"إن الله أحلكم هذا المحل ليعز دينه، ويذبَّ بكم عن الحرمات، ويزيد بكم المال استفاضة، والعدو وقْما (قمعا وخسارة)، ووعد نبيه النصر بحديث صادق، وكتاب ناطق، فَقَالَ: «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ»".

(قتيبة بن مسلم الباهلي مخاطبا جنده عند ديار بخارى)

انطلقت الفتوحات الإسلامية إلى العراق والشام في الأشهر الأخيرة من عُمر الخليفة الأول أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في عام 12هـ، وذلك بعد حروب طاحنة قضى فيها المسلمون على المرتدين من القبائل العربية، وأعادوا لملمة شعثهم، ومن ثم عمدوا إلى مواجهة أقوى جبهتين في ذلك الزمان؛ الفُرس الساسانيين والروم البيزنطيين، وعلى مدار عشرين عاما أو يزيد قليلا تمكَّن المسلمون من فتح العراق وبلاد الشام ومصر وأجزاء واسعة من بلاد فارس.

ولكن وفاة عمر بن الخطاب (الخليفة الثاني) -رضي الله عنه- ومقتله على يد أبي لؤلؤة المجوسي في عام 23هـ أحدث اضطرابا في إيران، فقد ارتدت كثير من مناطق الوسط والجنوب الفارسي عن المعاهدات التي أبرموها مع الفاتحين المسلمين في تلك المرحلة، لا سيما في مناطق اصطخر والبيضاء وغيرها، ولهذا السبب قرر الخليفة الثالث عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أن يُعيّن واليا جديدا على البصرة، يملك حماسة الشباب، وطاقة متدفقة لإعادة المناطق الفارسية إلى طاعة الخلافة الراشدة، ثم يشرع في توسيع عمليات الفتوحات في مناطق خراسان والسند، وصولا إلى الهند.

فتوح خراسان

وكان فتح خراسان، وهي المنطقة التي تشمل اليوم أفغانستان وشرق إيران ومناطق جنوب جمهورية تركمانستان، بداية من عام 22هـ، ففي ذلك العام أمر الخليفة عمر بن الخطاب بتدفق الجنود إلى هذه المناطق وفتحها على يد الأحنف بن قيس التميمي، ويبدو من رواية الطبري أن الأحنف بن قيس هو الذي أشار على عُمر بن الخطاب بفتح هذه المناطق؛ إذ يقول: "وانتهى في ذلك إلى رأي ‌الأحنف ‌بن ‌قيس، وعرف فضله وصدقه"[1]، وما بين عامي 18هـ وحتى 23هـ، وهو عام وفاة الخليفة عمر، تمكَّن المسلمون من ضم جميع أقاليم فارس وخراسان.

لكن مقتل عُمر -رضي الله عنه- على يد أبي لؤلؤة المجوسي قد أحدث هزّة عنيفة في إيران التي نفضت يد الطاعة، وانقلبت على المسلمين، وحين استقر القرار لعثمان بن عفان -رضي الله عنه- أعاد هيكلة الولايات وتعيين ولاة جدد، لا سيما ولاية البصرة التي كانت مسؤولة عن عمليات الفتوحات في إيران، وكان واليها حينذاك منذ زمن عمر الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري، فأرسل عثمان قيادة جديدة شابة تمثّلت في عبد الله بن عامر بن كُريز القرشي ابن الخامسة والعشرين ربيعا حينذاك، وقد انطلق منذ وطئت قدماه البصرة في عام 29هـ يعيد السيطرة على هذه المناطق الشاسعة من وسط وجنوب إيران، وكذلك مناطق خراسان. وهو ما يذكره البلاذُري في "فتوح البلدان" حين يقول: "فلما استخلف عثمان بن عفان ولّى ‌عبد ‌اللَّه ‌بن ‌عامر بن كريز البصرة في سنة ثمان وعشرين ويقال في سنة تسع وعشرين وهو ابن خمس وعشرين سنة، فافتتح من أرض فارس ما افتتح ثم غزا ‌خراسان في سنة ثلاثين"[2].

غير أن استشهاد عثمان بن عفان في عام 35هـ وأحداث الفتنة التي استمرت عقب وفاته طوال خلافة علي -رضي الله عنه- ثم في السنوات الأولى في الدولة الأموية في خلافة معاوية أدّت كلها إلى توقف عمليات الفتوحات عند حدود خراسان، وكان الإقليم الذي يجاور خراسان هو إقليم ما وراء النهر، أي ما وراء نهر جيحون الذي يُقال له اليوم أموداريا، وهو يشمل أراضي أوزباكستان وطاجيكستان وأجزاء من كازاخستان وأفغانستان وجنوب قيرغيزستان اليوم، وهي أغلب مناطق تركستان التاريخية.

فتوحات ما وراء النهر الأولى وارتدادها يبدو أن الحكم بن عمرو الغفاري ومن بعده الربيع لم يتوغلا خلف نهر جيحون كثيرا؛ ولكن جاء من بعدهم عبيد الله بن زياد فتوغل في تلك المناطق على الإبل. (مواقع التواصل)

بلغ سعيد بن عثمان سمرقند وقد وجد أهلها مستعدين له، حاشدين كل طاقتهم وعددهم، فمكث يوما يريح جنده من عناء الطريق، فلما كان من الغد اشتدّت المعركة بين الجانبين، واستمرت على مدار ثلاثة أيام، وقيل استمرت شهرا كاملا، ويبدو أن الشهر الكامل هي المدة الأرجح؛ لمنعة سمرقند وحصانتها وارتفاعها عن السهول والمزارع المحيطة بها، ونشب القتال بين الجانبين في منطقة لا تبعد عن الأسوار، حتى قيل إن سعيد فقد إحدى عينيه في تلك المعركة، ثم حاصرهم حتى بدا له أن قادة الصغد وكبار أمرائهم وأبنائهم قد انزووا إلى حصن بعيد فحاصرهم فيه، ثم تمكن أخيرا من أسرهم.

فلما رأى أهل سمرقند أسر كبرائهم وافقوا على الصّلح والتبعية للمسلمين كما فعل أهل بخارى على أن يدفعوا سبعمئة ألف درهم، وأن يعطوا المسلمين رهنا من كبار أمرائهم، وأن يدخل المسلمون المدينة، فدخلها سعيد في ألف فارس وسار فيها حتى خرج من الباب الآخر، ثم انصرف إلى عسكره ورجع من سمرقند إلى ترمذ في الجنوب وعبر نهر جيحون صوب مرو عاصمة خراسان، يقول الطبري: "وناهضه ‌الصغد، فقاتلهم فهزمهم وحصرهم في مدينتهم، فصالحوه وأعطوه رهنا منهم خمسين غلاما يكونون في يده من أبناء عظمائهم، وعبر فأقام بالترمذ، ولم يف لهم، وجاء بالغلمان الرهن معه"[5] إلى مرو.

قتيبة بن مسلم الباهلي وفتح بخارى وسمرقند

وهكذا كان الفتح الأول لسمرقند على صعوبته صُلحا بين الطرفين على شروط وجزية مع ضمان الحكم الذاتي للصغد والترك لهذه المناطق، الأمر الذي سمح لهم بانتقاض العهود مرة بعد أخرى، وبعد وفاة معاوية وارتقاء ابنه يزيد بن معاوية للخلافة، أحب والي خراسان حينذاك سلْم بن زياد أن يؤكد سيادة المسلمين على سمرقند فعبر إليها سنة 62هـ، فجدّد أهلها الصلح والتعاهد معه، وأدوا إلى سلم الجزية وهدايا أخرى كثيرة أُرسلت إلى مقر الخلافة في دمشق، ولكن بعد وفاة يزيد بن معاوية في عام 64هـ والصراع الذي نشب بين عبد الله بن الزبير في الحجاز والجزيرة العربية من جهة، وعبد الملك بن مروان من جهة أخرى، فضلا عن استغلال بعض ولاة هذه المنطقة للأوضاع مثل موسى بن عبد الله بن خازم والي ترمذ المتمرد على ولاة خراسان الذي حال دون عبورهم نهر جيحون لأعوام طويلة حتى مقتله في عام 85هـ/704م، كل ذلك أدى إلى هذا تعطيل إعادة الفتوحات[6].

قُتيبة من مسلم الباهلي كان بخلاف مَن سبقوه من الفاتحين أشد حرصا لا على تأكيد السيادة الإسلامية فقط، بل وعلى نشر الإسلام، لا سيما مدن مثل بخارى وسمرقند وغيرها. (مواقع التواصل)

في غضون ذلك، أرسل الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق والشرق الإسلامي عامة قائدا جديدا إلى هذه المنطقة وهو قُتيبة بن مسلم الباهلي في عام 86هـ/705م، ذلك الذي لن يتمكن من تأكيد السيادة الإسلامية على سمرقند وبلاد الصغد فقط، بل ستمتدّ فتوحاته حتى يطرق أبواب الصين هنالك عند مدينة كاشغر وما وراءها.

والحق أن قُتيبة من مسلم الباهلي كان بخلاف مَن سبقوه من الفاتحين أشد حرصا لا على تأكيد السيادة الإسلامية على هذه المناطق فقط، بل وعلى نشر الإسلام فيها، لا سيما حواضرها الكبرى مثل بخارى وسمرقند وغيرها، ومنذ وطئت قدماه خراسان وما وراء النهر سنة 86هـ عزم على العبور إلى ما وراء النهر عدة مرات بجيوش كثيفة، وقد امتاز قتيبة بطيب الخلال، وحرصه على نشر الإسلام، حتى إن الطبري ينقل عنه بعض خطبته التي قالها لما جاء أول مرة إلى تلك المناطق، وجاء فيها:

"إن الله أحلّكم هذا المحل ليعزّ دينه، ويذبَّ بكم عن الحرمات، ويزيد بكم المال استفاضة، والعدو وقْما (قمعا وخسارة)، ووعد نبيه النصر بحديث صادق، وكتاب ناطق، فَقَالَ: «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ». ووعد المجاهدين في سبيله أحسن الثواب، وأعظم الذّخر عنده فقال: «ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»، إلى قوله: «أَحْسَنَ مَا كانُوا يَعْمَلُونَ» ثم أخبر عمن قُتل في سبيله أنه حيّ مرزوق، فقال: «وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتًا بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)"[7].

بمثل هذه الروح انطلق قُتيبة بن مسلم في بلاد ما وراء النهر، وسرعان ما كان النصر حليفه، والمغانم طوع بنانه، فقد استولى على مدينة بيكند على طريق بخارى، واستعان المسلمون بغنائمها على مواصلة العمليات العسكرية في تلك المناطق، وفي عام 88هـ تمكن من فتح بعض نواحي بخارى، ثم تأكيد السيادة الإسلامية على بخارى ذاتها وفتحها عام 90هـ، ولم يقبل من أهلها الحكم الذاتي كما فعل الفاتحون المسلمون من قبله، وإزاء هذه الفتوحات السريعة التي بلغت الآفاق، خاف الصُّغد في سمرقند من قُتيبة، وأرسل زعيمهم طرخون إليه فدية كبيرة، وبالفعل رجع قتيبة هذه السنة عن سمرقند، ولكن في ربيع العام التالي 91هـ انطلق صوب نواحي سمرقند مثل كش ونسف وغيرها، ولم يتعرض له طرخون خوفا من قوته، ولما رأى أهل الصغد جُبن طرخون عن مواجهة قتيبة بن مسلم وجيوشه وتقاعسه ثاروا عليه، وسجنوه وعينوا بدلا منه قائدا جديدا اسمه غُوزك، جاء بروح انتقامية وثورية ضد المسلمين.

خريطة لِبلاد ما وراء النهر خلال القرن الثامن الميلادي. (ويكيبيديا)

وإزاء هذه التطورات في سمرقند انتهج قُتيبةُ نهج المفاجأة والخداع العسكري، فأظهر أنه يريد الحرب ولكنه عمل على المناورة والخداع والتمويه، فأظهر أنه يريد سمرقند ونواحيها أولا، ولكنه اتجه شمالا إلى خوارزم وفتحها بسهولة، وقياسا على تكتيكات قتيبة السابقة توقع أهل سمرقند أنه لن يغزوهم في ذلك العام، وهو ما أكدته تحركات قتيبة بالفعل، حيث أرسل الغنائم والثقل العسكري مع أخيه عبد الرحمن بن مسلم إلى مرو عاصمة خراسان، ثم كتب إليه وهو في الطريق أن يوجه الثقل في سرية تامة إلى سمرقند على أن يلحق به هنالك ببقية الجيش[8].

هنالك وقف قتيبة في جيشه خطيبا يقول: "إن الله قد فتح لكم هذه البلدة (خوارزم) في وقت الغزو فيه ممكن، وهذه السُّغد شاغرة برجلها، قد نقضوا العهد الذي كان بيننا، منعونا ما كنا صالحنا عليه طرخون، وصنعوا به ما بلغكم، وقال الله: «فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ»، فسيروا على بركة الله، فإني أرجو أن يكون خوارزم والسُّغد كالنضير وقريظة"[9].

وبالفعل التقى الجيشان عند أسوار سمرقند، حين ذلك أُسقط في أيدي الصغد، وأرسلوا على الفور إلى ملوك الترك والصين وفرغانة وغيرهم ليمدوهم على المسلمين، وكان قتيبة قد خصَّص فرقة للاستطلاع والمراقبة تمكنت من استكشاف مجيء قوات تركية كثيفة، واستطاع صالح بن مسلم أخو قتيبة وعبد الرحمن أن يوقعها في فخّ أعدّه لها، مع حصار شديد ورمي بالمجانيق، وهجوم لا يتوقف من قتيبة ورجاله، حتى انثلم في سور المدينة ثلم، حين ذلك انكسر أهل سمرقند، واستسلموا وأعلنوا الهزيمة والصلح على شروط قتيبة، وقد اشترط عليهم أن يؤدّوا مليون (ألف ألف) درهم عاجلة، ومئتي ألف درهم سنوية، وبالإضافة إلى جزية من الرؤوس تكون من الشباب فقط، وأن تُحرق الأصنام التي كانوا يعبدونها، وأن تُهدم بيوت النيران التي كان يتعبّد فيها المجوس الزرداشتية، ولأول مرة يأمر قتيبة ببناء مسجد جامع في سمرقند، ثم وهو الأهم أن يوطّن فيها المسلمون بأُسرهم وأبنائهم[10].

ولم يتوقف عند هذا الحد، فقد علم غدرهم ونكوصهم عن معاهدات الصلح مع المسلمين من قبل، ولهذا عيّن عليها أخاه عبد الله بن مسلم الباهلي، وأضاف إليه حامية عسكرية كبيرة لأول مرة. وهكذا دانت سمرقند للمسلمين على يد قُتيبة بن مسلم الباهلي هذا القائد الكبير الذي استمرت فتوحاته في تركستان وصولا إلى الصين التي أجبر إمبراطورها على دفع الجزية للمسلمين، كما يثبته كُتّاب التواريخ كالطبري وابن أعثم والبلاذري وغيرهم، وذلك تاريخ غابر وعامر، حيث لا يكاد يُصدّق أن يفتتح المسلمون في أزمنة قليلة من حدود الصين إلى جنوب فرنسا!

_______________________________________

المصادر

[1] تاريخ ابن جرير الطبري 4/94. [2] البلاذري: فتوح البلدان ص390. [3] ابن أعثم الكوفي: الفتوح 4/190. [4] ياقوت الحموي: معجم البلدان 3/409. [5] تاريخ الطبري 5/306. [6] تاريخ الطبري 6/398، 399. [7] السابق 6/424. [8] ابن أعثم الكوفي: الفتوح 7/236، 237. [9] الطبري: السابق 6/472، 473. [10] الطبري: السابق 6/475.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: هذه المناطق عبد الله بن ن المسلمون فی تلک على ید فی عام فی ذلک

إقرأ أيضاً:

الانتخابات البلدية والاختيارية في الشمال وعكار: معارك مسيحية ومبارزة سنية طرابلسية

تتجه الانظار اليوم الى الشمال، حيث تجري المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية، في اجواء تنافس يختلط فيه العاملان السياسي والعائلي مثلما حصل في جبل لبنان.   لا يبدو ان الواقع الانتخابي الذي يسود محافظتي لبنان الشمالي وعكار سيختلف كثيرا عما آلت اليه نتائج الجولة الأولى في محافظة جبل لبنان، ويعني ذلك ان الأنظار ستتركز على عدد محدود من البلدات حيث تطغى فيها التنافسات السياسية والحزبية بشكل واضح فيما معظم البلدات والقرى الأخرى ستتوزع فيها العوامل العائلية والسياسية على نحو لا يطبعها بطبعات سياسية فاقعة .   وبحسب "الديار"، تتميز الانتخابات في الشمال بمعارك ذات طابع سياسي في عدد من البلدات الكبرى والصغرى، لتقدير أحجام الاحزاب للبناء عليها في التحضير للاستحقاق النيابي في ايار العام المقبل ، وللفوز باتحادات البلديات لا سيما في البترون والكورة وزغرتا.   وفي عاصمة الشمال طرابلس، يبدو مشهد المعركة الانتخابية باهتاً، لا سيما في ضوء حرص الاحزاب والقوى السياسية على الوقوف في المشهد الخلفي، مع العلم ان نواب واحزاب المدينة اختلفوا في دعم اللوائح المتنافسة السبع ، بينما اكد الرئيس نجيب ميقاتي وقوفه على الحياد وعدم الانخراط المباشر في دعم اي لائحة.   وفي اللوائح المتنافسة تبرز لائحة "رؤية طرابلس" المدعومة من اربعة نواب في المدينة : فيصل كرامي ، اشرف ريفي ، طه ناجي (الاحباش) ، وكريم كبارة ، وقوى اخرى.   وتنافسها لوائح اخرى ابرزها لائحة "نسيج طرابلس" المدعومة من النائب ايهاب مطر وجمعيات اسلامية وبعض الهيئات المدنية . وهناك لائحة " طرابلس المدينة " المدعومة من "الجماعة الاسلامية" وجمعيات اجتماعية ، ولائحة غير مكتملة تضم اعضاء من المجتمع المدني ، واخرى لـ "حراس المدينة".   ويتلخص مشهد معركة طرابلس بتداخل التحالفات السياسية الهجينة والمركبة، الامر الذي يعطي انطباعا بان تحصل عمليات تشطيب، وبالتالي خروقات متبادلة . مع العلم ان قلة المرشحين والناخبين المسيحيين والاجواء السائدة، تؤشر الى احتمال غياب تمثيل المسيحيين وضعف التمثيل العلوي.   وتتركز الانظار على البترون، التي ينتظر بعض بلداتها معارك شرسة في اطار سياسي بين "التيار الوطني الحر" و"المردة" بشكل عام من جهة ، وتحالف "القوات اللبنانية" و"الكتائب" ومجد حرب من جهة ثانية . ويسعى كل طرف للفوز لاحقا برئاسة الاتحاد.   وتتركز المعركة في شكا احدى كبريات البلديات ماليا ، بينما يرأس رئيس بلدية مدينة البترون ورئيس الاتحاد الحالي مرسيلينو الحرك، المقرب من جبران باسيل، لائحة قوية في منافسة لائحة غير مكتملة برئاسة ميشال الدغل، لا تتبناها علنا "القوات اللبنانية".   وفي الكورة تختلط التحالفات بشكل غير مستقر، وسط تنافس شديد في بعض البلدات بمشاركة الحزب "السوري القومي الاجتماعي" و"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و"المردة" و"الكتائب" والحزب "الشيوعي" والنائب جورج عبد المسيح.   ووفقا لنتائج فوز عدد من البلديات بالتزكية، فان رئاسة الاتحاد تميل لصالح "القومي" و"الوطني الحر" و"المردة".   اما في زغرتا فتشتد المنافسة بين "المردة" بالتحالف مع "التيار الوطني الحر" من جهة وتحالف النائب ميشال معوض مع "القوات اللبنانية" من جهة اخرى . وفي حين تبدو المعركة لصالح "المردة" في مدينة زغرتا ذات الثقل الشعبي والانتخابي ، تشهد بعض قرى القضاء معارك شديدة وسط مناخ يؤشر الى احتفاظ المردة باتحاد البلديات.   اما في بشري فان "القوات اللبنانية" تتجه للاحتفاظ برئاسة اتحاد البلديات، رغم التنافس والمعركة في المدينة بين اللائحة التي تدعمها، واللائحة المدعومة من النائب وليم طوق.   ويسود في عكار مشهد معقد لتداخل العامل العائلي والسياسي في المعارك، التي ستشهدها بعض بلدات المحافظة . وفي فنيدق يسود تنافس شديد بين لائحة يدعمها النائب وليد البعريني، ولائحة مدعومة من النائب السابق خالد زهرمان، وعائلات ومناصرين لـ "تيار المستقبل".   وتشهد ببنين معركة ايضا بين لائحة مدعومة من "الجماعة الاسلامية"، ولائحة منافسة من قوى وعائلات ، ويلعب الناخبون المسيحيون الذين يبلغ عددهم 3 الاف ناخب دوراً مؤثراً.
وكتبت "النهار" قائلة إنّ المعارك او التنافسات السياسية ستدور في مناطق الثقل المسيحي في لبنان الشمالي وعكار اكثر منها في المناطق ذات الغالبيات الإسلامية.  
واهم البلدات التي ستكون تحت الرصد هي زغرتا حيث تدور معركة قاسية بين لائحة مدعومة من تيار المردة وأخرى مدعومة من النائب ميشال معوض علما ان 25 بلدة في القضاء ستخوض الانتخابات، بشري حيث تشكل الانتخابات رصدا لحجم التأثير القوي ل"القوات اللبنانية" التي تواجه لائحة مدعومة من النائب وليم طوق، والبترون وشكا وحامات وتنورين والكورةباعتبارها من أبرز المناطق التي تشهد مواجهات بين "القوات اللبنانية "والكتائب ومجد حرب من جهة، و"التيار الوطني الحر" او المردة او الاثنين معاً.   وفي سياق مكمل ستكون طرابلس تحت الرصد لجهة الكثافة اللافتة في عدد المرشحين الموزعين على ستة لوائح متنافسة أقواها نظريا لائحة مدعومة من أربعة نواب للمدينة وتعتبر المعركة الحادة في طرابلس رصدا للقوة السنية وسط تشرذم القوى السنية منذ انكفاء تيار المستقبل.     وثمة خشية متعاظمة ان يؤدي تشرذم اللوائح بهذا القدر والتشطيب المتوقع الى إطاحة تمثيل الأقليات من المسيحيين والعلويين في أي لائحة فائزة.   ودخلت محافظة عكار شمالي لبنان ساعات الحسم الفاصلة مع بدء النزال الانتخابي البلدي والاختياري في 112 بلدة وقرية في محافظة عكار ، منها 82 بلدة معنية بانتخاب مجالسها البلدية البالغ عددها 134 بعدما أٌعلن فوز 48 مجلساً بلديّاً بالتزكية إثر تسويات عائلية أفضت الى توافقات وتسود البلدات المسيحية تنافسات على خلفيات سياسية عائلية.   وكان وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار اشرف من غرفة العمليات المركزية الخاصة بالإنتخابات البلدية والإختيارية في مبنى الوزارة، على عملية تسليم صناديق الإقتراع إلى رؤساء الأقلام والكتبة التي انطلقت فجر السبت بمواكبة من قوى الأمن الداخلي، وذلك استعداداً لإنطلاق العملية الإنتخابية في محافظتي لبنان الشمالي وعكار صباح اليوم.   وأكّد الحجّار أنّ "عمليّة توزيع صناديق الاقتراع في محافظتي الشمال وعكار جيّدة وهي مستمرّة في طرابلس والضنيّة وأُنجِزَت في الأقضية الأخرى"، وقال: "قمنا بجهد كبير لتلقّي الشكاوى ومتابعة كلّ ما يجري على الأرض وورد القليل منها لكنها عولِجَت".     وأشار إلى أنَّ "القوى الأمنيّة ستنتشر بكلّ جديّة خصوصاً في طرابلس"، وتابع "نأمل بأن تمرّ الأمور على خير".   أيضا، ترأس الوزير الحجار اجتماعاً تحضيرياً للإنتخابات البلدية والإختيارية في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية، حضره محافظ لبنان الجنوبي منصور ضو، محافظ النبطية هويدا الترك، المقائمقامون، أعضاء غرفة العمليات المركزية الخاصة بالانتخابات البلدية والاختيارية وفريق عمل الوزارة.
  مواضيع ذات صلة استكمال التحضيرات للانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة عكار Lebanon 24 استكمال التحضيرات للانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة عكار 11/05/2025 06:08:33 11/05/2025 06:08:33 Lebanon 24 Lebanon 24 الاستحقاق البلدي: مبارزة مسيحيّة واختبار لسقوط تفاهم مار مخايل Lebanon 24 الاستحقاق البلدي: مبارزة مسيحيّة واختبار لسقوط تفاهم مار مخايل 11/05/2025 06:08:33 11/05/2025 06:08:33 Lebanon 24 Lebanon 24 قبيل الإنتخابات البلدية والاختيارية في محافظتيّ لبنان الشمالي وعكار... تذكير بهذه التعاميم Lebanon 24 قبيل الإنتخابات البلدية والاختيارية في محافظتيّ لبنان الشمالي وعكار... تذكير بهذه التعاميم 11/05/2025 06:08:33 11/05/2025 06:08:33 Lebanon 24 Lebanon 24 إنتخابات الشمال غداً: معارك سياسية بطابع بلدي ومخاوف من "التشطيب" Lebanon 24 إنتخابات الشمال غداً: معارك سياسية بطابع بلدي ومخاوف من "التشطيب" 11/05/2025 06:08:33 11/05/2025 06:08:33 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً مقدّمات النشرات المسائية Lebanon 24 مقدّمات النشرات المسائية 16:55 | 2025-05-10 10/05/2025 04:55:00 Lebanon 24 Lebanon 24 آخر مفاجأة.. "شراء هويات" في طرابلس قبل الانتخابات! Lebanon 24 آخر مفاجأة.. "شراء هويات" في طرابلس قبل الانتخابات! 16:30 | 2025-05-10 10/05/2025 04:30:49 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. هذه قصة حادثة "الطائرة الشراعية" في جونيه! Lebanon 24 بالفيديو.. هذه قصة حادثة "الطائرة الشراعية" في جونيه! 16:26 | 2025-05-10 10/05/2025 04:26:01 Lebanon 24 Lebanon 24 فيديو لحادث دهس في النبطية.. شاهدوه! Lebanon 24 فيديو لحادث دهس في النبطية.. شاهدوه! 15:36 | 2025-05-10 10/05/2025 03:36:09 Lebanon 24 Lebanon 24 عن زيارته للكويت.. هذا ما أعلنه عون Lebanon 24 عن زيارته للكويت.. هذا ما أعلنه عون 15:14 | 2025-05-10 10/05/2025 03:14:06 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة كانت متزوجة من إيراني وأشهرت اسلامها.. فنانة لبنانية تُثير الجدل بتصريحاتها: "عايزة راجل" (فيديو) Lebanon 24 كانت متزوجة من إيراني وأشهرت اسلامها.. فنانة لبنانية تُثير الجدل بتصريحاتها: "عايزة راجل" (فيديو) 02:48 | 2025-05-10 10/05/2025 02:48:04 Lebanon 24 Lebanon 24 "لا أستطيع الإنجاب".. نجمة تركية شهيرة "تصدم" الجمهور بتصريحها Lebanon 24 "لا أستطيع الإنجاب".. نجمة تركية شهيرة "تصدم" الجمهور بتصريحها 01:51 | 2025-05-10 10/05/2025 01:51:53 Lebanon 24 Lebanon 24 هذا جديد حادثة الطيران الشراعي في جونية.. إليكم ما كُشف (صور) Lebanon 24 هذا جديد حادثة الطيران الشراعي في جونية.. إليكم ما كُشف (صور) 08:55 | 2025-05-10 10/05/2025 08:55:42 Lebanon 24 Lebanon 24 نجمة سورية تروي تفاصيل خاصة عاشتها في منزل بوسي شلبي ومحمود عبد العزيز (صورة) Lebanon 24 نجمة سورية تروي تفاصيل خاصة عاشتها في منزل بوسي شلبي ومحمود عبد العزيز (صورة) 03:05 | 2025-05-10 10/05/2025 03:05:37 Lebanon 24 Lebanon 24 على طبيعتها وبلا فلتر.. انتشار صور لياسمين صبري من دون ماكياج شاهدوا كيف بدت Lebanon 24 على طبيعتها وبلا فلتر.. انتشار صور لياسمين صبري من دون ماكياج شاهدوا كيف بدت 02:51 | 2025-05-10 10/05/2025 02:51:53 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 16:55 | 2025-05-10 مقدّمات النشرات المسائية 16:30 | 2025-05-10 آخر مفاجأة.. "شراء هويات" في طرابلس قبل الانتخابات! 16:26 | 2025-05-10 بالفيديو.. هذه قصة حادثة "الطائرة الشراعية" في جونيه! 15:36 | 2025-05-10 فيديو لحادث دهس في النبطية.. شاهدوه! 15:14 | 2025-05-10 عن زيارته للكويت.. هذا ما أعلنه عون 15:02 | 2025-05-10 عن الامتحانات الرسمية والمواد الاختيارية.. بيان من وزارة التربية فيديو جمال سليمان يكشف ما طلبه منه العلويون.. وهكذا علّق على قرار شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين (فيديو) Lebanon 24 جمال سليمان يكشف ما طلبه منه العلويون.. وهكذا علّق على قرار شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين (فيديو) 01:07 | 2025-05-10 11/05/2025 06:08:33 Lebanon 24 Lebanon 24 هذا سبب خلاف أبناء الراحل محمود عبد العزيز وبوسي شلبي.. إعلامي شهير يكشف (فيديو) Lebanon 24 هذا سبب خلاف أبناء الراحل محمود عبد العزيز وبوسي شلبي.. إعلامي شهير يكشف (فيديو) 23:34 | 2025-05-09 11/05/2025 06:08:33 Lebanon 24 Lebanon 24 عرض عسكري ضخم أمام زعماء العالم.. بث مباشر لفعاليات يوم النصر في روسيا Lebanon 24 عرض عسكري ضخم أمام زعماء العالم.. بث مباشر لفعاليات يوم النصر في روسيا 03:06 | 2025-05-09 11/05/2025 06:08:33 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • مناوي: أبطالنا في القوات المسلحة والقوة المشتركة بذلوا تضحيات عظيمة خلال معارك مدينتي الخوي و أم صميمة
  • وفاة الشاعر والكاتب المسرحي يوسف مسلم
  • الانتخابات البلدية والاختيارية في الشمال وعكار: معارك مسيحية ومبارزة سنية طرابلسية
  • بعد أن تصدرت “الترند” وأنهالت عليها الإشادات.. تعرف على الأسباب التي دفعت الفنانة فهيمة عبد الله لتقديم التهنئة والمباركة لزوجها بعد خطوبته ورغبته في الزواج مرة أخرى
  • معارك حامية.. هذه خارطة المشهد الانتخابي شمالاً
  • إنتخابات الشمال غداً: معارك سياسية بطابع بلدي ومخاوف من التشطيب
  • السلطات الإيطالية تسلم فرنسا المشتبه به في قتل شاب مسلم داخل مسجد جنوبي البلاد
  • ناطق حكومة التغيير يوضح جانبا من الإنجازات والجهود التي بذلت في التصدي للعدوان الأمريكي
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: لا حج إلا بتصريح فنعمة الأمن والأمان من أعظم النعم.. ولن يخزي الله مسلمًا سار على هدي نبيه
  • جيش العدو يعلن مقتل اثنين من جنوده في معارك جنوبي قطاع غزة