«حرب أوكرانيا» تعطل بوصلة توازن القوى.. واليمين المتطرف يرفض فكرة الاتحاد الأوروبي
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
أكد خبراء ومحللون سياسيون أن الأزمة الروسية - الأوكرانية، ألقت بظلالها الكئيبة على أوروبا فى مختلف قطاعاتها، وتسبّبت فى تغيير خريطة سياساتها الخارجية، حتى إن البعض جعلها واحدة من أهم أسباب صعود أحزاب اليمين المتطرّف فى أوروبا، لردود الفعل الروسية على عقوبات الاتحاد الأوروبي، التي كانت أحد أسباب الأزمة الاقتصادية فى القارة العجوز.
وغيّرت أزمة روسيا وأوكرانيا مفاهيم ومعادلات واستراتيجيات كثيرة فى أوروبا، وصنعت تكتلات فى المنطقة وحول العالم، وأفرزت مجموعة من التحديات والأزمات الاقتصادية فى الدول المحيطة والدول المعنية بالحرب الروسية - الأوكرانية.
«البابا»: المشكلات الاقتصادية سبب تصاعد الأزمةوأكد الإعلامي الأوكراني محمد البابا لــ«الوطن»، أن الحرب الروسية - الأوكرانية أثرت بشكل كبير على اقتصاد الدول الأوروبية، وأبرزها استقبالها أكثر من 5 ملايين أوكراني كلاجئ إلى الكثير منها، ما أدى إلى ضغط اقتصادي كبير، مضيفاً أنها تسبّبت فى ارتفاع الأسعار بسبب تعطيل عمليات الصادرات والواردات للسلع الاستراتيجية، مثل النفط والغاز والمعادن والمواد الغذائية، وهو ما أدى إلى تضخّم كبير فى اقتصاد العالم.
وأضاف «البابا» أنه بعد أزمة روسيا وأوكرانيا واجه اقتصاد الدول الأوروبية عدداً من الصعوبات، لا سميا مع خروجها من السوق الروسية، بالإضافة إلى فرض عقوبات اقتصادية على موسكو وتركيز عدد كبير من الدول على الاهتمام بالتسليح وبناء قوة عسكرية ضخمة قادرة على ردع العدو فى أي وقت كان، وبأي طريقة ممكنة، وكانت آخرها ألمانيا التي قررت مؤخراً إنفاق مليارات على الأسلحة، موضحاً أن هذا الإنفاق كبير، فى الوقت الذى تواجه فيه القارة الأوروبية أزمات اقتصادية أثرت بشكل كبير على أسعار السلع الغذائية فى أوروبا.
وتابع: «المخاوف الأوروبية حول تعامل أوروبا مع شتائها القارص فى ظل قطع روسيا إمدادات الغاز عن الدول الأوروبية كورقة ضغط ورد على تصعيد الدول الأوروبية تجاهه كان يثير القلق فى بداية الأزمة»، موضحاً أن «الوضع أصبح أقل خطورة مع وجود بدائل، فى ظل تصاعد التوترات والأزمات فى الشرق الأوسط، لأن تلك الأزمة لا تزال تؤرق الأوروبيين».
العقوبات على «موسكو» تضر بمصالح أوروبامن جانبه، قال د. محمد اليمنى، خبير العلاقات الدولية، إن أزمة روسيا وأوكرانيا غيّرت مفاهيم ومعادلات واستراتيجيات كثيرة فى أوروبا، وصنعت تكتلات فى المنطقة وحول العالم، وأفرزت مجموعة من التحديات والأزمات الاقتصادية والأزمات فى الدول المحيطة والدول المعنية بالحرب الروسية - الأوكرانية، وأبرزها صعود اليمين المتطرف الذى يرفض الاتحاد الأوروبي من الأساس، ويرى أن العقوبات على روسيا تضر مصالح القارة العجوز.
«اليمنى»: الصراع تسبّب فى أزمة حبوب عالميةوأضاف: «الصراع بين موسكو وكييف أثر على الاستقرار العالمي، لاسيما مع التصعيد المستمر والتحسّب لنشوب حرب عالمية جديدة جراء دعم الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا وتحول هذه الحرب إلى حرب بالوكالة تسعى فيها واشنطن عن طريق تمويلها أوكرانيا إلى إضعاف موسكو».
وتابع: «الصراع تسبّب فى أزمة حبوب عالمية بعد توقف صادرات أوكرانيا من الحبوب والقمح بعد ثلاثة أشهر من الحرب، حيث إن كييف كانت تُعد من أكبر مصدري الحبوب فى العالم، وتوقف صادراتها أثر بشكل كبير على الكثير من الدول، مما أدى إلى ارتفاع جنوني فى أسعار المواد الغذائية، كما أن تكلفة النقل اللوجيستي ارتفعت بشكل كبير بسبب اضطرابات سلاسل التوريد العالمية، مما أدى إلى زيادة أسعار السلع الغذائية بشكل عام».
وأكد «اليمنى» أن أوروبا ستواجه شتاءً صعباً نتيجة قطع إمدادات الطاقة الروسية وقطع بعض الدول الأوروبية علاقاتها مع موسكو، مما حرمها من الغاز الذى كنت تحصل عليه بأسعار منخفضة، وأصبحت الآن تبحث عن أسواق بديلة لتلبية احتياجاتها من الغاز الضروري لمواجهة الشتاء الأوروبي القارس.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأحزاب اليمينية الاتحاد الأوروبى الأزمات العالمية الهجرة غير الشرعية الدول الأوروبیة فى أوروبا بشکل کبیر أدى إلى
إقرأ أيضاً:
باريس تتفوق على لندن وتتصدر المشهد التكنولوجي الأوروبي
تتصدر باريس المشهد التكنولوجي الأوروبي، متفوقة على لندن، ضمن مؤشر عالمي يرصد أداء المدن من حيث الابتكار والاستثمار والمواهب. اعلان
أحرزت مدينة باريس المرتبة الأولى كأفضل مركز تكنولوجي في أوروبا، وذلك وفقاً لمؤشر النظام البيئي التكنولوجي العالمي للعام الجاري.
شمل التقرير تحليل مواهب الابتكار والاستثمارات التكنولوجية في 288 مدينة توزعت على 69 دولة.
وحلت العاصمة الفرنسية في المركز الرابع عالمياً، فيما جاءت لندن في المرتبة السادسة.
كما احتلت مدن كامبريدج، وميونيخ، وستوكهولم، وغرينوبل المراكز المتقدمة ضمن قائمة أفضل 20 مدينة تكنولوجية عالمياً.
كامبريدج أعلى تركيز للمواهب في أوروباأشار المحللون إلى أن المملكة المتحدة شهدت تراجعاً في جذب الاستثمارات خلال السنوات الأخيرة، حيث جمعت شركاتها الناشئة ما يزيد قليلاً عن 19 مليار يورو في عام 2024، وهو أقل مستوى منذ عام 2020.
ورغم هذا التراجع، أكد التقرير أن المملكة المتحدة تظل لاعباً أساسياً في دعم وتطوير المشهد التكنولوجي الأوروبي.
وبحسب التقرير، تمتلك مدينة كامبريدج أعلى تركيز للمواهب التقنية في أوروبا، مع قيمة إجمالية للشركات تتجاوز 162 مليار يورو، وذلك ضمن عدد سكان بلغ نحو 150 ألف نسمة.
Relatedدور الذكاء الاصطناعي والنظم الإيكولوجية المفتوحة في تشكيل التكنولوجيا في المؤتمر العالمي للجوال 2025رئيس وزراء السويد يقرع جرس الإنذار... هل تتواصل خسارة أوروبا لشركات التكنولوجيا؟ هل يهدد الاعتماد على شركات التكنولوجيا الأمريكية سيادة أوروبا؟وتُصنف المدن التي تقود الكثافة ضمن "النظم البيئية التي تتفوق بإنجازاتها بالنسبة لحجم سكانها، وتقدم مخرجات ابتكارية استثنائية للفرد الواحد".
وأكد التقرير أن هذه المراكز تتميز بنشاط عالٍ للشركات الناشئة وكثافة كبيرة في الأبحاث والتطوير، إضافة إلى الروابط القوية مع الجامعات، مما يدل على أن النظم البيئية التكنولوجية من المستوى العالمي يمكن أن تظهر في أي مكان.
النجوم الصاعدةصنّف التقرير لاغوس عالمياً كأفضل "نجم صاعد" في قائمة المدن من حيث النمو في قيمة الشركات وعدد الشركات أحادية القرن — وهي شركات ناشئة خاصة تزيد قيمتها عن مليار دولار — مع تعديل المؤشرات وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي وتكاليف المعيشة.
وأطلقت لاغوس خمس شركات أحادية القرن، فيما ارتفعت قيمة نظامها البيئي التكنولوجي بأكثر من 11 مرة منذ عام 2017، رغم صغر حجم اقتصادها.
وفي أوروبا، تصدرت كييف قائمة النجوم الصاعدة، تليها كل من فيلنيوس، وزغرب، وبراغ، ووارسو، وأثينا.
ويشير الخبراء إلى أن قطاع التكنولوجيا في أوكرانيا يشهد طفرة كبيرة، حيث ارتفع عدد المتخصصين في هذا المجال من نحو 75 ألف شخص في عام 2014 إلى أكثر من 300 ألف في عام 2023.
وتضم العاصمة الأوكرانية أكثر من 1000 شركة تقنية، من بينها شركات بارزة مثل Ajax Systems وGrammarly.
وبالإضافة إلى ذلك، اختار المنتدى الاقتصادي العالمي مؤخراً كييف لاستضافة مركز جديد للتقنية الحكومية، بهدف تعزيز تبادل الخبرات والممارسات الرائدة في مجال الحلول التكنولوجية الحكومية المبتكرة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة