بيلاروس تعزز دفاعاتها على الحدود بعد انتهاك أجوائها بمسيّرات أوكرانية
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
نشرت وزارة الدفاع البيلاروسية الأحد صورًا لدبابات يتم نشرها على طول حدود البلاد مع أوكرانيا، بعد يوم واحد من إعلان رئيسها وضع قوات الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى وإرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود، ردا على انتهاك مسيّرات أوكرانية أجواء البلاد.
وأظهر مشهد مصور نشرته الوزارة، دبابات روسية الصنع على متن قطار شحن عسكري في موقع غير محدد.
ويوم السبت، أعلن رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو إسقاط طائرات مسيرة أوكرانية، يفترض أنها هجومية، فوق أراضي بلاده.
سمح لوكاشينكو، الذي احتفل هذا العام بمرور ثلاثة عقود على توليه السلطة، للقوات الروسية باستخدام أراضي بيلاروس كقاعدة لانطلاق الهجوم على أوكرانيا في عام 2022. كما أتاح لموسكو نشر بعض الأسلحة النووية التكتيكية على أراضي بيلاروس.
مقتل ثلاثة طيارين أوكرانيين ولوكاشنكو يؤكد بقاء مقاتلي فاغنر في بيلاروسبيلاروس تستعرض قوتها بمناورات عسكرية نووية وسط تصاعد التوتر مع الغرب بشأن أوكرانيابولندا تعزز حدودها مع روسيا وبيلاروس.. خطة "شيلد إيست" لمواجهة التهديداتقال لوكاشينكو إنه تم وضع القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي البيلاروسية في حالة تأهب قصوى، مشيرًا إلى أن "القوات المسلحة الأوكرانية لم تكن هذه المرة الأولى التي تنتهك فيها قواعد السلوك، حيث انتهكت المجال الجوي لجمهورية بيلاروس في الاتجاه الشرقي، بالقرب من منطقة كوستيوكوفيتشي".
وأضاف أن نحو 10 طائرات مسيّرة أوكرانية اخترقت المجال الجوي لبلاده في منطقة موغيليف، شرقي البلاد على الحدود مع روسيا، وأن الدفاعات الجوية دمرت بعضها. وأوضح أن بيلاروس أبلغت أوكرانيا بأن أي "استفزازات من هذا القبيل لن تمر من دون رد". كما ذكرت بيلاروس أن هذه الطائرات المسيّرة اخترقت مجالها الجوي تزامنًا مع توغل القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك الروسية، حيث تدور معارك في الوقت الحالي معارك ضارية.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية موسكو تحذر من عواقب أي هجوم على بيلاروس وتتهم أوكرانيا باستهداف مدنيين داخل روسيا وفاة جندي بولندي طعنه مهاجر على الحدود مع بيلاروسيا بولندا تلقي القبض على 18 شخصًا بتهم القيام بأعمال عدائية لصالح روسيا وبيلاروسيا روسيا بيلاروس الحرب في أوكرانيا قوات عسكريةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: مظاهرات قصف إسرائيل إيران غزة الحرب في أوكرانيا مظاهرات قصف إسرائيل إيران غزة الحرب في أوكرانيا روسيا بيلاروس الحرب في أوكرانيا قوات عسكرية مظاهرات قصف إسرائيل إيران غزة الحرب في أوكرانيا الألعاب الأولمبية باريس 2024 الجيش الروسي دونالد ترامب روسيا كامالا هاريس السياسة الإسرائيلية السياسة الأوروبية یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
الاستسلام لبوتين لن يكون تنازلًا عن أوكرانيا فقط
ترجمة: أحمد شافعي
أهم ما في فضيحة الفساد التي شهدتها أوكرانيا مؤخرا هو أن لها ما لها. فهي فضيحة، بمعنى أنها ليست جزءًا طبيعيًا من الحياة هناك.
ففي الشهر الماضي، أفضى تحقيق أجراه المكتب الوطني لمكافحة الفساد في أوكرانيا، وهو جهة مستقلة، إلى توجيه الاتهام لحلفاء للرئيس فولوديمير زيلينسكي من بينهم وزيران بالاحتيال والكسب غير المشروع لما يصل إلى مائة مليون دولار.
وقد استقال الوزيران، وكذلك رئيس ديوان الرئيس، في حين يبدو أن شريكًا تجاريًا سابقًا للرئيس قد فر من البلد. وفي حين أنه لم يتم توجيه اتهام للرئيس نفسه بارتكاب مخالفات فقد لحق به ضرر سياسي. ولطالما كان الفساد هو الخطأ في أوكرانيا. أما التحقيق، والمساءلة القانونية والسياسية التي صاحبته، فهو الصواب. فالبلد الذي يستطيع التحقيق مع قادته حتى وهو يخوض حربًا من أجل وجوده بلد يستحق الدفاع عنه.
وهذه هي الفكرة التي يجب أن تحرك أي شخص لا ينتمي إلى فريق (السلام مهما يكن الثمن) في إدارة ترامب. ولقد كان اثنان من أقطاب هذا الفريق ـ هما ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر ـ في موسكو يوم الثلاثاء من أجل إجراء محادثات شخصية مع فلاديمير بوتين. كما كان هذان المقاولان العقاريان هما اللذان وضعا سابقا ـ وبالتعاون مع كيرير ديميترييف ممثل بوتين في المفاوضات ـ خطة من ثمان وعشرين نقطة تم التوصل إليها في ميامي وتعدل وثيقة استسلام من أوكرانيا وإن كان التفكير الذي قامت عليه ـ كما كتبت صحيفة وول ستريت جورنال الأسبوع الماضي ـ أشد إثارة للفزع. قالت الصحيفة: إن «محادثات ميامي، بالنسبة للكريملين، كانت بمنزلة ذروة لاستراتيجية حيكت قبل تنصيب ترامب لتجاوز جهاز الأمن الوطني التقليدي في الولايات المتحدة وإقناع الإدارة بالنظر إلى روسيا، لا باعتبارها تهديدا عسكريا، وإنما باعتبارها أرضا خصبة للفرص الوفيرة». ومضت الصحيفة تقول: إنه «من خلال التلويح بصفقات المعادن النادرة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، يتسنى لموسكو أن تعيد صياغة خريطة أوروبا الاقتصادية مع بث أسباب العداوة والفرقة بين أمريكا وحلفائها التقليديين».
ما الخطأ في هذا التفكير؟ لو عدلنا مقولة تشيرشل عن روسيا ـ «هي لغز مغلف في غموض وموضوع في إبهام» ـ يمكننا القول عن فكرة السلام من خلال التجارة إنه مصالح ذاتية مغلفة في أوهام عن الذات وموضوعة بداخل إضرار بالذات.
والتاريخ يفندها: فلقد كانت بريطانيا وألمانيا شريكين تجاريين أساسيين في عشية الحرب العالمية الأولى، وكانت الروابط الاقتصادية بين الصين والغرب قد تنامت حينما أصبحت الصين أشد ضراوة. والتجربة مع روسيا في عهد بوتين تدحض هي الأخرى هذه الفكرة: فقد تعرضت الشركة الغربية تلو الأخرى للاحتراق ـ أو ما هو أنكى منه ـ في أثناء العمل مع روسيا في الحقبة التي كان يفترض فيها أن الكريملين يرحب بالاستثمار الأجنبي.
والعقل السليم أيضا يدحض هذه الفكرة. فلو أن بوتين مهتم بالسلام والرخاء بين روسيا والغرب، لكان قد سعى إليهما على مدار خمسة وعشرين عاما له في السلطة.
لكن بوتين لا يريد التعايش، إنما يريد الهيمنة حتى ولو جاءت على حساب مليون ضحية تكبدتها قواته حتى الآن بحسب ما تفيد التقارير. فالمثل العليا لديه ليست أمثال بيل جيتس أو كونراد أديناور، وإنما هي أمثال بطرس الأكبر وإيفان الرهيب.
وهذا ما لن يتغير. فبوتين الآن في الثالثة والسبعين من العمر، ويرى نفسه شخصية تاريخية عالمية وقد نجح حتى الآن في تحقيق أهدافه ضد خصومه الذين يحتقرهم ويراهم ضعفاء أو مغرورين أو قابلين للفساد. وبإرسال اثنين من المقاولين العقاريين إليه من أجل التفاوض، لم يزد الرئيس ترامب على إقرار موقف بوتين. والخطر الكبير الآن يتمثل في أن بوتين سوف يوافق، بشروط، على صورة ما من «خطة السلام» التي أقرها ترامب، فيضع ضغطا دبلوماسيا لا يحتمل على كييف للقبول بها. ويندرج ضمن الآثار الأخرى أن هذا سوف يؤدي إلى تصدع السياسات الأوكرانية، وتصدع حلف الناتو، وإنقاذ الاقتصاد الروسي، وتقوية الأصوات المناصرة لروسيا في الوسط السياسي الأوروبي، ويمهل روسيا وقتا لاستعادة قوتها العسكرية. وفي المقابل، سوف تحصل أوكرانيا على نوع من الوعود الورقية التي سبق لها الحصول عليها سنة 1994 حينما تخلت عن أسلحتها النووية في مقابل ضمانات أمنية غير ملزمة ـ وهذه تذكرة أخرى بأن نزع السلاح غالبا ما يكون طريقا للحرب لا للسلام.
وهذا سؤال موجه لماركو روبيو: إلى أي مدى ستكون الضمانات الأمنية الأمريكية جيدة بالنسبة لكييف في عام 2029، حينما يكون روبيو مواطنا عاديا، ويكون جيه دي فانس رئيسا، ويكون بوتين جائعا إلى قطعة أخرى من أوكرانيا؟
هناك دائما فرصة سانحة لأن يغالي بوتين في تقدير قيمة ما لديه من أوراق، فيعطي ترامب مرة أخرى الإحساس بأن روسيا «تستغلنا» على حد قوله في مايو الماضي، ويحيي شهية الإدارة إلى الدفاع عن أوكرانيا. وفضلا عن كون ذلك هو الصواب الواحب، فإنه سوف يشير للصين بأن الإدارة لن تتنازل عن استقلال تايوان في مقابل فرص تجارية مربحة لعائلة ترامب وأصدقائه. لكن لا يجب أن يعول على ذلك زيلينسكي ومن تبقى له من أنصار في أوروبا. فقد يكون لزاما عليهم عما قريب أن يختاروا اختيارا صعبا بين التشبث بسلام مؤقت أو مواصلة المعاناة في حرب مرهقة. وما لكاتب يكتب مقاله من أمان نيويورك أن يسدي النصائح، ولكن لتشرشل مقولة أخرى جديرة بالذكر، وهي أن «الدول التي انهارت وهي تقاتل نهضت من جديد، أما التي استسلمت في خضوع فقد انتهى أمرها».
والتحذير الأكبر ها هنا هو تحذير للأمم الحرة أينما هي، وبخاصة في أوروبا. قد يكون عصر السلام الأمريكي موشكا على الانتهاء. ومن الآن فصاعدا، ستكون كل منطقة، أو بلد، وحدها في مواجهة خصوم مجترئين وجشعين. ومن يريد أن يعرف كيف يكون القتال، فيكفيه أن ينظر إلى الأوكرانيين الذين نتخلى عنهم، ونحن راضون بالمخاطرة وبالعار أيضا.
بريت ستيفنز من كتاب الرأي في نيويورك تايمز