10خطوات تجعلك تستمتع بحياتك بدون معصية
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أنه مِن حُسْن إدارة الأوقات أن يُخصّص الإنسان جزءًا منها يُروح فيه عن نفسه بما أباحه الإسلام؛ ليقبل بعده على واجباته وأعماله في هِمَّة ونشاط، ولا يصيبه الضّيق والفتور، فكيف تستمتع بحياتك بدون معصية؟
وتابع الفتوى العالمي أن سيدنا رسولُ الله ﷺ قال: «إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً -أي: نشاطًا- وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ –أي: ضعفًا وانقطاعًا-، فَمَنْكَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي، فَقَدْ أَفْلَحَ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ، فَقَدْ هَلَكَ»، فقد أباح الشرع الشريف للإنسان أن يُرَوِّح عن نفسه في بعض الأحيان؛ فحثَّه على العمل للآخرة، مع عدم نسيان أخذ نصيبه من الدنيا؛ حيث قال تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾ [القصص: 77]؛ أَيْ: ممَّا أباح اللهُ فيها من المآكل وَالمَشَارب والملابس والمساكن والمناكح؛ فإنَّ لربِّك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حَقًّا، ولزَوْرك عليك حَقًّا؛ فَآتِ كُلَّ ذِي حقِّ حقَّه؛ كما قال الحافظ ابن كثير في “تفسير القرآن العظيم”.
وقد رسَّخ النَّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم معنى الترويح عن النفس في الحديث الذي رواه حنظلة الْأُسَيِّدِيِّ رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم، فذكرنا الجنَّة والنَّار حتَّى كَأَنَّا رَأْيَ العين، فقمتُ إلى أهلي وولدي فضحكتُ ولَعِبْتُ، قال: فذكرت الذي كُنَّا فيه، فخرجت، فلقيت أبا بكر، فقلت: نافقتُ نافقتُ، فقال أبو بكر: إنا لنفعله، فذهب حنظلة فذكره للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلم، فقال: «يَا حَنْظَلَةُ لَوْ كُنْتُمْ كَمَا تَكُونُونَ عِنْدِي، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ، أَوْ عَلَى طُرُقِكُمْ، يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً» .
و أشار العالمي للفتوى أن الإسلام قد وضع له جملةً من الضوابط والآداب، التي يراعي المُسلم من خلالها حقّ ربه، ونفسه، ومُجتمعه، عندما يستمتع بحياته منها:-
1️- أن تكون وسيلة التي تستمتع بها بحياتك مباحة شرعًا؛ فلا يجوز الترفيه بالمحرّم، وألا يشغل الترويح عن واجب شرعي كأداء الصلاة في وقتها، وبر الوالدين، وألا يشغل عن مسئولية حياتية وأسرية.
2️- الاعتدال في الإنفاق، والابتعاد عن الإسراف عند الاستمتاع بحياتك.
3️- الابتعاد عن الاختلاط المُحرَّم، الذي لا حدود للتعامل فيه بين الرجال والنساء.
4️- التزام كلٍّ من الرجل والمرأة بغض بصرهما عن المُحرَّمات.
5️- استمتع بحياتك مع الالتزام بآداب الملبس في الإسلام، والمحافظة على العفة والحياء وستر العورات من الرجال والنساء.
6️- عدم الخلوة بين الرجل والمرأة، وترك الخضوع بالقول، وعدم إبداء المرأة زينتها للرجال الأجانب عنها.
7️- حفظ السمع عن كل ما لا يحلّ سماعه، سيما الكلمات الهابطة، والأغاني الصاخبة الخادشة للحياء والمُدمِّرة للأخلاق، وما يصحبها من تصرفات وحركات تُنافي قيم الإسلام وآدابه.
8️- عدم تعريض النَّفس والأهل لمغامرة قد تؤدى إلى ضرر، والابتعاد عن الألعاب الخَطِرة.
9️- عدم التعدّي على الآخرين، أو إيذائهم، أو إزعاجهم، أو التَّنمر ضدهم، أو ترويعهم.
1️0- الالتزام بالقواعد التنظيمية لأماكن التصييف والترويح، والمحافظة على نظافة الشواطئ والمتنزهات؛ فالمسلم عنوان لدينه أينما حل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية العالمي للفتوى تستمتع بحياتك ک علیک علیک ح
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: النبي مؤسس لدولة قائمة على الرحمة والعدالة والقانون
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن النبي قدّم أرقى نموذج في التعامل مع الظلم والاعتداء، حين جاءه أحد الصحابة يطلب منه الإذن بالقتال، فقال له: "استعرض بنا الوادي، كفاية ظلم بقى، نقاتلهم بقى!"، فتمعر وجه النبي غضبًا، أي تغير وجهه رفضًا وغضبًا من هذا الفهم الخاطئ.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال تصريح تليفزيوني: "النبي غضب لأنه جاء برسالة، لا كميليشيا، ولا جماعة، ولا فوضى، وإنما جاء كنبي ورسولٍ حاملٍ لقيم الحق والعدل، ومؤسس لدولة قائمة على الرحمة والعدالة والقانون".
وأضاف: "قال له النبي: "ألا إني رسول الله، ولا ينصرن الله هذا الدين حتى تسير الضعينة من مكة إلى الحيرة لا تخاف إلا الله والذئب على غنمها"... يعني الأمن الحقيقي مش في الانتقام، لكن في نشر السلام والأمان، دا كان هدف الإسلام".
وشدد الدكتور علي جمعة على أن: "القتال في الإسلام ليس وسيلة للهجوم أو للانتقام، وإنما هو دفاعٌ عن النفس والوطن والعقيدة، ويديره جيش ودولة، لا جماعة ولا أفراد، ولا يُترك للعاطفة أو للانتقام الشخصي".
وأشار إلى أن النبي ﷺ ربّى أصحابه على الصبر والثبات وعدم العدوان، قائلاً: "إن الرجل من قبلكم كان يؤتى به فيوضع المنشار في مفرق رأسه فيُنشر ما بين لحمه وعظمه، لا يضره ذلك في الله شيئًا"… يعني كان الصحابة يُبتلون في دينهم أشد البلاء، وما تزعزعوا، لأنهم فهموا أن الرسالة أعظم من مجرد ردّ فعل عنيف".
وتابع: "منهج الإسلام الأصيل يرفض العنف والميليشيات، ويرسّخ للدولة القانونية التي تحمي الحقوق وتنشر القيم، وهذا ما فعله رسول الله ﷺ حين أسس دولة المدينة".