائرات والدبابات، والأهم من ذلك، أنه يتغلغل في البرمجيات الإلكترونية التي تصل إلى البنية التحتية الحيوية لمختلف النظم والتطبيقات، ممّا يجعله قادرًا على أداء مهام تدميرية بدقة عالية تستهدف أهدافًا استراتيجية محددة.

بالمقارنة، نجد أن تطوير الذكاء الإصطناعي أقل كلفة من إنشاء الأسلحة النووية، ممّا يسهل على الجميع الحصول على موارده، وهذا يجعل من السهل اتخاذ قرارات قاتلة دون تحمل مسؤوليات وتبعات الإستهداف غير العادل.
الذكاء الإصطناعي يتطلب تعاونًا عالميًا بين مختلف المنظمات الدولية لضمان تطوير تقنياته بشكل آمن وأخلاقي من خلال قوانين تضمن الشفافية والمساءلة في تطوير ونشر أنظمته.

أخيرًا، كلا السلاحين: النووي والذكاء الإصطناعي، يمثلان تهديدات فتَّاكة للبشرية إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من وضع الأنظمة والتشريعات التي تضمن الإستخدام الآمن والعادل لهما، حفاظًا على حياة كوكب الأرض.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الذکاء الإصطناعی

إقرأ أيضاً:

الحرب الناعمة على سوريا وتحديات المستقبل

 

 

 

رفيا عبود **

 

تعد الحرب الناعمة إحدى الاستراتيجيات التي تستخدمها الدول لتحقيق أهدافها السياسية من دون اللجوء إلى القوة العسكرية المباشرة، وقد برزت هذه الظاهرة بشكل خاص في الصراع السوري؛ حيث تعرضت البلاد لمجموعة من الضغوطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وما تزال وهي تهدف إلى عدم استقرار البلاد. وما زالت الرؤية ضبابية دون وجود إرادة حقيقية لدى الكثير من اللاعبين على المستوى الاقليمي والدولي.

والحرب الناعمة تتضمن استخدام أدوات مثل الدعاية، والثقافة، والتأثير الاقتصادي، والتلاعب بالمعلومات، بهدف التأثير على الرأي العام وإحداث تغييرات سياسية من دون استخدام القوة العسكرية. في حالة سوريا، تم استخدام هذه الاستراتيجية من قبل عدة دول ومنظمات لتحقيق مصالحها.. والقراءات الأخيرة تعطيك نتائج غير مرضية لكيفية التعامل مع الملف السوري وأن الذي تحقق لا يرضي فئات كثيرة في المجتمع السوري.

وإذا تحدثنا عن الأدوات المستخدمة في الحرب الناعمة على سوريا، يمكن رصدها فيما يلي:

الإعلام والدعاية: إذ أدى الإعلام دورًا مهمًا في تشكيل الرأي العام حول الأحداث في سوريا. تم استخدام وسائل الإعلام الدولية والمحلية لنقل روايات معينة عن الصراع؛ مما أثر على كيفية فهم الناس للأزمة.

العقوبات الاقتصادية: فرضت العديد من الدول عقوبات اقتصادية على سوريا، مما أثر بشكل كبير على الاقتصاد السوري وأدى إلى تدهور مستوى المعيشة. هذه العقوبات كانت تهدف إلى الضغط على الحكومة السورية لتغيير، وحتى التغيير الأخير لم ينفع برغم الحراك الكبير الذي تشهده العواصم الإقليمية والعالمية من دون الوصول إلى النتائج التي تخفف الأعباء عن المواطن السوري.

الدعم السياسي اللوجستي الإقصائي: الذي أثر بشكل كبير على القرار الداخلي السوري وحالة عدم إعطاء القضايا الداخلية الحيز الأكبر لتغيير الواقع فأخرج حالات لا تشبه الجسم السوري ولا عقليته، والتي تعطي مؤشرًا سلبيًا لأي فكرة علاج قادمة.

التدخلات الثقافية والاجتماعية: تم استخدام برامج ثقافية واجتماعية لاستهداف المجتمع السوري بكل مكوناته على امتداد الجغرافية السورية لزرع أفكار بعيدة عن عقلية السوري، وبالأخص بعد ان تصدر المشهد وسائل التواصل الاجتماعي أناسٌ يرتبطون بأجندات تخدم مصالح مُشغِّلِيهم وغايتهم الهجوم على كافة المجتمعات الداخلية المتعايشة فيما بينها منذ مئات السنين، والتي تُشكِّل الحالة الصحية للدولة السورية التي تؤمن بالحقوق والواجبات والقيم المُثلى.

يبدو لي أن مستقبل الأوضاع في سوريا يعتمد على عدة عوامل رئيسية:

الاستقرار السياسي: إذا تمكنت الحكومة السورية المؤقتة من تحقيق استقرار سياسي داخلي، فقد تكون قادرة على مواجهة التحديات الخارجية. ولكن إذا استمرت الانقسامات الداخلية، فقد يتعذر تحقيق ذلك.

الدعم الدولي: ستؤثر السياسات الدولية تجاه سوريا بشكل كبير على مستقبل البلاد. وإذا استمرت الضغوطات الخارجية، فإن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع.

الوضع الاقتصادي: يحتاج الاقتصاد السوري إلى إعادة بناء بعد سنوات من الحرب. ولا شك أن الدعم الدولي والإصلاحات الاقتصادية ستكون ضرورية لتحقيق النمو والاستقرار.

الوحدة الوطنية: تعزيز الوحدة الوطنية والتعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع السوري سيكون ضروريًا، لبناء مستقبل مستقر وآمن بعد أن يتم محاسبة كل من تلطخت يداه بالدماء وأن يتم التعامل بصدق وشفافية من دون تلميع الصورة لطرف دون الآخر وحتى لابدّ من إعادة تعريف كافة الثوابت والمصطلحات حتى تناسب المرحلة الراهنة لأجل بناء بلد عنوانه الأساس الثقة المتبادلة بين كل الناس وبين المواطن والقيادة.

وأخيرًا.. إنَّ الحرب الناعمة على سوريا تُمثل تحديًا معقدًا يتطلب استجابة شاملة من جميع الأطراف المعنية؛ فالمستقبل في سوريا يعتمد على قدرة الشعب السوري وحكومته المؤقتة على تجاوز الانقسامات الداخلية واستعادة الأمن والاستقرار، إضافة إلى كيفية تعامل المجتمع الدولي مع الوضع السوري.

إن التحديات كبيرة.. غير أن الأمل المشوب بالحذر في بناء وطن مستقر ومزدهر لا يزال قائمًا!

 

** صحفية سورية

مقالات مشابهة

  • ميمي عبدالرازق: نظام الأهلي يساهم في نجاح أي مدرب.. وطاهر قادر على اللعب أساسيًا بوجود زيزو
  • من السلاح إلى السياسة | تعرف على الحركات التي حلّت نفسها قبل العمال الكردستاني
  • من السلاح إلى السياسة | تعرف إلى الحركات التي حلّت نفسها قبل العمال الكردستاني
  • هانم هاشم لـ "الفجر": نعدّ معلم المستقبل بمهارات الذكاء الاصطناعي وربط وثيق بسوق العمل
  • إرادة المقاومة سلاح فلسطين الأبدي
  • جنايات سوهاج: السجن 15 عامًا وغرامة 100 ألف جنيه لمتهم بالإتجار في السلاح
  • الحرب الناعمة على سوريا وتحديات المستقبل
  • الخير: لمجلس بلدي متجانس قادر على إطلاق عجلة الإنماء
  • شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تقفز في “المسبح” أثناء تقديمها وصلة غنائية والسبب (الذكاء الإصطناعي)
  • وزير الخارجية الإيراني: السلاح النووي محرم شرعاً .. والتصدي لإسرائيل واجب أخلاقي